التفسير بالمأثور/تأويل الآيات والروايات/الإمام الصادق (عليه السلام)
الأمالي للشيخ
الطوسي بإسناد عن عمار الساباطي قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام إن أبا أمية
يوسف بن ثابت حدث عنك أنك قلت لا يضر مع الإيمان عمل ولا ينفع مع الكفر عمل فقال
إنه لم يسألني أبو أمية عن تفسيرها إنما عنيت بهذا أنه من عرف الإمام من آل محمد صلى الله عليه وآله وتولاه ثم عمل لنفسه ما شاء
من عمل الخير قبل منه ذلك وضوعف له أضعافا كثيرة وانتفع بأعمال الخير مع المعرفة
فهذا ما عنيت بذلك وكذلك لا يقبل الله من العباد الأعمال الصالحة التي يعملونها
إذا تولوا الإمام الجائر الذي ليس من الله تعالى فقال له عبد الله بن أبي يعفور
أليس الله تعالى قال ( مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَهُمْ مِنْ
فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ ) فكيف لا ينفع العمل الصالح ممن يوالي أئمة الجور
فقال له أبو عبد الله عليه السلام هل تدري
ما الحسنة التي عناها الله تعالى في هذه الآية هي معرفة الإمام وطاعته وقد قال
الله تعالى : ( وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ
هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) وإنما أراد بالسيئة إنكار
الإمام الذي هو من الله تعالى ثم قال أبو عبد الله عليه السلام من جاء يوم القيامة بولاية إمام
جائر ليس من الله وجاء منكرا لحقنا جاحدا لولايتنا أكبه الله تعالى يوم القيامة في
النار.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 24 / صفحة [ 43 ]
تاريخ النشر : 2025-01-05