تمهيد عن كتب الطبقات
المؤلف:
الشيخ الدكتور صبحي الصالح
المصدر:
علوم الحديث ومصطلحه
الجزء والصفحة:
ص 335 ــ 338
2025-10-11
172
البَابُ الخَامِسُ: طَبَقَاتُ الرُّوَاةِ:
الفَصْلُ الأَوَّلُ: ابْنُ سَعْدٍ وَمَنْهَجُ التَّصْنِيفِ فِي "الطَّبَقَاتِ":
تَمْهِيدٌ:
لقد كان جمع الحديث وتلقّيه والرحلة في طلبه وتدوين المصنّفات للثقافة العربيّة الإسلاميّة الأولى بجميع علومها النقليّة المعتمدة، المُعَوِّلَةِ على الإسناد، فكلّ ما نعرفه من التاريخ والسيرة، والمغازي والفتوح، والتراجم والطبقات، وحتّى تفسير القرآن وعلوم القراءات تشعب عن جمع الحديث وروايته، إذ كان الحديث في صورته الأولى التي نشأ عليها يشمل ذلك كلّه في أذهان الرواة وذواكر الحفّاظ.
إلّا أنّ هذه المعلومات الجزئيّة التفصيليّة أخذت تستقلّ بأسمائها وموضوعاتها عن الحديث رويدًا رويدًا، وأضحى كلّ منها فيما بعد علمًا قائمًا برأسه.
وكتب الطبقات لون من هذه الثقافة الإسلاميّة الأولى المتفرّعة عن تدوين الحديث وجمع الروايات، وفيها نعثر على تراجم الرواة، وأحوالهم عصرًا بعد عصر، وطبقة بعد طبقة (1). وإنّما يعنينا - في هذا الفصل - أن نعرف ما لا يسعنا جهله عن هذه الطبقات، وعن مصادرها الأساسية، وتسلسل المشتغلين بهذا اللون من الدراسة التاريخيّة النقديّة.
وما تكاد لفظة «الطبقات» تلقى حتّى يطوف في الأذهان ذكر كتاب "الطبقات الكبرى" لابن سعد؛ لأنّه من أوّل الكتب في علم الطبقات (2)، ولا ريب أنّ خير ما نصنعه تحليل هذا الكتاب لنقف على حقيقة هذه الدراسات، وعلى مناهج المصنّفين فيها.
ونبدأ أولاً بكلمة عن صاحب هذه "الطبقات".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) " الرسالة المستطرفة ": ص 104.
(2) " مختصر علوم الحديث ": ص 302.
الاكثر قراءة في علوم الحديث عند العامّة (أهل السنّة والجماعة)
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة