

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات


المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية


التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة
الانصاف في الآمال
المؤلف:
الخطيب الشيخ حسين انصاريان
المصدر:
الاُسرة ونظامها في الإسلام
الجزء والصفحة:
ص 194 ــ 197
2025-12-25
35
ان لكل رجل وامرأة قابليته وامكانيته الخاصة به من الناحية البدنية والروحية، وأن تفهم هذه القابلية والامكانية مرتبط بفترة المعاشرة والسلوك الطبيعي والاخلاقي.
وبعد مدة وجيزة يتفهم الزوجان بعضهما البعض نوعاً ما ويتعرف كل منهما على قابلية الآخر بدنياً وروحياً، وعلى الزوجين أن يدركا أن الحق تعالى قد وضع في الاعتبار مسألتين حين شرع التكليف للأنسان:
أولهما: أنه تعالى لم يكلف الانسان ما يخرج عن امكانيته ويفوق طاقته ووسعه، وثانيهما: أنه تعالى وضع التكاليف والواجبات الشرعية على ضوء وسع الانسان وهو ما عبر عنه المحققون بالمرحلة التي تقل عن حدود قدرته.
وهذا ليس سوى تجل الرحمة الله ورأفته بعباده والبشر قاطبة إلى قيام يوم الدين، وقد أشار تعالى إلى هذه الحقيقة في الآيات: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُمْ مَا آتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [البقرة: 233]، و{لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [البقرة: 286]، والآية {وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [الأنعام: 152]، والآية {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [الأعراف: 42]، والآية {وَلَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} [المؤمنون: 62].
بناء على ذلك يتعين على كلا الزوجين التأسي بهذه الاخلاق الكريمة والصفات الرحيمة للحق تعالى في قضية الطلبات والطموحات المتقابلة، إذ عليهم:
اولا: عدم الطلب من الطرف المقابل ما يخرج عن الطاقة والقابلية على الصعيدين المادي والمعنوي إذ ان فرض ما هو خارج عن حدود القدرة وطلب ما لا يمكن تحمله يعد ظلماً، وجوراً على البعد الروحي، ومدعاة لحلول العقاب الالهي.
ثانياً: مراعاة قابلية بعضهما البعض اثناء طرح الطلبات، بل تحديد الطلبات والطموحات على ضوء الوسع والقابلية، وطرح التكاليف الطبيعية والحياتية بينهما والطلب من بعضهما البعض بنحو يجري انجازه بكل شغف ولهفة.
وإذا كان بوسعهما - وهو كذلك - التحلي بالأنصاف ازاء بعضهما البعض إذ ان ذلك من اخلاق الله تعالى ومن فعال الانبياء والائمة ومن خصال أولياء الله.
ربما تتخذ المبالغة بالآمال طابع تكليف يفوق الطاقة، ولا شك بأن المطالب الثقيلة لو لم تنفد من قبل الزوج فإن ذلك مما يعكر الاجواء ويؤلم القلوب وبالتالي يثير الضغينة والنفور وتكون نتيجة ذلك تأزم الحياة وانهيار صرح الصفاء والصدق والمودة.
ان المبالغة بالآمال خصلة مذمومة وحاصل الكبر والغرور وهو مرض نفساني وفعل خارج عن إطار الانسانية وصفة قبيحة.
والتسامح بالطموحات انما هو ثمرة الوقار والتأدب وحاصل المعرفة والكرم، وثمره طيبة من ثمار التواضع.
فإن أردتم حياة تفوق في حلاوتها الشهد المصفى لا مجال فيها لاختلاف يعتد به، ولا يتعرض الزوج إلى ما يكدر صفو حياته، ولا تتعرض شخصيته للاحتقار، ولا ينتقل التأزم والمرارة إلى الآخرين، فعليكم التسامح بالطموحات ازاء بعضكم البعض في جميع شؤون الحياة واعلموا أن ذلك مدعاة لبلوغ رضى الحق تعالى بالنسبة لكم لأنه نفحة من رحمته تعالى في الحياة الدنيا.
على اية حال، على الزوجين التحلي باللين والصفاء وان يكونا مصدر مودة ومحبة ويتسامحا فيما بينهما على كافة الاصعدة الحياتية، إذ أن هذا التسامح يعتبر باباً من أبواب المعروف، وأن أهل المعروف ومن تطهروا وتطيبوا عن المنكرات روحياً واخلاقياً هم ممن تشملهم عناية الباري عز وجل وممن يستحقون الأجر الجميل والثواب الجزيل من لدنه تعالى.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (أول من يدخل الجنة المعروف واهله، وأول من يرد علي الحوض) (1).
وقال الصادق (عليه السلام): (ان للجنة باباً يقال له: المعروف، لا يدخله الا أهل المعروف، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة) (2).
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (كل معروف صدقة) (3).
وفي القرآن الكريم أكد جل شأنه أن ثواب كل معروف بعشرة امثاله: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} [الأنعام: 160].
ان التسامح في الطموح ضرب من المعروف وحسنة من محاسن الروح ونوع من الصدقات تقابل بعشرة اضعاف من الاجر. فلم لا يبادر الزوجان إلى هذه التجارة الرابحة ويحرمان أنفسهما من هذه النعمة الالهية مدى الحياة؟ حيث ان حرمان النفس من عناية رب العالمين ورحمته ظلم فاحش وذنب لا يغتفر وخسارة لا تعوض.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ الوسائل: ج 16، ص 303، طبعة آل البيت.
2ـ المصدر السابق: ص 304 ـ 305.
3ـ المصدر السابق.
الاكثر قراءة في الزوج و الزوجة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة
الآخبار الصحية

قسم الشؤون الفكرية يصدر كتاباً يوثق تاريخ السدانة في العتبة العباسية المقدسة
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)