الوضع الليلي
انماط الصفحة الرئيسية

النمط الأول

النمط الثاني

النمط الثالث

0
اليوم : الاربعاء ١٣ محرم ١٤٤٧هـ المصادف ۰۹ تموز۲۰۲٥م

أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر
أحاديث وروايات عامة
أحداث الظهور وآخر الزمان
الأخذ بالكتاب والسنة وترك البدع والرأي والمقايس
الأخلاق والآداب
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
التقوى والعمل والورع واليقين
التقية
التوبة والاستغفار
الجنة والنار
الحب والبغض
الحديث والرواية
الخلق والخليقة
الدنيا
الذنب والمعصية واتباع الهوى
الشيعة
العقل
العلم والعلماء
الفتنة والفقر والابتلاء والامتحان
القلب
المعاشرة والمصاحبة والمجالسة والمرافقة
الموت والقبر والبرزخ
المؤمن
الناس واصنافهم
أهل البيت (عليهم السلام)
بلدان واماكن ومقامات
سيرة وتاريخ
عفو الله تعالى وستره ونعمته ورحمته
فرق وأديان
وصايا ومواعظ
مواضيع متفرقة
الفقه وقواعده
الاسراء والمعراج
الإيمان والكفر
الأنصاف والعدل والظلم بين الناس
الاسلام والمسلمين
الاطعمة والاشربة
النبوة/النبي محمد صلى الله عليه واله/عقيدة النبوة الخاصة/نور الرسول وفضله وما اعطاه الله/الإمام الحسين (عليه السلام)
فضل رسول الله صلى الله عليه واله...
تاريخ النشر : 2024-06-20
ارشاد القلوب : بالإسناد يرفعه إلى الامام موسى بن جعفر عليه السلام قال: قال: حدثني أبي جعفر، عن أبيه، قال: حدثني أبي علي، قال: حدثني أبي الحسين بن علي ابن أبي طالب عليه السلام قال: بينما أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله جلوس في مسجده بعد وفاته عليه السلام يتذاكرون فضل رسول الله صلى الله عليه واله إذ دخل علينا حبر من أحبار يهود أهل الشام قد قرأ التوراة والانجيل والزبور، وصحف إبراهيم والانبياء، وعرف دلائلهم، فسلم علينا وجلس، ثم لبث هنيئة، ثم قال: يا امة محمد ما تركتم لنبي درجة ولا لمرسل فضيلة إلا وقد تحملتموها لنبيكم، فهل عندكم جواب إن أنا سألتكم ؟ فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: سل يا أخا اليهود ما أحببت فإني اجيبك عن كل ما تسأل بعون الله تعالى ومنه ، فوالله ما أعطى الله عزوجل نبيا ولا مرسلا درجة ولا فضيلة إلا وقد جمعها لمحمد صلى الله عليه واله، وزاده على الانبياء والمرسلين أضعافا مضاعفة، ولقد كان رسول الله صلى الله عليه واله إذا ذكر لنفسه فضيلة قال: " ولا فخر " وأنا أذكر لك اليوم من فضله من غير إزراء على أحد من الانبياء ما يقر الله به أعين المؤمنين، شكرا لله على ما أعطى محمدا صلى الله عليه واله الآن ، فاعلم يا أخا اليهود إنه كان من فضله عند ربه تبارك وتعالى وشرفه ما أوجب المغفرة والعفو لمن خفض الصوت عنده، فقال جل ثناؤه في كتابه: " إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله اولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم " ثم قرن طاعته بطاعته فقال: " ومن يطع الرسول فقد أطاع الله " ثم قربه من قلوب المؤمنين وحببه إليهم، كان يقول صلى الله عليه واله: " حبي خالط دماء امتي فهم يؤثروني على الآباء وعلى الامهات وعلى أنفسهم " ولقد كان أقرب الناس وأرؤفهم، فقال تبارك وتعالى: " لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤف رحيم " وقال عزوجل: " النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه امهاتهم " والله لقد بلغ من فضله صلى الله عليه واله في الدنيا ومن فضله صلى الله عليه واله في الآخرة ما تقصر عنه الصفات، ولكن اخبرك بما يحمله قلبك، ولا يدفعه عقلك ولا تنكره بعلم إن كان عندك، لقد بلغ من فضله صلى الله عليه واله أن أهل النار يهتفون ويصرخون بأصواتهم ندما أن لا يكونوا أجابوه في الدنيا، فقال الله عزوجل: " يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا " ولقد ذكره الله تبارك وتعالى مع الرسل فبدأ به وهو آخرهم لكرامته صلى الله عليه واله، فقال جل ثناؤه: " وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح " وقال: " إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده " والنبيون قبله ، فبدأ به وهو آخرهم، ولقد فضله الله على جميع الانبياء، وفضل امته على جميع الامم فقال عز وجل: " كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر " فقال اليهودي: إن آدم عليه السلام أسجد الله عزوجل له ملائكته، فهل فضل لمحمد صلى الله عليه واله مثل ذلك ؟ فقال عليه السلام: قد كان ذلك، ولئن أسجد الله لآدم ملائكته فإن ذلك لما أودع الله عزوجل صلبه من الانوار والشرف، إذ كان هو الوعاء، ولم يكن سجودهم عبادة له، وإنما كان سجودهم طاعة لأمر الله عزوجل وتكرمة وتحية، مثل السلام من الانسان على الانسان، واعترافا لآدم عليه السلام بالفضيلة، وقد أعطى الله محمد صلى الله عليه واله أفضل من ذلك، وهو أن الله صلى عليه، وأمر ملائكته أن يصلوا عليه، وتعبد جميع خلقه بالصلاة عليه إلى يوم القيامة، فقال جل ثناؤه: " إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما " فلا يصلي عليه أحد في حياته ولا بعد وفاته إلا صلى الله عليه بذلك عشرا، وأعطاه من الحسنات عشرا، بكل صلاة صلى عليه، ولا يصلي عليه أحد بعد وفاته إلا وهو يعلم بذلك ويرد على المصلي والمسلم مثل ذلك، ثم إن الله عزوجل جعل دعاء امته فيما يسألون ربهم جل ثناؤه موقوفا عن الاجابة حتى يصلوا فيه عليه صلى الله عليه واله، فهذا أكبر وأعظم مما أعطى الله آدم عليه السلام، ولقد أنطق الله عزوجل صم الصخور والشجر بالسلام والتحية له، وكنا نمر معه صلى الله عليه واله فلا يمر بشعب ولا شجر إلا قالت: السلام عليك يا رسول الله، تحية له، وإقرار بنبوته صلى الله عليه واله، وزاده الله عزوجل تكرمة بأخذ ميثاقه قبل النبيين، وأخذ ميثاق النبيين بالتسليم والرضا والتصديق له، فقال جل ثناؤه: " وإذ أخذنا من النبين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم " وقال عزوجل: " وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال: أقررتم و أخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين " و قال الله عزوجل: " النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم " وقال الله تعالى: " ورفعنا لك ذكرك " فلا يرفع رافع صوته بكلمة الاخلاص: بشهادة أن لا إله إلا الله حتى يرفع صوته معها بأن محمدا رسول الله في الاذان والاقامة والصلاة والاعياد والجمع ومواقيت الحج وفي كل خطبة حتى في خطب النكاح وفي الادعية، ثم ذكر اليهودي مناقب الانبياء وأمير المؤمنين عليه السلام يثبت للنبي صلى الله عليه واله ما هو أعظم منها، تركنا ذكرها طلبا للاختصار حتى وصل إلى أن قال اليهودي: فإن الله عزوجل ناجى موسى على جبل طور سيناء بثلاثمائة وثلاثة عشر كلمة يقول لها فيها: " يا موسى إني أنا الله " فهل فعل بمحمد شيئا من ذلك ؟ قال علي عليه السلام: لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه واله ناجاه الله جل ثناؤه فوق سبع سماوات رفعه عليهن، فناجاه في موطنين: أحدهما عند سدرة المنتهى، وكان له هناك مقام محمود، ثم عرج به حتى انتهى إلى ساق العرش ، فقال عزوجل: " ثم دنى فتدلى " ودنى له رفرفا أخضر اغشي عليه نور عظيم حتى كان في دنوه كقاب قوسين أو أدنى، وهو مقدار ما بين الحاجب إلى الحاجب، وناجاه بما ذكره الله عزوجل في كتابه، قال تعالى: " لله ما في السماوات وما في الارض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء " وكانت هذه الآية قد عرضت على سائر الامم من لدن آدم إلى أن بعث محمد صلى الله عليه واله فأبوا جميعا أن يقبلوها من ثقلها، وقبلها محمد ، فلما رأى الله عزوجل منه ومن امته القبول خفف عنه ثقلها، فقال الله عزوجل: " آمن الرسول بما انزل إليه من ربه " ثم إن الله عزوجل تكرم على محمد، وأشفق على امته من تشديد الآية التي قبلها هو وامته فأجاب عن نفسه وامته فقال: " والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله " فقال الله عزوجل: لهم المغفرة والجنة إذا فعلوا ذلك، فقال النبي صلى الله عليه واله: " سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير " يعني المرجع في الآخرة، فأجابه قد فعلت بتائبي امتك قد أوجبت لهم المغفرة، ثم قال الله تعالى: أما إذا قبلتها أنت وامتك وقد كانت عرضت من قبل على الانبياء والامم فلم يقبلوها فحق علي أن أرفعها عن امتك، فقال الله تعالى: " لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت " من خير " وعليها ما اكتسبت " من شر، ثم ألهم الله عزوجل نبيه أن قال: " ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا " فقال الله سبحانه: أعطيتك لكرامتك يا محمد، إن الامم السالفة كانوا إذا نسوا ما ذكروا فتحت عليهم أبواب عذابي ، و رفعت ذلك عن امتك، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: " ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا " يعني بالآصار الشدائد التي كانت على الامم ممن كان قبل محمد، فقال عزوجل: لقد رفعت عن امتك الآصار التي كانت على الامم السالفة، وذلك أني جعلت على الامم أن لا أقبل فعلا إلا في بقاع الارض التي اخترتها لهم وإن بعدت، وقد جعلت الارض لك ولامتك طهورا ومسجدا، فهذه من الآصار وقد رفعتها عن امتك، وقد كانت الامم السالفة تحمل قرابينها على أعناقها إلى بيت المقدس، فمن قبلت ذلك منه أرسلت على قربانه نارا تأكله، وإن لم أقبل ذلك منه رجع به مثبورا ، وقد جعلت قربان امتك في بطون فقرائها ومساكينها، فمن قبلت ذلك منه اضاعف له الثواب أضعافا مضاعفة، وإن لم أقبل ذلك منه رفعت عنه به عقوبات الدنيا، وقد رفعت لك عن امتك وهي من الآصار التي كانت ، وكانت الأمم السالفة مفروضا عليهم صلاتها في كبد الليل وأنصاف النهار، وهي من الشدائد التي كانت ، وقد رفعتها عن امتك، وفرضت عليهم صلاتهم في أطراف الليل والنهار في أوقات نشاطهم، وكانت الامم السالفة مفروضا عليهم خمسون صلاة في خمسين وقتا، وهي من الآصار التي كانت عليهم، وقد رفعتها عن امتك، وكانت الامم السالفة حسنتهم بحسنة واحدة، وسيئتهم بسيئة واحدة، وجعلتك لامتك الحسنة بعشر أمثالها، والسيئة بواحدة ، وكانت الامم السالفة إذا نوى أحدهم حسنة لم تكتب لهم ، وإذا هم بالسيئة كتبتها عليهم و إن لم يفعلها، وقد رفعت ذلك عن امتك، فإذا هم أحدهم بسيئة ولم يعملها لم تكتب عليه، وإذا هم أحدهم بحسنة ولم يعملها كتبت له حسنة، وكانت الامم السالفة إذا أذنبوا كتبت ذنوبهم على أبوابهم، وجعلت توبتهم من الذنب أن احرم عليهم بعد التوبة أحب الطعام إليهم، وكانت الأمم السالفة يتوب أحدهم من الذنب الواحد المائة سنة، والمأتي سنة، ثم لم أقبل توبته دون أن اعاقبه في الدنيا بعقوبة، وقد رفعت ذلك عن امتك، وإن