قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لَيْسَ لابنِ آدَمَ حَقٌّ فِيمَا سِوَى هَذِهِ الْخِصَالِ ... ثَوْبِ يُوَارِى عَوْرَتَهُ...(1)؛ وكذلك قال (صلى الله عليه وآله): اللُّبَاسُ يُظهِرُ الْغِنَى...(2)؛ وأيضاً عنه (صلى الله عليه وآله): ثَلاثٌ يَفْرَحُ بِهِنَّ الْجِسْمُ وَيَرْبُو: الطَّيبُ وَاللُّبَاسُ اللَّيْنُ وَشُرْبُ الْعَسَلِ(3).
وقال الإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه): ... الثِّيَابُ تُظهِرُ الجَمَالَ...(4)؛ وكذلك قال (سلام الله عليه): النَّظِيفُ مِنَ الشَّيَابِ يُذْهِبُ الهُمَّ وَالْحَزَنَ وَهُوَ طَهُورٌ لِلصَّلاةِ(5).
النهي عن التعري
قال الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه): ... لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) النَّاظِرَ وَالْمَنْظُورَ إليه في الحمام بلا مِئزَرٍ(6).
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يَا عَلِيُّ! كَرِهَ الله عَزَّ وَجَلَّ لِأُمَّتِي... الْغُسْلَ تَحْتَ السَّمَاءِ إِلَّا بِمِئْزَرٍ وَكَرِهَ دُخُولَ الأَنْهَارِ إِلَّا بِمِئْزَرٍ، فَإِنَّ فِيهَا سُكَانَا مِنَ الْمَلائِكَةِ وَكَرِهَ دُخُول الحمامِ إِلَّا بِمِئزر...(7). وقال أمير المؤمنين (سلام الله عليه): إِذَا تَعَرَّىٰ أَحَدُكُمْ نَظَرَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ فَطَمِعَ فِيهِ فَاسْتَتِرُوا(8).
آداب الملبس
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): انْتَعِلُوا وَتَخَفَّفُوا وَخَالِفُوا أَهلَ الكِتاب(9)؛ وقال (صلى الله عليه وآله) أيضاً:... مَنِ اتَّخَذَ نَعْلاً فَلْيَسْتَجِدْهَا وَ... وَمَنِ اتَّخَذَ ثَوْباً فَلْيُنَظِّفْهُ(10)؛ وكذلك قال (صلى الله عليه وآله): إذا اشْتَرَيْتَ نَعْلاً فَاسْتَجِدْها وإذا اشْتَرَيْتَ ثَوْباً فَاسْتَجِدَّهُ(11)؛ وقال (صلى الله عليه وآله): إذا تَخَفَّفَتْ أمتي بالخفافِ ذات المناقب؛ الرِّجالُ والنِّسَاءُ، وَخَصَفُوا نِعَاهُمْ، تَخَلَّى الله عنهم(12).
ملاحظة: المغزى العام الكامن في هذا النمط من الأحاديث هو أن على المسلمين مراعاة أصول النظافة والصحة والأخذ بالاعتبار عنصر الجودة في اختيار الملابس، وأن يحيوا حياةً بسيطة بعيدة عن الفخامة والترف.
كما روي عنه (صلى الله عليه وآله) قوله: إِذَا خَلَعَ أَحَدُكُمْ ثِيَابَهُ فَلْيُسَم...(13)؛ وكذلك قوله (صلى الله عليه وآله): ...، فَإِذَا نَزَعَ أَحَدُكُمْ ثَوْبَهُ فَلْيَطْوِهِ...(14).
وقال الإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه): مَنْ أَرَادَ الْبَقَاءَ وَلَا بَقَاءَ... وَلْيُجَوِّدِ الْحِذَاءَ وَلْيُخَفِّفِ الرَّدَاءَ...(15).
وقال الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه): ... فَإِذَا لَبِسْتَ ثِيَابَكَ [بعد الاستحمام] فَقُلِ: اللَّهُمَّ أَلْبِسْنِي التَّقْوَى وَجَنِّبْنِي الرَّدَى فَإِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ أَمِنْتَ مِنْ كُلِّ دَاءِ(16).
وروی محمد بن مسلم، عن الإمام محمد الباقر (سلام الله عليه) قوله: إذا لبست ثوباً جديداً فادع بهذا الدعاء: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ ثَوْبَ يُمْنِ وَتُقىً وَبَرَكَة. اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي فِيهِ حُسْنَ عَبَادَتِكَ وَعَمَلاً بِطَاعَتِكَ وَأَدَاءَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ! اَلْحَمْدُ للهِ الَّذِي كَسَانِي مَا أُوَارِي بِهِ عَوْرَتي وَأَتَجَمَّلُ بِهِ فِي النَّاسِ(17).
وقال الراوي: أَنَّهُ [الإمام الرضا سلام الله عليه] كَانَ يَلْبَسُ ثِيَابَهُ مِمَّا يَلِي يَمِينَهُ، فَإِذَا لَبِسَ ثَوْباً جَدِيداً دَعَا بِقَدَحٍ مِنْ مَاءٍ فَقَرَأَ عَلَيْهِ {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [القدر: 1] عَشْرَ مَرَّاتٍ وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1] عَشْرَ مَرَّاتٍ وَ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} [الكافرون: 1] عَشْرَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ نَضَحَهُ عَلَى ذَلِكَ الثَّوْبِ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ فَعَلَ هَذَا بِثَوْبِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَلْبَسَهُ لَمْ يَزَلْ فِي رَغَدٍ مِنْ عَيْشِهِ مَا بَقِيَ مِنْهُ سِلْكٌ(18).
عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ (سلام الله عليه): يَكُونُ لِلْمُؤْمِنِ عَشَرَةُ أَقْمِصَةٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: عِشْرِينَ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَلَيْسَ ذَلِكَ مِنَ السَّرَفِ، إِنَّمَا السَّرَفُ أَنْ يُجْعَلَ ثَوْبُ صَوْنِكَ ثَوْبَ بِذْلَتِكَ(19).
وعن الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه) أنه قال: أَدْنَى الإِسْرَافِ... ابْتِدَالُ ثَوْبِ
الصَّوْنِ...(20).
وروي عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) أنـه كـانَ يَكْرَهُ السَّوادَ إِلَّا فِي ثلاث: الخُفٌ وَالعِمَامَةِ والكِسَاءِ(21).
وقال الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه) من السُّنَّةِ الْخَفُّ الأَسْوَدُ وَالنَّعْلُ الصَّفْرَاءُ(22)؛ وقال (سلام الله عليه) أيضاً: مَنْ لَبِسَ نَعْلاً صَفْرَاءَ لَمْ يُبْلِهَا حَتَّى يَسْتَفِيدَ مَالاً(23).
كما قال (سلام الله عليه): مَنْ لَبِسَ نَعْلاً صَفْرَاءَ كَانَ فِي سُرُورٍ حَتَّى يُبْلِيَهَا(24)؛ وعنه (سلام الله عليه) أيضاً: يَنْبَغِي لِصَاحِبِ الجِنَازَةِ أَنْ لا يَلْبَسَ رِدَاءً وَأَنْ يَكُونَ فِي قَمِيصِ حَتَّى يُعْرَفَ وَيَنْبَغِي لجيرَانِهِ أَنْ يُطْعِمُوا عَنْهُ ثَلاثَةَ أَيام(25)؛ المقصود أن لا يلبس صاحب الجنازة لباساً أنيقاً عادياً.
الملابس المفضلة
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إِنَّكُمْ قَادِمُونَ عَلَى إِخْوَانِكُمْ فَأَصْلِحُوا رِحَالَكُمْ وَأَصْلِحُوا لِبَاسَكُمْ حَتَّى تَكُونُوا كَأَنَّكُمْ شَامَةٌ فِي النَّاسِ، فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفُحْشَ وَلَا التَّفَحُشَ(26)؛ وعنه (صلى الله عليه وآله) أيضاً: لَيْسَ مِنْ لِبَاسِكُمْ شَيْءٌ أَحْسَنَ مِنَ الْبَيَاضِ، فَالْبِسُوهُ وَكَفَّنُوا فِيهِ مَوْتَاكُمْ(27)؛ وكذلك قال (صلى الله عليه وآله) : خَمْسٌ لَا أَدَعُهُنَّ حَتَّى الْمُمَاتِ: ... وَلُبْسُ الصُّوفِ ... لِيَكُونَ ذَلِكَ سُنَّةٌ مِنْ بَعْدِي(28).
وقال الإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه): الْبَسُوا مِنَ الْقُطْنِ، فَإِنَّهُ لِبَاسُ رَسُولِ الله (صلى الله عليه وآله) وَلِبَاسُنَا وَلَمْ يَكُنْ يَلْبَسُ الصُّوفَ وَالشَّعْرَ إِلَّا مِنْ عِلَّةٍ(29)؛ طبعاً المقصود أن ارتداء الملابس القطنية والصوفية مناسب، كل حسب ظرفه وموقعه.
