قَالَ (عليه السلام): لَمَّا بَلَغَهُ إِغَارَةُ
أَصْحَابِ مُعَاوِيَةَ عَلَى الْأَنْبَارِ فَخَرَجَ بِنَفْسِهِ مَاشِياً حَتَّى
أَتَى النُّخَيْلَةَ وَأَدْرَكَهُ النَّاسُ وَقَالُوا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ
نَحْنُ نَكْفِيكَهُمْ.
فَقَالَ: مَا تَكْفُونَنِي أَنْفُسَكُمْ فَكَيْفَ
تَكْفُونَنِي غَيْرَكُمْ إِنْ كَانَتِ الرَّعَايَا قَبْلِي لَتَشْكُو حَيْفَ
رُعَاتِهَا وَإِنَّنِي الْيَوْمَ لَأَشْكُو حَيْفَ رَعِيَّتِي كَأَنَّنِي
الْمَقُودُ وَهُمُ الْقَادَةُ أَوِ الْمَوْزُوعُ وَهُمُ الْوَزَعَةُ.
فلما قال (عليه السلام) هذا القول في
كلام طويل قد ذكرنا مختاره في جملة الخطب، تقدم إليه رجلان من أصحابه، فقال أحدهما
إني لا أملك إلا نفسي وأخي، فمر بأمرك يا أمير المؤمنين ننقد له، فقال (عليه
السلام):
وَأَيْنَ تَقَعَانِ مِمَّا أُرِيدُ.
تاريخ النشر : 2025-01-26