الرجل من امتك ليذنب المائة سنة ثم يتوب ويندم طرفة عين فأغفر له ذلك كله وأقبل توبته، وكانت الأمم السالفة إذا أصابهم إذا نجس قرضوه من أجسادهم، وقد جعلت الماء طهورا لامتك من جميع الانجاس، والصعيد في الاوقات، وهذه الآصار التي كانت عليهم رفعتها عن امتك. قال رسول الله صلى الله عليه واله: اللهم إذ قد فعلت ذلك بي فزدني، فألهمه الله سبحانه أن قال: " ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به " قال الله عزوجل: قد فعلت ذلك بأمتك، وقد رفعت عنهم عظيم بلايا الامم، وذلك حكمي في جميع الامم أن لا اكلف نفسا فوق طاقتها ، قال: " واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا " قال: قال الله تعالى: قد فعلت ذلك بتائبي امتك ، ثم قال: " فانصرنا على القوم الكافرين " قال الله عزوجل: قد فعلت ذلك، وجعلت امتك يا محمد كالشامة البيضاء في الثور الاسود، هم القادرون، وهم القاهرون، يستخدمون ولا يستخدمون لكرامتك ، وحق علي أن اظهر دينك على الاديان حتى لا يبقى في شرق الارض ولا غربها دين إلا دينك، ويؤدون إلى أهل دينك الجزية وهم صاغرون، " ولقد رآه نزلة اخرى * عند سدرة المنتهى * عندها جنة المأوى * إذ يغشى السدرة ما يغشى * ما زاغ البصر وما طغى * لقد رأى من آيات ربه الكبرى " فهذا أعظم يا أخا اليهود من مناجاته لموسى عليه السلام على طور سيناء، ثم زاد الله لمحمد صلى الله عليه واله أن مثل النبيين فصلى بهم وهم خلفه يقتدون به، ولقد عاين تلك الليلة الجنة والنار، وعرج به إلى سماء سماء، فسلمت عليه الملائكة، فهذا أكثر من ذلك. قال اليهودي: فإن الله عزوجل ألقى على موسى محبة منه، فقال عليه السلام له: لقد كان كذلك، ومحمد صلى الله عليه واله ألقى عليه محبة منه، فسماه حبيبا، وذلك أن الله تعالى جل ثناؤه أرى إبراهيم صورة محمد وامته، فقال: يا رب ما رأيت من امم الانبياء أنور ولا أزهر من هذه الامة، فمن هذا ؟ فنودي هذا محمد حبيبي، لا حبيب لي من خلقي غيره، أجريت ذكره قبل أن أخلق سمائي وأرضي وسميته نبيا وأبوك آدم يومئذ من الطين، وأجريت فيه روحه ، (ولقد القيت أنت معه في الذروة الاولى وأقسم بحياته في كتابه، فقال جل ثناؤه: " لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون " أي وحياتك يا محمد، وكفى بهذا رفعة وشرفا من الله عز وجل ورتبة، قال اليهودي: فأخبرني عما فضل الله به امته على سائر الامم، قال عليه السلام: لقد فضل الله امته صلى الله عليه واله على سائر الامم بأشياء كثيرة أنا أذكر لك منها قليلا من كثير، من ذلك قول الله عزوجل: " كنتم خير امة اخرجت للناس " ومن ذلك أنه إذا كان يوم القيامة وجمع الله الخلق في صعيد واحد سأله الله عزوجل النبيين هل بلغتم ؟ فيقولون: نعم، فيسأل الأمم فيقولون: ما جاءنا من بشير ولا نذير، فيقول الله جل ثناؤه وهو أعلم بذلك للنبيين: من شهداءكم اليوم ؟ فيقولون: محمد وامته، فتشد لهم امة محمد بالتبليغ، وتصدق شهادتهم، وشهادة محمد صلى الله عليه واله فيؤمنون عند ذلك، وذلك قوله تعالى: " لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا " يقول: يكون محمد عليكم شهيدا أنكم قد بلغتم الرسالة، ومنها أنهم أول الناس حسابا، وأسرعهم دخولا إلى الجنة قبل سائر الامم كلها. ومنها أيضا أن الله عزوجل فرض عليهم في الليل والنهار خمس صلوات في خمسة أوقات: اثنتان بالليل، وثلاث بالنهار، ثم جعل هذه الخمس صلوات تعدل خمسين صلاة، وجعلها كفارة خطاياهم، فقال عزوجل: " إن الحسنات يذهبن السيئات " يقول: صلاة الخمس تكفر الذنوب ما اجتنبت