التفسير بالمأثور/الامامة/الإمام الكاظم (عليه السلام)
محمد بن العباس
عن محمد بن همام عن محمد بن إسماعيل العلوي عن عيسى بن داود النجار عن موسى بن
جعفر عن أبيه عليه السلام في قول الله عز وجل : ( وَالَّذِينَ هاجَرُوا فِي
سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ ماتُوا ) إلى قوله ( إِنَّ اللهَ لَعَلِيمٌ
حَلِيمٌ ) قال نزلت في أمير المؤمنين عليه
السلام وقال سمعت أبي محمد بن علي عليه السلام كثيرا ما يردد هذه الآية ( وَمَنْ
عاقَبَ بِمِثْلِ ما عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللهُ )
فقلت يا أبت جعلت فداك أحسب هذه الآية نزلت في
أمير المؤمنين عليه السلام خاصة قال نعم.
ـ وبهذا الإسناد
عن الكاظم عن أبيه عليه السلام قال : لما نزلت هذه الآية ( لِكُلِّ أُمَّةٍ
جَعَلْنا مَنْسَكاً هُمْ ناسِكُوهُ ) جمعهم رسول الله ثم قال يا معشر المهاجرين
والأنصار إن الله تعالى يقول ( لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً هُمْ ناسِكُوهُ
) والمنسك هو الإمام لكل أمة بعد نبيها حتى يدركه نبي ألا وإن لزوم الإمام وطاعته
هو الدين وهو المنسك وهو علي بن أبي طالب عليه السلام إمامكم بعدي فإني أدعوكم إلى
هداه وإنه على هدى مستقيم فقام القوم يتعجبون من ذلك ويقولون والله إذا لننازعن
الأمر ولا نرضى طاعته أبدا فأنزل الله عز وجل ( ادْعُ إِلى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلى
هُدىً مُسْتَقِيمٍ وَإِنْ جادَلُوكَ فَقُلِ اللهُ أَعْلَمُ بِما تَعْمَلُونَ اللهُ
يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ
أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذلِكَ
فِي كِتابٍ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ ).
ـ وبهذا الإسناد
عنه عن أبيه عليه السلام في قول الله عز وجل : (وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا)
بينات تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم آياتنا
الآية قال كان القوم إذا نزلت في أمير المؤمنين آية في كتاب الله فيها فرض طاعته
أو فضيلة فيه أو في أهله سخطوا ذلك وكرهوا حتى هموا به وأرادوا به العظيم وأرادوا
برسول الله صلى الله عليه وآله أيضا ليلة
العقبة غيظا وغضبا وحسدا حتى نزلت هذه الآية وقال عليه السلام في قوله عز وجل : (
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا ) الآية أمرهم بالركوع
والسجود وعبادة الله وقد افترضها الله عليهم وأما فعل الخير فهو طاعة الإمام أمير
المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ( وَجاهِدُوا فِي اللهِ
حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ ) يا شيعة آل محمد ( وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي
الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ) قال من ضيق ( مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ
سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً
عَلَيْكُمْ ) يا آل محمد يا من قد استودعكم المسلمين وافترض طاعتكم عليهم (
وَتَكُونُوا ) أنتم ( شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ ) بما قطعوا من رحمكم وضيعوا من
حقكم ومزقوا من كتاب الله وعدلوا حكم غيركم بكم فالزموا الأرض ( فَأَقِيمُوا
الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللهِ ) يا آل محمد وأهل بيته ( هُوَ
مَوْلاكُمْ ) أنتم وشيعتكم ( فَنِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ ).
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 24 / صفحة [ 361 ]
تاريخ النشر : 2025-03-10