أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/النبوة/النبي محمد صلى الله عليه واله/ولادة الرسول وما يتعلق بها/الإمام الصادق (عليه السلام)
ابن البرقي، عن أبيه، عن جده، عن
البزنطي، عن أبان بن عثمان، عن أبي عبد الله الصادق صلى الله عليه واله
قال: كان إبليس لعنه الله يخترق السماوات السبع،
فلما ولد عيسى عليه السلام حجب عن ثلاث سماوات، وكان يخترق أربع سماوات، فلما
ولد رسول الله صلى الله عليه واله حجب عن السبع كلها، ورميت الشياطين بالنجوم، وقالت
قريش: هذا قيام الساعة الذي كنا نسمع أهل الكتب يذكرونه، وقال عمرو بن امية: وكان
من أزجر أهل الجاهلية: انظروا هذه النجوم التي يهتدي بها، ويعرف بها أزمان الشتاء
والصيف، فإن كان رمي بها فهو هلاك كل شئ، وإن كانت ثبتت ورمي بغيرها فهو أمر حدث،
وأصبحت الاصنام كلها صبيحة ولد النبي صلى الله عليه واله ليس منها صنم إلا وهو منكب
على وجهه، وارتجس في تلك الليلة أيوان كسرى، وسقطت منه أربعة عشر شرفة، وغاضت بحيرة
ساوة، وفاض وادي السماوة، وخمدت نيران فارس، ولم تخمد قبل ذلك
بألف عام، ورأى المؤبذان في تلك الليلة في المنام
إبلا " صعابا " تقود خيلا " عرابا " ، قد قطعت دجلة، وانسربت
في بلادهم، وانقصم طاق الملك كسرى من وسطه،
وانخرقت عليه دجلة العوراء، وانتشر في تلك الليلة نور
من قبل الحجاز ثم استطار حتى بلغ المشرق، ولم يبق سرير لملك من ملوك الدنيا إلا أصبح
منكوسا "، والملك مخرسا " لا يتكلم يومه ذلك وانتزع علم الكهنة، وبطل
سحر السحرة، ولم تبق كاهنة في العرب إلا
حجبت عن صاحبها، وعظمت قريش في العرب، وسموا آل الله
عزوجل.
قال أبو عبد الله الصادق عليه السلام:
إنما سموا آل الله لانهم في بيت الله الحرام، وقالت آمنة: إن إبني
والله سقط فاتقى الارض بيده، ثم رفع رأسه إلى السماء
فنظر إليها، ثم خرج مني نور أضاء له كل شئ، وسمعت في الضوء قائلا " يقول: إنك
قد ولدت سيد الناس فسميه محمدا "، وأتي به عبد المطلب لينظر إليه وقد بلغه ما قالت
امه، فأخذه فوضعه في حجره ثم قال: الحمد لله الذي أعطاني، هذا الغلام الطيب الاردان،
قد ساد في المهد على الغلمان. ثم عوذه بأركان الكعبة، وقال فيه أشعارا "، قال:
وصاح إبليس لعنه الله في أبالسته فاجتمعوا إليه، فقالوا: ما الذي أفزعك يا سيدنا
؟ فقال لهم: ويلكم لقد أنكرت السماء والارض منذ الليلة، لقد حدث في الارض حدث عظيم
ما حدث مثله منذ رفع عيسى بن مريم عليه السلام، فاخرجوا وانظروا ما هذا الحدث الذي
قد حدث، فافترقوا ثم اجتمعوا إليه فقالوا: ما وجدنا شيئا "، فقال إبليس لعنه الله:
أنا لهذا الامر، ثم انغمس في الدنيا فجالها حتى انتهى إلى الحرم فوجد الحرم محفوظا
بالملائكة، فذهب ليدخل فصاحوا به، فرجع ثم صار مثل الصر وهو العصفور فدخل من قبل
حرى ، فقال له جبرئيل: وراك لعنك الله، فقال له: حرف أسألك عنه يا جبرئيل، ما
هذا الحدث الذي حدث منذ الليلة في الارض ؟ فقال
له: ولد محمد صلى الله عليه واله، فقال له: هل لي فيه نصيب ؟ قال: لا، قال: ففي
امته ؟ قال: نعم، قال: رضيت.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 15 / صفحة [257]
تاريخ النشر : 2024-06-29