التفسير بالمأثور/أهل البيت (عليهم السلام)/الإمام الباقر (عليه السلام)
الكافي العدة عن
البرقي عن أبيه عن محمد بن سنان عن زيد الشحام قال : دخل قتادة بن دعامة على أبي
جعفر عليه السلام فقال يا قتادة أنت فقيه أهل البصرة فقال هكذا يزعمون فقال أبو
جعفر عليه السلام بلغني أنك تفسر القرآن قال له قتادة نعم فقال له أبو جعفر عليه
السلام بعلم تفسره أم بجهل قال لا بعلم فقال له أبو جعفر عليه السلام فإن كنت
تفسره بعلم فأنت أنت وأنا أسألك قال قتادة سل قال أخبرني عن قول الله عز وجل : في
سبإ ( وَقَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ
) فقال قتادة ذلك من خرج من بيته بزاد وراحلة وكراء حلال يريد هذا البيت كان آمنا
حتى يرجع إلى أهله فقال أبو جعفر عليه السلام نشدتك الله يا قتادة هل تعلم أنه قد
يخرج الرجل من بيته بزاد وراحلة وكراء حلال يريد هذا البيت فيقطع عليه الطريق
فتذهب نفقته ويضرب مع ذلك ضربة فيها اجتياحه قال قتادة اللهم نعم فقال أبو جعفر
عليه السلام ويحك يا قتادة إن كنت إنما فسرت القرآن من تلقاء نفسك فقد هلكت وأهلكت
وإن كنت قد أخذته من الرجال فقد هلكت وأهلكت ويحك يا قتادة ذلك من خرج من بيته
بزاد وراحلة وكراء حلال يروم هذا البيت عارف بحقنا يهوانا قلبه كما قال الله عز
وجل (فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ) ولم يعن البيت
فيقول إليه فنحن والله دعوة إبراهيم عليه السلام التي من هوانا قلبه قبلت حجته
وإلا فلا يا قتادة فإذا كان كذلك كان آمنا من عذاب جهنم يوم القيامة قال قتادة لا
جرم والله ولا فسرتها إلا هكذا فقال أبو جعفر عليه السلام ويحك يا قتادة إنما يعرف
القرآن من خوطب به.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 24 / صفحة [ 237 ]
تاريخ النشر : 2025-02-26