المحرّم من الأفعال والصفات / اغتياب المؤمن
المؤلف:
الشيخ عبد الله المامقاني
المصدر:
مرآة الكمال
الجزء والصفحة:
ج2، ص 406 ــ 407
2025-09-19
234
ومنها: اغتياب المؤمن:
بذكره فيه بما يكره ذكره ممّا هو مستور عليه، المنهيّ عنه في الكتاب المجيد بقوله تعالى: {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ} [الحجرات: 12].
وورد انّ الغيبة أسرع الى دين الرجل المسلم من الأكلة في جوفه [1]. وانّ الجنّة محرّمة على المغتاب [2]. وانّ الغيبة إدام كلاب النار [3]. وانّها أشدّ من الزنا [4]. وانّ الرجل يزني فيتوب الى اللّه فيتوب اللّه عليه، والغيبة لا تغفر حتّى يغفرها صاحبها[5]، وورد انّ من اغتاب امرأ مسلما بطل صومه، ونقض وضوؤه، وجاء يوم القيامة يفوح من فيه رائحة أنتن من الجيفة يتأذّى بها أهل الموقف. وانّ من مات قبل أن يتوب مات مستحلًّا لما حرّم اللّه عزّ وجلّ [6]. وأنّه كذب من زعم انّه ولد من حلال وهو يأكل لحوم النّاس بالغيبة [7]. وانّ المغتاب في النّار خالدا فيها وبئس المصير [8]. وحينئذ فهو من الكبائر.
ويحرم استماع الغيبة، ويجب ردّها. وقد ورد انّ من تطوّل على أخيه المؤمن في غيبة سمعها فيه في مجلس فردّها عنه ردّ اللّه عنه ألف باب من الشرّ في الدنيا والآخرة، فإن هو لم يردّها وهو قادر على ردّها كان عليه كوزر من اغتابه سبعين مرّة [9].
وانّ من اغتيب عنده أخوه المسلم فاستطاع نصره فلم ينصره خذله اللّه في الدنيا والآخرة [10]، ومن لم ينصره ولم يعنه ولم يدفع عنه وهو يقدر على نصرته وعونه خفضه [حقّره] اللّه في الدّنيا والآخرة [11]. وانّ من ردّ عن عرض أخيه كان له حجابا من النار [12]. ويطلب مستثنيات الغيبة من مناهج المتّقين [13].
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] أصول الكافي: 2/356 باب الغيبة والبهت حديث 1.
[2] وسائل الشيعة: 8/599 باب 152 حديث 10.
[3] الأمالي للشيخ الصدوق: 209 المجلس السابع والثلاثون والحديث طويل حديث 9.
[4] وسائل الشيعة: 8/601 باب 152 حديث 18.
[5] تنبيه الخواطر لورّام: 115 باب الغيبة.
[6] الفقيه: 4/8 باب ذكر جمل من مناهي النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم حديث 1.
[7] الأمالي للشيخ الصدوق: 209 المجلس السابع والثلاثون والحديث طويل 9.
[8] الأمالي للشيخ الصدوق: 202 المجلس الثاني والعشرون حديث 3.
[9] الفقيه: 4/8 باب ذكر جمل من مناهي النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم حديث 1.
[10] الفقيه: 4/269 باب 176 النوادر في وصية النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم لعلي عليه السّلام.
[11] عقاب الأعمال: 299 عقاب من اغتيب عنده المؤمن ولم ينصره حديث 1.
[12] أمالي الشيخ الطوسي: 114 الجزء الرابع حديث 177.
[13] منهاج المتقين: 209 - 110.
الاكثر قراءة في الغيبة و النميمة والبهتان والسباب
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة