الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
اهتمام الزوج بزوجته
المؤلف:
الشيخ عبد الله الجوادي الطبري الآملي
المصدر:
مفاتيح الحياة
الجزء والصفحة:
ص230ــ241
2025-08-25
37
أهمية وجود الزوجة
تكمن أهمية وجود الزوجة في البيت في كونها إحدى عوامل الاستقرار والسكينة بالنسبة للرجل(1)، ويستحب كثيراً الحديث معهـا فـذلك من الأمور الطيبة والمحبّبة، وقد جاء في الروايات لركعتان يصلّيهما متزوّج أفضل من رجل عزب يقوم ليله ويصوم نهاره.
وجاء أيضاً في الحديث النبوي الشريف: رَكْعَةٌ يُصَلِّيهَا مُتَزَوِّجُ أَفْضَلُ مِنْ سَبْعِينَ رَكْعَةً يُصَلِّيهَا عَزَب(2).
وأيضاً عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): كُلُّ لهَوِ المُؤْمِنِ بَاطِلٌ إِلَّا فِي ثَلَاثٍ: فِي تَأْدِيبِهِ الْفَرَسَ وَرَمْيِهِ عَنْ قَوْسِهِ وَمُلَاعَبَتِهِ امْرَأَتَهُ، فَإِنَّهُنَّ حَق(3).
كما روي عن الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه) قوله: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَبِي (سلام الله عليه) فَقَالَ لَهُ: هَلْ لَكَ مِنْ زَوْجَةٍ؟ فَقَالَ: لا، فَقَالَ: إِنِّي مَا أُحِبُّ أَنَّ لِيَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا وَإِنِّي بِتُ لَيْلَةٌ لَيْسَتْ لِي زَوْجَةٌ، ثُمَّ قَالَ: الرَّكْعَتَانِ يُصَلِّيهِمَا رَجُلٌ مُتَزَوِّجُ أَفْضَلُ مِنْ رَجُلٍ أَعْزَبَ يَقُومُ لَيْلَهُ وَيَصُومُ نَهَارَهُ، ثُمَّ أَعْطَاهُ أَبِي سَبْعَةَ دَنَانِيرَ، قَالَ لَهُ: تَزَوَّجْ بِهَذِهِ، ثُمَّ قَالَ أَبِي (سلام الله عليه): قَالَ رَسُولُ الله (صلى الله عليه وآله): اتَّخِذُوا الْأَهْلَ فَإِنَّهُ أَرْزَقُ لَكُم(4).
للزوجين حقوقاً متبادلة كثيرة إذا ما روعيت سوف تصفو الحياة الزوجية وتحلو(5)، وإلا فستصبح مُرّة لا تطاق.
لقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الحكيم {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ} [البقرة: 187]. فاللباس يمنع الأضرار الخارجية ويستر العيوب ويقـي صاحبه الحـر والبرد فضلاً عن كونه يشكل زينة وسكينة وراحة للإنسان. هذا هو حال الزوجين أحدهما للآخر، ولكن بشرط أن يقيمها حياتهما الزوجية على ركنين مهمين، المودة والرحمة(6).
قال الله تبارك وتعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً...} [الروم: 21]؛ وفي كيفية معاملة الزوج لزوجه، وردت مراراً تأكيدات بوجوب معاشرتهن بالمعروف والحسنى {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [النساء: 19] ودفع مهورهن {وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [النساء: 25]، ومراعاة الحقوق المتبادلة {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [البقرة: 228]، وأن يكفيهن نفقاتهنّ {رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [البقرة: 233]، وقد أمر سبحانه وتعالى معاملتهنّ بالمعروف حتى إن وصل الأمر بين الزوجين إلى الطلاق {فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ} [البقرة: 231]، إذن، لا يحق للزوج في جميع الحالات أن يعسف بزوجته ويظلمها أو يغمطها حقوقها أو يحطّ من شأنها، حتى لو ارتكبت أخطاء، بل أوصى سبحانه أن يهدي الزوج طليقته هدية تتناسب وقدرته المالية:
{لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ} [البقرة: 236].
