الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
بناء المدن وعمرانها / صورة المدينة الإسلامية
المؤلف:
الشيخ عبد الله الجوادي الطبري الآملي
المصدر:
مفاتيح الحياة
الجزء والصفحة:
ص459ــ460
2025-09-11
32
للحديث عن بناء المدن الإسلامية لا بد أن نأخذ بالاعتبار نقطتين مهمتين:
أ. أهداف بناء المدن: يشهد المجتمع المسلم تشييد مباني مختلفة لأغراض متعددة، منها المباني الخاصة ومنها الأماكن العامة التي تشمل المراكز الثقافية والدينية والصحية والخدمية والحكومية والإدارية. ومعلوم أن الفائدة من تشييد المباني الخاصة هي الوقاية من الحر والبرد وتأمين سلامة السكان وتمتعهم في ظلها بالحريات الشخصية، والمحافظة على الهوية الفكرية والعقدية، وبشكل عام فإنّ المباني هي لتوفير الراحة والاستقرار(1). وفلسفة وجود المباني العامـة هـي المصالح التي يؤمنها كل منها، وهي نشر العلوم والثقافة، صيانة وترويج الشعائر الدينية، المحافظة على الصحة ونشرها، تقديم الخدمات للناس وإدارة المجتمع وتحقيق أهداف النظام الإسلامي والتي ينبغي أن تتجسد في المنظر العام لمباني المدينة ومعالمها.
ولأجل بلوغ هذه الأهداف لا بد من التعرّف على القواعد والأصول التي تحكمها، مثلاً، لكي نقوم بتشييد المباني الخاصة لا بد أوّلاً من الالتفات إلى قاعدة "السلطنة" (الناس مسلطون على أموالهم) التي تشكل محور ضمان الحريات الفردية في الحياة الشخصية، ولكن إذا ما كانت النتائج المترتبة على العمل بهذه القاعدة مضرة بالآخرين (كالجيران والمارة)، فقاعدة "لا ضرر" تكـون هـي المقدّمة وتحول دون تطبيق القاعدة الأخرى، فتؤدّي بذلك إلى تقييد الحريات الشخصية للأفراد ونفس الحال بالنسبة لتشييد المباني ذات الطابع الديني التي ينبغي الأخذ بالاعتبار عند تشييدها قاعدة ((وجوب تعظيم شعائر الدين)) وكذلك قاعدة ((حرمة الإساءة إلى الدين)) والزمان والمكان المرتبطين بالدين وكذا من أجل الاستفادة من الأماكن العامة لا بدّ من الالتفات إلى مسألة صيانة حرمة كل من المرأة والرجل والمحافظة على حقوق الطفل والشباب والكهول وكبار الشيوخ؛ على هذا، فإن تشييد البنايات وتأمين الإمكانات الصحية والترفيهية لسكانها يجب أن يتم على نحوٍ يُحفظ فيه حريم النساء والرجال غـير المحارم، ومبدأ عدم الاختلاط بين الجنسين، حتى في مصاعد المباني العالية والأبراج، لكيلا ينطبق عليها حكم الغرف المغلقة وخلوة المرأة بالرجل غـير المحرم.
ب. طراز الأبنية: لم يحدد الإسلام طرازاً خاصاً في البناء لكل زمان ومكان؛ وإنما من المناسب أن تشاد الأبنية بما يتلاءم والظروف الزمانية والمكانية وتحقيق الأهداف الإسلامية؛ وفي هذا السياق يصبّ حديث النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله): وَابْنُوا مَدَائِنَكُم مُشرِفَةً(2).
____________________________
(1) {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ * وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ} [النحل: 80، 81].
(2) الجامع الصغير، ج 1، ص 13؛ قيل في شرح كلمة مشرفة: ذات شرف أي ذات قدر وقيمة ورفعة يرفع الناس أبصارهم للنظر إليها ويستشرفونها (النهاية، ابن الأثير، ج2، ص 461).
الاكثر قراءة في البيئة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