الكبائر. ومنها أيضا أن الله تعالى جعل لهم الحسنة الواحدة التي يهم بها العبد ولا يعملها حسنة واحدة يكتبها له، فإن عملها كتبت له عشر حسنات وأمثالها إلى سبعمائة ضعف فصاعدا. ومنها أن الله عز وجل يدخل الجنة من أهل هذه الامة سبعين ألفا بغير حساب، ووجوههم مثل القمر ليلة البدر، والذين يلونهم على أحسن ما يكون الكوكب الدري في افق السماء، والذين يلونهم على أشد كوكب في السماء إضاءة، ولا اختلاف بينهم ولا تباغض بينهم. ومنها أن القاتل منهم عمدا إن شاء أولياء المقتول أن يعفوا عنه فعلوا، وإن شاءوا قبلوا الدية، وعلى أهل التوراة وهم أهل دينك يقتل القاتل ولا يعفى عنه، ولا تؤخذ منه دية، قال الله عزوجل: " ذلك تخفيف من ربكم ورحمة ". ومنها أن الله عزوجل جعل فاتحة الكتاب نصفها لنفسه، ونصفها لعبده، قال الله تعالى: قسمت بيني وبين عبدي هذه السورة، فإذا قال أحدهم: " الحمد لله " فقد حمدني، وإذا قال: " رب العالمين " فقد عرفني، وإذا قال: " الرحمن الرحيم " فقد مدحني، وإذا قال: " مالك يوم الدين " فقد أثني علي، وإذا قال: " إياك نعبد وإياك نستعين " فقد صدق عبدي في عبادتي بعد ما سألني، وبقية هذه السورة له. ومنها أن الله تعالى بعث جبرائيل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه واله أن بشر أمتك بالزين والسناء والرفعة والكرامة والنصر. ومنها أن الله سبحانه أباحهم صدقاتهم يأكلونها، ويجعلونها في بطون فقرائهم يأكلون منها ويطعمون، وكانت صدقات من قبلهم من الامم المؤمنين يحملونها إلى مكان قصي فيحرقونها بالنار. ومنها أن الله عزوجل جعل الشفاعة لهم خاصة دون الامم، والله تعالى يتجاوز عن ذنوبهم العظام لشفاعة نبيهم صلى الله عليه واله. ومنها أن يقال يوم القيامة: ليتقدم الحامدون، فتقدم امة محمد صلى الله عليه واله قبل الامم، وهو مكتوب امة محمد الحامدون ، يحمدون الله عزوجل على كل منزلة، ويكبرونه على كل نحد ، مناديهم في جوف السماء له دوى كدوي النحل. ومنها أن الله لا يهلكهم بجوع، ولا يجمعهم علي ضلالة ، ولا يسلط عليهم عدوا من غيرهم، ولا يساخ ببقيتهم ، وجعل لهم الطاعون شهادة . ومنها أن الله جعل لمن صلى على نبيه عشر حسنات ، ومحا عنه عشر سيئات، ورد الله سبحانه عليه مثل صلاته على النبي صلى الله عليه واله. ومنها أنه جعلهم أزواجا ثلاثة امما، فمنهم ظالم لنفسه، ومنهم مقتصد، ومنهم سابق بالخيرات، والسابق بالخيرات يدخل الجنة بغير حساب، والمقتصد يحاسب . حسابا يسيرا، والظالم لنفسه مغفور له إن شاء الله. ومنها أن الله عزوجل جعل توبتهم الندم والاستغفار والترك للإصرار، وكانت بنو إسرائيل توبتهم قتل النفس . ومنها قول الله عزوجل لنبيه صلى الله عليه واله: أمتك هذه مرحومة، عذابها في الدنيا الزلزلة والفقر. ومنها أن الله عزوجل يكتب للمريض الكبير من الحسنات على حسب ما كان يعمل في شبابه وصحته من أعمال الخير، يقول الله سبحانه للملائكة: استكتبوا لعبدي مثل حسناته قبل ذلك ما دام في وثاقي . ومنها أن الله عزوجل ألزم امة محمد صلى الله عليه واله كلمة التقوى، وجعل بدء الشفاعة لهم في الآخرة. ومنها أن النبي صلى الله عليه واله رأى في السماء ليلة عرج به إليها ملائكة قياما وركوعا منذ خلقوا، فقال: يا جبرئيل هذه هي العبادة، فقال جبرئيل: صدقت يا محمد، فاسأل ربك أن يعطي امتك القنوت والركوع والسجود في صلاتهم، فأعطاهم الله تعالى ذلك، فأمة محمد صلى الله عليه واله يقتدون بالملائكة الذين في السماء، قال النبي صلى الله عليه واله: إن اليهود يحسدونكم على صلاتكم وركوعكم وسجودكم .
المصدر :  بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة :  جزء 16 / صفحة [341]
تاريخ النشر : 2024-06-20


Untitled Document
دعاء يوم الأربعاء
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، الحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَ اللّيْلَ لِباساً وَالنَّوْمَ سُباتاً، وَجَعَلَ النَّهارَ نُشُوراً، لَكَ الحَمْدُ أَنْ بَعَثْتَنِي مِنْ مَرْقَدِي وَلَوْ شِئْتَ جَعَلْتَهُ سَرْمَداً، حَمْداً دائِماً لا يَنْقَطِعُ أَبَداً، وَلا يُحْصِي لَهُ الخَلائِقُ عَدَداً. اللّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ أَنْ خَلَقْتَ فَسَوَّيْتَ، وَقَدَّرْتَ وَقَضَيْتَ، وَأَمَتَّ وَأَحْيَيْتَ، وَأَمْرَضْتَ وَشَفَيْتَ، وَعافَيْتَ وَأَبْلَيْتَ، وَعَلى العَرْشِ اسْتَوَيْتَ وَعَلى المُلْكِ احْتَوَيْتَ. أَدْعُوكَ دُعاءَ مَنْ ضَعُفَتْ وَسِيلَتُهُ وَانْقَطَعَتْ حِيلَتُهُ، وَاقْتَرَبَ أَجَلُهُ وَتَدانى فِي الدُّنْيا أَمَلُهُ، وَاشْتَدَّتْ إِلى رَحْمَتِكَ فاقَتُهُ وَعَظُمَتْ لِتَفْرِيطِهِ حَسْرَتُهُ وَكَثُرَتْ زَلَّتُهُ وَعَثْرَتُهُ وَخَلُصَتْ لِوَجْهِكَ تَوْبَتُهُ. فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ، وَارْزُقْنِي شَفاعَةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَلا تَحْرِمْنِي صُحْبَتَهُ إِنَّكَ أَنْتَ أَرحَمُ الرّاحِمِينَ. اللّهُمَّ اقْضِ لِي فِي الأَرْبِعاءِ أَرْبَعاً: اجْعَلْ قُوَّتِي فِي طاعَتِكَ، وَنَشاطِي فِي عِبادَتِكَ، وَرَغْبَتِي فِي ثَوابِكَ، وَزُهْدِي فِيما يُوجِبُ لِي أَلِيمَ عِقابِكَ، إِنَّكَ لَطِيفٌ لِما تَشاءُ.

زيارات الأيام
زيارة الإمام الكاظم والرضا والجواد والهادي (عليهم السلام) يوم الأربعاء
اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا اَوْلِياءَ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا حُجَجَ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا نُورَ اللهِ فى ظُلُماتِ الْاَرْضِ اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَعَلى آلِ بَيْتِكُمُ الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ بِاَبى اَنْتُمْ وَاُمّى لَقَدْ عَبَدْتُمُ اللهَ مُخْلِصينَ وَجاهَدْتُمْ فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ حَتّى أتاكم الْيَقينُ فَلَعَنَ اللهُ اَعْداءكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْاِنْسِ اَجَمْعَينَ وَاَنَا اَبْرَأُ اِلَى اللهِ وَاِلَيْكُمْ مِنْهُمْ ، يا مَوْلايَ يا اَبا اِبْراهيمَ مُوسَى بْنَ جَعْفَر يا مَوْلايَ يا اَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُوسى يا مَوْلايَ يا اَبا جَعْفَر مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ يا مَوْلايَ يا اَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّد اَنَا مَوْلىً لَكُمْ مُؤْمِنٌ بِسِرِّكُمْ وَجَهْرِكُمْ مُتَضَيِّفٌ بِكُمْ في يَوْمِكُمْ هذا وَهُوَ يَوْمُ الْاَرْبَعاءِ وَمُسْتَجيرٌ بِكُمْ فَاَضيفُوني وَ اَجيرُوني بِـآلِ بَيْتِـكُـمُ الطَّيـِّبيـنَ الطّاهِـريـنَ.