أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/أهل البيت (عليهم السلام)/ولاية أهل البيت عليهم السلام/الإمام الصادق (عليه السلام)
عن أبي عبد الله
عليه السلام قال : بينا أبي عليه السلام جالس وعنده نفر إذا استضحك حتى اغرورقت
عيناه دموعا ، ثم قال : هل تدرون ما أضحكني؟ قال : فقالوا : لا ، قال : زعم ابن عباس أنه من الذين قالوا ربنا
الله ثم استقاموا ، فقلت له : هل رأيت الملائكة يا ابن عباس تخبرك بولايتها لك في
الدنيا والاخرة مع الامن من الخوف والحزن؟ قال : فقال : إن الله تبارك وتعالى يقول
: « إنما المؤمنون إخوة» وقد دخل في هذا جميع الامة فاستضحكت.
ثم قلت : صدقت
يا بن عباس ، انشدك الله هل في حكم الله جل ذكره اختلاف؟ قال : فقال : لا ، فقلت : ما ترى في رجل ضرب
رجلا أصابعه بالسيف حتى سقطت ، ثم ذهب
وأتى رجل آخر فأطار كفه فأتي به إليك وأنت قاض كيف أنت صانع به ، قال أقول لهذا
القاطع : أعطه دية كفه وأقول لهذا المقطوع : صالحه على ما شئت ، وابعث به إلى ذوي
عدل.
قلت : جاء
الاختلاف في حكم الله جل ذكره ، ونقضت القول الاول ، أبى الله عز ذكره أن يحدث في
خلقه شيئا من الحدود فليس تفسيره في الارض اقطع قاطع الكف أصلا ثم أعطه دية
الاصابع ، هكذا حكم الله ليلة ينزل فيها أمره ، إن جحدتها بعدما سمعت من رسول الله
(صلى الله عليه وآله) فأدخلك الله النار كما أعمى بصرك يوم جحدتها علي بن أبي طالب
قال : فلذلك عمي بصري ، قال : وما علمك بذلك فوالله إن عمي بصره إلا من صفقة جناح
الملك.
قال : فاستضحكت
ثم تركته يومه ذلك لسخافة عقله ، ثم لقيته فقلت : يا ابن عباس ما تكلمت بصدق مثل
أمس قال لك علي بن أبي طالب : إن ليلة القدر في كل سنة ، وإنه ينزل في تلك الليلة
أمر السنة، وإن لذلك الامر ولاة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله فقلت من هم؟
فقال : أنا وأحد عشر من صلبي أئمة محدثون ، فقلت : لا أراها كانت إلا مع رسول الله
صلى الله عليه وآله، فتبدا لك الملك الذي يحدثه فقال : كذبت عبد الله رأيت عيناي الذي حدثك به علي ولم
تره عيناه ولكن وعى قلبه ووقر في سمعه ، ثم صفقك بجناحيه فعميت.
قال : فقال ابن
عباس : ما اختلفنا في شئ فحكمه إلى الله ، فقلت له : فهل حكم الله في حكم من حكمه
بأمرين؟ قال : لا ، فقلت : ههنا هلكت وأهلكت.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 25 / صفحة [ 78 ]
تاريخ النشر : 2025-03-20