الفيضانات Floods
المؤلف:
د. سعدية عاكول الصالحي، د. عبد العباس فضيخ الغريري
المصدر:
البيئة والمياه
الجزء والصفحة:
ص 92 ـ 94
2025-12-20
51
الفيضانات ظاهرة طبيعية تعتمد نشأتها على زيادة الأمطار الساقطة وذوبان الثلوج في مناطق تغذية الأحواض النهرية مما يؤدي إلى زيادة الموارد المائي عـن الحــد الذي تستطيع بها القنوات استيعابه وتعاني الكثير من دول العالم من هذا الخطر الحدق، وقد حاول الإنسان منذ البداية التعرف على تلك الظاهرة والوصول إلى طرق لقياسها والتنبؤ بوقوعها وتعني كلمة فيضان Flood في نظر علماء الهيدرولوجيا زيادة غير متوقع في مقدار التصريف المائي تفوق سعة القنوات النهرية في الأحواض النهرية. أما معنى كلمة Flood في نظر علماء الجمورفولوجيا فهي حالة وقتي تزداد فيها مياه الأنهار والجداول والسيول وتغطى الأماكن المجاورة لها نتيجة لزيادة التصريف المائي الناجمة عن زيادة الأمطار الساقطة وذوبان الثلوج المتراكمة في مناطق متابع الأحواض النهرية وأقدم الفيضانات التي انتابت القشرة الأرضية عمرها بليون 3.8 سنة، أما أكبر الفيضانات فحصلت قبل 12,000 17.000 في منطقة شمال غراب الولايات المتحدة الأمريكية، أما أشهر الفيضانات المعروف لدى البشرية فيضان سيدنا نوح عليه السلام قبل 3000 سنة، والذي يعتبر حد فاصل بين حقبة عصورها قبل التاريخ وحقبة عصور ما بعد التاريخ، وقد غطى جميع المدن والقرى بمنطقة ما بين النهرين وترك خلفها رواسب سمكها بقدر 330سم في أورواريدو، وتنقسم فترة الفيضان في بعض أحواض تغذية الأنهار التي تعتمد في تغذيتها على الأمطار الشتوية والربيعية إلى فترتين هما الفيضان الشتوي نتيجة لزيادة تساقط الأمطار، وتبدأ في شهر كانون الأول حيث السنة المائية إلى نهاية آذار ومع ذوبان الثلوج، تزداد الكمية المائية في أحواض الأنهار في شهر آذار بسبب ارتفاع معدلات درجات الحرارة، وتتسم تلك الفترة بتعدد الذري المائية لا سيما في حالة السنوات الرطبة، أما الفترة الثانية (فترة الفيضان الربيعي) تبدأ من بداية نيسان حتى نهاية تموز حيث ترتفع مناسيب الأنهار نتيجة تساقط الأمطار الربيعية وذوبان الثلوج المتجمعة على المرتفعات الجبلية.
كما يتوضح في الهيدروكراف المائي ويرجع تباين تصاريف فترة الفيضان في أحواض تغذية الأنهار إلى عدة أسباب منها:
1- تباين مساحة أحواض التغذية الكلية من حيث موقعها لأن التباين في التصاريف يؤثر على كمية الأمطار الساقطة والثلوج المتراكمة.
2- اختلاف مواقع منابع روافد الأنهار من مناطق جبلية وعرة إلى مناطق لا ترتفع كثيراً عن مستوى سطح البحر.
3- اختلاف معدلات الأمطار الساقطة في أحواض التغذية يعود إلى مواقع الأحواض وتعرضها إلى الأعاصير السايكلونات الأتية من المحيط الأطلسي والبحر المتوسط والمحيط الهندي مما يؤدي إلى زيادة الأمطار مقارنة مع الجهات المعاكسة.
4 ـ عامل الارتفاع الذي يزيد من كمية الأمطار إذا تلعب العوامل الطبيعية دوراً بارزاً في تحديد خصائص فترة الفيضان في روافد الأنهار من حيث سرعة وصول الموجات التصريفية من أعالي الحوض إلى إدانه (المصب) التي تعتمد على مساحة وشكل وارتفاع الحوض عن مستوى سطح البحر، فتزداد كمية المياه الجارية ويقل فاقد التبخر مقارنة مع المناطق الواطئة نتيجة لازدياد كمية التساقط وانخفاض درجات الحرارة بالارتفاع عن مستوى سطح البحر.
وتباين أيضاً فترة الفيضان بين السنوات الرطبة والجافة والمتوسطة في أحواض تغذية الأنهار إذ أن طول فترة الفيضان في السنوات الجافة أقل من طولها في السنوات الرطبة.

الاكثر قراءة في الجيومورفولوجيا
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة