حدثنا محمد بن محمد،
قال: أخبرني أبو حفص عمر بن محمد، قال: حدثنا علي بن مهرويه القزويني، قال: حد ثنا
داود بن سليمان، قال: حدثنا الرضا علي بن موسى، قال: حدثني أبي موسى بن جعفر، قال:
حدثني أبي جعفر، قال: حدثني أبي محمد
بن علي، قال: حدثني أبي علي بن الحسين زين العابدين، قال: حدثني أبي الحسين
بن علي، قال: حدثني أبي علي بن أبي طالب أمير المؤمنين (عليهم السلام)، قال: قال رسول
الله (صلى الله عليه وآله) قال الله (عز وجل): يا بن آدم، كلكم ضال إلا من هديت، وكلكم
عائل إلا من أغنيت، وكلكم هالك إلا من أنجيت، فاسألوني أكفكم وأهدكم سبيل رشدكم، فإن
من عبادي المؤمنين من لا يصلحه إلا الفاقة ولو أغنيته لأفسده ذلك، وإن من عبادي من
لا يصلحه إلا الصحة ولو أمرضته لا فسده ذلك، وإن من عبادي من لا يصلحه إلا المرض ولو
أصححت جسمه لأفسده ذلك، وإن من عبادي لمن يجتهد في عبادتي وقيام الليل لي، فألقي عليه
النعاس نظرا مني له، فيرقد حثى
يصبح ويقوم حين يقوم وهو ماقت لنفسه زار عليها، ولو خليت بينه وبين ما يريد لدخله العجب
بعمله، ثم كان هلاكه في عجبه ورضاه من نفسه، فيظن أنه قد فاق العابدين وجاز باجتهاده
حد المقصرين فيتباعد بذلك مني، وهو يظن أنه يتقرب إلي، فلا يتكل العاملون على أعمالهم
وإن حسنت، ولا ييأس المذنبون من مغفرتي لذنوبهم وإن كثرت، لكن برحمتي فليثقوا، ولفضلي
فليرجوا، وإلى حسن نظري فليطمئنوا، وذلك أني أدبر عبادي بما يصلحهم، وأنا بهم لطيف
خبير.
المصدر : الأمالي
المؤلف : شيخ الطائفة أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي
الجزء والصفحة : ص 166
تاريخ النشر : 2024-08-19