الوضع الليلي
انماط الصفحة الرئيسية

النمط الأول

النمط الثاني

النمط الثالث

0
اليوم : الخميس ٢٩ ذو الحجة ١٤٤٦هـ المصادف ۲٦ حزيران۲۰۲٥م

أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر
أحاديث وروايات عامة
أحداث الظهور وآخر الزمان
الأخذ بالكتاب والسنة وترك البدع والرأي والمقايس
الأخلاق والآداب
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
التقوى والعمل والورع واليقين
التقية
التوبة والاستغفار
الجنة والنار
الحب والبغض
الحديث والرواية
الخلق والخليقة
الدنيا
الذنب والمعصية واتباع الهوى
الشيعة
العقل
العلم والعلماء
الفتنة والفقر والابتلاء والامتحان
القلب
المعاشرة والمصاحبة والمجالسة والمرافقة
الموت والقبر والبرزخ
المؤمن
الناس واصنافهم
أهل البيت (عليهم السلام)
بلدان واماكن ومقامات
سيرة وتاريخ
عفو الله تعالى وستره ونعمته ورحمته
فرق وأديان
وصايا ومواعظ
مواضيع متفرقة
الفقه وقواعده
الاسراء والمعراج
الإيمان والكفر
الأنصاف والعدل والظلم بين الناس
الاسلام والمسلمين
الاطعمة والاشربة
النبوة/النبي محمد صلى الله عليه واله/عقيدة النبوة الخاصة/نور الرسول وفضله وما اعطاه الله/الإمام الحسين (عليه السلام)
ما أعطى الله نبيا درجة ولا مرسلا فضيلة إلا وقد جمعها لمحمد...
تاريخ النشر : 2024-05-23
روي عن موسى بن جعفر عليه السلام، عن أبيه، عن آبائه، عن الحسين بن علي عليهم السلام أن يهوديا من يهود الشام وأحبارهم كان قد قرأ التوراة والانجيل والزبور وصحف الانبياء عليهم السلام وعرف دلائلهم جاء إلى مجلس فيه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وفيهم علي بن أبي طالب عليه السلام وابن عباس وأبو معبد الجهني ، فقال: يا امة محمد ما تركتم لنبي درجة ولا لمرسل فضيلة إلا نحلتموها نبيكم فهل تجيبوني عما أسألكم عنه، فكاع القوم عنه. فقال علي بن أبي طالب عليه السلام: نعم، ما أعطى الله عز وجل نبيا درجة ولا مرسلا فضيلة إلا وقد جمعها لمحمد صلى الله عليه وآله وزاد محمدا صلى الله عليه وآله على الانبياء أضعافا مضاعفة. فقال له اليهودي فهل أنت مجيبي ؟ قال له: نعم، سأذكر لك اليوم من فضائل رسول الله صلى الله عليه وآله ما يقر الله به أعين المؤمنين، ويكون فيه إزالة لشك الشاكين في فضائله، إنه صلى الله عليه وآله كان إذا ذكر لنفسه فضيلة قال: " ولا فخر " وأنا أذكر لك فضائله غير مزر بالأنبياء ولا متنقص لهم، ولكن شكرا لله عز وجل على ما أعطى محمدا صلى الله عليه وآله مثل ما أعطاهم، وما زاده الله وما فضله عليهم. قال له اليهودي: إني أسألك فأعد له جوابا، قال له علي عليه السلام: هات، قال له اليهودي: هذا آدم عليه السلام أسجد الله له ملائكته، فهل فعل بمحمد شيئا من هذا ؟ فقال له علي عليه السلام: لقد كان ذلك، ولئن أسجد الله لآدم ملائكته فإن سجودهم لم يكن سجود طاعة، إنهم عبدوا آدم من دون الله عزوجل ولكن اعترافا لآدم بالفضيلة، ورحمة من الله له، ومحمد صلى الله عليه وآله اعطي أفضل من هذا ، إن الله عز وجل صلى عليه في جبروته ، والملائكة بأجمعها، وتعبد المؤمنين بالصلاة عليه، فهذه زيادة له يا يهودي. قال له اليهودي: فإن آدم عليه السلام تاب الله عليه من بعد خطيئته. قال له علي عليه السلام: لقد كان كذلك، ومحمد صلى الله عليه وآله نزل فيه ما هو أكبر من هذا من غير ذنب أتى، قال الله عز وجل: " ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر " إن محمدا غير مواف القيامة بوزر ولا مطلوب فيها بذنب. قال له اليهودي: فإن هذا إدريس عليه السلام رفعه الله عز وجل مكانا عليا، وأطعمه من تحف الجنة بعد وفاته. قال له علي عليه السلام: لقد كان كذلك، ومحمد صلى الله عليه وآله اعطي ما هو افضل من هذا، إن الله جل ثناؤه قال فيه: " ورفعنا لك ذكرك " فكفى بهذا من الله رفعة، ولئن اطعم إدريس من تحف الجنة بعد وفاته فإن محمدا صلى الله عليه وآله اطعم في الدنيا في حياته بينما يتضور جوعا فأتاه جبرئيل عليه السلام بجام من الجنة فيه تحفة، فهلل الجام، وهللت التحفة في يده وسبحا وكبرا وحمدا، فناولها أهل بيته ففعل الجام مثل ذلك، فهم أن يناولها بعض أصحابه فتناولها جبرئيل عليه السلام، فقال له: كلها فإنها تحفة من الجنة أتحفك الله بها، وإنها لا تصلح إلا لنبي أو وصي نبي، فأكل صلى الله عليه وآله وأكلنا معه، وإني لأجد حلاوتها ساعتي هذه. قال له اليهودي: فهذا نوح عليه السلام صبر في ذات الله عز وجل، وأعذر قومه إذ كذب. قال له علي عليه السلام: لقد كان كذلك، ومحمد صلى الله عليه وآله صبر في ذات الله وأعذر قومه إذ كذب وشرد وحصب بالحصى، وعلاه أبو لهب بسلا شاة ، فأوحى الله تبارك وتعالى إلى جابيل ملك الجبال أن شق الجبال، وانته إلى أمر محمد صلى الله عليه وآله، فأتاه فقال له: إني قد أمرت لك بالطاعة فإن أمرت أطبقت عليهم الجبال فأهلكتهم بها، قال صلى الله عليه وآله: إنما بعثت رحمة رب اهد امتي فإنهم لا يعلمون، ويحك يا يهودي إن نوحا لما شاهد غرق قومه رق عليهم رقة القرابة، وأظهر عليهم شفقة فقال: " رب إن ابني من أهلي " فقال الله تبارك اسمه: " إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح " أراد جل ذكره أن يسليه بذلك، ومحمد صلى الله عليه وآله لما علنت من قومه المعاندة شهر عليهم سيف النقمة، ولم تدركه فيهم رقة القرابة، ولم ينظر إليهم بعين مقة. قال له اليهودي: فإن نوحا دعا ربه فهطلت له السماء بماء منهمر . قال له عليه السلام: لقد كان كذلك، وكانت دعوته دعوة غضب، ومحمد صلى الله عليه وآله هطلت له السماء بماء منهمر رحمة إنه صلى الله عليه وآله لما هاجر إلى المدينة أتاه أهلها في يوم جمعة فقالوا له: يا رسول الله احتبس القطر، واصفر العود، وتهافت الورق ، فرفع يده المباركة حتى رئي بياض إبطيه، وما ترى في السماء سحابة فما برح حتى سقاهم الله، حتى أن الشاب المعجب بشبابه لتهمه نفسه في الرجوع إلى منزله، فما يقدر من شدة السيل، فدام أسبوعا فأتوه في الجمعة الثانية فقالوا: يا رسول الله لقد تهدمت الجدر، واحتبس الركب والسفر فضحك صلى الله عليه وآله وقال: " هذه سرعة ملالة ابن آدم " ثم قال: " اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم في اصول الشيح، ومراتع البقع " فرئي حوالي المدينة المطر يقطر قطرا، وما يقع في المدينة قطرة لكرامته على الله عز وجل. قال له اليهودي: فإن هذا هود قد انتصر الله له من أعدائه بالريح، فهل فعل بمحمد صلى الله عليه وآله شيئا من هذا ؟ قال له علي عليه السلام: لقد كان كذلك، ومحمد صلى الله عليه وآله اعطي ما هو أفضل من هذا إن الله عز وجل ذكره انتصر له من أعدائه بالريح يوم الخندق إذ أرسل عليهم ريحا تذرو الحصى، وجنودا لم يروها فزاد الله تبارك وتعالى محمدا صلى الله عليه وآله على هود بثمانية آلاف ملك، وفضله على هود بأن ريح عاد ريح سخط، وريح محمد صلى الله عليه وآله ريح رحمة قال الله تبارك وتعالى: " يا ايها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها ". قال له اليهودي: فإن هذا صالحا أخرج الله له ناقة جعلها لقومه عبرة. قال علي عليه السلام: لقد كان كذلك، ومحمد صلى الله عليه وآله اعطي ما هو أفضل من ذلك، إن ناقة صالح لم تكلم صالحا، ولم تناطقه، ولم تشهد له بالنبوة، ومحمد صلى الله عليه وآله بينما نحن معه في بعض غزواته إذا هو ببعير قددنا ثم رغا فأنطقه الله عز وجل فقال: يا رسول الله إن فلانا استعملني حتى كبرت ويريد نحري، فأنا أستعيذ بك منه، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وآله إلى صاحبه فاستوهبه منه فوهبه له وخلاه، ولقد كنا معه فإذا نحن بأعرابي معه ناقة له يسوقها، وقد استسلم للقطع لما زور عليه من الشهود فنطقت له الناقة فقالت: يا رسول الله إن فلانا مني برئ، وإن الشهود يشهدون عليه بالزور، وإن سارقي فلان اليهودي. قال له اليهودي: فإن هذا إبراهيم قد تيقظ بالاعتبار على معرفة الله تعالى، وأحاطت دلالته بعلم الايمان به. قال له عليه السلام: لقد كان كذلك، واعطي محمد صلى الله عليه وآله أفضل من ذلك، قد تيقظ بالاعتبار على معرفة الله تعالى، وأحاطت دلالته بعلم الايمان به، وتيقظ إبراهيم عليه السلام وهو ابن خمس عشرة سنة، ومحمد صلى الله عليه وآله كان ابن سبع سنين، قدم تجار من النصارى فنزلوا بتجارتهم بين الصفا والمروة، فنظر إليه بعضهم فعرفه بصفته ونعته وخبر مبعثه وآياته صلى الله عليه وآله، فقالوا له: يا غلام ما اسمك ؟ قال: محمد، قالوا: ما اسم ابيك؟ قال: عبد الله، قالوا: ما اسم هذه ؟ وأشاروا بأيديهم إلى الارض قال: الارض قالوا: فما اسم هذه ؟ وأشاروا بأيديهم إلى السماء، قال: السماء، قالوا: فمن ربهما ؟ قال: الله، ثم انتهرهم وقال: أتشككونني في الله عز وجل، ويحك يا يهودي لقد تيقظ بالاعتبار على معرفة الله عز وجل مع كفر قومه، إذ هو بينهم يستقسمون بالأزلام،، ويعبدون الاوثان، وهو يقول: لا إله إلا الله قال اليهودي: فإن إبراهيم عليه السلام حجب عن نمرود بحجب ثلاثة . فقال علي عليه السلام: لقد كان كذلك، ومحمد صلى الله عليه وآله حجب عمن أراد قتله بحجب خمسة فثلاثة بثلاثة، واثنان فضل، قال الله عز وجل وهو يصف أمر محمد صلى الله عليه وآله فقال: " وجعلنا من بين أيديهم سدا " فهذا الحجاب الاول " ومن خلفهم سدا " فهذا الحجاب الثاني " فأغشيناهم فهم لا يبصرون " فهذا الحجاب الثالث، ثم قال: " وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا " فهذا الحجاب الرابع، ثم قال: " فهي إلى الادقان فهم مقمحون " فهذه حجب خمسة. قال اليهودي: فإن إبراهيم عليه السلام قد بهت الذي كفر ببرهان نبوته. قال له علي عليه السلام: لقد كان كذلك، ومحمد صلى الله عليه وآله أتاه مكذب بالبعث بعد الموت وهو أبي بن خلف الجمحي معه عظم نخر ففركه ، ثم قال: يا محمد " من يحيي العظام و هي رميم " فأنطق الله محمدا بمحكم آياته، وبهته ببرهان نبوته فقال: " يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم " فانصرف مبهوتا. قال له اليهودي فإن هذا إبراهيم جذ أصنام قومه غضبا لله عزوجل قال له على عليه السلام: لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه وآله قد نكس عن الكعبة ثلاثمأة وستين صنما، ونفاها من جزيرة العرب، وأذل من عبدها بالسيف. قال له اليهودي: فإن هذا إبراهيم قد أضجع ولده وتله للجبين . فقال له علي عليه السلام: لقد كان كذلك، ولقد اعطي إبراهيم بعد الاضجاع الفداء، ومحمد صلى الله عليه وآله اصيب بأفجع منه فجيعة، إنه وقف صلى الله عليه وآله على عمه حمزة أسد الله وأسد رسوله و ناصر دينه، وقد فرق بين روحه وجسده فلم يبين عليه حرقة، ولم يفض عليه عبرة، ولم ينظر إلى موضعه من قلبه وقلوب أهل بيته ليرضي الله عز وجل بصبره، ويستسلم لأمره في جميع الفعال، وقال صلى الله عليه وآله: " لولا أن تحزن صفية لتركته حتى يحشر من بطون السباع وحواصل الطير، ولولا أن يكون سنة بعدي لفعلت ذلك ". قال له اليهودي: فإن إبراهيم عليه السلام قد أسلمه قومه إلى الحريق فصبر، فجعل الله عز وجل النار عليه بردا وسلاما، فهل فعل بمحمد شيئا من ذلك. قال له عليه السلام: لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه وآله لما نزل بخيبر سمته الخيبرية فصير الله السم في جوفه بردا وسلاما إلى منتهى أجله، فالسم