الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
أكل الحرام لا يربّي علي الأكبر
المؤلف:
الخطيب الشيخ حسين انصاريان
المصدر:
الاُسرة ونظامها في الإسلام
الجزء والصفحة:
ص 379 ــ 380
2025-10-18
23
خلال أيام صباي كان في محلتنا رجل طاعن في السن جليل تقي منظم وكان يعمل دلالاً ونظراً لتدينه وأدبه وصلاحه فقد كان التجار يثقون كثيراً بتجارته.
كان يحضر صلاة الجماعة في جميع أوقاتها، ويتمتع بأسلوب عجيب في جذب الصبيان إلى المسجد، كنت من بين الذين يحبونه حتى أنني كنت أؤدي صلاة الصبح جماعة، وكان يحكي لنا قصصاً مدهشة مما جرى على مدى ثمانين سنةٍ من عمره حيث كانت مليئة بالعبر وبالدروس.
وكان مما قاله لنا: أن شاباً كان يعيش مع أمه وأبيه في منطقة ناصر خسرو، وكان أبوه مهملاً للجوانب الشرعية، في حين أنه كان ممن يجالس العلماء ويحضر المجالس الدينية فكان يتألم لما يلمسه من أبيه، وكانت نصائحه التي تنم عن الحرص لا تؤثر في أبيه، فتوجه غاضباً إلى الري ليجاور مرقد عبد العظيم الحسني، فعمل هناك بائعاً لمدة سنة كان يوضح المسائل الشرعية للبائعين في السوق، وفي احدى ليالي عاشوراء جاء إلى طهران لزيارة والديه، وكانا قد ذهبا لحضور مراسيم التعزية في منطقة دولت فتوجه إلى هناك فصادف أن الذي يؤدي دور شمر بن ذي الجوشن قد مرض فلم يحضر مراسم التمثيل، فلما رأى المسؤول عن المراسيم ذلك الشاب - وحيث أن له معرفة سابقة به - طلب منه أداء الدور فقبل الشاب، وارتدى الملابس ودخل ساحة العرض وادى الدور بمهارة، وقد عرفه أبوه من بين حشود الحاضرين فاستاء لأنه أدى دور الشمر، وبعد نهاية المراسيم عادوا سوية إلى البيت فسأل الاب ابنه، هل تناولت العشاء؟ فأجابه: كلا، فقال: في المطبخ جرة حليب واناء فيه لبن فاجلبهما وكُل منهما، فلما جاء إلى جرة الحليب وجد فيها فاراً ميتاً فأكل لبناً لوحده، واثناء تناوله اللبن سأله الأب لم لا تأت بالحليب؟ قال: وجدت فيه فأراً ميتاً وقد تنجس وبالتالي فإن أكله حرام، قال له أبوه بأسلوب عنيف: الا تقلع عن هذه الاوهام؟
وبعد دقائق من الصمت قال الاب: الآن وبعد عام عدت الينا وقمت بإداء دور الشمر، لم لا تؤدي دور علي الاكبر؟ فأجابه الابن بأسلوب لطيف وظريف: يا أبه! لا تتوقع ممن يأكل الحليب الذي وقع فيه الفأر أن تتبدل نطفته ليصبح علياً الأكبر، فنتيجة لقمة الحرام هو الشمر!!
فيا أيها الشباب حاولوا أن تصبحوا آباء يتوفرون على شروط الابوة، كي يصبح ابناؤكم صالحين سالمين، وإذا ما حدث لديكم نقص من شأنه تدمير بنائكم الباطني فبادروا إلى اصلاحه، إذ ان القيامة يوم مذهل بالنسبة لجميع الخلائق.
الاكثر قراءة في مشاكل و حلول
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
