أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/النبوة/النبي محمد صلى الله عليه واله/احوال آباء النبي صلى الله عليه واله وابناؤه وازواجه واصحابه/الإمام الصادق (عليه السلام)
العدة، عن ابن عيسى، عن ابن أبي عمير،
عن محمد بن حمران، عن ابن تغلب قال: قال أبو عبد
الله عليه السلام: لما أن وجه صاحب الحبشة بالخيل
ومعهم الفيل ليهدم البيت مروا بإبل لعبد المطلب فساقوها، فبلغ ذلك عبد المطلب
فأتى صاحب الحبشة فدخل الاذن فقال: هذا عبد المطلب بن هاشم، قال: وما يشاء ؟ قال
الترجمان: جاء في إبل له ساقوها يسألك ردها، فقال ملك الحبشة لأصحابه: هذا رئيس قوم
وزعيمهم، جئت إلى بيته الذي يعبده لأهدمه وهو يسألني إطلاق إبله، أما لو سألني الامساك
عن هدمه لفعلت ، ردوا عليه إبله، فقال عبد المطلب لترجمانه: ما قال الملك
؟ فأخبره، فقال عبد المطلب: أنا رب الابل، ولهذا البيت
رب يمنعه، فردت عليه إبله، وانصرف عبد المطلب
نحو منزله فمر بالفيل في منصرفه فقال للفيل: يا محمود، فحرك الفيل رأسه، فقال
له: أتدري لم جاءوا بك ؟ فقال الفيل برأسه: لا، فقال عبد المطلب: جاءوا بك لتهدم
بيت ربك، أفتراك فاعل ذلك ؟ فقال برأسه: لا، فانصرف عبد المطلب إلى منزله، فلما
أصبحوا غدوا به لدخول الحرم فأبى وامتنع عليهم، فقال عبد المطلب لبعض مواليه عند
ذلك: اعل الجبل فانظر ترى شيئا "، فقال: أرى سوادا " من قبل البحر، فقال
له: يصيبه بصرك أجمع ؟ فقال له: لا، ولأوشك
أن يصيب، فلما أن قرب قال: هو طير كثير ولا أعرفه
يحمل كل طير في منقاره حصاة مثل حصاة الخذف أو دون حصاة الخذف، فقال عبد المطلب
ورب عبد المطلب ما يريد إلا القوم، حتى لما صاروا فوق رؤوسهم أجمع ألقت الحصاة
فوقعت كل حصاة على هامة رجل فخرجت من دبره فقتلته، فما انفلت منهم إلا رجل واحد
يخبر الناس، فلما أن أخبرهم ألقت عليه حصاة فقتلته.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 15 / صفحة [158]
تاريخ النشر : 2024-06-05