أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/النبوة/قصص الأنبياء وما يتعلق بهم/النبي سليمان عليه السلام/الإمام الصادق (عليه السلام)
الهمداني عن علي، عن أبيه، عن علي بن
معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن علي بن موسى
الرضا عليه السلام، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد عليهم السلام قال:
إن سليمان بن داود عليه السلام قال ذات يوم لأصحابه: إن الله تبارك وتعالى قد
وهب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي، سخر لي الريح والانس والجن والطير والوحوش، وعلمني
منطق الطير، وآتاني من كل شئ، ومع جميع ما أوتيت من الملك ما تم لي سرور يوم إلى
الليل، وقد أحببت أن أدخل قصري في غد فأصعد أعلاه وأنظر إلى ممالكي فلا تأذنوا لاحد
علي لئلا يرد علي ما ينغص على يومي قالوا: نعم، فلما كان من الغد أخذ عصاه بيده
وصعد إلى أعلى موضع من قصره، ووقف متكئا على عصاه ينظر إلى ممالكه مسرورا بما أوتي
فرحا بما أعطي إذ نظر إلى شاب حسن الوجه واللباس قد خرج عليه من بعض زوايا قصره،
فلما بصر به سليمان عليه السلام قال له: من أدخلك إلى هذا القصر وقد أردت أن أخلو
فيه اليوم ؟ فبإذن من دخلت ؟ فقال الشاب: أدخلني هذا القصر ربه وبإذنه دخلت، فقال:
ربه أحق به مني، فمن أنت ؟ قال: أنا ملك الموت، قال: وفيما جئت ؟ قال: جئت لأقبض
روحك، قال: امض لما أمرت به فهذا يوم سروري، وأبى الله عزوجل أن يكون لي سرور
دون لقائه، فقبض ملك الموت روحه وهو متكئ على عصاه، فبقي سليمان عليه السلام متكئا
على عصاه وهو ميت ما شاء الله والناس ينظرون إليه وهم يقدرون أنه حي فافتتنوا فيه
واختلفوا فمنهم من قال: إن سليمان عليه السلام قد بقي متكئا على عصاه هذه الايام
الكثيرة ولم يتعب ولم ينم ولم يأكل ولم يشرب، إنه لربنا الذي
يجب علينا أن نعبده، وقال قوم: إن سليمان عليه
السلام ساحر وإنه يرينا أنه واقف متكئ على عصاه، يسحر أعيننا وليس كذلك، فقال المؤمنون:
إن سليمان هو عبد الله ونبيه يدبر الله أمره بما شاء، فلما اختلفوا بعث الله
عزوجل الارضة فدبت في عصاه، فلما أكلت جوفها انكسرت العصا وخر سليمان عليه السلام
من قصره على وجهه، فشكرت الجن للأرضة صنيعها، فلأجل ذلك لا توجد الارضة في مكان
إلا وعندها ماء وطين، وذلك قول الله عزوجل: " فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على
موته إلا دابة الارض تأكل منسأته " يعني عصاه " فلما خر تبينت الجن أن
لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب
المهين " ثم قال الصادق عليه السلام: والله ما نزلت
هذه الآية هكذا، وإنما نزلت: " فلما خر تبينت الانس أن الجن لو كانوا يعلمون الغيب
ما لبثوا في العذاب المهين.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 14 / صفحة [136]
تاريخ النشر : 2024-07-14