مفاهيم متقاربة في الاتصال الإقناعي
المؤلف:
الدكتور علي منعم القضاة
المصدر:
الرأي العام مفهومه.. انواعه.. وطرق قياسه
الجزء والصفحة:
ص 143- 149
2025-10-25
17
مفاهيم متقاربة في الاتصال الإقناعي
تكاد الفواصل أن تكون ضبابية، أو غير واضحة المعالم بين معظم العلوم الإنسانية والاجتماعية، علاوةً على أن هناك بعض العلوم الإنسانية متداخلة جداً فيما بينها، ويكثر الخلط بين معانيها، وبخاصة التي تندرج تحت ما يسمى بالاتصال الاقناعي، وإن جانباً كبيراً منها يعتمد على العلاقات الإنسانية.
الإقناع:
لا شك أن للاتصال قوة إقناعية تؤثر على المجتمعات وعلى طرق المعيشة فيها، وأن الإقناع يلعب دوراً رئيساً وحيوياً في الحياة وعلى جميع المستويات، وقد أصبح الإقناع من أكثر الأساليب الاتصالية أهمية؛ حيث يعيش إنسان هذا العصر وسط أمواج هائلة من الرسائل الإقناعية التي تستهدف دفعه للقيام بسلوكيات، أو ممارسات معينة، ففي البيت يحاول الوالد أن يقنع أسرته بوجهة نظره، وفي المكتب يحاول المسؤول، أو الموظف إقناع الآخرين بوجهة نظره، وفي المتجر يحاول التاجر إقناع الزبائن بالبضاعة، وفي المدرسة يحاول المدرس إقناع طلابه بمفاهيم الدرس، كما يحاول السياسي والإعلامي إقناع الآخرين بما يقدمون لهم من برامج. فالإقناع هو الجهد المنظم المدروس الذي يستخدم وسائل مختلفة للتأثير على آراء الآخرين، سواءً أكان بطرق مباشرة، أو غير مباشرة.
يمكن تعريف الإقناع بأنه: محاولة واعية للتأثير في تفكير الآخرين وسلوكياتهم من خلال استخدام استمالات شخصية، وهي التي تتعلق بشخصية القائم بالاتصال أو القائم بعلمية الإقناع؛ إذ تمثل شخصيته عاملاً جوهرياً وحاسماً في درجة نجاحه، أو فشله في تحقيق أهدافه. وكذلك استخدام استمالات منطقية تقوم على إبراز الحجج والأدلة والبراهين والأرقام لإقناع أطراف أخرى بما يعتقد هو نفسه. وكذلك الحال تستخدم الاستمالات النفسية التي تتوجه للمواقف والاتجاهات والحوافز، وتستند إلى الأحاسيس والمشاعر والغرائز؛ حيث يقوم الإنسان بأفعال وممارسات معينة نتيجة عاملين أساسيين هما الحافز والرغبة.
العلاقات الإنسانية:
العلاقات الإنسانية هي السلوك الإداري للقيادات المختلفة تجاه المرؤوسين داخل المنظمة، وهو سلوك يقوم على تقدير الفرد كعضو في المنظمة واحترام مواهبه وقدراته في كل ما يقوم به من أعمال عن طريق خلق جو من الثقة والاحترام المتبادل الفعال بين الطرفين، إضافةً إلى تلبية حاجاتهم الأساسية مما يدفعهم إلى الاعتزاز بعملهم وإخلاصهم وتفانيهم لمؤسساتهم.
العلاقات العامة:
إقامة علاقات مفعمة بالثقة بين المنظمة وجماهيرها الداخلية والخارجية مبنية على التفاهم المتبادل والسعي إلى استمرارية هذه العلاقات بشكل ايجابي عن طريق الإعلام الصادق ونشر الحقائق بأمانة، أي خدمة المصلحة العامة إضافة إلى مصلحة المنظمة، أو كسب تأييد الرأي العام للمؤسسة، وتوثيق الصلة بين المنظمة والجهات الخارجية دون مقابل، أو دون النظر إلى مردود مادي مباشر وأحياناً دون أي مردود مادي، أو كسب على الإطلاق، فيما يتعلق بأنشطة الأجهزة المختلفة في الدولة، سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية.
الإعلان:
اتصال غير شخصي، مدفوع الأجر؛ يستخدم وسائل الاتصال الجماهيري؛ لترويج الأفكار، أو السلع؛ بهدف التعريف والإقناع. وهو يحاول أن يقدم حقائقه بنوع من الزخرفة، أو التجميل، وأحياناً الإغراء بالتركيز على المحاسن والبدائل التي يطرحها، ويقوم الإعلان بتوضيح هوية المعلن وعلاقته بالسلعة المعلن عنها.
التسويق:
إن الاتصال بجماهير المؤسسة في العلاقات العامة لا يختلف في أساليبه وقواعده عن الاتصالات التسويقية، غير أن التمييز بين العلاقات العامة والتسويق يرتكز على اختلاف الأهداف، حيث تهدف مجهودات التسويق إلى معاونة العملاء المرتقبين في قرار تفضيل منتجات أو خدمات المؤسسة، بينما تهدف جهود العلاقات العامة إلى إيجاد رأي عام ايجابي (مؤيد) تجاه أعمال المؤسسة وكفاءتها. كما يمكن التعبير عن النشاط التسويقي على أسس كمية، وهو أمر غير ممكن في العلاقات العامة بالطريقة نفسها.
الرأي العام:
هو ثمرة تفاعل الأفكار في أحد المواقف التي تمر بها مجموعة من الناس، بعد تبادل وجهات النظر المختلفة والآراء المتعارضة، أو المتعلقة وهو نتيجة نقاش وجدال حول موضوع معين يؤثر على مصالح العامة والخاصة، ولذلك قيل إن الرأي العام هو عقل الجماعة أو الضمير الجمعي، أو الرادار الذي يضبط سلوك الجماعة.
الإشاعة:
أما الإشاعة بمعناها العام فتعبر عن حالة كبت وقلق نفسي، وهي تعد نوعاً من اختلاق القصص غير المؤكدة، أو المواقف الغامضة حول واقعة معينة، وتكمن أهمية الإشاعة في أهمية الحدث الذي تتناوله، أو الموضوع الذي تبحثه وغالباً ما تكون الإشاعة طريقاً ذا اتجاه واحد من مصدر
المعلومات باتجاه المتلقي، على شكل اتصال شفوي بالدرجة الأولى.
الحرب النفسية:
ويقصد بها تحطيم معنويات العدو بأساليب نفسية، حتى نوجد عنده حالة من الشك بما لديه من معلومات، أو أفكار وعقائد. وكذلك إعادة التعليم وغسيل الدماغ أي الإقناع القسري المقنن وتحويل الخصم إلى حليف.
الدعاية:
الدعاية هي أداة وقوة للسيطرة على الجمهور بشتى الوسائل المتاحة لا تمد الجمهور سوى بالمعلومات التي تتفق مع وجهة نظر المسؤولين عنها وأهدافهم التي يسعون لتحقيقها. واجتذاب الجمهور والسيطرة على أفكاره واستغلال العواطف أكثر من إقناع الناس وغالباً ما تكون هوية القائم بالدعاية غير معلن عنها، أو غير واضحة.
الاكثر قراءة في مصطلحات أعلامية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة