أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/النبوة/عدد الانبياء والاوصياء ومراتبهم/الإمام الباقر (عليه السلام)
الطالقاني، عن أحمد بن محمد الهمداني، عن
علي بن الحسن بن فضال عن أبيه، عن محمد بن الفضيل، عن الثمالي، عن
أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله عزوجل عهد
إلى آدم عليه السلام أن لا يقرب الشجرة، فلما بلغ الوقت الذي كان في علم الله تبارك
وتعالى أن يأكل منها نسي فأكل منها، وهو قول الله تبارك تعالى: " ولقد عهدنا إلى
آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما " " فلما أكل آدم من الشجرة اهبط إلى الأرض فولد
له هابيل واخته توأم، وولد له قابيل واخته توأم، ثم إن آدم أمر هابيل وقابيل أن يقربا
قربانا "، وكان هابيل صاحب غنم، وكان قابيل صاحب زرع، فقرب هابيل كبشا وقرب
قابيل من زرعه ما لم ينق، وكان كبش هابيل من أفضل غنمه وكان زرع قابيل غير منقى،
فتقبل قربان هابيل ولم يتقبل قربان قابيل، وهو قوله عزوجل: " واتل عليهم نبأ ابني
آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الاخر " الآية، وكان القربان
إذا قبل تأكله النار، فعمد قابيل فبنى لها بيتا "، وكان أول من بنى للنار
البيوت، وقال: لأعبدن هذه النار حتى تقبل قرباني، ثم إن
عدو الله إبليس قال لقابيل: إنه تقبل قربان
هابيل ولم يتقبل قربانك، وإن تركته يكون له عقب يفتخرون على عقبك، فقتله قابيل،
فلما رجع إلى آدم قال له: يا قابيل أين هابيل ؟ فقال: ما أدري وما بعثتني له راعيا
" ! فانطلق آدم فوجد هابيل مقتولا فقال: لعنت من أرض كما قبلت دم هابيل، فبكى
آدم على هابيل أربعين ليلة. ثم إن آدم سأل ربه عزوجل أن يهب له ولدا " فولد له غلام
فسماه هبة الله، لأن الله عزوجل وهبه له، فأحبه آدم حبا " شديدا "، فلما
انقضت نبوة آدم عليه السلام واستكمل أيامه أوحى
الله تبارك وتعالى إليه أن يا آدم إنه قد انقضت
نبوتك، واستكملت أيامك فاجعل العلم الذي عندك والإيمان والاسم الأكبر وميراث العلم
وآثار النبوة في العقب من ذريتك عند ابنك هبة الله، فإني لن أقطع العلم والإيمان والاسم
الأكبر وميراث العلم وآثار النبوة من العقب من ذريتك إلى يوم القيامة،
ولن أدع الأرض إلا وفيها عالم يعرف به ديني وتعرف به طاعتي، فيكون نجاة لمن
يولد فيما بينك وبين نوح، وذكر آدم نوحا " وقال: إن الله تبارك وتعالى باعث نبيا
" اسمه نوح وإنه يدعو إلى الله فيكذبونه فيقتلهم الله بالطوفان، وكان بين آدم
ونوح عشرة آباء كلهم أنبياء الله، وأوصى آدم إلى هبة الله: أن من أدركه منكم
فليؤمن به وليتبعه وليصدق به فإنه ينجو من الغرق.
ثم إن آدم مرض المرضة التي قبض فيها فأرسل
إلى هبة الله فقال له: إن لقيت جبرئيل أو من لقيت من الملائكة فاقرأه السلام
وقل له: إن أبي يستهديك من ثمار الجنة، ففعل، فقال له جبرئيل: يا هبة الله
إن أباك قد قبض، وما نزلت إلا للصلاة عليه
فارجع، فرجع فوجد أباه قد قبض، فأراه جبرئيل كيف يغسله فغسله حتى إذا بلغ الصلاة
عليه قال هبة الله: يا جبرئيل تقدم فصل على آدم، فقال له: جبرئيل: يا هبة الله
إن الله تبارك وتعالى أمرنا أن نسجد لأبيك في الجنة، وليس لنا أن نؤم أحدا من ولده،
فتقدم هبة الله فصلى على آدم وجبرئيل عليه السلام خلفه وحزب من الملائكة وكبر عليه
ثلاثين تكبيرة، فأمر جبرئيل فرفع من ذلك خمس وعشرون تكبيرة، فالسنة اليوم
فينا خمس تكبيرات، وقد كان يكبر على أهل بدر سبع وتسع. ثم إن هبة الله لما
دفن آدم أتاه قابيل فقال له: يا هبة الله إني قد رأيت آدم أبي قد خصك من العلم بما
لم أخص به، وهو العلم الذي دعا به أخوك هابيل فتقبل قربانه وإنما قتلته لكيلا يكون
له عقب فيفتخرون على عقبي فيقولون: نحن أبناء الذي تقبل قربانه، وأنتم أبناء الذي
