انفلاق البحر لموسى وهلاك فرعون
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 3، ص256-257.
2025-10-06
141
انفلاق البحر لموسى وهلاك فرعون
قال تعالى : {وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90) آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (91) فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ} [يونس : 90 - 92]. الجواب / قال أبو جعفر عليه السّلام ، في قوله تعالى : وَجاوَزْنا بِبَنِي إِسْرائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً إلى قوله : وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ : « فإن بني إسرائيل قالوا : يا موسى ، ادع اللّه أن يجعل لنا مما نحن فيه فرجا.
فدعا ، فأوحى اللّه إليه : أن أسر بهم . قال : يا ربّ ، البحر أمامهم . قال :
امض ، فإنّي آمره أن يطيعك وينفرج لك.
فخرج موسى ببني إسرائيل ، وأتبعهم فرعون حتى إذا كاد أن يلحقهم ، ونظروا إليه وقد أظلّهم ، قال موسى للبحر : انفرج لي . قال : ما كنت لأفعل.
وقال بنو إسرائيل لموسى : غررتنا وأهلكتنا ، فليتك تركتنا يستعبدنا آل فرعون ، ولم نخرج إلى أن نقتل قتلة . قال : {كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ } [الشعراء : 62].
واشتدّ على موسى ما كان يصنع به عامّة قومه ، وقالوا : يا موسى ، إنّا لمدركون ، وزعمت أن البحر ينفرج لنا حتى نمضي ونذهب ، فقد رهقنا فرعون وقومه ، وهم هؤلاء نراهم قد دنوا منّا . فدعا موسى ربّه ، فأوحى اللّه إليه {أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ} [الشعراء : 63] فضربه فانفلق البحر ، فمضى موسى وأصحابه حتى قطعوا البحر ، وأدركهم آل فرعون ، فلما نظروا إلى البحر ، قالوا لفرعون : ما تعجب مما ترى ؟ قال : أنا فعلت هذا . فمرّوا ومضوا فيه ، فلمّا توسّط فرعون ومن معه ، أمر اللّه البحر فأطبق عليهم ، فأغرقهم أجمعين ، فلمّا أدرك فرعون الغرق { قالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ } يقول اللّه : { آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ } يقول : كنت من العاصين { فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ }- قال - إنّ قوم فرعون ذهبوا أجمعين في البحر ، فلم ير منهم أحد ، هووا في البحر إلى النار ، وأمّا فرعون فنبذه اللّه وحده فألقاه بالسّاحل لينظروا إليه وليعرفوه ، ليكون لمن خلفه آية ، ولئلّا يشكّ أحد في هلاكه ، لأنّهم كانوا اتّخذوه ربّا ، فأراهم اللّه إيّاه جيفة ملقاة بالساحل ، ليكون لمن خلفه عبرة وعظة ، يقول اللّه : {وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ عَنْ آياتِنا لَغافِلُونَ } « 1 ».
______________
( 1 ) تفسير القميّ : ج 1 ، ص 315 .
الاكثر قراءة في قصة النبي موسى وهارون وقومهم
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة