المحرّم من الأفعال والصفات / الكفر باللّه العظيم وكفران النعمة
المؤلف:
الشيخ عبد الله المامقاني
المصدر:
مرآة الكمال
الجزء والصفحة:
ج2، ص 487 ــ 488
2025-11-15
111
ومنها: الكفر باللّه العظيم:
وهو رأس الكبائر ورئيسها، وقد عدّه أمير المؤمنين [1] والصّادق [2] عليهما السّلام من الكبائر، ولا حاجة في بيان خطره الى ذكر آية ولا رواية.
ومنها: كفران نعمة اللّه سبحانه:
فإنّه محرّم، بل هو من الكبائر لقوله عزّ وجلّ: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم: 7]، وقال سبحانه: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} [النحل: 112]، وسُئل أبو عبد اللّه عليه السّلام عن قول اللّه عزّ وجلّ: {فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ * وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ} [سبأ: 19 - 21] فقال: هؤلاء قوم كانت لهم قرى متّصلة بعضها إلى بعض، وأنهار جارية، وأموال ظاهرة، فكفّروا نعم اللّه، وغيّروا ما بأنفسهم من عافية اللّه، فغيّر اللّه ما بهم من نعمه، وانّ اللّه لا يغيّر ما بقوم حتّى يغيّروا ما بأنفسهم، فأرسل اللّه عليهم العرم، فغرّق قراهم، وخرّب ديارهم، وأذهب بأموالهم، وأبدلهم مكان جنانهم جنّتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل ثم قال: {ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ} [سبأ: 17][3].
وورد انّه لا زوال للنعماء إذا شكرت، ولا بقاء لها إذا كفرت [4]، بل أفتى بعضهم بحرمة كفران نعمة النّاس؛ لما ورد من لعن الصادق عليه السّلام قاطعي سبيل المعروف، مفسّرًا ذلك بأن يصل الى الرجل المعروف فيكفره فيمتنع صاحبه من أن يصنع ذلك إلى غيره. وورد أنّ أسرع الذنوب عقوبة كفران النعمة، وعليك بمراجعة ما مرّ في المقام التاسع عند ذكر ثمرات الشكر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] أصول الكافي: 2/278 باب الكبائر حديث 8.
[2] وسائل الشيعة: 11/254 باب 46 حديث 4.
[3] تفسير الصافي ص 441 من نسختنا، وما في المتن مضمون الرواية.
[4] أصول الكافي: 2/94 باب الشكر حديث 3.
الاكثر قراءة في الظلم والبغي و الغدر
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة