لون الظلال
المؤلف:
جيرل ووكر
المصدر:
سيرك الفيزياء الطائر
الجزء والصفحة:
ص902
2025-10-06
132
في عام 1810، وصف يوهان فولفجانج فون جوته، أحد المستكشفين الرواد لمفهوم رؤية الألوان التجربة التالية: «ضع شمعة قصيرة مضاءة في فترة الغروب على ورقة بيضاء، ثم ضع قلم رصاص في وضع قائم بينها وبين ضوء النهار المتضائل بحيث يبرز ظله الذي تلقي به الشمعة ولكن لا يتلاشى أمام ضوء النهار الضعيف: سيظهر الظل بأروع لون أزرق على الإطلاق« .
يمكنك أن تُجري هذه التجربة بطريقة مماثلة في غرفة مظلمة، قم بتشغيل شاشة متصلة بجهازي عرض بيانات (بروجيكتور). أمام شعاع أحد الجهازين، ضع فلترا ملونا؛ قطعة ورق سيلوفان حمراء مثلاً. ضع يدك أمامها بحيث تلقي بظل صغير على الشاشة. وخارج حدود الظل تكون الشاشة ذات لون وردي لأنها مضاءة بضوء أحمر قادم من الجهاز الأول وضوء أبيض قادم من الجهاز الثاني داخل الظل، من المفترض أن تكون الشاشة بيضاء اللون لأنَّ يدَكَ تحجب الضوء الأحمر القادم من الجهاز الأول ولا يُضيء سوى الجهاز الثاني. ورغم ذلك داخل الظل تكون الشاشة ملونة بلون أخضر الشاشة مزرق لماذا تكون منطقة الظل ملونة؟
الجواب: سأشرح تجربة البروجيكتور محل النقاش هنا ولكني سأترك تجربة جوتة لتستكشفها بنفسك. الصور المتكونة على الشاشة والظل الذي تصنعه يدك يثيران ثلاثة أنواع من الخلايا المخروطية المستقبلة للضوء الموجودة في شبكية العين. فصورة الشاشة ذات اللون الوردي تُحفّز الخلايا المخروطية الحمراء بقوة وتحفز الخلايا المخروطية الخضراء والزرقاء على نحو أقل.
من المفترض أن تكون صورة الظل بيضاء اللون لأن جهاز البروجيكتور الثاني الذي لا يغطيه فلتر يضيء منطقة الظل؛ ومِن ثَمَّ من المفترض أن تثير هذه الصورة جميع الخلايا المخروطية. ورغم ذلك فإن الخلايا المخروطية الحمراء المحفّزة بفعل الشاشة الوردية تثبط الإشارة القادمة من الخلايا المخروطية المُحَفَّزة داخل صورة الظل. ويفسر الجهاز البصري هذا التثبيط على أنه إشارة باللون الأخضر المزرق، اللون المكمل للون الأحمر. ولا تزال كيفية حدوث التثبيط وسبب رؤية اللون المكمل لغزين غامضين.
الاكثر قراءة في مواضيع عامة في علم البصريات
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة