أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/النبوة/قصص الأنبياء وما يتعلق بهم/قصص الانبياء في كتب التفسير/التفسير المنسوب للامام العسكري
بالإسناد إلى أبي محمد العسكري، عن
آبائه، عن الصادق عليهم السلام قال: كان حزبيل مؤمن آل فرعون
يدعو قوم فرعون إلى توحيد الله، ونبوة موسى،
وتفضيل محمد رسول الله صلى الله عليه وآله على جميع رسل وخلقه، وتفضيل علي بن أبي
طالب عليه السلام والخيار من الائمة على سائر أوصياء النبيين، وإلى البراءة من ربوبية
فرعون، فوشى به الواشون إلى فرعون وقالوا: إن حزبيل يدعو إلى مخالفتك ويعين أعداءك
على مضادتك، فقال لهم فرعون: ابن عمي وخليفتي على ملكي وولي عهدي، إن فعل ما قلتم
فقد استحق أشد العذاب على كفره نعمتي، فإن كنتم عليه كاذبين فقد استحققتم أشد
العذاب لإيثاركم الدخول في مكانه، فجاء بحزبيل وجاء بهم فكاشفوه وقالوا: أنت تجحد
ربوبية فرعون الملك وتكفر نعماءه ؟ فقال حزبيل: أيها الملك هل جربت علي كذبا قط
؟ قال: لا، قال: فسلهم من ربهم ؟ فقالوا: فرعون، قال: ومن خالقكم ؟ قالوا: فرعون هذا،
قال: ومن رازقكم الكافل لمعايشكم والدافع عنكم مكارهكم ؟ قالوا: فرعون هذا، قال
حزبيل: أيها الملك فأشهدك وكل من حضرك أن ربهم هو ربي، وخالقهم هو خالقي، ورازقهم
هو رازقي، ومصلح معايشهم هو مصلح معايشي،
لا رب لي ولا خالق ولا رازق غير ربهم وخالقهم ورازقهم،
واشهدك ومن حضرك أن كل رب وخالق ورازق سوى ربهم وخالقهم ورازقهم فأنا برئ منه
ومن ربوبيته وكافر بإلهيته، يقول حزبيل هذا وهو يعني أن ربهم هو الله ربي، ولم يقل:
إن الذي قالوا إنه ربهم هو ربي، وخفي هذا المعنى على فرعون ومن حضره وتوهموا أنه
يقول: فرعون ربي وخالقي ورازقي، فقال لهم فرعون: يا رجال السوء ويا طلاب الفساد في
ملكي ومريدي الفتنة بيني وبين ابن عمي وهو عضدي أنتم المستحقون لعذابي لإرادتكم فساد
أمري، وإهلاك ابن عمي والفت في عضدي، ثم أمر بالأوتاد فجعل في ساق كل واحد منهم
وتدا وفي صدره وتدا. وأمر أصحاب أمشاط الحديد فشقوا بها لحومهم من أبدانهم، فذلك
ما قال الله تعالى: " فوقاه الله " يعني حزبيل " سيئات ما مكروا به
" لما وشوا به إلى فرعون ليهلكوه " وحاق بآل
فرعون سوء العذاب " وهم الذين وشوا بحزبيل إليه لما
أوتد فيهم الاوتاد ومشط عن أبدانهم لحومها بالأمشاط. الخبر.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 13 / صفحة [160]
تاريخ النشر : 2024-07-29