يحرق إذا استقر في الجوف، كما أن النار تحرق، فهذا من قدرته لا تنكره. قال له اليهودي : فإن هذا يعقوب عليه السلام اعظم في الخبر نصيبه، إذ جعل الاسباط من سلالة صلبه، ومريم ابنة عمران من بناته. قال له علي عليه السلام: لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه وآله أعظم في الخير نصيبا منه، إذ جعل فاطمة سيدة نساء العالمين من بناته، والحسن والحسين من حفدته. قال له اليهودي: فإن يعقوب قد صبر على فراق ولده حتى كاد يحرض من الحزن. قال له علي عليه السلام: لقد كان كذلك، وكان حزن يعقوب عليه السلام حزنا بعده تلاق، ومحمد صلى الله عليه وآله قبض ولده إبراهيم قرة عينه في حياة منه، وخصه بالاختبار ليعظم له الادخار فقال صلى الله عليه وآله: " تحزن النفس ويجزع القلب وإنا عليك يا إبراهيم لمحزونون، ولا نقول ما يسخط الرب " في كل ذلك يؤثر الرضا عن الله عز ذكره، والاستسلام له في جميع الفعال. فقال له اليهودي: فإن هذا يوسف قاسى مرارة الفرقة، وحبس في السجن توقيا للمعصية، فالقي في الجب وحيدا. قال له على عليه السلام: لقد كان كذلك، ومحمد صلى الله عليه وآله قاسى مرارة الغربة، وفارق الاهل والأولاد والمال مهاجرا من حرم الله تعالى وأمنه، فلما رأى الله عز وجل كأبته واستشعاره الحزن أراه تبارك وتعالى اسمه رؤيا توازي رؤيا يوسف عليه السلام في تأويلها، وأبان للعالمين صدق تحقيقها، فقال: " لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون " ولئن كان يوسف عليه السلام حبس في السجن فلقد حبس رسول الله صلى الله عليه وآله نفسه في الشعب ثلاث سنين، وقطع منه أقاربه وذووا الرحم، وألجأوه إلى أضيق المضيق، فلقد كادهم الله عز ذكره له كيدا مستبينا إذ بعث أضعف خلقه فأكل عهدهم الذي كتبوه بينهم في قطيعة رحمه، ولئن كان يوسف عليه السلام القي في الجب فلقد حبس محمد صلى الله عليه وآله نفسه مخافة عدوه في الغار حتى قال لصاحبه: " ولا تحزن إن الله معنا " ومدحه الله بذلك في كتابه. فقال له اليهودي: فهذا موسى بن عمران عليه السلام آتاه الله التوراة التي فيها حكمه. قال له عليه السلام: لقد كان كذلك، ومحمد صلى الله عليه وآله اعطي ما هو أفضل منه، اعطي محمد صلى الله عليه وآله سورة البقرة والمائدة بالإنجيل، وطواسين وطه ونصف المفصل والحواميم بالتوراة، واعطي نصف المفصل والتسابيح بالزبور، واعطي سورة بني إسرائيل وبراءة بصحف إبراهيم عليه السلام وصحف موسى عليه السلام وزاد الله عز ذكره محمدا صلى الله عليه وآله السبع الطوال، وفاتحة الكتاب، وهي السبع المثاني والقرآن العظيم، واعطي الكتاب والحكمة. قال له اليهودي: فإن موسى عليه السلام ناجاه الله عزوجل على طور سيناء. قال له علي عليه السلام: لقد كان كذلك. ولقد أوحى الله عزوجل إلى محمد صلى الله عليه وآله عند سدرة المنتهى، فمقامه في السماء محمود، وعند منتهى العرش مذكور. قال له اليهودي: فلقد ألقى الله على موسى عليه السلام محبة منه. قال له علي عليه السلام: لقد كان كذلك، ولقد أعطى الله محمدا صلى الله عليه وآله ما هو أفضل منه، لقد ألقى الله عزوجل عليه محبة منه، فمن هذا الذي يشركه في هذا الاسم إذ تم من الله عزوجل به الشهادة، فلا تتم الشهادة إلا أن يقال: " أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله، ينادى به على المناير، فلا يرفع صوت بذكر الله عزوجل إلا رفع بذكر محمد صلى الله عليه وآله معه. قال له اليهودي: فلقد أوحى الله إلى ام موسى لفضل منزلة موسى عليه السلام عند الله عزوجل. قال له علي عليه السلام: لقد كان كذلك، ولقد لطف الله جل ثناؤه لام محمد صلى الله عليه وآله بأن أوصل إليها اسمه حتى قالت: أشهد والعالمون أن محمدا رسول الله منتظر وشهد الملائكة على الانبياء أنهم أثبتوه في الاسفار، وبلطف من الله عزو جل ساقه إليها، ووصل إليها اسمه لفضل منزلته عنده حتى رأت في المنام أنه قيل لها: إن ما في بطنك سيد، فإذا ولدته فسميه محمدا، فاشتق الله له اسما من أسمائه، فالله محمود ، وهذا محمد. قال له اليهودي: فإن هذا موسى بن عمران عليه السلام قد أرسله الله إلى فرعون وأراه الآية الكبرى. قال له علي عليه السلام: لقد كان كذلك، ومحمد أرسله إلى فراعنة شتى، مثل أبي جهل ابن هشام، وعتبة بن ربيعة، وشيبة، وأبي البختري، والنضر بن الحارث، وأبي بن خلف، ومنبه ونبيه ابني الحجاج، وإلى الخمسة المستهزئين: الوليد بن المغيرة المخزومي، و العاص بن وائل السهمي، والاسود بن عبد يغوث الزهري، والاسود بن المطلب، والحارث ابن الطلاطلة ، فأراهم الآيات في الآفاق وفي أنفسهم حتى تبين لهم أنه الحق. قال له اليهودي: لقد انتقم الله لموسى عليه السلام من فرعون. قال له علي عليه السلام: لقد كان كذلك، ولقد انتقم الله جل اسمه لمحمد صلى الله عليه وآله من الفراعنة، فأما المستهزؤون فقد قال الله عزوجل: " إنا كفيناك المستهزئين " فقتل الله خمستهم، كل واحد منهم بغير قتلة صاحبه في يوم واحد، فأما الوليد بن المغيرة فمر بنبل لرجل من خزاعة قد راشه ووضعه في الطريق فأصابه شظية منه فانقطع أكحله حتى أدماه فمات وهو يقول: قتلني رب محمد. وأما العاص بن وائل فإنه خرج في حاجة له إلى موضع فتدهده تحته حجر فسقط فتقطع قطعة قطعة فمات، وهو يقول: قتلني رب محمد وأما الاسود بن عبد يغوث فإنه خرج يستقبل ابنه زمعة فاستظل بشجرة فأتاه جبرئيل عليه السلام فأخذ رأسه فنطح به الشجرة، فقال لغلامه: امنع عني هذا، فقال: ما أرى أحدا يصنع بك شيئا إلا نفسك فقتله وهو يقول: قتلني رب محمد. وأما الاسود بن المطلب فإن النبي صلى الله عليه وآله دعا عليه أن يعمي الله بصره، وأن يثكله ولده، فلما كان في ذلك اليوم خرج حتى صار إلى موضع فأتاه جبرئيل عليه السلام بورقة خضراء فضرب بها وجهه فعمى وبقي حتى أثكله الله ولده. وأما الحارث بن الطلاطلة فإنه خرج من بيته في السموم فتحول حبشيا فرجع إلى أهله فقال: أنا الحارث، فغضبوا عليه فقتلوه، وهو يقول: قتلني رب محمد. وروي أن الاسود بن الحارث أكل حوتا مالحا فأصابه العطش، فلم يزل يشرب الماء حتى انشق بطنه فمات، وهو يقول: قتلني رب محمد، كل ذلك في ساعة واحدة، وذلك أنهم كانوا بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله، فقالوا له: يا محمد ننتظر بك إلى الظهر، فإن رجعت عن قولك وإلا قتلناك، فدخل النبي صلى الله عليه واله منزله فأغلق عليه بابه مغتما لقولهم، فأتاه جبرئيل عليه عن الله ساعته فقال له: يا محمد السلام يقرأ عليك السلام، وهو يقول: " اصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين يعني أظهر أمرك لأهل مكة، وادعهم إلى الايمان. قال: يا جبرئيل كيف أصنع بالمستهزئين وما أوعدوني ؟ قال له: " إنا كفيناك المستهزئين ". قال: يا جبرئيل كانوا الساعة بين يدي، قال: قد كفيتهم، فأظهر أمره عند ذلك، و أما بقيتهم من الفراعنة فقتلوا يوم بدر بالسيف، وهزم الله الجمع وولوا الدبر قال له اليهودي: فإن هذا موسى بن عمران عليه السلام قد اعطي العصا، فكانت تتحول ثعبانا. قال له عليه السلام: لقد كان كذلك، ومحمد صلى الله عليه وآله اعطي ما هو أفضل من هذا إن رجلا كان يطالب أبا جهل بن هشام بدين ثمن جزور قد اشتراه، فاشتغل عنه وجلس يشرب، فطلبه الرجل فلم يقدر عليه، فقال له بعض المستهزئين: من تطلب ؟ قال: عمرو بن هشام - يعني أبا جهل - لي عليه دين، قال: فأدلك على من يستخرج الحقوق ؟ قال: نعم، فدله على النبي صلى الله عليه وآله، وكان أبو جهل يقول: ليت لمحمد إلي حاجة فأسخر به وأرده، فأتى الرجل النبي صلى الله عليه وآله فقال له: يا محمد بلغني أن بينك وبين عمرو بن هشام حسن، وأنا أستشفع بك إليه، فقام معه رسول الله صلى الله عليه واله فأتى بابه فقال له: قم يا أبا جهل فأد إلى الرجل حقه، وإنما كناه أبا جهل ذلك اليوم، فقام مسرعا حتى أدى إليه حقه، فلما رجع إلى مجلسه قال له بعض أصحابه: فعلت ذلك فرقا من محمد، قال: ويحكم أعذروني، إنه لما أقبل رأيت عن يمينه رجالا بأيديهم حراب تتلألأ، وعن يساره ثعبانان تصطك أسنانهما، وتلمع النيران من أبصارهما، لو امتنعت لم آمن أن يبعجوا بالحراب بطني، ويقضمني الثعبانان، هذا أكبر مما اعطي موسى عليه السلام، ثعبان بثعبان موسى عليه السلام، وزاد الله محمدا صلى الله عليه وآله ثعبانا وثمانية أملاك معهم الحراب، ولقد كان النبي صلى الله عليه وآله يؤذي قريشا بالدعاء، فقام يوما فسفه أحلامهم ، وعاب دينهم و، شتم أصنامهم، وضلل آباءهم، فاغتموا من ذلك غما شديدا، فقال أبو جهل: والله للموت خير لنا من الحياة، فليس فيكم معاشر قريش أحد يقتل محمدا صلى الله عليه وآله فيقتل به ؟ فقالوا له: لا، قال: فأنا أقتله، فإن شاءت بنو عبد المطلب قتلوني به، وإلا تركوني، قالوا: إنك إن فعلت ذلك اصطنعت إلى أهل الوادي معروفا لا تزال تذكر به، قال: إنه كثير السجود حول الكعبة، فإذا جاء وسجد أخذت حجرا فشدخته به، فجاء رسول الله صلى الله عليه وآله فطاف بالبيت اسبوعا ثم صلى وأطال السجود، فأخذ أبو جهل حجرا فأتاه من قبل رأسه، فلما أن قرب منه أقبل فحل من قبل رسول الله صلى الله عليه وآله فاغرا فاه نحوه، فلما أن رآه أبو جهل فزع منه. وارتعدت يده، وطرح الحجر فشدخ رجله، فرجع مدمى متغير اللون يفيض عرقا، فقال له أصحابه: ما رأينا كاليوم ، قال: ويحكم أعذروني، فإنه أقبل من عنده فحل فاغرا فاه فكاد يبلعني ، فرميت بالحجر فشدخت رجلي. قال له اليهودي: فإن موسى عليه السلام قد اعطى اليد البيضاء، فهل فعل بمحمد شيء من هذا ؟. قال له علي عليه السلام: لقد كان كذلك، ومحمد صلى الله عليه وآله اعطي ما هو أفضل من هذا، إن نورا كان يضئ عن يمينه حيثما جلس، وعن يساره أينما جلس، وكان يراه الناس كلهم. قال له اليهودي: فإن موسى عليه السلام قد ضرب له في البحر طريق، فهل فعل بمحمد شيء من هذا ؟. فقال له علي عليه السلام: لقد كان كذلك، ومحمد صلى الله عليه وآله اعطي ما هو أفضل من هذا، خرجنا معه إلى حنين فإذا نحن بواد يشخب فقدرناه فإذا هو أربع عشرة قامة، فقالوا: يارسول الله العدو من ورائنا، والوادي أمامنا، كما قال أصحاب موسى: إنا لمدكون، فنزل رسول الله صلى الله عليه وآله ثم قال: " اللهم إنك جعلت لكل مرسل دلالة، فأرني قدرتك " وركب صلوات الله عليه وآله فعبرت الخيل لا تندى حوافرها، والابل لا تندى أخفافها فرجعنا فكان فتحنا . قال له اليهودي: فإن موسى عليه السلام قد اعطي الحجر فانبجست منه اثنتا عشرة عينا. قال له علي عليه السلام: لقد كان كذلك، ومحمد صلى الله عليه وآله لما نزل الحديبية وحاصره أهل مكة قد اعطي أفضل من ذلك، وذلك أن أصحابه شكوا إليه الظماء وأصابهم ذلك حتى التقت خواصر الخيل، فذكروا له ذلك، فدعا بركوة يمانية، ثم نصب يده المباركة فيها فتفجرت من بين أصابعه عيون الماء، فصدرنا وصدرت الخيل رواء وملانا كل مزادة وسقاء ولقد كنا معه بالحديبية وإذا ثم قليب جافة، فأخرج صلى الله عليه وآله سهما من كنانته فناوله البراء بن عازب فقال له: اذهب بهذا السهم إلى تلك القليب الجافة فاغرسه فيها، ففعل ذلك فتفجرت منه اثنتا عشرة عينا من تحت السهم، ولقد كان يوم الميضأة عبرة وعلامة للمنكرين لنبوته، كحجر موسى عليه السلام حيث دعا بالميضأة فنصب يده فيها، ففاضت بالماء وارتفع حتى توضأ منه ثمانية آلاف رجل ؟ وشربوا حاجتهم، و سقوا دوابهم ؟ وحملوا ما أرادوا. قال له اليهودي: فإن موسى عليه السلام قد اعطي المن والسلوى، فهل فعل بمحمد نظير هذا ؟. قال له علي عليه السلام: لقد كان كذلك، ومحمد صلى الله عليه وآله اعطي ما هو أفضل من هذا، إن الله عزوجل أحل له الغنائم ولامته، ولم تحل لاحد قبله، فهذا أفضل من المن والسلوى، ثم زاده أن جعل النية له ولامته عملا صالحا ، ولم يجعل لاحد من الأمم ذلك قبله، فإذا هم أحدهم بحسنة ولم يعملها كتبت له حسنة، وإن عملها كتبت له عشر. قال له اليهودي: فإن موسى عليه السلام قد ظلل عليه الغمام. قال له علي عليه السلام: لقد كان كذلك، وقد فعل ذلك لموسى عليه السلام في التيه، واعطي محمد صلى الله عليه وآله أفضل من هذا، إن الغمامة كانت تظلله من يوم ولد إلى يوم قبض في حضره وأسفاره، فهذا أفضل مما اعطي موسى عليه السلام. قال له اليهودي: فهذا داود عليه السلام قد ألان الله عزوجل له الحديد، فعمل منه الدروع. قال له علي عليه السلام: لقد كان كذلك، ومحمد اعطي ما هو أفضل منه، إنه لين الله عزوجل له الصم الصخور الصلاب، وجعلها غارا، ولقد غارت الصخرة تحت يده ببيت المقدس لينة حتى صارت كهيئة العجين، قد رأينا ذلك والتمسناه تحت رايته. قال له اليهودي: فإن هذا داود عليه السلام بكى على خطيئته حتى سارت الجبال معه لخوفه. قال له علي عليه السلام: لقد كان كذلك، ومحمد اعطي ما هو أفضل من هذا، إنه كان إذا قام إلى الصلاة سمع لصدره وجوفه أزيز كأزيز المرجل على الاثافي من شدة البكاء، وقد آمنه الله عزوجل من عقابه، فأراد أن يتخشع لربه ببكائه، ويكون إماما لمن اقتدى به، ولقد قام صلى الله عليه وآله عشر سنين على أطراف أصابعه حتى تورمت قدماه، واصفر وجهه، يقوم الليل أجمع حتى عوتب في ذلك فقال الله عزوجل: " طه * ما أنزلنا عليك القرآن * لتشقى " بل لتسعد به، ولقد كان يبكي حتى يغشى عليه، فقيل له: يارسول الله أليس الله عزوجل قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال: بلى، أفلا أكون عبدا شكورا، ولئن سارت الجبال وسبحت معه لقد عمل محمد صلى الله عليه وآله ما هو أفضل من هذا، إذ كنا معه على جبل حراء إذ تحرك الجبل فقال له: قر فليس عليك إلا نبي وصديق شهيد، فقر الجبل مجيبا لأمره، ومنتهيا إلى طاعته، ولقد مررنا معه بجبل وإذا الدموع تخرج من بعضه، فقال له : ما يبكيك يا جبل ؟ فقال: يارسول الله كان المسيح مر بي وهو يخوف الناس بنار وقودها الناس والحجارة، فأنا أخاف أن أكون من تلك الحجارة، قال له: لا تخف، تلك حجارة الكبريت، فقر الجبل وسكن وهدأ وأجاب لقوله. قال له اليهودي: فإن هذا سليمان عليه السلام اعطي ملكا لا ينبغي لاحد من بعده. فقال له علي عليه السلام: لقد كان كذلك، ومحمد صلى الله عليه وآله اعطي ما هو أفضل من هذا، إنه هبط إليه ملك لم يهبط إلى الارض قبله وهو ميكائيل. فقال له: يا محمد عش ملكا منعما، وهذه مفاتيح خزائن الارض معك، وتسير معك جبالها ذهبا وفضة، لا ينقص لك فيما ادخر لك في الآخرة شيء، فأومأ إلى جبرئيل عليه السلام - وكان خليله من الملائكة - فأشار إليه: إن تواضع، فقال: بل أعيش نبيا عبدا، آكل يوما، ولا آكل يومين، وألحق بإخواني من الانبياء من قبلي، فزاده الله تعالى الكوثر، وأعطاه الشفاعة، وذلك أعظم من ملك الدنيا من أولها إلى آخرها سبعين مرة، ووعده المقام المحمود، فإذا كان يوم القيامة أقعده الله تعالى على العرش، فهذا أفضل مما اعطي سليمان بن داود عليه السلام. قال له اليهودي: فإن هذا سليمان عليه السلام قد سخرت له الرياح فسارت به في بلاده، غدوها شهر ورواحها شهر. فقال له علي عليه السلام: لقد كان كذلك، ومحمد صلى الله عليه وآله اعطي ما هو أفضل من هذا، إنه اسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى مسيرة شهر، وعرج به في ملكوت السماوات مسيرة خمسين ألف عام في أقل من ثلث ليلة حتى انتهى إلى ساق العرش، فدنا بالعلم فتدلى، فدلي له من الجنة رفرف أخضر، وغشى النور بصره، فرأى عظمة ربه عزوجل بفؤاده، ولم يرها بعينه، فكان قاب قوسين بينها وبينه أو أدنى، فأوحى إلى عبده ما أوحى، فكان فيما أوحى إليه الآية التي في سورة البقرة قوله: " لله ما في السماوات وما في الارض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير " وكانت الآية قد عرضت على الانبياء من لدن آدم عليه السلام إلى أن بعث الله تبارك اسمه محمدا، وعرضت على الامم فأبوا أن يقبلوها من ثقلها، وقبلها رسول الله صلى الله عليه وآله وعرضها على امته فقبلوها، فلما رأى الله تبارك وتعالى منهم القبول علم أنهم لا يطيقونها، فلما أن صار إلى ساق العرش كرر عليه الكلام ليفهمه، فقال: " آمن الرسول بما انزل إليه من ربه " فأجاب صلى الله عليه وآله مجيبا عنه وعن امته فقال: " والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله " فقال جل ذكره: لهم الجنة، والمغفرة علي إن فعلوا ذلك، فقال النبي صلى الله عليه وآله: أما إذ فعلت بنا ذلك ف‍ " غفرانك ربنا وإليك المصير " يعني المرجع في الآخرة، قال: فأجابه الله جل ثناؤه: وقد فعلت ذلك بك وبأمتك، ثم قال عزوجل: أما إذ قبلت الآية بتشديدها وعظم ما فيها وقد عرضتها على الامم فأبوا أن يقبلوها وقبلتها امتك فحق علي أن أرفعها عن امتك فقال: " لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت " من خير " وعليها ما اكتسبت " من شر، فقال النبي صلى الله عليه وآله، لما سمع ذلك: أما إذ فعلت ذلك بي وبأمتي فزدني، قال: سل قال: " ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا " قال الله عزوجل: لست أؤاخذ أمتك بالنسيان والخطأ لكرامتك علي، وكانت الامم السالفة إذا نسوا ما ذكروا به فتحت عليهم أبواب العذاب، وقد رفعت ذلك عن امتك، وكانت الامم السالفة إذا أخطأوا اخذوا بالخطأ وعوقبوا عليه، وقد رفعت ذلك عن امتك لكرامتك علي فقال النبي صلى الله عليه وآله: اللهم إذ أعطيتني ذلك فزدني، فقال الله تعالى له: سل، قال: " ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا " يعني بالأصر الشدائد التي كانت على من كان قبلنا، فأجابه الله إلى ذلك، فقال تبارك اسمه: قد رفعت عن أمتك الآصار التي كانت على الامم السالفة، كنت لا أقبل صلاتهم إلا في بقاع من الارض معلومة اخترتها لهم وإن بعدت، وقد جعلت الارض كلها لامتك مسجدا وطهورا، فهذه من الآصار التي كانت على الامم قبلك فرفعتها عن أمتك، وكانت الأمم السالفة إذا أصابهم أذى من نجاسة قرضوها من أجسادهم، وقد جعلت الماء لامتك طهورا، فهذه من الآصار التي كانت عليهم فرفعتها عن أمتك، وكانت الامم السالفة تحمل قرابينها على أعناقها إلى بيت المقدس، فمن قبلت ذلك منه أرسلت عليه نارا فأكلته، فرجع مسرورا، ومن لم أقبل ذلك منه رجع مثبورا ، وقد جعلت قربان امتك في بطون فقرائها ومساكينها، فمن قبلت ذلك منه أضعفت ذلك له أضعافا مضاعفة، ومن لم أقبل ذلك منه رفعت عنه عقوبات الدنيا، وقد رفعت ذلك عن امتك وهي من الآصار التي كانت على من كان قبلك، وكانت الامم السالفة صلواتها مفروضة عليها في ظلم الليل وأنصاف النهار، وهي من الشدائد التي كانت عليهم، فرفعتها عن امتك، وفرضت عليهم صلاتهم في أطراف الليل والنهار، في أوقات نشاطهم، و كانت الامم السالفة قد فرضت عليهم خمسين صلاة في خمسين وقتا، وهي من الآصار التي كانت عليهم، فرفعتها عن امتك، وجعلتها خمسا في خمسة أوقات، وهي إحدى وخمسون ركعة، وجعلت لهم أجر خمسين صلاة، وكانت الأمم السالفة حسنتهم بحسنة، وسيئتهم بسيئة، وهي من الآصار التي كانت عليهم، فرفعتها عن أمتك، وجعلت الحسنة بعشرة والسيئة بواحدة، وكانت الامم السالفة إذا نوى أحدهم حسنة ثم لم يعملها لم تكتب له، وإن عملها كتبت له حسنة، وإن أمتك إذا هم أحدهم بحسنة ولم يعملها كتبت له حسنة وإن عملها كتبت له عشرا، وهي من الآصار التي كانت عليهم فرفعتها عن أمتك، وكانت الامم السالفة إذا هم أحدهم بسيئة ثم لم يعملها لم تكتب عليه، وإن عملها كتبت عليه سيئة، وإن أمتك إذا هم أحدهم بسيئة ثم لم يعملها كتبت له حسنة، وهذه من الآصار التي كانت عليهم، فرفعت ذلك عن امتك، وكانت الامم السالفة إذا أذنبوا كتبت ذنوبهم على أبوابهم، وجعلت توبتهم من الذنوب أن حرمت عليهم بعد التوبة أحب الطعام إليهم وقد رفعت ذلك عن أمتك، وجعلت ذنوبهم فيما بيني وبينهم، وجعلت عليهم ستورا كثيفة، وقبلت توبتهم بلا عقوبة، ولا اعاقبهم بأن أحرم عليهم أحب الطعام إليهم، وكانت الأمم السالفة يتوب أحدهم من الذنب الواحد مأة سنة أو ثمانين سنة أو خمسين سنة ثم لا أقبل توبته دون أن اعاقبه في الدنيا بعقوبة، وهي من الآصار التي كانت عليهم، فرفعتها عن أمتك وإن الرجل من أمتك ليذنب عشرين سنة أو ثلاثين سنة أو أربعين سنة أو مأة سنة ثم يتوب ويندم طرفة عين فأغفر له ذلك كله. فقال النبي صلى الله عليه وآله: اللهم إذ أعطيتني ذلك كله فزدني، قال: سل، قال: " ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به " قال تبارك اسمه: قد فعلت ذلك بأمتك، وقد رفعت عنهم عظم بلايا الامم، وذلك حكمي في جميع الامم أن لا اكلف خلقا فوق طاقتهم، فقال النبي صلى الله عليه وآله: " واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا " قال الله عزوجل: قد فعلت ذلك بتائبي امتك، ثم قال صلى الله عليه وآله: " فانصرنا على القوم الكافرين " قال الله عز اسمه: إن أمتك في الارض كالشامة البيضاء في الثور الاسود، هم القادرون، وهم القاهرون، يستخدمون ولا يستخدمون لكرامتك علي، وحق علي أن اظهر دينك على الاديان حتى لا يبقى في شرق الارض وغربها دين إلا دينك، أو يؤدون إلى أهل دينك الجزية. قال له اليهودي: فإن هذا سليمان عليه السلام سخرت له الشياطين، يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل. قال له علي عليه السلام: لقد كان كذلك، ولقد اعطي محمد صلى الله عليه وآله أفضل من هذا، إن الشياطين سخرت لسليمان عليه السلام وهي مقيمة على كفرها، وقد سخرت لنبوة محمد صلى الله عليه وآله الشياطين بالإيمان، فأقبل إليه الجن التسعة من أشرافهم من جن نصيبين واليمن من بني عمرو بن عامر من الا حجة ، منهم شضاه، ومضاه ، والهملكان، والمرزبان، و المازمان، ونضاه، وهاصب، وهاضب ، وعمرو، وهم الذين يقول الله تبارك اسمه فيهم: " وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن " وهم التسعة " يستمعون القرآن " فأقبل إليه الجن والنبي صلى الله عليه وآله ببطن النخل، فاعتذروا بأنهم ظنوا كما ظننتم أن لن يبعث الله أحدا، ولقد أقبل إليه أحد وسبعون ألفا منهم فبايعوه على الصوم والصلاة والزكاة والحج والجهاد ونصح المسلمين فاعتذروا بأنهم قالوا على الله شططا، وهذا أفضل مما اعطي سليمان عليه السلام، سبحان من سخرها لنبوة محمد صلى الله عليه وآله بعد أن كانت تتمرد وتزعم أن لله ولدا، فلقد شمل مبعثه من الجن والانس ما لا يحصى. قال له اليهودي: فهذا يحيى بن زكريا عليه السلام يقال: إنه اوتي الحكم صبيا، والحلم والفهم ، وإنه كان يبكي من غير ذنب، وكان يواصل الصوم. قال له علي عليه السلام: لقد كان كذلك، ومحمد صلى الله عليه وآله اعطي ما هو أفضل من هذا، إن يحيى بن زكريا، كان في عصر لا أوثان فيه ولا جاهلية، ومحمد صلى الله عليه وآله اوتي الحكم والفهم صبيا بين عبدة الاوثان، وحزب الشيطان، ولم يرغب لهم في صنم قط، ولم ينشط لأعيادهم ولم ير منه كذب قط صلى الله عليه وآله وكان أمينا صدوقا حليما، وكان يواصل صوم الاسبوع والاقل والاكثر، فيقال له في ذلك فيقول: " إني لست كأحدكم إني أظل عند ربي فيطعمني ويسقيني " وكان يبكي صلى الله عليه وآله حتى يبتل مصلاه، خشية من الله عزوجل من غير جرم. قال له اليهودي: فإن هذا عيسى بن مريم عليه السلام يزعمون أنه تكلم في المهد صبيا. قال له على عليه السلام: لقد كان كذلك، ومحمد صلى الله عليه وآله سقط من بطن امه واضعا يده اليسرى على الارض، ورافعا يده اليمنى إلى السماء، يحرك شفتيه بالتوحيد، وبدا من فيه نور رأى أهل مكة منه قصور بصرى من الشام وما يليها، والقصور الحمر من أرض اليمن وما يليها، والقصور البيض من إصطخر وما يليها، ولقد أضاءت الدنيا ليلة ولد النبي صلى الله عليه وآله حتى فزعت الجن والانس والشياطين، وقالوا: حدث في الارض حدث، ولقد رئيت الملائكة ليلة ولد تصعد وتنزل وتسبح وتقدس، وتضطرب النجوم وتتساقط، علامة لميلاده، ولقد هم إبليس بالظعن في السماء لما رأى من الاعاجيب في تلك الليلة، وكان له مقعد في السماء الثالثة، والشياطين يسترقون السمع، فلما رأوا الاعاجيب أرادوا أن يسترقوا السمع فإذا هم قد حجبوا من السماوات كلها، ورموا بالشهب دلالة لنبوته صلى الله عليه وآله. قال له اليهودي: فإن عيسى يزعمون أنه قد أبرأ الاكمه والابرص بإذن الله عز وجل. فقال له علي عليه السلام: لقد كان كذلك، ومحمد صلى الله عليه وآله أبرأ ذا العاهة من عاهته، فبينما هو جالس صلى الله عليه وآله إذ سأل عن رجل من أصحابه، فقالوا: يا رسول الله أنه قد صار من البلاء كهيئة الفرخ لا ريش عليه ، فأتاه صلى الله عليه وآله فإذا هو كهيئة الفرخ من شدة البلاء، فقال: قد كنت تدعو في صحتك دعاء ؟ قال: نعم، كنت، أقول: يا رب أيما عقوبة أنت معاقبي بها في الآخرة فعجلها لي في الدنيا. فقال له النبي صلى الله عليه وآله: ألا قلت: " اللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار " فقالها فكأنما نشط من عقال، وقام صحيحا وخرج معنا، ولقد أتاه رجل من جهينة أجذم يتقطع من الجذام، فشكا إليه صلى الله عليه وآله فأخذ قدحا من ماء فتفل فيه، ثم قال: امسح به جسدك، ففعل فبرئ حتى لم يوجد فيه شيء، ولقد أتى العربي أبرص فتفل من فيه عليه فما قام من عنده إلا صحيحا، ولئن زعمت أن عيسى عليه السلام أبرأ ذوي العاهات من عاهاتهم فإن محمدا صلى الله عليه وآله بينما هو في بعض أصحابه إذا هو بامرأة فقالت: يا رسول الله إن ابني قد أشرف على حياض الموت، كلما أتيته بطعام وفع عليه التثاؤب، فقام النبي صلى الله عليه وآله وقمنا معه، فلما أتيناه قال له: جانب يا عدو الله ولي الله فأنا رسول الله، فجانبه الشيطان فقام صحيحا وهو معنا في عسكرنا، ولئن زعمت أن عيسى عليه السلام أبرأ العميان فإن محمدا صلى الله عليه وآله قد فعل ما هو أكثر من ذلك ، إن قتادة بن ربعي كان رجلا صبيحا، فلما أن كان يوم احد أصابته طعنة في عينه، فبدرت حدقته فأخذها بيده، ثم أتى بها النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله إن امرأتي الآن تبغضني، فأخذها رسول الله صلى الله عليه وآله من يده، ثم وضعها مكانها، فلم تكن تعرف إلا بفضل حسنها، وفضل ضوئها على العين الاخرى. ولقد جرح عبد الله ابن عتيك وبانت يده يوم ابن أبي الحقيق، فجاء إلى النبي صلى الله عليه وآله ليلا، فمسح عليه يده ، فلم تكن تعرف من اليد الاخرى. ولقد أصاب محمد بن مسلمة يوم كعب بن الاشرف مثل ذلك في عينه ويده، فمسحه رسول الله صلى الله عليه وآله فلم نستبينا. ولقد أصاب عبد الله بن أنيس مثل ذلك في عينه فمسحها فما عرفت من الاخرى، فهذه كلها دلالة لنبوته صلى الله عليه وآله. قال له اليهودي: فإن عيسى يزعمون أنه قد أحيى الموتى بإذن الله. قال له علي عليه السلام: لقد كان ذلك، ومحمد صلى الله عليه وآله سبحت في يده تسع حصيات، تسمع نغماتها في جمودها ولا روح فيها، لتمام حجة نبوته، ولقد كلمته الموتى من بعد موتهم، واستغاثوه مما خافوا من تبعته ، ولقد صلى بأصحابه ذات يوم فقال: ما ههنا من بني النجار أحد وصاحبهم محتبس على باب الجنة بثلاثة دراهم لفلان اليهودي، وكان شهيدا. ولئن زعمت أن عيسى عليه السلام كلم الموتى فلقد كان لمحمد صلى الله عليه وآله ما هو أعجب من هذا، إن النبي صلى الله عليه وآله لما نزل بالطائف وحاصر أهلها بعثوا إليه بشاة مسلوخة مطلية بسم ، فنطق الذراع منها، فقالت: يا رسول الله لا تأكلني فإني مسمومة، فلو كلمته البهيمة وهي حية لكانت من أعظم حجج الله عز ذكره على المنكرين لنبوته، فكيف وقد كلمته من بعد ذبح وسلخ وشي ولقد كان صلى الله عليه وآله يدعو بالشجرة فتجيبه، وتكلمه البهيمة وتكلمه السباع، وتشهد له بالنبوة، وتحذرهم عصيانه، فهذا أكثر مما اعطي عيسى عليه السلام. قال له اليهودي: إن عيسى يزعمون أنه أنبا قومه بما يأكلون، وما يدخرون في بيوتهم. قال له علي عليه السلام لقد كان كذلك، ومحمد صلى الله عليه وآله فعل ما هو أكثر من هذا ، إن عيسى عليه السلام أنبأ قومه بما كان من وراء حائط، ومحمد أنبأ عن مؤتة وهو عنها غائب ووصف حربهم ومن استشهد منهم، وبينه وبينهم مسيرة شهر. وكان يأتيه الرجل يريد أن يسأله عن شيء فيقول صلى الله عليه وآله: تقول أو أقول ؟ فيقول: بل قل يارسول الله، فيقول: جئتني في كذا وكذا حتى يفرغ من حاجته. ولقد كان صلى الله عليه وآله يخبر أهل مكة بأسرارهم بمكة حتى لا يترك من أسرارهم شيئا منها ما كان بين صفوان بن امية وبين عمير بن وهب، إذ أتاه عمير فقال: جئت في فكاك ابني، فقال له: كذبت، بل قلت لصفوان وقد اجتمعتم في الحطيم، وذكرتم قتلى بدر: والله للموت خير لنا من البقاء مع ما صنع محمد بنا، وهل حياة بعد أهل القليب ؟ فقلت أنت لولا عيالي ودين علي لأرحتك من محمد، فقال صفوان: علي أن أقضي دينك، وأن أجعل بناتك مع بناتي يصيبهن ما يصيبهن من خير أو شر، فقلت أنت: فاكتمها علي، وجهزني حتى أذهب فأقتله، فجئت لتقتلني، فقال: صدقت يارسول الله، فأنا أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، وأشباه هذا مما لا يحصى. قال له اليهودي: فإن عيسى يزعمون أنه خلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله عزوجل. فقال له علي عليه السلام: لقد كان كذلك، ومحمد صلى الله عليه وآله قد فعل ما هو شبيه بهذا إذ أخذ يوم حنين حجرا فسمعنا للحجر تسبيحا وتقديسا، ثم قال للحجر: انفلق فانفلق ثلاث فلق، نسمع لكل فلقة منها تسبيحا لا يسمع للأخرى. ولقد بعث إلى شجرة يوم البطحاء فأجابته، ولكل غصن منها تسبيح وتهليل وتقديس ثم قال لها: انشقي فانشقت نصفين، ثم قال لها: التزقي، فالتزقت، ثم قال لها: اشهدي لي بالنبوة، فشهدت، ثم قال لها: ارجعي إلى مكانك بالتسبيح والتهليل والتقديس ففعلت، وكان موضعها بجنب الجزارين بمكة. قال له اليهودي: فإن عيسى عليه السلام يزعمون أنه كان سياحا. قال له علي عليه السلام: لقد كان كذلك، ومحمد صلى الله عليه وآله، كانت سياحته في الجهاد، واستنفر في عشر سنين ما لا يحصى من حاضر وباد، وأفنى فئاما من العرب من منعوت بالسيف، لا يداري بالكلام، ولا ينام إلا عن دم، ولا يسافر إلا وهو متجهز لقتال عدوه. وقال له اليهودي: فإن عيسى عليه السلام: يزعمون أنه كان زاهدا. قال له علي عليه السلام: لقد كان كذلك، ومحمد صلى الله عليه وآله أزهد الانبياء عليهم السلام كان له ثلاث عشرة زوجة سوى من يطيف به من الاماء، ما رفعت له مائدة قط وعليها طعام، وما أكل خبز بر قط، ولا شبع من خبز شعير ثلاث ليال متواليات قط، توفي صلى الله عليه وآله ودرعه مرهونة عند يهودي بأربعة دراهم، ما ترك صفراء ولا بيضاء، مع ما وطئ له من البلاد *، ومكن له من غنائم العباد، ولقد كان يقسم في اليوم الواحد ثلاث مأة ألف، وأربعمأة ألف ويأتيه السائل بالعشي فيقول: والذي بعث محمدا بالحق ما أمسى في آل محمد صاع من شعير ولا صاع من بر، ولا درهم ولا دينار. وقال له اليهودي: فإني أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله وأشهد أنه ما أعطى الله نبيا درجة ولا مرسلا فضيلة إلا وقد جمعها لمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وزاد محمدا صلى الله عليه وآله على الانبياء صلوات الله عليهم أضعاف درجات. فقال ابن عباس لعلي بن أبي طالب عليه السلام: أشهد يا أبا الحسن أنك من الراسخين في العلم، فقال: ويحك ومالي لا أقول ما قلت في نفس من استعظمه الله عز وجل في عظمته جلت فقال: " وإنك لعلى خلق عظيم ".
المصدر : بحار الأنوار 
المؤلف :  العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 17 / صفحة [273]
تاريخ النشر : 2024-05-23


Untitled Document
دعاء يوم الخميس
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَذْهَبَ اللَّيْلَ مُظْلِماً بِقُدْرَتِهِ، وَجاءَ بِالنَّهارِ مُبْصِراً بِرَحْمَتِهِ، وَكَسانِي ضِياءَهُ وَأَنا فِي نِعْمَتِهِ. اللّهُمَّ فَكَما أَبْقَيْتَنِي لَهُ فَأَبْقِنِي لأَمْثالِهِ، وَصَلِّ عَلى النَّبِيّ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَلا تَفْجَعْنِي فِيهِ وَفِي غَيْرِهِ مِنَ اللَّيالِي وَالأَيّامِ بِارْتِكابِ المَحارِمِ وَاكْتِسابِ المَآثِمِ، وَارْزُقْنِي خَيْرَهُ وَخَيْرَ ما فِيهِ وَخَيْرَ ما بَعْدَهُ، وَاصْرِفْ عَنِّي شَرَّهُ وَشَرَّ ما فِيهِ وَشَرَّ ما بَعْدَهُ. اللّهُمَّ إِنِّي بِذِمَّةِ الإِسْلامِ أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ، وَبِحُرْمَةِ القُرْآنِ أَعْتَمِدُ عَلَيْكَ، وَبِمُحَمَّدٍ المُصْطَفى صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ أسْتَشْفِعُ لَدَيْكَ، فَاعْرِفِ اللّهُمَّ ذِمَّتِي الَّتِي رَجَوْتُ بِها قَضاءَ حاجَتِي، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. اللّهُمَّ اقْضِ لِي فِي الخَمِيسِ خَمْساً، لا يَتَّسِعُ لَها إِلّا كَرَمُكَ، وَلا يُطِيقُها إِلّا نِعَمُكَ: سَلامَةً أَقْوى بِها عَلى طاعَتِكَ، وَعِبادَةً أسْتَحِقُّ بِها جَزِيلَ مَثُوبَتِكَ، وَسَعَةً فِي الحَالِ مِنَ الرّزْقِ الحَلالِ، وَأَنْ تُؤْمِنَنِي فِي مَواقِفِ الخَوْفِ بِأَمْنِكَ، وَتَجْعَلَنِي مِنْ طَوارِقِ الهُمُومِ وَالغُمُومِ فِي حِصْنِكَ، وَصَلِّ عَلى مُحمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاجْعَلْ تَوَسُّلِي بِهِ شافِعاً يَوْمَ القِيامَةِ نافِعاً، إِنَّكَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ.

زيارات الأيام
زيارة الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) يوم الخميس
َلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ وَخالِصَتَهُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اِمامَ الْـمُؤْمِنينَ وَوارِثَ الْمُرْسَلينَ وَحُجَّةَ رَبِّ الْعالَمينَ، صَلَّى اللهُ عَلَيْكَ وَعَلى آلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ، يا مَوْلايَ يا اَبا مُحَمَّد الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ اَنَا مَوْلىً لَكَ وَلاِلِ بَيْتِكَ وَهذا يَوْمُكَ وَهُوَ يَوْمُ الْخَميسِ وَاَنـَا ضَيْفُكَ فيهِ وَمُسْتَجيرٌ بِكَ فيهِ فَاَحْسِنْ ضيافتي واِجارَتي بِحَقِّ آلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ.