الزمان من وجهة نظر أرسطو وأفلاطون
المؤلف:
جلال الحاج عبد
المصدر:
نظرية النسبية العامة لأينشتاين
الجزء والصفحة:
ص18
2025-10-19
30
الزمان من وجهة نظر أرسطو وأفلاطون
الزمان من وجهة نظر أرسطو هو مقدار الحركة من جهة المتقدم والمتأخر.
يسوقنا هذا التعريف الى هذه الاستنتاجات:
- أرتباط الزمان بالحركة.
- أنه مقدار الحركة و ليس الحركة نفسها.
- ولو أنه مقدار الحركة ومقياسها، فإنه في الآن نفسه يقاس هو ذاته بالحركة.
- أن هذه الحركة التي يقاس بها هي الحركة العامة للكون.
- أنه مصدر الكون والفساد.
- أنه ليس متوقفاً و لا مرتبطاً بالنفس الإنسانية، و إن كان مرتبطاً بنفس حية هي النفس الكلية. و ليس لنا أن نزعم هنا أن النفس الكلية يمكن أن تفسر أسطوريا على أنها النفس الإنسانية مرفوعة الى درجة أقوى، نظراً الى أن الكون في نظر الروح اليونانية عامة كائن حي أكبر. و من هنا لا يمكن إلا أن يقال أن نظرة الروح اليونانية عامة الى الزمان نظرة موضوعية، لا ذاتية.
- أن الزمان نظر إليه هنا نظرة كمية.
يقيم أرسطو برهان على أن الحركة ليست الزمان وإن الزمان ليس الحركة على أن الزمان كلى عام، و لا يتوقف. و يضيف الى هذا البرهان هو إن كل تغير إما أسرع و إما أبطأ، بينما الزمان ليس كذلك، لأن البطء و السرعة يحددان الزمان.
كذلك يربط أرسطو الزمان بالمكان حين يقول إن الحركة خاضعة للمقدار الكمي، و كل مقدار كمي متصل، فالحركة إذن متصلة. فإذا كان الزمان سائراً وفقا للحركة، فهو إذن متصل مثلها. و نحن نمیز في المتحرك بين نقطة بدء و نقطة وصول أي نفرق بين متقدم و متأخر في المكان. و الحركة كما قلنا خاضعة للمكان، فإذن نستطيع أن نميز فيها بين متقدم و متأخر.
يشرح أرسطو هذا التعريف فيقول: إن الزمان ليس إذن حركة، و لكنه لا يقوم إلا من جهة أن الحركة تتضمن المقدار (العدد). والدليل على هذا أن العدد يسمح لنا بالتمييز بين الأكثر و الأقل، و الزمان يسمح بالتمييز بين الأكثر والأقل في الحركة. فالزمان إذن نوع من العدد و لكن العدد يفهم بمعنيين: فهناك العدد بمعنى المعدود و القابل للعد، وهناك العدد كوسيلة للعد. و وسيلة العد و الشئ متمايزان و هذه التفرقة يمكن أن تصاغ على نحو حديث بأن نقول إن ثمت نوعين من العدد عددا موضوعياً ، و هو الأشياء القابلة لأن تعد، وعدداً ذاتياً هو الفكرة التي يكونها العقل و بها يعد الأشياء القابلة للعد.
الزمان عند أفلاطون هو الصورة السرمدية السائرة تبعاً للمقدار، للسرمدية الباقية في الوحدة. إن الأشياء السرمدية ليست في الزمان، لأن الزمان لا يشملها ولا يقيس وجودها. والدليل على هذا أن الزمان ليس له أي أثر فيها، وما هذا إلا لأنها ليست فيه. كذلك الحال أيضاً في اللا موجودات، ويقصد بها أرسطو النسب الرياضية خصوصاً، مثل قابلية قياس القطر مع الضلع. فهذه ايضا كالأشياء السرمدية ليست في الزمان، لأنها لا تتضمن حركة أو سكوناً.
النتيجه إن كل ما هو خاضع للكون والفساد وعلى العموم كل ما يوجد تارة ولا يوجد أخرى هو بالضرورة في الزمان، لأن ثمت زمنا أكبر يفوق وجودها. أما ما لا يخضع للحركة، فلا يوجد في الزمان وهذا واضح من كون الزمان مرتبطاً بالحركة على النحو الذي رأيناه، فحيث لا حركة لا زمان. ففي أي شئ يوجد إذن؟ لابد أن نقول إنه يوجد في الآن!
فكرة - الآن - فكرة غامضة هل نجعل الوجود الحقيقي للزمان في الآن؟ أم ندع الآن خارج الزمان؟ الوضع الأول أقرب، و هذا ما عبر عنه( أبي البركات البغدادي) في قوله: إن الآن هو الذي يوجد من الزمان، ولا يوجد زمان البته، أي لا يقر منه شئ يتجدد بأنيين، بل الموجود أن بعد أن على التوالي. كذلك يقول: الزمان يلقي الموجود بالآن، فلولا الآن لما دخل الزمان في الوجود على الوجه الذي دخله.
الاكثر قراءة في النظرية النسبية العامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة