قطف الأزهار والعناية بها
المؤلف:
د. محمود خضر و د. لورن ليوس
المصدر:
نباتات الزينة
الجزء والصفحة:
ص 103-106
2025-08-15
530
قطف الأزهار والعناية بها
تعد الأزهار المقطوفة من المحاصيل الأساسية التي تحقق دخلاً كبيراً يصل إلى (80%) من اقتصاديات زراعة الزهور، وتمتاز الأزهار المقطوفة عن شتلات نباتات الزينة بامتداد موسم تسويقها لفترة طويلة، وعلى مدار العام، ويمكن الحصول على إنتاج جيد من الأزهار إذا زرعت النباتات في تربة خصبة، وتمت العناية بها جيداً.
تقطف الأزهار من النباتات في مراحل مختلفة من النمو، وتختلف من نبات لآخر حسب طبيعة نمو النبات وطريقة تداول الأزهار ، فإذا كانت الأزهار معدة للتصدير خارج البلاد يتم قطفها في وقت مبكر عندما يظهر اللون على أول برعم زهري في المنطقة السفلى من الشمراخ، أما إذا كانت معدة للاستهلاك المحلي فيتم قطف الشمراخ الزهري عند تمام تفتحه أو عند تفتح آخر زهرة من الأعلى لأن الشمراخ يجب أن يكون جاهزاً للاستخدام المباشر مثل نبات الجلايول أو سيف الغراب. لكن هناك بعض الأزهار لا تتفتح إذا قطفت قبل نضجها كأزهار القرنفل والكريزانتيم (الغريب) لذلك يجب عدم قطفها قبل تفتحها، ويوجد بعض النباتات تتفتح أزهارها بعد القطف مثل فم السمكة والمنثور لذا تقطف الشماريخ الزهرية في مراحل قريبة من التفتح الكامل.
العوامل المؤثرة على نضج الأزهار Flower maturity:
يعرف نضج الأزهار بكبر حجمها واكتمال لونها ويتوقف ذلك على الصفات الوراثية للنبات والعوامل البيئية المختلفة، وبصورة عامة هو مرحلة النمو التي يقف فيها النبات عن تكوين أنسجة جديدة، ويقتصر النشاط الحيوي للنبات فقط لإتمام مرحلة الإزهار وتعويض ما يتلف من خلايا النبات نتيجة لعملية التنفس. يؤثر في نضج الأزهار على النبات سرعة تكوين الغذاء النباتي وسرعة فقده في عملية التنفس، فتوفر الكربوهيدرات والبروتينات يعد عاملاً أساسياً لنمو البراعم الزهرية، كما أن إنتاج أزهاراً كبيرة الحجم يتوقف على قوة النمو الخضري قبل بدء موسم الإزهار، فكلما زاد عدد الأوراق القوية النمو الخالية من الأمراض والحشرات على النبات زاد حجم الأزهار المتشكلة عند نضجها. كذلك فإن ارتفاع درجة الحرارة يزيد من سرعة تنفس النبات فتقل بذلك كمية المواد الغذائية التي تدخل في نمو البراعم الزهرية مما يؤدي إلى صغر حجم الأزهار وتأثر لونها.
تنتج جميع الأزهار ألواناً أكثر تركيزاً اذا تركت لتتفتح على النبات الأم مقارنة بألوان الأزهار التي تقطف قبل تفتحها وتتفتح بعد القطف، ويرجع ذلك إلى إنتاج المواد السكرية التي تعمل على تكوين المواد الملونة (Pigments) أو التأثير المباشر للضوء على عمليات التلوين التي تكون كاملة في الأزهار التي تبقى على النبات، بينما الأزهار المقطوفة التي لا تحصل على إضاءة كافية وتقل فيها عمليات التمثيل الضوئي مما يؤدي إلى تلف الأزهار خلال فترة قصيرة، كما أن ارتفاع درجات الحرارة يزيد من سرعة تنفس الأزهار المقطوفة مما يؤدي إلى استهلاك المواد السكرية المخزونة وهذا يؤثر سلباً في بقاء الأزهار بحالة جيدة لمدة طويلة.
ما هي أفضل الأوقات لقطف الأزهار ؟
يفضل أن تقطف الأزهار في الصباح الباكر أو مساءً ويعتقد الكثير من منتجي الأزهار أن أفضل وقت لقطف الأزهار هو في الصباح الباكر لأن الساق والشماريخ الزهرية والأزهار تحتوي على الحد الأعظمى من الماء الذي يساعد على بقاء الأزهار بحالة جيدة بعد القطف ولفترة طويلة. كما يعتقد آخرون أن قطف الأزهار في وقت متأخر من النهار يطيل من عمر الأزهار المقطوفة لأن الساق والشماريخ الزهرية والأوراق والأزهار تحتوي على كمية أكبر من المواد الكربوهيدراتية التي تم تركيبها في النهار مقارنة بالأزهار التي قطفت في الصباح الباكر. لذا تقطف الأزهار التي على ساقها أوراق كالورد مساءً، أما الأزهار التي لا تحتوي سوقها على أوراق فيفضل قطفها في الصباح الباكر مثل الجلايول والنرجس والسوسن وغيرها.
طريقة قطف الأزهار:
يتم القطف باستخدام سكين حادة، حيث يقطع به الساق أو الشمراخ الزهري باتجاه واحد وبشكل مائل لأن القطع المائل يزيد من سطح الامتصاص، ويبعد قاعدة الساق أو الشمراخ الزهري عن الشوائب والفضلات التي قد تترسب في قاع الإناء. وينصح بعدم استعمال المقص لأن حديه يقطعان في اتجاهين متضادين مما يؤدي إلى إتلاف بعض الأنسجة نتيجة للضغط الناتج أثناء القص، وقد يؤدي ذلك إلى إغلاق الأوعية الناقلة للماء وهذا يؤثر في حياة الأزهار بعد القطف.
ويتوقف طول الشماريخ الزهرية المقطوفة على طبيعة نموها والغرض من استعمالها، فالأبصال المزهرة التي تنتج شماريخاً زهرية خالية من الأوراق كالسوسن والأماريلليس تقطع قرب سطح التربة للحصول على شماريخ زهرية طويلة، أما الأزهار التي تقطف وعلى ساقها أو شمراخها الزهري أوراق ، فيترك حوالي ثلث الأوراق على النبات الأم لتمده بالمواد الغذائية المواد الكربوهيدراتية اللازمة لنموه كما في نبات الليليوم. أما في حالة نبات القرنفل فإن الأزهار تتكون في البراعم الطرفية، وعند قطفها يترك على قاعدة الساق عدداً من البراعم الجانبية لتنمو وتكون أزهاراً أخرى في موسم النمو.
المعاملات اللازمة بعد قطف الأزهار والضرورية لإطالة عمرها :
تتعرض الأزهار بعد قطفها لفقد الماء وكذلك أثناء نقلها إلى الأسواق مما يؤدي إلى ذبولها لذلك ينصح بإمدادها بكمية من الماء فور قطفها أو لفها بقطع من الخيش المبللة بالماء ووضعها في أماكن مظللة وتجنب وضعها تحت أشعة الشمس. وينصح بوضعها بعيداً عن ضوء الشمس المباشر وعن التيارات الهوائية، مع تأمين درجة رطوبة جوية عالية (5-100 %) ودرجات حرارة منخفضة إلى الحد الأدنى الذي لا يسبب ضرراً للأزهار وذلك لتقليل عمليات التنفس ومنع استهلاك كميات كبيرة من الكربوهيدرات.
تختلف معاملات الأزهار بعد القطف من نبات لآخر وبصورة عامة توجد قواعد أساسية يجب مراعاتها للحفاظ على الأزهار المقطوفة بحالة جيدة ولأطول مدة ممكنة:
• وضع الأزهار المقطوفة في أواني نظيفة (مزهريات) وضمن ماء نظيف يتم استبداله كل عدة أيام، وإزالة الأوراق إن وجدت على المناطق السفلية للشمراخ الزهري كي لا تغمر في الماء وتتعفن.
• إضافة بعض المواد الكيميائية المضادة لنمو الفطريات والكائنات الحية مثل: المحاليل المخففة من كبريتات الزنك أو مزيج من محلول كلوريد الباريوم والكالسيوم، أو إضافة الأسبرين بمعدل قرصين لكل (1/4) لتر ماء. ويمكن أن تضاف (100) غ من السكر مع (1/2) غ من نترات البوتاسيوم إلى لتر ماء.
• إزالة جزء صغير من قواعد الشماريخ الزهرية كل عدة أيام وذلك أثناء تجديد ماء المزهرية، ويفضل أن يكون القطع مائلاً لاستبعاد تلك الأجزاء التي يخشى أن تصاب بالتعفن أو تصاب بانسداد أوعيتها، وهذا يسهل عملية امتصاص الماء مما يطيل من عمر الأزهار.
• أما النباتات التي تفرز مواد لبنية أو صمغية عند قطع ساقها فإذا قطعت أزهارها ووضعت في الماء مباشرة فإنها لا تعيش طويلاً لأن المواد المفرزة (latex) تتجمد على مقطع الساق وتعيق امتصاص الماء لذا ينصح بوضع قاعدة الساق في ماء فاتر لعدة ثوان للتخلص منها قبل وضعها في ماء المزهريات.
الاكثر قراءة في نباتات الزينة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة