اسبـاب دخـول الشركـات والافـراد فـي البـورصـة
المؤلف:
د. جيهان جمال
المصدر:
عالم البورصة (رؤية تحليلية تعليمية بسيطة)
الجزء والصفحة:
ص106 - 110
2025-12-11
46
الباب الثالث
الدخول الى عالم البورصة
الفصل الثامن
لماذا الدخول في البورصة
بعد أن تعرفنا على نشأة البورصة ومعناها، يتبادر إلى الذهن على الفور العديد من الأسئلة.. لماذا
هذا التسابق للتعرف على عالم البورصة؟ لماذا تدخل الشركات لتسجل نفسها في البورصة؟ لماذا يدخل الأفراد والمؤسسات للبورصة؟ هل هناك مكاسب كبيرة لهذه الدرجة؟ هل عائد البورصة أفضل من عوائد أوعية الاستثمار في البنك؟ هل هذا العائد مضمون مثل عائد البنك؟ هل يجب أن أذهب إلى شركة السمسرة لمتابعة الشاشة؟ هل وهل وهل.. أسئلة عديدة قبل الدخول.. من حقك أن تعرف إجابتها ...
لماذا تدخل شركة إلى البورصة لأول مرة
من الصعب على أي مستثمر أن يُمول شركة كبرى برأسماله الشخصي، لذلك يلجأ لتقسيم رأس المال إلى أقسام صغيرة تسمى الأسهم، ويبيع هذه الأسهم بناء على القوانين المنظمة لهذه العملية، وهذا بهدف تقسيم المخاطرة وتجميع رأس المال اللازم لقيام الشركة، وقد تدخل الشركة البورصة عن طريق إصدار السندات إن كانت بحاجة لقروض طويلة الأجل. وإذا ما رغبت شركة في الحصول على أموال لبدء نشاطها عن طريق إصدار أسهم فعليها أن تخطر هيئة سوق المال بذلك، ويجب ألا يتجاوز عدد الأسهم المصدرة الحد الأقصى المرخص به، ويطلق على الجزء المصدر من رأس المال المرخص به "رأس المال المصدر"، وقد يتم بيع الأسهم المصدرة لمؤسسي الشركة أو لغيرهم من المستثمرين، وإذا تقرر عرض الأسهم المصدرة أو جزء منها للبيع للجمهور - سواء عند تأسيس الشركة أو عند زيادة رأسمالها - فإنه يطلق على ذلك طرح للاكتتاب العام Initial public offering ، ويجب على الشركات التي ترغب في طرح أسهمها للاكتتاب العام في مصر أن تقدم نشرة تمهيدية لهيئة سوق المال كوثيقة رسمية تتضمن شروط الطرح ومعلومات عن نشاط الشركة والغرض من إصدار الأسهم الجديدة وكيفية استخدام حصيلة الطرح.. الخ، وكذلك يجب عليها نشر موجز للنشرة بعد اعتمادها من الهيئة في صحيفتين محليتين واسعتي الانتشار، وبعد موافقة الهيئة يحق للشركة أن تطرح أسهمها للبيع للجمهور، ويجب على الشركة التي طرحت أسهمها للاكتتاب العام أن تتقدم لقيدها بجداول البورصة حتى يجري تداول السهم من خلالها وفقاً لقوانين الهيئة، وتستعين الشركات في طروحات الاكتاب العام وبيع الأسهم للمستثمرين من الأفراد والمؤسسات ببنوك الاستثمار وشركات السمسرة والترويج وغيرها من المؤسسات.
تقوم شركات الترويج وتغطية الاكتتاب وشركات السمسرة في مصر(1) بتوقيع اتفاقية مع الشركة المصدرة يتعهدون فيها ببذل الجهد لترويج وبيع الأسهم، ويقومون بهذا الدور مقابل عمولة، ويتم تحديد سعر الطرح بواسطة كل من الشركة المصدرة وبنك الاستثمار وشركات السمسرة والترويج وتغطية الاكتتاب، وينبغي أن توافق الهيئة على هذا السعر، وبعد ذلك يُفتح الباب أمام الجمهور للاكتتاب العام. وأثناء عملية الاكتتاب يقدم المستثمرون المحتملون طلباتهم لشراء الأسهم فإذا كانت الطلبات أكثر من الأسهم المعروضة يقال أن الاكتتاب قد تمت تغطيته أكثر من مرة، وفي هذه الحالة تتم عملية تخصيص الأسهم على المستثمرين بنسبة عدد الأسهم المصدرة على عدد الأسهم المكتتب فيها من الجمهور، وإذا ما ترتب على ذلك وجود كسور في عدد الأسهم فإنه يتم حساب جبر الكسور في مصر لصالح صغار المستثمرين. وإذا كان عدد طلبات الشراء أقل من الأسهم المعروضة يعلن أنه لم يتم تغطية الاكتتاب بالكامل، وقد يتم مد فترة الاكتتاب لحين التغطية بالكامل، فإن لم يتم ذلك يتعين على البنك الذي تلقى المبالغ من المكتتبين نيابةً عن الشركة أن يرد إليهم هذه المبالغ كاملة وتُلغي عملية الطرح. والأمثلة على هذه الاكتتابات كثيرة طبعاً؛ كما حدث في اكتتاب "موبينيل"، واكتتاب "المصرية للاتصالات" الشهير، واكتتاب "طلعت مصطفى"، واكتتاب "بايونيرز" خلال عام 2008 م، وغيرها من الاكتتابات التي تحدث بصورة كبيرة إلى حد ما في السنوات الأخيرة. والاكتتاب في الأسهم نوعين؛ الأول يكون خاصاً أو مغلقاً، أي مقصوراً على المؤسسين وحدهم، والثاني يكون عاماً، يمكن لأي شخص مسجل بالبورصة أن يشترك فيه، أما الاكتتاب في السندات فغالباً ما يكون عاماً.
لماذا تقوم شركة بزيادة رأسمالها من خلال البورصة
تقوم بعض الشركات المدرجة بالبورصة بتمويل زيادة رؤوس أموالها للتوسع في مشروعاتها الحالية أو الدخول في توسعات جديدة من خلال بورصة الأوراق المالية بدلاً من الاقتراض من البنوك لأن البورصة توفر لها تمويلاً بدون مقابل، فهي لا تتحمل أية فوائد أو أعباء مثلما يحدث لو لجأت للبنوك، كما أن هناك العديد من الصعوبات التي تضعها بعض البنوك لمنح هذه القروض بخلاف التشدد النسبي لمعايير الاقتراض منها. كذلك فإن دخول شرائح عديدة من المستثمرين وزيادة أعدادهم ضاعف من أحجام السيولة في السوق، بالإضافة إلى أن شرائح كبيرة من صغار المستثمرين تدخل السوق فقط من خلال الاكتتابات.
لماذا تدخل أنت للاستثمار في البورصة
البورصة كما قلنا سوق يتم فيها بيع وشراء رؤوس أموال الشركات، دخولك البورصة معناه أنك قررت أن تشتري جزء من رأسمال الشركة وتصبح مساهماً فيها، وبشرائك أسهم في هذه الشركة كمساهم يكون لك نوعين من الأرباح.
أرباح موزعة
هي الأرباح التي تحققها الشركة المساهمة، وفيها تقوم الشركة بتوزيع جزء من أرباحها على جميع المساهمين فيها في صورة كوبون يتم صرفه سنوياً أو نصف سنوي أو كما تعلن الشركة من خلال قرار الجمعية العمومية، وغالباً ما يكون هذا الكوبون أعلى من العائد الذي تحصل عليه لو وضعت أموالك في البنك، وإلا ما كنت استثمرت في البورصة وتحملت المخاطرة.
العائد الرأسمالي هو عبارة عن المكسب الذي تحققه نتيجة الارتفاع في أسعار الأسهم على شاشات البورصة؛ بمعني أنك تقوم بشراء سهم بسعر معين ويزيد التداول على هذا السهم وبالتالي يزيد سعره فتقوم أنت بالبيع بزيادة في السعر وتكسب الفرق بين السعرين.
الفرق بين الطريقتين
يكمن الفرق في مقدار الأرباح التي تحصل عليها ، فطريقة الأرباح السنوية تعطيك أرباح تتراوح بين 15% و 40 ٪ سنوياً، ومخاطرها أقل، وكما قلنا فإن هذا العائد أكبر بكثير من عائد البنوك الذي قد يصل إلى 10% أو أكثر قليلاً ، أما طريقة شراء وبيع الأسهم على شاشات التداول فهي تعطي أرباحاً أكبر قد تصل إلى 100% أو أكثر، وقد تخسر، أي أن مخاطرها عالية فالأمر هنا يتوقف على طبيعة المستثمر، ولكن بصفة عامة فإن المهارة والذكاء هنا تكمن في طبيعة المستثمر الذي ينوع استثماراته ما بين أسهم ذات أرباح عالية وبين جزء لأسهم ذات عائد استثماري أو أسهم المخاطرة، بما يسمح له بالاستفادة من فرصة الأرباح الكبيرة وكذلك يحمي نفسه من المخاطر العالية بالجزء الآخر، وهنا تكون الفائدة قد تحققت.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 - في الدول المتقدمة يتم ضمان تغطية الاكتتاب عن طريق ضامن، ويتم توقيع اتفاقية يلتزم الضامن فيها بتغطية الاكتتاب ويضمن للمصدر سعر أدنى لبيع الأسهم، فإذا لم يستطع الضامن بيع جميع الأسهم بالسعر المتفق عليه أو بما يزيد عليه، فإنه يوافق على شراء بقية الأسهم بنفسه، ويقوم بتحمل تلك المخاطرة في تغطية الاكتتاب مقابل عمولة على بيع أسهم بسعر أعلى، ويتحدد سعر الطرح بناء على مفاوضات مع الشركة المصدرة، ويسبقها عملية ترويج مبدئية لكبار المستثمرين والمؤسسات للحصول على تعهدات مبدئية منهم بشراء كميات من الأسهم في حدود سعرية معينة عند بدء عملية الطرح.
الاكثر قراءة في السياسات و الاسواق المالية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة