الوضع الليلي
انماط الصفحة الرئيسية

النمط الأول

النمط الثاني

0
المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الراغب الأصفهاني

المؤلف:  عمر فرّوخ

المصدر:  تأريخ الأدب العربي

الجزء والصفحة:  ج3، ص214-216

27-1-2016

5620

+

-

20

هو أبو القاسم الحسين بن محمّد بن المفضّل المشهور بالراغب الأصفهاني، لا نعرف من أحداث حياته شيئا. و قد اختلف المؤرّخون في سنة وفاته، و الأرجح أن تكون 502 أو 503 ه‍ (1109 م) .

الراغب الأصفهاني من ائمة السنّة (بغية الوعاة 396) و حكيم و أديب واسع الاطّلاع حسن التصنيف تمتاز كتبه بالجمع الواسع البارع و بحسن الاختيار و الذوق، مع دقّة الملاحظة و حضور النكتة. و يبدو أنّ كتبه كانت كثيرة: تفسير القرآن-مقدّمة التفسير-مفردات ألفاظ القرآن-درّة التأويل-حلّ متشابهات القرآن-رسالة منبّهة على فضائل القرآن-الذريعة الى مكارم الشريعة- تفصيل النشأتين و تحصل السعادتين-كتاب الأخلاق-محاضرات الادباء و محاورات الشعراء و البلغاء-تحقيق البيان-أدب الشطرنج. ثمّ انّ قول الراغب الاصفهاني في مقدّمة محاضرات الادباء: «. . . ممّا صنعت من نكت الأخبار و من عيون الأشعار و من غيرها من الكتب. . . .» يدلّ على أن «نكت الاخبار» و «عيون الاشعار» كتابان، كما يدل على كثرة كتبه.

و أشهر كتب الراغب و أهمّها كتاب «محاضرات الأدباء» و هو مجموع من الآيات و الاحاديث و الأقوال و الأشعار و القصص و الفكاهات في كلّ وجه من وجوه الحياة جدّها و هزلها و رفيعها و وضيعها: في العلم و السياسة و العدل و الظلم و الصناعات و العطاء و الاستعطاء و الضيافة و الشراب و الغزل و الشجاعة و المجون و في أخلاق الناس و الأثاث و الديانات و المذاهب و الموت و مظاهر الطبيعة و الملائكة و الجنّ و غير ذلك. و يلفت النظر في هذا الكتاب فصول تتعلّق بالمجون صريحة جدّا، مع إشارات مماثلة في ثنايا الكتاب كلّه. و لا ريب في أن ذلك يكشف عن جانب من البيئة التي عاش فيها الراغب الأصفهاني.

مختارات من آثاره:

- من مقدّمة محاضرات الادباء:

و بعد، فإنّ سيّدنا (1)عمّر اللّه بمكانه مرابع الكرم و مجامع النعم أحبّ أن أختار له ممّا صنّفت من نكت الأخبار و من عيون الأشعار و من غيرهما من الكتب (2) فصولا في محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء يجعله صيقل الفهم و مادّة العلم. ففعلت ذلك إيجابا له، إذ قد جعل مراعاة الأدب شعاره و دثاره (3) و محاماة الفضل إيثاره و اختياره، و جعل زمام حسبه بكفّ أدبه، و سلك في زماننا طريقا قلّ سالكوه-طرق العلاء قليلة الإيناس! -. و قد ضمّنت ذلك طرفا من الأبيات الرائقة و الأخبار الشائقة، و أوردتّ فيه ما إذا قيس بمعناه فانّه ظرف ملئ ظرفا (4) و وعاء حشي جدّا و سخفا: من شاء وجد منه ناسكا يعظه و يبكيه، و من شاء صادف منه فاتكا يضحكه و يلهيه. . . . .

و أعوذ باللّه أن أكون ممّن مدح نفسه و زكّاها فعابها بذلك و هجاها، و ممّن أزرى بعقله إعجابه بفعله؛ فقد قيل لا يزال المرء في فسحة من عقله ما لم يقل شعرا أو يصنّف كتابا. و أولى من يصرف همّته الى مراعاة مثل هذا الكتاب من تحلّى بطرف من الآداب فيصير به طليق اللسان ذليق البيان. . . . و من لا يتحلّى في مجلس اللّهو الاّ بمعرفة اللغة و النحو كان من الحصر صورة ممثّلة أو بهيمة مهملة. و من لا يتتبّع طرفا من الفضائل المخلّدة على ألسنة الأوائل كان ناقص العقل. فالعقل نوعان: مطبوع و مسموع؛ و لا يصلح أحدهما الاّ بالآخر.

و قد تحرّيت-ممّا أخرجته من كلّ باب-غاية الاختصار و الاقتصار، و أعفيته من الإكثار و الإهذار، لئلاّ تعاف ممارسته و مدارسته. و لكن عظم هذا الكتاب بعض العظم لكثرة فصوله و تحقيق تفاصيله. و قد جعلت ذلك حدودا و فصولا و أبوابا، و ذكرت جملة الحدود و الفصول في أوّل الكتاب ليسهل طلب كلّ معنى في مكانه. و وضعت كلّ نكتة في الباب الذي هو أليق بها، و ان كان كثير من ذلك يصلح استعماله في أمكنة (متعدّدة).

__________________

1) . . .

2) من كتب الراغب الاصفهاني.

3) الشعار: لباس يلبس على البدن مباشرة. الدثار: ما يتغطى به الانسان طلبا للدفء.

4) راجع وصف الكتاب للجاحظ (ديباجة كتاب الحيوان) . الظرف: الوعاء. الظرف: الكياسة في مخاطبة الناس و معاشرتهم. الحصر: صعوبة النطق بالكلام المنطوي على معنى.