ثم بعد عدة آيات يتكرّر هذا الأمر الإلهي العظيم والبنّاء ليتأكد هذا الواجب والمستحق على المتقين، فيقول عز من قائل: {وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ} [البقرة: 241].
وهذه الهدية هي بالإضافة إلى المهر المفروض على جميع المسلمين، وبقرينة الآية الكريمة {حقاً عَلَى المتقين} يتبيّن لنا استحباب الهدية على الأزواج المتقين(7).
وطبقاً لهذه التعاليم القرآنية، نجد في كلام بيـت الـوحي والنبوة (سلام الله عليهم) العديد من الروايات التي تحثّ على الإحسان بالزوجة.
ثواب إكرام الزوجة
من أهم أمثلة إكرام الزوجة والإحسان بها أن يبرز الزوج مشاعر الحب والودّ إزاءها وأن يعتني بمظهره، وهو ما يعدّ من أسباب تمتين أواصر الأسرة.
في وصيته لولده محمد بن الحنفية قال الإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه): فَإِنَّ المرأةَ رَيْحَانَةٌ وَلَيْسَتْ بِقَهْرَمَانَةٍ، فَدَارِهَا عَلَى كُلِّ حَالٍ وَأَحْسِنِ الصُّحْبَةَ لَهَا فَيَصفَوَ عَيْشُك(8).
وقال الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه): لا غنى بِالزَّوْجِ عَنْ ثَلاثَةِ أَشْيَاءَ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ زَوْجَتِهِ وَهِيَ الْمُوَافَقَةُ لِيَجْتَلِبَ بِهَا مُوَافَقَتَهَا وَمَحَبَّتَهَا وَهَوَاهَا وَحُسْنُ خُلْقِهِ مَعَهَا وَاسْتِعْمَالُهُ اسْتِمَالَةَ قَلْبِهَا بِالْهَيْئَةِ الْحَسَنَةِ فِي عَيْنهَا وَتَوْسِعَتُهُ عَلَيْهَا...(9). وقال الإمام موسى الكاظم (سلام الله عليه) أيضاً: تهيئةُ الرَّجُلِ لِلْمَرْأَةِ مِمَّا تَزِيدُ فِي عِفْتِهَا(10).
الثواب الأخروي لإكرام الزوجة
ما ورد في الروايات السابقة من أجر وثواب أخروي على الإحسان بالأسرة، ينطبق هنا أيضاً على الإحسان بالزوجة وإكرامها، ولكن مع ذلك سوف ننقل أحاديث أخرى في هذا الموضوع أي ثواب الإحسان بالزوجة.
قال الإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه): دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله) وَفَاطِمَةُ جَالِسَةٌ عِنْدَ الْقِدْرِ وَأَنَا أُنقِّي الْعَدَسَ. قَالَ: يَا أَبَا الْحَسَنِ! قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ! قَالَ: اسْمَعْ مِنِّي وَمَا أَقُولُ إِلَّا مِنْ أَمْرِ رَبِّي؛ مَا مِنْ رَجُلٍ يُعِينُ امْرَأَتَهُ فِي بَيْتِهَا إِلَّا كَانَ لَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ عَلَى بَدَنِهِ عِبَادَةُ سَنَةٍ، صِيَامٌ نَهَارُهَا وَقِيَامٌ لَيْلُهَا(11)، ثم يختم (صلى الله عليه وآله) حديثه قائلاً: يَا عَلِيُّ! لا يَخْدُمُ الْعِيَالَ إِلَّا صِدِّيقُ أَوْ شَهِيدٌ أَوْ رَجُلٌ يُرِيدُ اللَّهُ بِهِ خَيْرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَة(12).
ثواب صبر الزوج على سوء خلق زوجته
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): مَنْ صَبَرَ عَلَى سُوءِ خُلْقِ امْرَأَتِهِ وَاحْتَسَبَهُ أَعْطَاهُ اللَّهُ بِكُلِّ مَرَّةٍ يَصْبِرُ عَلَيْهَا مِنَ الثَّوَابِ مِثْلَ مَا أَعْطَى أَيُّوبَ عَلَى بَلائِهِ(13).
حدود إكرام الزوج لزوجته
حدود إكرام الزوجة وخدمتها هو أن يلبي الزوج احتياجاتها الحقيقية والأصلية ويهيئ لها سبل الرفاهية والراحة والعيش الكريم بما يليق بها. وقد أوصت الروايات على التحاور معها ومعاشرتها بالحسنى ما لم يفضِ ذلك إلى اتباعها في أهوائها ووساوسها، كما هو الحال في ضرورة طاعة الوالدين المشروطة بعدم وقوع المرء في الشرك وعدم منافاة تلك الطاعة لتعاليم الله وأحكامه.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يَا عَلِيُّ! مَنْ أَطَاعَ امْرَأَتَهُ أَكَبَّهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى وَجْهِهِ في النَّارِ، فَقَالَ عَلي (سلام الله عليه): وَمَا تِلْكَ الطَّاعَةُ؟ قَالَ: يَأْذَنُ لَهَا فِي الذَّهَابِ إِلَى الحمامَاتِ وَالْعُرُسَاتِ وَالنَّائِحَاتِ وَلُبْسِ الشَّيَابِ الرِّقَاقِ(14).
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) كذلك: وَالمُرْأَةُ إِذَا خَرَجَتْ مِنْ بَابِ دَارِهَا مُتَزَيَّنَةٌ مُتَعَطَّرَةً وَالزَّوْجُ بِذَاكَ رَاضٍ بُنِي لِزَوْجِهَا بِكُلِّ قَدَمٍ بَيْتُ فِي النَّارِ، فَقَصِّرُوا أَجْنِحَةَ نِسَائِكُمْ وَلاتُطَوَّلُوهَا فَإِنَّ فِي تَطْوِيلِ أَجْنِحَتِهَا نَدَامَةً وَجَزَاؤُهَا النَّارُ وَفِي قَصْرِ أَجْنِحَتِهَا رضًا وَسُرُورٌ وَدُخُولُ الْجَنَّةِ بِغَيْرِ حِسَابٍ احْفَظُوا وَصِيَّتِي فِي أَمْرِ نِسَائِكُمْ حَتَّى تَنْجُوا مِنْ شِدَّةِ الْحِسَابِ وَمَنْ لَمْ يَحْفَظْ وَصِيَّتِي فَمَا أَسْوَأَ حَالَهُ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ تَعَالَى(15).
وقال (صلى الله عليه وآله) أيضاً: إِذَا عَمِلَتْ أُمَّتِي خَمْسَ عَشْرَةَ خَصْلَةٌ حَلَّ بِهِمُ الْبَلَاءُ... أَطَاعَ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ وَعَصَى أُمَّهُ(16).
ملاحظة: تفيد الرسالة التي تتضمنها هذه الرواية بأن على الزوج أن يحسن التدبير وإدارة الخلاف إن حصل بين زوجته ووالدته لينتهي إلى الصلح والاستقرار، لا أن يقدم على خطوات غير متعقلة تؤدّي إلى خروجه على طاعة والدته.
جزاء غلظة الزوج لزوجته
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): مَنْ ضَرَبَ امْرَأَةَ بِغَيْرِ حَقٌّ فَأَنَا خَصْمُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. لا تَضْرِبُوا نِسَاءَكُمْ، فَمَنْ ضَرَبَهُنَّ بِغَيْرِ حَقٌّ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ(17).
جزاء حبس مهر الزوجة
المهر دينٌ في ذمة الزوج يتوجب عليه دفعه لزوجته، ويؤثم على تأخير دفعه.
عن عبد الله بن عباس أنه قال: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله) قَبْلَ وَفَاتِهِ وَهِيَ آخِرُ خُطْبَة خَطَبَهَا بِالمَدِينَةِ حَتَّى لَحقَ بِالله تَعَالَى، فَوَعَظَ بِمَوَاعِظَ ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ... وَمَنْ ظَلَمَ امْرَأَةٌ مَهْرَهَا فَهُوَ عِنْدَ اللَّهُ زَانٍ وَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَبْدِي زَوَّجْتُكَ أَمَتِي عَلَى عَهْدِي فَلَمْ تَفِ لِي بِالْعَهْدِ، فَيَتَوَلَّى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ طَلَبَ حَقَّهَا فَيَسْتَوْجِبُ حَسَنَاتِهِ كُلَّهَا فَلَا يَفِي بِحَقِّهَا فَيُؤْمَرُ بِهِ إِلَى النَّارِ(18).
إكرام الزوجة لزوجها
يحتاج الإنسان في رشده وتكامله إلى الزوج، ومن ثم نَهَى رَسُولُ الله (صلى الله عليه وآله) النِّسَاءَ أَنْ يَتَبَتَّلْنَ وَيُعَطِّلْنَ أَنْفُسَهُنَّ مِنَ الأَزْوَاجِ(19)؛ ولذلك فإنّ الزوجة التي لا تصبر على مصاعب الزواج ولا تطيق الحياة الزوجية المشتركة بسبب المضائق المالية للزوج أو لأي سبب آخر، فإنّها تضيع فضائل عظيمة لا تعوض.
فقد دَخَلَتِ امْرَأَةٌ عَلَى أَبِي عَبْدِ الله (سلام الله عليه) فَقَالَتْ: أَصْلَحَكَ اللهُ، إِنِّي امْرَأَةٌ متبتلة. فَقَالَ: وَمَا التَّبَتْلُ عِنْدَكِ؟ قَالَتْ: لا أَتَزَوَّجُ قَالَ: وَلِمْ؟ قَالَتْ: أَلْتَمِسُ بِذَلِكَ الْفَضْلَ. فَقَالَ: انْصَرِفِي فَلَوْ كَانَ ذَلِكِ فَضْلاً لَكَانَتْ فَاطِمَةُ (سلام الله عليها) أَحَقَّ بِهِ مِنْكِ إِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ يَسْبِقُهَا إِلَى الْفَضْلِ(20).
كما ورد في التعاليم الدينية الفضل في تعجيل زواج البنات، حيث روي عن الإمام الرضا (سلام الله عليه) قوله: نَزَلَ جَبْرَئِيلُ عَلَى النَّبِيِّ (صلى الله عليه وآله)، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ! إِنَّ رَبَّكَ يُقْرِئُكَ السَّلامَ وَيَقُولُ: إِنَّ الْأَبْكَارَ مِنَ النِّسَاءِ بِمَنْزِلَةِ الثَّمَرِ عَلَى الشَّجَرِ، فَإِذَا أَيْنَعَ الثَّمَرُ فَلا دَوَاءَ لَهُ إِلَّا اجْتِنَاؤُهُ وَإِلَّا أَفْسَدَتْهُ الشَّمْسُ وَغَيَّرَتْهُ الرِّيحُ وَإِنَّ الْأَبْكَارَ إِذَا أَدْرَكْنَ مَا يُدْرِكْنَ النِّسَاءُ فَلا دَوَاءَ لهُنَّ إِلَّا الْبُعُولُ وَإِلَّا لَمْ يُؤْمَنْ عَلَيْهِنَّ الْفِتْنَةِ(21). كما نقل عن الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه) قوله: مِنْ سَعَادَةِ الْمَرْءِ أَنْ لَا تَطْمَثَ ابْنَتُهُ في بَيْتِهِ(22).
مسؤولية الزوجة إزاء زوجها: روي عن نبي الرحمة (صلى الله عليه وآله) قوله: وَالمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى أَهْلِ بَيْتِ بَعْلِهَا وَوُلْدِهِ وَهِيَ مَسْؤُولَة عَنْهُم(23).
احترامها لزوجها: قال سيد الكونين (صلى الله عليه وآله): لَوْ أَمَرْتُ أَحَداً أَنْ يَسْجُدَ لِأَحَدٍ لأمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا(24).
البشاشة وطلاقة الوجه مع الزوج: قال رسول الرحمة (صلى الله عليه وآله): إِنَّ المرأة ... لا يَحِلُّ لهَا أَنْ تَنْظُرَ إِلَى وَجْهِهِ نَظْرَةٌ مُغْضِبَةٌ(25).
ثواب خدمة الزوج: استناداً لما ورد في بعض الأحاديث والروايات فإنّه: مـا مِنِ امْرَأَةٍ تَسْقِي زَوْجَهَا شَرْبَةٌ مِنْ مَاءٍ إِلَّا كَانَ خَيْراً لَهَا مِنْ عِبَادَةِ سَنَةٍ، صِيَامٌ نَهَارُهَا وَقِيَامٌ لَيْلُهَا وَيَبْنِي اللهُ لَهَا بِكُلِّ شَرْبَةٍ تَسْقِي زَوْجَهَا مَدِينَةٌ فِي الْجَنَّةِ وَغَفَرَ لهَا سِتِّينَ خَطِيئَةٌ(26).
قال النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله): أَيُّما امْرَأَةِ خَدَمَتْ زَوْجَهَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ أَغْلَقَ اللَّهُ عَلَيْهَا سَبْعَةَ أَبْوَابِ النِّيرَانِ وَفَتَحَ لَهَا أَبْوَابَ الْجِنَانِ الثَّمَانِيَةَ تَدْخُلُ مِنْ أَيْهَا شَاءَتْ(27).
سَأَلَتْ أُمُّ سَلَمَةَ رَسُولَ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) عَنْ فَضْلِ النِّسَاءِ فِي خِدْمَةِ أَزْوَاجِهِنَّ، فَقَالَ: أيُّمَا امْرَأَةٍ رَفَعَتْ مِنْ بَيْتِ زَوْجِهَا شَيْئًا مِنْ مَوْضِعِ إِلَى مَوْضِعِ تُرِيدُ بِهِ صَلَاحًا إِلَّا نَظَرَ اللهُ إِلَيْهَا وَمَنْ نَظَرَ اللَّهُ إِلَيْهِ لَمْ يُعَذِّبْهُ(28).
ثواب طاعة الزوج: روي عن الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه) أنه قال: إِنَّ رَجُلاً مِنَ الْأَنْصَارِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله (صلى الله عليه وآله) خَرَجَ فِي بَعْضٍ حَوَائِجِهِ، فَعَهِدَ إِلَى امْرَأَتِهِ عَهْداً أَلَّا تَخْرُجَ مِنْ بَيْتِهَا حَتَّى يَقْدِمَ. قَالَ: وَإِنَّ أَبَاهَا مَرِضَ فَبَعَثَتِ الْمَرْأَةُ إِلَى النبي (صلى الله عليه وآله) فَقَالَتْ: إِنَّ زَوْجِي خَرَجَ وَعَهِدَ إِلَى أَنْ لَا أَخْرُجَ مِنْ بَيْنِي حَتَّى يَقْدِمَ وَإِنَّ أَبِي قَدْ مَرِضَ فَتَأْمُرُنِي أَنْ أَعُودَهُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله): لا، اجْلِسِي فِي بَيْتِكِ وَأَطِيعِي زَوْجَكِ. قَالَ: فَثَقُلَ فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ ثَانِيَا بِذَلِكَ فَقَالَتْ: فَتَأْمُرُنِي أَنْ أَعُودَهُ؟ فَقَالَ: اجْلِسِي فِي بَيْتِكِ وَأَطِيعِي زَوْجَكِ. قَالَ: فَمَاتَ أَبُوهَا فَبَعَثَتْ إِلَيْهِ إِنَّ أَبِي قَدْ مَاتَ فَتَأْمُرُنِي أَنْ أُصَلِّيَ عَلَيْهِ؟ فَقَالَ: لا، اجْلِسِي فِي بَيْتِكِ وَأَطِيعِي زَوْجَكِ. قَالَ: فَدُفِنَ الرَّجُلُ فَبَعَثَ إِلَيْهَا رَسُولُ الله (صلى الله عليه وآله) إِنَّ اللهَ قَدْ غَفَرَ لَكِ وَلِأَبِيكِ بِطَاعَتِكِ لِزَوْجِكِ(29).
ملاحظة: إنها قصة شخصية وتنطوي على أسرار نجهلها، لذا لا يتسنى لنا أن نصوغ منها قانوناً عاماً للجميع ولكل العصور، لكنها بصورة عامة تدلّ على أهمية طاعة الزوجة لزوجها وما في ذلك من ثواب عظيم.
ثواب کسب رضا الزوج: قال الإمام محمد الباقر (سلام الله عليه): لا شَفِيعَ لِلْمَرْأَةِ أَنْجَحُ عِنْدَ رَبِّهَا مِنْ رِضَا زَوْجِهَا وَلما مَاتَتْ فَاطِمَةُ (سلام الله عليها) قَامَ عَلَيْهَا أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ (سلام الله عليه) وَقَالَ: اللَّهُمَّ! إِنِّي رَاضٍ عَنِ ابْنَةِ نَبِيِّكَ(30).
إن طاعة الزوجة لزوجها وحسن تعاملها معه على قدر من الأهمية بحيث عدّت بعض الروايات ذلك جهاداً للمرأة(31).
ثواب الزوجة الصابرة: روي عن سيد الخلق النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) أنه قال: ثَلاثُ مِنَ النِّسَاءِ يَرْفَعُ اللَّهُ عَنْهُنَّ عَذَابَ الْقَبْرِ وَيَكُونُ مَحْشَرُهُنَّ مَعَ فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّد (صلى الله عليه وآله): امْرَأَةٌ صَبَرَتْ عَلَى غَيْرَةِ زَوْجِهَا وَامْرَأَةٌ صَبَرَتْ عَلَى سُوءِ خُلُقٍ زَوْجِهَا وَامْرَأَةٌ وَهَبَتْ صَدَاقَهَا لِزَوْجِهَا يُعْطِي الله تعالى كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ ثَوَابَ أَلْفِ شهيد(32).
جزاء ترك طاعة الزوج: عن أبي جعفر الإمام محمد الباقر (سلام الله عليه) أنه قال: خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم النحر إلى ظهر المدينة على جمل هـاري الجسم فمرّ بالنساء فوقف عليهنَّ ثم قال: يَا مَعَاشِرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ وَأَطِعْنَ أَزْوَاجَكُنَّ فَإِنَّ أَكْثَرَكُنَّ فِي النَّارِ. فَلَمَّا سَمِعْنَ ذَلِكَ بَكَيْنَ، ثُمَّ قَامَتْ إِلَيْهِ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ الله (صلى الله عليه وآله) فِي النَّارِ مَعَ الْكُفَّارِ وَاللهِ مَا نَحْنُ بِكُفَّارِ فَنَكُونَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ. فَقَالَ لَهَا رَسُولُ الله (صلى الله عليه وآله): إِنَّكُنَّ كَافِرَاتٌ بِحَقِّ أَزْوَاجِكُنَّ(33).
جزاء تنكّب الزوجة عن الغريزة الجنسية لزوجها: قال النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) المرأَةُ يَدْعُوهَا زَوْجُهَا لِبَعْضِ الْحَاجَةِ فَلَا تَزَالُ تُسَوَّفُهُ حَتَّى تَنْقَضِيَ حَاجَةُ زَوْجِهَا فَيَنَامَ، فَتِلْكِ لا تَزَالُ الْمَلائِكَةُ تَلْعَنُهَا حَتَّى يَسْتَيْقِظَ زَوْجُهَا(34).
ملاحظة: يكمن خطر تجاهل الزوجة للرغبة الغريزية لزوجها في احتمال وقوعه اضطراراً في المعاصي لتمهّد في خلق ظروف مناسبة لإضعاف كيان الأسرة.
جزاء الزوجة التي تؤذي زوجها: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): وَمَنْ كَانَتْ لَهُ امْرَأَةٌ تُؤْذِيهِ لَمْ يَقْبَلِ الله صَلَاتَهَا وَلا حَسَنَةٌ مِنْ عَمَلِهَا حَتَّى تُعِينَهُ وَتُرْضِيَهُ وَإِنْ صَامَتِ الدَّهْرَ وَقَامَتْ وَأَعْتَقَتِ الرِّقَابَ وَأَنْفَقَتِ الأَمْوَالَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَكَانَتْ أَوَّلَ مَنْ يَرِدُ النَّارَ. ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله): وَعَلَى الرَّجُلِ مِثْلُ ذَلِكَ الْوِزْرِ وَالْعَذَابِ(35)؛ وعنه (صلى الله عليه وآله) أيضاً: أَيُّما امْرَأَةٍ آذَتْ زَوْجَهَا بِلِسَانِهَا لَمْ يَقْبَلِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْهَا صَرْفًا(36).
وفي رواية أخرى: مَنْ كَانَتْ لَهُ امْرَأَةٌ لَمْ تُوَافِقْهُ وَلَمْ تَصْبِرْ عَلَى مَا رَزَقَهُ اللَّهُ تَعَالَى وَشَقَّتْ عَلَيْهِ وَحَمَلَتْهُ مَا لَمْ يَقْدِرُ عَلَيْهِ لَمْ يَقْبَلِ اللهُ مِنْهَا حَسَنَةٌ تَتَّقِي بِهَا حَرَّ النَّارِ وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهَا مَا دَامَتْ كَذَلِكَ(37).
حدود طاعة الزوجة لزوجها: رأينا أنّ رضا الله تعالى وسخطه على الزوجات رهنٌ برضا أزواجهن وسخطهنّ عليهن، ولكن ليس معنى ذلك أنّ عليهن التمكين لجميع رغبات أزواجهن وإنّما يجب أن تكون تلك الرغبات مشروعة وترتكز على حقوق الأزواج على زوجاتهن.
روي عن الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه) قوله: أَيُّما امْرَأَةٍ بَاتَتْ وَزَوْجُهَا عَلَيْهَا سَاخِطٌ فِي حَقٌّ لَمْ تُقْبَلْ مِنْهَا صَلاةٌ حَتَّى يَرْضَى عَنْهَا(38).
____________________________
(1) {وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ} [الأعراف: 189].
(2) المقنعة، ص 497.
(3) الكافي، ج 5، ص 50.
(4) تهذيب الأحكام، ج 7، ص 239 - 240.
(5) فَدَارِهَا عَلَى كُلِّ حَالٍ وَأَحْسِنِ الصُّحْبَةَ لَهَا فَيصفوَ عَيْشُك (الفقيه، ج4، ص392).
(6) انظر: تسنیم، ج9، ص 460 - 462.
(7) انظر: تسنیم، ج 11، ص 520.
(8) الفقيه، ج 4، ص 392.
(9) تحف العقول، ص 323.
(10) مكارم الأخلاق، ص 97.
(11) جامع الأخبار، ص 102.
(12) جامع الأخبار، ص 103.
(13) ثواب الأعمال، ص 287.
(14) الفقيه، ج4، ص 362.
(15) جامع الأخبار، ص 158.
(16) وسائل الشيعة، ج 17، ص 311.
(17) إرشاد القلوب ص 175.
(18) ثواب الأعمال، ص 280 - 283.
(19) الكافي، ج 5، ص 509.
(20) الكافي، ج 5، ص 509.
(21) عيون أخبار الرضا (سلام الله عليه)، ج 1، ص 289.
(22) الكافي، ج 5، ص 336.
(23) إرشاد القلوب، ص 184.
(24) الكافي، ج 5، ص 508.
(25) مستدرك الوسائل، ج 14، ص 243.
(26) وسائل الشيعة، ج20، ص172؛ انظر: إرشاد القلوب، ص 175.
(27) عوالي اللئالي، ج 1، ص 270.
(28) الأمالي الطوسي، ص 618؛ بحار الأنوار، ج 100، ص 251.
(29) الكافي، ج 5، ص 513.
(30) کتاب الخصال، ص 588.
(31) جِهَادُ المَرْأَةِ حُسْنُ التَّبعل لزوجها (الكافي، ج 5، ص 507).
(32) إرشاد القلوب، ص 175.
(33) الكافي، ج 5، ص 514.
(34) مكارم الأخلاق، ص 249.
(35) بحار الأنوار، ج 73، ص 363.
(36) الفقيه، ج 4، ص 14.
(37) ثواب الأعمال، ص 287.
(38) الكافي، ج 5، ص 507.
الاكثر قراءة في الزوج و الزوجة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
