خشية الله أولى من خشية الناس
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 3، ص89-90.
2025-10-24
22
خشية الله أولى من خشية الناس
قال تعالى : {أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } [التوبة : 13].
قال الشيخ الطبرسي : {أَلا تُقاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْراجِ الرَّسُولِ } ؛ الألف للاستفهام ، والمراد به التحضيض والإيجاب ، ومعناه : هلا تقاتلونهم ، وقد نقضوا عهودهم التي عقدوها . واختلف في هؤلاء ، فقيل : هم اليهود الذين نقضوا العهد ، وخرجوا من الأحزاب ، وهموا بإخراج الرسول من المدينة ، كما أخرجه المشركون من مكة . . . وقيل : هم مشركو قريش ، وأهل مكة وَهُمْ بَدَؤُكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أي : بدؤكم بنقض العهد . . . وقيل : بدءوكم بقتال حلفاء النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم . وقيل : بدءوكم بالقتال يوم بدر ، وقالوا حين سلم العير : لا ننصرف حتى نستأصل محمدا ، ومن معه {أَتَخْشَوْنَهُمْ} أي : أتخافون أن ينالكم من قتالكم مكروه ، لفظه استفهام والمراد به تشجيع المؤمنين ، وفي ذلك غاية الفصاحة ، لأنه جمع بين التقريع والتشجيع . {فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} المعنى : لا تخشوهم ، ولا تتركوا قتالهم خوفا على أنفسكم منهم ، فإنه سبحانه أحق أن تخافوا عقابه في ترك أمره بقتالهم ، إن كنتم مصدقين بعقاب اللّه وثوابه ، أي : إن كنتم مؤمنين فخشية اللّه أحق بكم من خشية غيره ، واللّه أعلم وأحكم « 1 ».
_____________
( 1 ) مجمع البيان : ج 5 ، ص 22 . بتصرف .
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة