الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
الإنسان وتاثيره في الغلاف الحيوي
المؤلف:
د. عبد العباس فضيخ الغريري ، د. سعدية عاكول الصالحي
المصدر:
جغرافية الغلاف الحيوي (النبات والحيوان)
الجزء والصفحة:
ص 95 ـ 99
2025-09-16
42
عبث الإنسان بشكل مباشر أو غير مباشر في الغلاف الحيوي حتى أن النباتات الطبيعية لم تعد اليوم تنمو نمواً طبيعياً. وكان تدخل الإنسان تدخلاً سلبياً كالتدمير والإبادة، وهذا لا يعني أنه حاول تحسين صورته بإدخاله سلالات جديدة بهدف التطوير وزيادة الكثافة في محاولة للتخلص من قوة تأثير العوامل البيئية.
فعملية عدم التوازن البيئي يدخل فيها الإنسان بصورة مباشرة وفاعلة حتى تم تغيير بعض البيئات من قبله وبالتالي تغيير أنماط وتوزيع الحياة فيها ، وجاء هذا التغيير الواسعة بوقت قصير لأن ظهوره على الكرة الأرضية كان متأخراً بالنسبة لعناصر البيئة الحيوية.
كان اعتماد الإنسان في غذائه على الصيد والجمع، وكانت أول خطوة لإعطاء تغيرات بيئية واضحة ثم جاءت الخطوة الثانية وهي اعتماده وممارسته مهنة الزراعة وهو اعتداء سافر على الغطاء الحيوي وبناء غطاء حيوي تحكمي جديد. فالغطاء الجديد ثم توسعية على حساب انواع أخرى طبيعية ثم جاء التقدم التكنولوجي والذي كان وراء عملية الاخلال الهدمي في البيئة وعناصرها وبالتالي صورة الغطاء النباتي والحيواني فيها.
وكان للتقدم التكنولوجي أثر واضح في فتح أسرار الطبيعة وعمل على اخضاعها لسيطرته ، وهذه التغيرات كان لها دور لتهديم البيئة الطبيعة وركض الإنسان وراء هذا التقدم سعياً وراء منفعته كتوفير الغذاء ولتحقيق رفاهية أكثر.
لكن سوء الاستعمال لم يكن لصالحه ابداً مما خلق مشاكل انعكست آثارها المدمرة على بني البشرفلا توجد منطقة لم يصل لها الإنسان أو لا توجد منطقة لم يجري فيه تغيير حتى لو كان محدوداً أباد الإنسان كثير من الأنواع النباتية والحيوانية سواء كان مباشر أو غير مباشر عن طريق التربة وتعريتها أو حرق وقطع الأشجار وبالتالي تدمير الغطاء النباتي مما خلق ظاهرة العصر وهي التصحر Desertification والتي تسود العالم اليوم بسبب الطفرة السكانية والتي كان من نتائجها الضغط المفرط على موارد البيئة ، قامتهن الصيد المفرط وخاصة بعد انتاجه أسلحة فتاكة، أوشكت أن تبيد كثير من الحيوانات كوحيد القرن والأسود والنمور وفرس النهر والحيتان ، ثم بدأ في عملية استنزاف للتربة عن طريق الرعي المفرط والجائر والتوسع في استغلال الأرض لأغراض الزراعة وانتشاره في العمران مما خلق خلخلة في التوزيع للغطاء النباتي والحيواني وبعد ادخال الثورة التكنولوجية حاول الإنسان تطبيق الاصطفاء البشري محل الاصطفاء الطبيعي وتم خلق صفات وراثية تتناسب مع ما يحتاج وبهذا تجد أن الانسان دخل في التطور الحيوي وشارك الطبيعة في هذا المجال ونتج عن هذا تصادم بين عملية التطور البيئي والتطور الإنساني والصراع هذا خلق عملية غير متوازنة بين عناصر الطبيعة في مجال الكائنات الحية ثم بدأ في تغيير التوزيع الجغرافي لعناصر الغلاف الحيوي، فتم نقل كثير من النباتات من مناطقها الأصلية إلى مناطق جديدة أخرى بعد أن أجرى عليها عملية خلق صفات وراثية جديدة.
فأدخل في حدود 20 - 50 من نباتات العالم الجديد إلى العالم القديم بعد الاكتشافات الجغرافية ، كما تم نقل حيوانات ونباتات العالم القديم إلى العالم الجديد فتم نقل البطاطس والكاكاو والفول السوداني والذره والكاسافا والأناناس وحيوانات اللاما من العالم الجديد إلى العالم القديم ثم نقل الشعير والقصب السكري والبن والكروم والزيتون والنخيل وغيرها إلى العالم الجديد.
كما أن الافراط في استغلال البيئة سواء كان عن طريق التكنولوجيا أو بواسطة الأبحاث أو عن طريق الاستغلال غير الأمثل أدى إلى تدمير القدرة البيولوجية للمراعي وأساء للتوازن البيئي بسبب الرعي الجائر والذي أوصل إلى تعرية التربة وبالتالي تدهور الغطاء النباتي والحيواني فعندما تم تربية غزال فرجينيا أدى إلى تدمير مساحات كبيرة الأشجار الصنوبر، كما كان لإدخال تربية الأرانب في نيوزيلندا إلى تدمير الكثير من الأشجارالتي كانت منتشرة، كما كان لتربية الوعول قضاء على أشجار الزان، وتواجه بعض الدول اليوم تدمير الغطاء النباتي بالكامل ما عدا بعض الاستثناءات متمثلة في مجاري الانهار كما في الصومال مثلاً.
