

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات


المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية


التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة
ضرورة الالتفات إلى الآخرة ونعمها
المؤلف:
الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي
المصدر:
أصلحُ الناسِ وأفسدُهُم في نهج البلاغة
الجزء والصفحة:
ص 41 ــ 43
2025-12-28
34
عندما يجري الحديث عن السعادة واللذة تنصرف أذهاننا سريعا إلى السعادة والملذات الدنيوية التي يتم تحصيلها، من الأكل والشرب وغيرها، والاستمتاع بالأشياء الدنيوية أو عندما يجري الحديث عن الغم والحزن. فإن أذهاننا تنصرف بسرعة إلى الحزن الذي تسببه الخسارة الدنيوية وفقدان النعم المادية، في حين أنه يتوجب على المرء أن يغتم ويحزن بسبب تقصيره في عبوديته لله وخسرانه للنعم الأخروية.
في النظرة الإسلامية، يجب أن يؤخذ في الاعتبار هذا الأصل على الدوام، وهو أن النسبة بين الدنيا والآخرة هي نسبة المحدود إلى غير المحدود، ونسبة المتناهي إلى غير المتناهي؛ إذ لا يمكن مقارنة الدنيا بالآخرة من حيث الكمية؛ لأن العمر والحياة الدنيوية محدودان، بينما الحياة الأخروية غير محدودة ولا متناهية كما لا يمكن مقارنة الدنيا بالآخرة من ناحية الكيفية أيضا، ولذلك ليس من المقبول أن يتعلق الإنسان بالملذات الدنيوية والحيوانية والطبيعية بحيث يمنعه هذا التعلق عن الملذات الأخروية، لقد عبر الإسلام عن الدنيا ونعمها بأنها حقيرة وصغيرة من أجل أن لا ينسى الإنسان أهمية الآخرة ومكانتها الرفيعة وكي لا ينسى النعم الأبدية وغير المتناهية، ثم يتعلق بالدنيا والنعم والملذات السريعة الانقضاء، قال تعالى: {لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [الحديد: 23].
يُعلمنا القرآن أن النعم المادية أمانات وودائع إلهية، وأنه ينبغي على الإنسان بجانب التمتع بها والاستلذاذ بها، أن يسعى جاهدا إلى ألا يتعلق بها؛ لأنها لا تستحق أن يتعلق بها فامتلاك ثروةٍ ومنزل جيد والاقتران بزوجة صالحة عبارة عن أمور مرغوب فيها، ولكن لا بد أن نضع في الاعتبار أن جميع هذه الأمور وسيلة للامتحان، وأنه لا ينبغي للإنسان أن يتعلق بها أو أن يحزن عند فقدها، فيكتئب وينزعج وكأن الدنيا قد انتهت ولا أن يفرح عند حصوله على هذه النعم والملذات، بحيث يخرج من جلده من شدة السعادة فينسى الملذات الأخروية الأعلى.
إذن، النعم والملذات الدنيوية ليست سيئة، لكن النعم سواء أكانت دنيوية أم أخروية فهي مرغوبة وقيمة من حيث إنها نعم إلهية؛ خصوصا الملذات والنعم الأخروية التي وصفها الله للإنسان من أجل تشجيعه على الطاعة، فبين أنها عبارة عن جنات ومآكل ومشارب وأزواج من حوريات الجنة، وأن لذتها لا نهاية لها، يقول القرآن حول بعض نعم الجنة التي يتمتع بها أهل الجنة ما يلي: {يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ} [الزخرف: 71 - 73].
كذلك يقول الله عز وجل في آية أخرى: {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى} [محمد: 15].
الاكثر قراءة في التربية الروحية والدينية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة
الآخبار الصحية

قسم الشؤون الفكرية يصدر كتاباً يوثق تاريخ السدانة في العتبة العباسية المقدسة
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)