لم يتقبل قربانه، وإنك إن أظهرت من العلم الذي اختصك به أبوك شيئا " قتلتك كما قتلت
أخاك هابيل، فلبث هبة الله والعقب منه مستخفين بما عندهم من العلم والإيمان والاسم
الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة حتى بعث نوح عليه السلام وظهرت وصية هبة
الله حين نظروا في وصية آدم فوجدوا نوحا " قد بشر به أبوهم آدم عليه السلام فآمنوا
به واتبعوه وصدقوه، وقد كان آدم أوصى هبة الله أن يتعاهد هذه الوصية عند رأس
كل سنة فيكون يوم عيد لهم، فيتعاهدون بعث نوح في زمانه الذي بعث فيه،
وكذلك جرى في وصية كل نبي حتى بعث الله تبارك وتعالى محمدا " صلى الله عليه
وآله وإنما عرفوا نوحا " بالعلم الذي عندهم وهو قول الله تعالى: " ولقد أرسلنا نوحا
" " إلى آخر الآية، وكان ما بين آدم ونوح من الأنبياء مستخفين ومستعلنين، ولذلك
خفي ذكرهم في القرآن فلم يسموا كما سمي من استعلن من الأنبياء، وهو قول الله تعالى:
" ورسلا " قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا " لم نقصصهم عليك " يعني
من لم يسمهم من المستخفين كما سمى المستعلنين
من الأنبياء. فمكث نوح في قومه ألف سنة إلا
خمسين عاما "، لم يشاركه في نبوته أحد، ولكنه قدم على قوم مكذبين للأنبياء الذين
كانوا بينه وبين آدم، وذلك قوله: " كذبت قوم نوح المرسلين " يعني من كان
بينه وبين آدم إلى أن انتهى إلى قوله:
" وإن ربك لهو العزيز الرحيم ".
ثم إن نوحا " لما انقضت
نبوته واستكملت أيامه أوحى الله عزوجل إليه: يا نوح قد انقضت نبوتك واستكملت أيامك،
فاجعل العلم الذي عندك والإيمان والاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة
في العقب من ذريتك عند سام، كما لم أقطعها من بيوتات الأنبياء الذين بينك
وبين آدم، ولن أدع الأرض إلا وعليها عالم يعرف به ديني، وتعرف به طاعتي، ويكون
نجاة لمن يولد فيما بين قبض النبي إلى خروج النبي الآخر، وليس بعد سام إلا هود،
فكان بين نوح وهود من الأنبياء مستخفين ومستعلنين. وقال نوح: إن الله تبارك
وتعالى باعث نبيا " يقال له هود، وإنه يدعو قومه إلى الله تبارك وتعالى فيكذبونه،
وإن الله عزوجل مهلكهم، فمن أدركه منكم فليؤمن به وليتبعه، فإن الله عز ذكره
ينجيه من عذاب الريح، وأمر نوح ابنه ساما " (سام خ) أن يتعاهد
هذه الوصية عند رأس كل سنة، ويكون يوم عيد لهم فيتعاهدون فيه بعث هود وزمانه الذي يخرج
فيه، فلما بعث الله تبارك وتعالى هودا " نظروا فيما عندهم من العلم والإيمان
وميراث العلم والاسم الأكبر وآثار علم النبوة فوجدوا هودا " نبيا " قد بشرهم
به أبوهم نوح، فآمنوا به وصدقوه واتبعوه، فنجوا من عذاب الريح وهو قول الله: "
وإلى عاد أخاهم هودا " " وقوله: " كذبت عاد المرسلين * إذ قال لهم أخوهم
هود ألا تتقون " وقال الله عزوجل: " ووصى
بها إبراهيم بنيه ويعقوب " وقوله: " ووهبنا له إسحاق
ويعقوب كلا " هدينا " لنجعلها في أهل بيته " ونوحا هدينا " من
قبل " لنجعلها في أهل بيته، فآمن العقب من ذرية الأنبياء
من كان قبل إبراهيم لإبراهيم، وكان بين هود
وإبراهيم من الأنبياء عشرة أنبياء وهو قوله عزوجل: " وما قوم لوط منكم ببعيد
" وقوله: " فآمن له لوط وقال إني مهاجر إلى ربي سيهدين " وقوله تعالى:
" وإبراهيم إذ قال لقومه اعبدوا الله واتقوه
ذلكم خير لكم " فجرى بين كل نبي ونبي عشرة
آباء وتسعة آباء، وثمانية آباء كلهم أنبياء، وجرى لكل نبي ما جرى لنوح، وكما
جرى لآدم وهود وصالح وشعيب وإبراهيم صلوات الله عليهم حتى انتهى إلى يوسف بن يعقوب
بن إسحاق بن إبراهيم ثم صارت بعد يوسف في الأسباط إخوته حتى انتهت إلى موسى
بن عمران وكان بين يوسف وموسى بن عمران عشرة من الأنبياء، فأرسل الله عزوجل
موسى وهارون إلى فرعون وهامان وقارون، ثم أرسل الله الرسل تترى " كلما جاء امة
رسولها كذبوه فأتبعنا بعضهم بعضا " وجعلناهم أحاديث " فكانت بنو إسرائيل
تقتل في اليوم نبيين وثلاثة وأربعة، حتى أنه
كان يقتل في اليوم الواحد سبعون نبيا "، ويقوم
سوق بقلهم في آخر النهار فلما انزلت التوراة على موسى بن عمران تبشر
بمحمد صلى الله عليه وآله وكان بين يوسف وموسى من الأنبياء عشرة، وكان وصي
موسى بن عمران يوشع بن نون، وهو فتاه الذي
قال فيه عزوجل، فلم تزل الأنبياء تبشر بمحمد صلى الله عليه وآله وذلك قوله:
" يجدونه " يعني اليهود والنصارى، يعني صفة محمد واسمه " مكتوبا عندهم
في التوارة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم
عن المنكر " وهو قول الله تعالى يحكي عن عيسى
بن مريم: " ومبشرا " برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد " فبشر موسى وعيسى
بمحمد صلى الله عليهم أجمعين كما بشرت الأنبياء
بعضهم بعضا حتى بلغت محمدا صلى الله عليه وآله،
فلما قضى محمد صلى الله عليه وآله نبوته واستكمل أيامه أوحى الله تبارك وتعالى
إليه: أن يا محمد قد قضيت نبوتك، واستكملت أيامك، فاجعل العلم الذي عندك والإيمان
والاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة عند علي بن أبي طالب عليه السلام،
فإني لن أقطع العلم والإيمان والاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة
من العقب من ذريتك، كما لم أقطعها من بيوتات الأنبياء الذين كانوا بينك وبين أبيك
آدم، وذلك قوله تعالى: " إن الله اصطفى آدم ونوحا " وآل إبراهيم وآل عمران
على العالمين * ذرية بعضها من بعض والله سميع
عليم " فإن الله تبارك وتعالى لم يجعل العلم
جهلا "، ولم يكل أمره إلى ملك مقرب، ولا إلى نبي مرسل، ولكنه أرسل رسولا "
من ملائكته إلى نبيه فقال له كذا وكذا، فأمره بما يحب ونهاه عما ينكر، فقص عليه
ما قبله وما بعده بعلم فعلم ذلك العلم أنبياؤه وأصفياؤه من الآباء
والإخوان بالذرية التي بعضها من بعض، فذلك قوله: ولقد آتينا آل إبراهيم
الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا " عظيما " " فأما الكتاب فالنبوة، وأما
الحكمة فهم الحكماء من الأنبياء والأصفياء من الصفوة،
وكل هؤلاء من الذرية التي بعضها من بعض، الذين جعل الله تبارك وتعالى فيهم
النبوة وفيهم العاقبة وحفظ الميثاق حتى ينقضي الدنيا، فهم العلماء ولاة الأمر،
واستنباط العلم والهداة، فهذا بيان الفضل في الرسل والأنبياء والحكماء وأئمة
الهدى والخلفاء الذين هم ولاة أمر الله، وأهل استنباط علم الله، وأهل آثار علم
الله عزوجل من الذرية التى بعضها من بعض من الصفوة بعد الأنبياء من الآل والإخوان
والذرية من بيوتات الأنبياء، فمن عمل بعلمهم انتهى إلى إبراهيم فجاء بنصرهم،
ومن وضع ولاية الله وأهل استنباط علمه في غير أهل الصفوة من بيوتات الأنبياء
فقد خالف أمر الله، وجعل الجهال ولاة أمر الله، والمتكلفين بغير هدى، وزعموا أنهم أهل
استنباط علم الله، فقد كذبوا على الله وزاغوا عن وصية الله وطاعته، فلم يضعوا فضل الله
حيث وضعه الله تبارك وتعالى فضلوا وأضلوا أتباعهم، ولم يكن لهم
يوم القيامة حجة، إنما الحجة في آل إبراهيم لقول الله تبارك وتعالى: " ولقد آتينا
آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا " عظيما " " فالحجة
للأنبياء وأهل بيوتات الأنبياء حتى تقوم الساعة، لأن كتاب الله عزوجل ينطق بذلك،
ووصية الله خبرت بذلك في العقب من البيوت التي رفعها الله تبارك وتعالى على
الناس فقال: " في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه " وهي بيوت الأنبياء والرسل
الحكماء وأئمة الهدى، فهذا بيان عروة الإيمان التي نجا بها من نجا قبلكم، وبها
ينجو من اتبع الهدى قبلكم وقد قال الله تبارك وتعالى في كتابه: " ونوحا
" هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهرون وكذلك نجزي المحسنين
* وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين * وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا
" وكلا " فضلنا على العالمين * ومن آبائهم وذرياتهم وإخوانهم واجتبيناهم وهديناهم
إلى صراط مستقيم * اولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة فإن يكفر بها
هؤلاء فقد وكلنا بها قوما " ليسوا بها بكافرين " فإنه وكل بالفضل من أهل
بيته من الأنبياء والإخوان والذرية، وهو قول
الله عزوجل في كتابه: فإن يكفر بها أمتك يقول: فقد وكلنا أهل بيتك بالإيمان الذي أرسلتك
به فلا يكفرون بها أبدا "، ولا اضيع
الإيمان الذي أرسلتك به، وجعلت أهل بيتك بعدك علما عنك وولاة من بعدك، وأهل استنباط
علمي الذي ليس فيه كذب ولا إثم ولا وزر ولا بطر ولا رئاء، هذا تبيان
ما بينه الله عزوجل من أمر هذه الامة بعد نبيها، إن الله تبارك وتعالى طهر
أهل بيت نبيه، وجعل لهم أجر المودة، وأجرى لهم الولاية، وجعلهم أوصياءه وأحباءه وأئمته
في امته من بعده، فاعتبروا أيها الناس وتفكروا
فيما قلت حيث وضع الله عزوجل ولايته وطاعته ومودته واستنباط علمه وحجته فإياه فتعلموا،
وبه فاستمسكوا تنجوا، ويكون لكم به حجة يوم القيامة والفوز، فإنهم
صلة بينكم وبين ربكم، ولا تصل الولاية إلى
الله عزوجل إلا بهم، فمن فعل ذلك كان حقا " على الله أن يكرمه ولا يعذبه، ومن
يأت بغير ما أمره كان حقا " على الله أن يذله ويعذبه. وإن الأنبياء بعثوا خاصة
وعامة، فأما نوح فإنه أرسل إلى من في الأرض بنبوة عامة ورسالة عامة، وأما هود فإنه
أرسل إلى عاد بنبوة خاصة، وأما صالح فإنه ارسل إلى ثمود قرية واحدة وهي لا تكمل
أربعين بيتا " على ساحل البحر صغيرة وأما شعيب فإنه أرسل إلى مدين وهي لا تكمل أربعين
بيتا "، وأما إبراهيم نبوته بِكُوثَى رَبَّى ، وهي
قرية من قرى السواد فيها مبدأ أول أمره، ثم هاجر منها، وليست بهجرة
قتال، وذلك قوله تعالى: " وقال إني مهاجر إلى
ربي سيهدين " فكانت هجرة إبراهيم عليه السلام بغير قتال. وأما إسحاق فكانت نبوته
بعد إبراهيم، وأما يعقوب فكانت نبوته في أرض كنعان ثم هبط إلى أرض مصر فتوفي فيها،
ثم حمل بعد ذلك جسده حتى دفن بأرض كنعان، والرؤيا التي رأى يوسف الأحد عشر كوكبا
" والشمس والقمر له ساجدين، فكانت نبوته في أرض مصر بدؤها، ثم كانت الأسباط اثني
عشر بعد يوسف، ثم موسى وهارون إلى فرعون وملائه إلى مصر وحدها، ثم إن الله تعالى
أرسل يوشع بن نون إلى بني إسرائيل من بعد موسى، نبوته بدؤها في البرية التي
تاه فيها بنو إسرائيل.
ثم كانت أنبياء كثيرون: منهم من قصه الله
عزوجل على محمد صلى الله عليه وآله، ومنهم من لم
يقصه عليه. ثم إن الله عزوجل أرسل عيسى بن مريم إلى بني إسرائيل خاصة فكانت نبوته
ببيت المقدس، وكان من بعده الحواريون اثني عشر، فلم يزل الإيمان يستسر في بقية
أهله منذ رفع الله عيسى عليه السلام، وأرسل الله تبارك وتعالى محمدا " صلى الله
عليه وآله إلى الجن والإنس عامة، وكان خاتم الأنبياء، وكان من بعده الاثني عشر
الأوصياء، منهم من أدركنا ومنهم من سبقنا، ومنهم من بقي، فهذا أمر النبوة والرسالة،
وكل نبي أرسل إلى بني إسرائيل خاص أو عام له وصي جرت به السنة، وكان الأوصياء
الذين بعد محمد صلى الله عليه وآله على سنة أوصياء عيسى، وكان أمير المؤمنين
عليه السلام على سنة المسيح، وهذا تبيان السنة وأمثال الأوصياء بعد الأنبياء.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 11 / صفحة [ 43 ]
تاريخ النشر : 2024-07-01