أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/النبوة/النبي محمد صلى الله عليه واله/سيرة الرسول واحواله/الإمام الباقر (عليه السلام)
ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن معروف،
عن ابن مهزيار، عن فضالة، عن أبان، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر
الباقر عليه السلام قال: بعث رسول الله صلى الله
عليه واله خالد بن الوليد إلى حي يقال لهم: بنو المصطلق من بني جذيمة، وكان بينهم
وبينه وبين بني مخزوم إحنة في الجاهلية (فلما ورد عليهم) كانوا قد أطاعوا رسول
الله صلى الله عليه واله وأخذوا منه كتابا، فلما ورد عليهم خالد أمر مناديا فنادى
بالصلاة فصلى وصلوا، فلما كان صلاة الفجر أمر مناديه فنادى فصلى وصلوا، ثم أمر
الخيل فشنوا فيهم الغارة فقتل وأصاب، فطلبوا كتابهم فوجدوه فأتوا به النبي صلى الله
عليه واله وحدثوه بما صنع خالد بن الوليد، فاستقبل صلى الله عليه واله القبلة ثم
قال: " اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد " قال: ثم قدم على
رسول الله صلى الله عليه واله تبر ومتاع فقال
لعلي عليه السلام: " يا علي ائت بني جذيمة من بني
المصطلق فأرضهم مما صنع خالد " ثم رفع عليه السلام قدميه فقال: " يا علي
اجعل قضاء أهل الجاهلية تحت قدميك "
فأتاهم علي عليه السلام فلما انتهى إليهم حكم فيهم بحكم
الله، فلما رجع إلى النبي صلى الله عليه واله قال: " يا علي أخبرني بما صنعت
" فقال: يا رسول الله عمدت فأعطيت لكل دم
دية ولكل جنين غرة، ولكل مال مالا، وفضلت معي
فضلة فأعطيتهم لميلغة كلابهم وحبلة رعاتهم، وفضلت معي فضلة فأعطيتهم لروعة نسائهم
وفزع صبيانهم، وفضلت معي فضلة فأعطيتهم لما يعلمون ولما لا يعلمون، وفضلت معي
فضلة فأعطيتهم ليرضوا عنك يا رسول الله، فقال صلى الله عليه واله: يا علي أعطيتهم
ليرضوا عني، رضي الله عنك، يا علي إنما أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه
لا نبي بعدي.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 21 / صفحة [142]
تاريخ النشر : 2024-06-09