أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/النبوة/قصص الأنبياء وما يتعلق بهم/قصص الانبياء في كتب التفسير/تفسير العياشي
عن الفضل بن موسى
الكاتب، عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام قال: إن إبراهيم عليه السلام لما
أسكن إسماعيل وهاجر مكة وودعهما لينصرف عنهما بكيا، فقال لهما إبراهيم: ما يبكيكما
فقد خلفتكما في أحب الارض إلى الله وفي حرم الله ؟ فقالت له
هاجر: يا إبراهيم ما كنت أرى أن نبيا مثلك يفعل ما فعلت، قال: وما فعلت ؟ فقالت: إنك
خلفت امرأة ضعيفة وغلاما ضعيفا لا حيلة لهما بلا أنيس من بشر ولا ماء يظهر ولا زرع
قد بلغ ولا ضرع يحلب، قال: فرق إبراهيم ودمعت عيناه عند ما سمع منها فأقبل حتى انتهى
إلى باب بيت الله الحرام فأخذ بعضادتي الكعبة ثم قال: اللهم إني أسكنت من ذريتي
بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي
إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون. قال: أبو الحسن: فأوحى الله إلى إبراهيم:
أن اصعد أبا قبيس فناد في الناس: يا معشر الخلائق إن الله يأمركم بحج هذا البيت
الذي بمكة محرما من استطاع إليه سبيلا، فريضة من الله، قال: فصعد إبراهيم أبا قبيس
فنادى في الناس بأعلى صوته: يا معشر الخلائق إن الله يأمركم بحج هذا البيت الذي
بمكة محرما من استطاع إليه سبيلا فريضة من الله، قال: فمد الله لإبراهيم في صوته
حتى أسمع به أهل المشرق والمغرب وما بينهما من جميع ما قدر الله وقضى في أصلاب الرجال
من النطف، وجميع ما قدر الله وقضى في أرحام النساء إلى يوم القيامة، فهناك يا
فضل وجب الحج على جميع الخلائق، فالتلبية من الحاج في أيام الحج هي إجابة لنداء إبراهيم
عليه السلام يومئذ بالحج عن الله.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 12 / صفحة [114]
تاريخ النشر : 2024-07-30