أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/سيرة وتاريخ/الإمام الرضا (عليه السلام)
علي بن محمد، عن ابن جمهور، عن إبراهيم بن عبد الله، عن أحمد بن عبد الله عن
الغفاري قال: كان لرجل من آل أبي رافع مولى النبي صلى الله عليه وآله يقال له :
طيس علي حق له، فتقاضاني وألح علي وأعانه الناس، فلما رأيت ذلك صليت الصبح في مسجد
الرسول صلى الله عليه وآله، ثم توجهت نحو الرضا عليه السلام وهو يومئذ بالعريض،
فلما قربت من بابه إذا هو قد طلع على حمار وعليه قميص ورداء، فلما نظرت إليه
استحييت منه، فلما لحقني وقف ونظر إلي فسلمت عليه - وكان شهر رمضان - فقلت: جعلني
الله فداك إن لمولاك طيس علي حقا وقد والله شهرني وأنا أظن في نفسي أنه يأمره
بالكف عني ووالله ما قلت له كم له علي ولا سميت له شيئا، فأمرني بالجلوس إلى
رجوعه، فلم أزل حتى صليت المغرب وأنا صائم، فضاق صدري وأردت أن أنصرف فإذا هو قد
طلع علي وحوله الناس وقد قعد له السؤال وهو يتصدق عليهم، فمضى ودخل بيته، ثم خرج
ودعاني فقمت إليه ودخلت معه، فجلس وجلست، فجعلت أحدثه عن ابن المسيب وكان أمير
المدينة وكان كثيرا ما أحدثه عنه، فلما فرغت قال: لا أظنك أفطرت بعد؟
فقلت: لا، فدعا لي بطعام، فوضع بين يدي وأمر الغلام أن يأكل معي فأصبت
والغلام من الطعام، فلما فرغنا قال لي: ارفع الوسادة وخذ ما تحتها فرفعتها، وإذا
دنانير فأخذتها ووضعتها في كمي وأمر أربعة من عبيده أن يكونوا معي حتى يبلغوني
منزلي فقلت: جعلت فداك إن طائف ابن المسيب يدور وأكره أن يلقاني ومعي عبيدك، فقال
لي: أصبت أصاب الله بك الرشاد وأمرهم أن ينصرفوا إذا رددتهم، فلما قربت من منزلي وآنست
رددتهم، فصرت إلى منزلي ودعوت بالسراج ونظرت إلى الدنانير وإذا هي ثمانية وأربعون
دينار وكان حق الرجل علي ثمانية وعشرين دينارا وكان فيها دينار يلوح فأعجبني حسنه
فأخذته وقربته من السراج فإذا عليه نقش واضح: حق الرجل ثمانية وعشرون دينارا وما
بقي فهو لك: ولا والله ما عرفت ما له علي والحمد لله رب العالمين الذي أعز وليه.
المصدر : أصول الكافي
المؤلف : ثقة الاسلام محمد بن يعقوب الكليني
الجزء والصفحة : ج1 ، ص 487
تاريخ النشر : 2024-09-01