قال الراوي: كَانَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٌّ (سلام الله عليه) إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ لَبِسَ أَجْوَدَ ثِيَابِهِ، فَقِيلَ لَهُ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ! لِمَ تَلْبَسُ أَجْوَدَ ثِيَابِكَ؟ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَمِيلٌ يُحِبُّ الجمال، فَأَتَجَمَّلُ لِرَبيٍّ وَهُوَ يَقُولُ: {خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} [الأعراف: 31]، فَأُحِبُّ أَنْ أَلْبَسَ أَجْوَدَ ثِيَابِي(30).
وقال الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه): الْكَتَّانُ مِنْ لِبَاسِ الأَنْبِيَاءِ(31)؛ وعنه (سلام الله عليه) أيضاً: لِيَتَزَيَّنَّ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ... وَيَلْبَسُ أَنْظَفَ ثِيَابِهِ ...(32).
وعن الإمام الرضا (سلام الله عليه) قوله: يُسْتَحَبُّ أَنْ يَعْتَمَّ الرَّجُلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَأَنْ يَلْبَسَ أَحْسَنَ ثِيَابِهِ وَأَنْظَفَهَا وَيَتَطَيِّبَ فَيَدَّهِنَ بِأَطْيَبِ دُهْنِهِ(33).
يقول الراوي: كَانَ جُلُوسُ الرِّضَا (سلام الله عليه) فِي الصَّيْفِ عَلَى حَصِيرٍ وَفِي الشَّتَاءِ عَلَى مِسْحٍ وَلُبْسُهُ الْغَلِيظُ مِنَ الثَّيَابِ حَتَّى إِذَا بَرَزَ لِلنَّاسِ تَزَيَّنَ هُمْ(34).
وقال النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين علي (سلام الله عليه): أَي أَخِي! إِنِّي مُوَصِّيكَ بِوَصِيَّةٍ فَاحْفَظْهَا، لَعَلَّ الله أنْ يَنْفَعَكَ بها:... والْبَسِ الخَشِنَ الضَّيِّقَ مِنَ الشَّيَابِ لعل العز والكبرياء لا يكون لهما فيك مساغٌ...(35).
الملابس المذمومة
الثوب الرقيق: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): هلاكُ نِسَاءِ أُمَّتِي فِي الْأَحْرَيْنِ: الذَّهَبِ وَالشَّيَابِ الرِّقَاقِ..(36). وكذلك قال (صلى الله عليه وآله): يَا عَلِيُّ! مَنْ أَطَاعَ امْرَأَتَهُ أَكَبَّهُ اللَّهُ عَلَى وَجْهِهِ فِي النَّارِ. فَقَالَ عَلِيٌّ (عليه السلام): وَمَا تِلْكَ الطَّاعَةُ؟ قَالَ (صلى الله عليه وآله): يَأْذَنُ لهَا فِي... لُبسِ الثيابِ الرِّقَاقِ(37)؛ وقال (صلى الله عليه وآله) أيضاً: عَشر خِصَالَ عَمِلَهَا قَوْمُ لُوطٍ بِهَا أُهْلِكُوا:... وَلِبَاسُ الحَرِير ...(38).
لباس الخيلاء والتكبر: قال أمير المؤمنين (سلام الله عليه):... سِتَّةٌ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ مِنْ أَخْلاقِ قَوْمِ لُوطٍ :... إِرْخَاءُ الْإِزَارِ خُيَلَاءَ وَحَلُّ الْأَزْرَارِ مِنَ الْقَبَاءِ وَالْقَمِيصِ(39)؛ وقال (سلام الله عليه) أيضاً: قَالَ فِيمَا عَلَّمَ أَصْحَابَهُ: لَا تَلْبَسُوا السَّوَادَ، فَإِنَّهُ لِبَاسُ فِرْعَوْنَ(40)؛ وقال (سلام الله عليه): مَنْ لَبِسَ الثِّيَابَ الْفَاخِرَةَ فَلا بُدَّ لَهُ مِنَ الْكِبْرِ وَلَا بُدَّ لِصَاحِبِ الْكِبْرِ مِنَ النَّارِ(41).
الثياب المزركشة: روي عن الإمام محمد الباقر (سلام الله عليه) قوله، إِنَّ رَسُولَ الله (صلى الله عليه وآله)... نهَاهُمْ عَنِ سَبع: ... نَهَاهُمْ عَنِ التَّخَتُمِ بِالذَّهَبِ... وَعَنْ لِبَاسِ الإِسْتَبْرَقِ وَالْحَرِيرِ وَالْقَزِّ وَالْأَرْجُوان(42).
الحذاء الملسّن [ذو لسان]: قال الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه): لا تَتَّخِذُوا المُلَسَّنَ، فَإِنَّهُ حِذَاءُ فِرْعَوْنَ وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ حَذَا الْمُلَسَّنَ(43).
ارتداء الجنسين لباس أحدهما الآخر: روي عن الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه) قوله: كَانَ رَسُولُ الله (صلى الله عليه وآله) يَزْجُرُ الرَّجُلَ يَتَشَبَّهُ بِالنِّسَاءِ وَيَنْهَى المرأَةَ أَنْ تَتَشَبَّهَ بِالرِّجَالِ فِي لِبَاسِهَا(44).
الثوب الضيق: قال الإمام الصادق (سلام الله عليه): لَا يَصْلُحُ لِلْمَرْأَةِ المُسْلِمَةِ أَنْ تَلْبَسَ مِنَ الْخُمُرِ وَالدُّرُوعِ مَالَايُوَارِي شَيْئاً(45) وكذلك قال (سلام الله عليه): لَا تُصَلِّ فِيمَا شَفَّ أَوْصَفَّ يَعْنِي الثَّوْبَ المُصَقَّلَ(46). الثوب المصقل هو الثوب الضيق الذي يلتصق بالجسم(47).
قال الراوي: وقال الحسين (سلام الله عليه): ايتوني بثوب لا يُرْغَبُ فيه اجعلـه تحـت ثيابي، لئلا أجرد منه، فَأْتِيَ بِتبّان، فَقَالَ: لَا، ذَاكَ لِبَاسُ مَن ضُرِبَت عَلَيْهِ الذِلَّة(48). وطبقاً لهذه الروايات فإنّ الثوب الضيق الذي يبرز مفاتن الجسم مدعاة للذلة وعدم الاعتبار.
وبنفس النحو يستفاد من الآية الكريمة {وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ} [النور: 31] حرمة أيّ فعل أو سلوك يصدر عن المرأة يستثير غرائز الرجال وشهواتهم؛ كتزيين الوجه أو استعمال العطور الزكية أو ارتداء الملابس الضيقة التي تبرز حجم العورتين أو الأفخاذ أو الصدر عند المرأة وإن كانت تغطي جسمها بأكمله. والخلاصة هي عندما يكون معيار الحرام إثارة غرائز غير المحارم، يحرم هذا الفعل على الرجل والمرأة على السواء.
لباس الشهرة: نهى [رسول الله صلى الله عليه وآله] عَن الشُّهْرَتَيْنِ: دِقة الثِّيَابِ وَغِلْظِها وَلِينُها وَخَشُونَتُهَا وَطُولُها وَقَصْرُهَا وَلَكن سَداد فِيمَا بَينَ ذَلِكَ وَاقْتِصَاد(49)؛
وقال (صلى الله عليه وآله) أيضاً: نَهَى عَنْ لُبِسَتَيْنِ: المَشْهُورَةِ فِي حُسْنِهَا وَالمَشْهُورَةِ فِي قُبْحِهَا(50) وكذلك قال (صلى الله عليه وآله): مَن لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرَةِ أَعْرَضَ اللَّهُ عَنْهُ حَتَّى يَضَعَه مَتَى وضعه(51)؛ وعنه (صلى الله عليه وآله) أيضاً: مَنْ لَبِسَ ثِيَابَ شُهْرَةٍ فِي الدُّنْيَا أَلْبَسَهُ اللَّهُ لِبَاسَ الذُّلِّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ(52).
وقال الإمام الحسين (سلام الله عليه): مَنْ لَبِسَ ثَوْباً يَشْهَرُهُ كَسَاهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَوْباً
مِنَ النَّارِ(53).
وقال الإمام جعفـر الصادق (سلام الله عليه): إِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ شُهْرَةَ اللُّبَاسِ(54)؛ وعنه (سلام الله عليه) أيضاً: كَفَى بِالرَّجُلِ خِزْيَا أَنْ يَلْبَسَ ثَوْباً مُشَهِّراً...(55).
ملاحظة: لا شك في أنّ الإنسان يُسرّ عندما يرتدي ثوباً جديداً وجميلاً، ولكن أحياناً يكون ذلك الثوب لأغراض الشهرة والتظاهر وذلك مدعاة للذمّ. نعم، لا بأس في طلب الجمال، بيد أنّ العُجب والكبر والنظرة الاستعلائية هي من أقبح الأمور؛ من هنا يأتي قول الإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه): فَقُـل لجديد الثوب لابُدّ من بِلى(56).
لباس الأجانب: كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (سلام الله عليه) يَقُولُ: لَا تَزَالُ هَذِهِ الْأُمَّةُ بِخَيْرِ مَا لَمْ يَلْبَسُوا لِبَاسَ الْعَجَمِ وَيَطْعَمُوا أَطْعِمَةَ الْعَجَمِ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ ضَرَبَهُمُ اللَّهُ بِالذُّلِّ(57).
ملاحظة: المقصود هنا النهي عن تقليد الثقافة غير الإسلامية في أسلوب العيش مثل الأكل والملبس وما شابه مما كان رائجاً في الأوساط غير العربية في ذلك العصر.
__________________________
(1) الجامع الصغير، ج 2، ص 462.
(2) نفس المصدر، ص 474.
(3) طبّ النبي، ص 25.
(4) كتاب الخصال، ص 92.
(5) الكافي، ج 6، ص 444.
(6) نفس المصدر، ص 503.
(7) مكارم الأخلاق، ص 435.
(8) تهذيب الأحكام، ج 1، ص 373.
(9) الجامع الصغير، ج 1 ، ص 417.
(10) دعائم الإسلام، ج 2، ص 158.
(11) الجامع الصغير، ج 1، ص71.
(12) الجامع الصغير، ج 1، ص 82.
(13) علل الشرائع، ص 583.
(14) الجامع الصغير، ج 2، ص89.
(15) عيون أخبار الرضا (سلام الله عليه)، ج 2، ص38.
(16) الفقيه، ج 1، ص112.
(17) الكافي، ج 6، ص 458.
(18) عيون أخبار الرضا (سلام الله عليه)، ج 1، ص 315.
(19) مكارم الأخلاق، ص 98.
(20) الكافي، ج 6، ص 460.
(21) الكافي، ج 6، ص 449.
(22) مكارم الأخلاق، ص 125.
(23 و24) مكارم الأخلاق، ص 124.
(25) الفقيه، ج 1، ص 174.
(26) الجامع الصغير، ج 1، ص388.
(27) دعائم الإسلام، ج 2، ص 161.
(28) علل الشرائع، ص 130.
(29) مكارم الأخلاق، ص 103.
(30) تفسير العياشي، ج 2، ص 14.
(31) مكارم الأخلاق، ص 104.
(32) الفقيه، ج 1، ص 116.
(33) الفقيه، ج 1، ص 425 - 426.
(34) عيون أخبار الرضا (سلام الله عليه)، ج 2، ص178.
(35) الجامع الصغير، ج 1، ص 468.
(36) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر، ج1، ص3.
(37) مكارم الأخلاق، ص 438.
(38) الجامع الصغير، ج 2، ص 155.
(39) کتاب الخصال، ص331.
(40) علل الشرائع، ص 347.
(41) إرشاد القلوب، ص 195.
(42) قرب الإسناد، ص 34.
(43) تحف العقول، ص 105.
(44) مكارم الأخلاق، ص118.
(45) الكليني الكافي، ج 3، ص 396، ح 14.
(46) تهذيب الأحكام، ج 2، ص 214، ح 45 و46؛ وسائل الشيعة، ج4، ص388، ح 5477.
(47) بحار الأنوار، ج 80، ص187.
(48) تاريخ الأمم والملوك، ج 4، ص 245؛ تاریخ دمشق، ج 7، الجزء 14، ص215؛ الكامل في التاريخ، ج4، ص77؛ اللهوف، ص121؛ نَفَس المَهموم المحدث القمي، ص 224 و 225.
(49) الجامع الصغير، ج 2، ص 691.
(50) الجامع الصغير، ج 2، ص 703.
(51) الجامع الصغير، ج 2، ص 643.
(52) مكارم الأخلاق، ص 116.
(53 و 54) الكافي، ج 6، ص 445.
(55) مكارم الأخلاق، ص 116.
(56) ديوان الإمام علي (سلام الله عليه)، ص 116.
(57) المحاسن، ص 410.
الاكثر قراءة في آداب عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة