أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الامامة/إمامة الائمة الاثني عشر عليهم السلام/إمامة الائمة عليهم السلام وما جاء في حقهم/الامام الرضا عليه السلام
في علل
الفضل بن شاذان عن الرضا عليه السلام فان قال : فلم جعل اولي الامر ، وأمر بطاعتهم؟ قيل : لعلل كثيرة ، منها أن
الخلق مما وقفوا على حد محدود ، وأمروا أن لا يتعدوا ذلك الحد لما فيه من
فسادهم لم يكن يثبت ذلك ولا يقوم إلا بأن يجعل عليهم فيه أمينا ، يأخذهم بالوقف
عندما أبيح لهم ويمنعهم من التعدى والدخول فيما خطر عليهم ، لانه لو لم يكن ذلك كذلك
لكان أحد لا يترك لذته ومنفعة لفساد غيره ، فجعل عليه قيما يمنعهم من
الفساد ، ويقيم فيهم الحدود والاحكام ، ومنها أنا لا نجد فرقة من الفرق ولا ملة من
الملل بقوا وعاشوا إلا بقيم ورئيس لما لابد لهم منه في أمر الدين والدنيا ، فلم
يجز في حكمة الحكيم أن يترك الخلق مما يعلم أنه لابد لهم منه ، ولا قوام لهم إلا
به ، فيقاتلون به عدوهم ويقسمون به فيئهم ، ويقيم لهم جمعتهم وجماعتهم ، ويمنع ظالمهم
من مظلومهم ، ومنها أنه لو لم يجعل لهم إماما قيما أمينا حافظا مستودعا لدرست
الملة ، وذهب الدين وغيرت السنة والاحكام ، ولزاد فيه المبتدعون ، ونقص منه
الملحدون ، وشبهوا ذلك على المسلمين ، لانا قد وجدنا الخلق منقوصين محتاجين غير
كاملين مع اختلافهم واختلاف أهوائهم ، وتشتت أنحائهم ، فلو لم يجعل لهم قيما
حافظا لما جاء به الرسول فسدوا على ما بينا ، وغيرت الشرائع والسنن والاحكام والايمان ، وكان في ذلك فساد الخلق أجمعين.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 23 / صفحة [ 32 ]
تاريخ النشر : 2024-10-10