الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
التحليل الجيوبوليتكي لنظرية همنتغتون
المؤلف:
د. عدنان عبد الله حمادي الجميلي
المصدر:
الجغرافية السياسية والجيوبولتيك مع بعض التطبيقات
الجزء والصفحة:
ص 280 ـ 288
2025-10-15
65
1- يضع همنتغتون العنصر الديني أساس للصدام بين الحضارات بل هو العنصر الأهم، فالشعوب لها آراء مختلفة عن العلاقة بين الله والإنسان ، والفرد والمجموعة والمواطن والدولة ، والآباء والأبناء والزوج والزوجة ، وهذه الفوارق حقيقية وهي نتاج قرون من الزمن والحضارة هي اعلى تجمع تقفي من البشر واعرض مستوى من الهوية الثقافية ، إذ تميز الإنسان عن الأنواع الأخرى ، وهي تعرف بكل من العناصر الموضوعية العامة ، مثل الدين واللغة والتاريخ والعادات لكن العامل الديني هو الأهم والأكثر تأثيراً بين العوامل الموضوعية التي تعرف الحضارات ، لذلك يركز همنتغتون في تصنيف الحضارات على العامل الديني والصراع المحتمل بين الإسلام من جهة والمسيحية من الجهة الأخرى الديانات السماوية الثلاثة تؤمن بعودة المسيح عيسى ونشوب معركة فاصلة بين العقائد الثلاث تدعى معركة (هرمجدون) ، ثم يبقى المؤمنون الصالحون في الأرض وترى كل عقيدة أنها الأصح.
2- تزايد التفاعلات بين الشعوب والحضارات المختلفة بسبب الهجرة ، فالهجرة من شمال أفريقيا إلى فرنسا ولدت عداوات فيما بين الفرنسيين من جهة، وزادت من احترام المهاجرين البولنديين الكاثوليك من جهة أخرى ، ان التفاعلات بين شعوب الحضارات المختلفة تعزيز الوعي بالحضارة لدى الناس، الأمر الذي عزز بدوره الاختلافات والعداوات التي تضرب جذورها في أعماق التاريخ.
3- الخصائص والفروقات الثقافية اقل قابلية للتبديل ومن ثم أقل قابلية للحلول الوسط والتسويات ، ففي الصراعات الحضارية قد تكون الإجابة الخاطئة عن سؤال (من أنت رصاصة في الرأس لاسيما في جغرافية الحضارة الممتدة من البوسنة إلى القوقاز ثم السودان ، أما في الصراعات الأيديولوجية فمن السهولة الإجابة عن سؤال إلى جانب من تقف) والناس تختار الجانب الذي تقف معه ، وان تغير ذلك بسهولة ، فزوال الدول المحددة على أساس أيديولوجي في أوروبا الشرقية والاتحاد السوفيتي السابق يتيح الفرصة للكيانات والعدوات الأثنية التقليدية ان تتقدم إلى الصدارة وتخلق الخلافات في الثقافة والدين خلافات حول قضايا أساسية تتراوح من حقوق الإنسان إلى الهجرة إلى التجارة والتبادل ، وان حشد الدعم بالاستغلال الديني اسهل بكثير من حشد الدعم الأيديولوجي ، وعليه فإن الصدام الحضاري يحدث ، أما على مستوى جزئي ونقصد به صراع المجموعات المتجاورة على امتداد خطوط التقسيم بالسيطرة على أراضي بعضها البعض، أو الصدام على المستوى الكلي وهو تنافس الحضارات المختلفة على السيطرة الدولية ، كما تتنافس على ترويج قيمها الدينية والسياسية الخاصة ثم حاول همنتغتون ان يكون أكثر تحديداً عبر رسم خطوط الصدع الأكثر صراعية ، فرسم خطين احدهما عمودي يقسم أوروبا ثقافياً بين المسيحية الغربية من جهة والمسيحية الشرقية الأرثوذكسية والإسلام من جهة أخرى ، وقد يكون اهم خط في أوروبا مثلما أشار إليه وليم دلاس هو الحدود بين فلندا وروسيا وبين دول البلطيق وروسيا ويمتد من روسيا البيضاء وأوكرانيا فاصلاً غرب أوكرانيا الأكثر كاثوليكية عن شرقها ، ثم يمتد عبر يوغسلافيا على امتداد الخط الذي يفصل حالياً كرواتيا وسلوفينيا عن باقي يوغسلافيا ، وبالطبع فإن هذا الخط يتوافق في البلقان معا الخط التاريخي بين الإمبراطورية الهايسبورغية والإمبراطورية العثمانية والشعوب التي تسكن شمال وغرب هذا الخط بروتستانت وكاثوليك تتقاسم تجارب مشتركة للتاريخ الأوربي كما حاول همنتغتون ان يرسم خط آخر أفقي يمتد من المحيط الأطلسي غرباً إلى المحيط الهادي شرقاً ويضم الحضارتين الإسلامية والكونفوشيوسية ، ويتباين حجم العقبات التي تقف في وجه انضمام البلدان غير العربية إلى الغرب ، فهي أقل عدداً بالنسبة لبلدان أمريكا اللاتينية وشرق أوروبا ، وأكبر بالنسبة إلى البلدان الأرثوذكسية للاتحاد السوفيتي واكثر من المجتمعات الإسلامية والكونفوشيوسية ، وتتنافس تلك البلدان التي لا تريد ان تنضم إلى الغرب بسبب قوتها والثقافة عبر تطوير قوتها العسكرية والاقتصادية والسياسية الخاصة ، والتعاون مع البلدان غير الغربية ، مثل الصلة بين الإسلام والكونفوشيوسية التي ظهرت لتتحدى المصالح والقيم والقوة الغربية، ويتركز النزاع بين الغرب والشرق على الأسلحة النووية والكيميائية والبيولوجية والصواريخ البالستية .
وهكذا قامت رابطة عسكرية إسلامية - كونفوشيوسية تهدف إلى دعم حصول أعضائها على الأسلحة وتكنولوجيا الأسلحة المطلوبة لمواجهة القوة الغربية ومن ثم فإن مركز الصراع المستقبلي سيكون بين الغرب والدول الإسلامية والكونفوشيوسية ، كما ان مقومات القوة بين الحضارتين - الإسلامية الكونفوشيوسية والغربية هي أيضاً تغيرت لاسيما في مجال المساحة والسكان عام 1920 حكم الغرب نحو ( 25.5) مليون ميل مربع اي تقريباً نصف مساحة الأرض ، لكن بحلول عام 1993 تقلصت هذه المساحة إلى النصف لتصل إلى (1207) مليون ميل مربع ، إذ عاد الغرب إلى حجم أوروبا الأصلي بينما إقليم المجتمعات الإسلامية توسع من (108) مليون ميل مربع عام 1920 إلى أكثر من (11) مليون ميل مربع عام 1993.
كما أن عدد السكان أيضاً تغير ، ففي عام 1900 شكل الغرب (30%) من سكان العالم ، وسيطرت الحكومات الأوربية على ما يقارب (405) من سكان العالم ، ثم إلى (48%) عام 1920 ، بينما في عام 1993 تراجع العدد إلى اقل من (13%) ، وبالنظر إلى إجمالي سكان العالم جاء الغرب بالمرتبة الرابعة بعد الحضارات الصينية والإسلامية والهندية.
فالتوازن السكاني بين الغرب والشرق هو الآخر يأخذ في التغيير فالشعوب الشرقية تصير أكثر صحة وأكثر تحولاً نحو حياة التمدن واكثر تعليماً فالمجتمعات المعبأة اجتماعياً هي اكثر قوة من غيرها . وفي المجال الاقتصادي فإن حصة الغرب من المنتوج الاقتصادي العالمي يتغير وقد وصل اعلى مرحلة عام 1920 ثم أخذ بالهبوط وبحسب تقديرات عام 1913 فإن الغرب سينتج فقط ( 30%) من الإنتاج العالمي في عام 1991 اربع من الاقتصاديات العالمية الكبرى السبعة هي من أمم غير أوربية (اليابان) المركز الثاني الصبن المركز الثالث) (روسيا المركز السادس) الهند المركز السابع ، وبحسب توقعات عام 2025 ان العشرة الأوائل من الاقتصاديات العالمية ستحتوي على ثلاث دول غربية فقط ، وان الهبوط النسبي للغرب يرجع سببه إلى النهوض السريع لشرق آسيا وفي مجال القوة والقدرة العسكرية يقول همنتغتون ان خلاصة توضيح العلاقات النسبية للقوة بين الشرق والغرب سيبقى الغرب هو الحضارة الأكثر قوة وبحالة جيدة وهو يدخل بداية القرن الحادي والعشرين فيما بعد ذلك سيكون بإمكانه ان يستمر في زيادة اهمية البحث العلمي وتنمية المهارات وتطوير القدرات والتجديد في التقنية المدنية والعسكرية ، وبعد أن قام همنتغتون باستعراض وتحليل للأوضاع العالمية الحالية والمستقبلية وتوزيع القوة بين الحضارات ، كما حدد التحديات التي تواجه الديانة المسيحية واليهودية من قبل الحضارة الإسلامية ومن ثم الكونفوشيوسية قدم توصيات للغرب على مرحلتين هما:
أولاً - التوصيات القصيرة الأجل:
1ـ من صالح الغرب أن يدعم التعاون والوحدة داخل حضارته لاسيما بين العنصرين الأوربي والأمريكي الشمالي.
2- ان تدمج في الغرب مجتمعات في أوروبا الشرقية وأمريكا اللاتينية ثقافتها قريبة لثقافات الغرب.
3- الحفاظ على علاقات التعاون مع روسيا واليابان وتعزيزها ومنع تصاعد الصراعات المحلية داخل الحضارات.
4- الحد من توسيع القوة العسكرية للدول الإسلامية والكونفوشيوسية والاعتدال في تخفيض القدرات العسكرية الغربية.
5 - استغلال الخلافات والصراعات بين الدول الإسلامية والكونفوشيوسية ودعم المجموعات الحضارية الأخرى المقاطعة مع القيم والمصالح الغربية.
6 - تقوية ودعم المؤسسات الدولية التي تعكس المصالح والقيم المشروعة للغرب وتدعم مشاركة الدول غير الغربية في تلك المؤسسات.
ثانياً - التوصيات الطويلة الأجل :
1- ان ميزة الحضارة الغربية انه غريبة وحديثة بالوقت نفسه ، وقد حاولت عدة حضارات شرقية ان تصبح حديثة من دون أن تكون غربية ، ولم تنجح سوى اليابان.
2- الحضارات غير الغربية تحاول التوفيق بين هذه الحداثة وثقافتها وقيمها التقليدية وستزيد قوتها الاقتصادية والعسكرية بالقياس للغرب وعلى الغرب ان يتصالح مع هذه الحضارات الحديثة غير الغربية التي تقترب قوتها من قوته وان كانت قيمها ومصالحها تختلف بصورة كبيرة عن قيمه ومصالحه يتوجب على الغرب الاحتفاظ بالقوة الاقتصادية والعسكرية الضرورية لحماية مصالحه بالنسبة لهذه الحضارات ، وان يكون لدى الغرب فهم اعمق للفروض الدينية والفلسفية الأساسية الكامنة وراء هذه الحضارات وبالنسبة للمستقبل لن تكون هناك حضارة عالمية ، بل عالم يضم حضارات مختلفة ينبغي لكل منها أن يتعلم التعايش مع غيره.
الاكثر قراءة في معلومات جغرافية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