كما كان لاستعمال المكننة الحديثة في قطع الأشجار والتوسع في استعمالها في اغراض واسعة كبناء السفن والبيوت والأثاث إلى تلف مساحات واسعة منها . وتم تدمير مساحات واسعة لأغراض زراعية (كما تحولت الغابات المدارية إلى مزارع نقدية والتي بلغت مساحتها 3 مليون كم2 واستنفذت قارة أفريقيا 90% من غاباتها.
ويعني هذا استبدال نظام بيئي اكتمل عبر ملايين السنين في نظام يشمل نوع واحد ، وبما أن عناصر النظام البيئي متنوعة وعديدة لذا يعتبر خرق للنظام تدمير كل هذه الأنواع وتأتي بنوع واحد من النبات وبما أن عناصر النظام البيئي مرتبطة ببعضها فهذا التغيير يعني تغيير بالأنظمة الأخرى المكونة له.
ثم نتج عن عملية الافساد في البيئة إلى مرض التلوث الذي يفتك في كل شيء، الهواء والأرض والماء وما يعيش عليها فأدى التلوث المائي إلى قتل كثير من الأحياء، فالنشاط الواسع للنقل أوجد بحيرات ميتة . كما التربة تتعرض إلى عوامل التلوث والذي يؤدي إلى انخفاض جودتها وصلاحيتها.
بعد التلوث أهم أمراض العصر الحديث التي تفتك في كل المجالات وهو تحدي للبيئة وعناصرها وخاصة بعد طرح كثير من الغازات السامة في الهواء من مخلفات المصانع والحرائق وعوادم السيارات والمركبات وزيادة التلوث في الماء والهواء وصل إلى الحيوان والنبات ثم إلى الإنسان وعندما يتم استعمال المبيدات الزراعية والحشرية ينتقل إلى النبات بشكل مباشر وإلى التربة بشكل غير مباشر. كما يزداد عدد انواع هذه المبيدات سنوياً فيدخل اليوم في حدود ربع مليون مركب بالاضافة إلى وجود 2 مليون من المواد شائعة الاستعمال ، حسب التقدير الذي أعدته الأكاديمية الملكية للعلوم في بريطانيا عام 1973 .
وبذلك تكون التربة مستهدفة بشكل مباشر وبأعداد هائلة من المبيدات والملوثات بسبب ادخال مواد غريبة إليها مما كان وراء تغيير مواصفاتها الكيمياوية والفيزيائية والبيولوجية مما له آثار سلبية واضحة على البيئة والغلاف الحيوي بالكامل. وهذا ما يظهر جلياً في المياه الجوفية وخاصة في بلاد الشام ومصر نتيجة الملوثات مفاعل ديمومة الاسرائيلي، فظهرت نتائج هذا التلوث على سرطانات الحيوانات عن طريق النباتات. وبالتالي على الإنسان وهذا ما ينبه بكارثة حيوية (Bio-Crisis) فما بالك والعالم مهدد اليوم بآلاف من الأطنان من المخلفات النووية.
كما أن خطورة التلوث بدأت تصل كل عناصر البيئة وتفسد كل شيء وتعدت ذلك إلى أضرار العناصر المشعة وانتاج المكروبات وسمومها والغبار الذري وأمراض الجهاز التنفسي والتشوهات وزيادة الأمراض الوراثية وهناك تقارير تشير إلى أن التلوث الهوائي يؤدي إلى تلف أنسجة الأوراق والماده الخضراء في النباتات كما يؤدي إلى موتاً مباشراً أو بطيئاً فيما لو زاد غاز الأثلين بضع أجزاء من المليون.
أن زيادة غاز ثاني أوكسيد الكبريت في الهواء يؤدي إلى موت النباتات وتشير بعض البحوث المهتمة بالتلوث الى تدمير اشجار التفاح في مقاطعة وادي لوتنا Keotenag في كندا يعود إلى ملوثات المصانع المتوزعة في الاقليم ، وبذلك نجد أن الإنسان أوجد مشاكل تؤدي إلى تصدع الكيان البيئي.
فالتقدم الصناعي المذهل نتج عنه كميات كبيرة من المواد الكيمياوية السامة من مخلفات المصانع وبدون وعي في مصادر النماء للبيئة. فشمل التلوث التربة والمياه بأنهارها وبحيراتها وبحارها ومحيطاتها ، ثم بدأ التلوث بفتك في غلافنا الغازي مما يجعله مهدد بإصابات مرضية متعددة وخير مثال هو تقرن طبقة الأوزون وما يترتب عليه من تعرض البيئة والكائنات الحية لخطر الأشعة فوق البنفسجية، وهذه وتؤثر سلبياً في المناخ وبالتالي المحاصيل الزراعية والكائنات المجهرية والطحالب في اليابس والماء.
وبالرغم من أن سموم البيئة تؤدي إلى هدم بيتي مما له أثر في محاصرة الإنسان عن طريق الهواء والماء والتربة وتصيبه في أمراض كثيرة ذات خطورة بالغة يعجز الطب في معالجتها والوقاية منها إلا أن بني البشر لم يكتفوا بهذا الوابل من السموم بل نجدهم يزيدون من خطر المشكلة في توجههم لانتشار المخدرات بعد زراعتها وتوزيعها في كل أرجاء العالم. وتعاطيها يؤدي إلى اصابته إصابة قاتلة كأمراض الجهاز العصبي والدماغ وأمراض نفسية خطيرة تؤكد سلبية الإنسان في هذا الكون.
الاكثر قراءة في جغرافية البيئة والتلوث
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
