صفات الشيخ الذي يختاره الطالب والرحلة في طلب الحديث
المؤلف:
أبو الحسن علي بن عبد الله الأردبيلي التبريزي
المصدر:
الكافي في علوم الحديث
الجزء والصفحة:
ص 655 ــ 656
2025-08-12
452
* [صفات الشيخ المختار]:
وإذَا أَخَذَ فيه بَدَأَ بالسَّماع مِنْ أسْنَد شُيوخِ بَلَدِهِ وأرجَحِهم عِلمًا وشُهرةً ودِينًا (1).
* [الرحلة في طلب الحديث]:
وإذَا فَرَغ مِنْ سَماعِ المُهمِّ ببلدهِ فلْيرحَل في طَلَبِهِ (2).
قال إبراهيم بن أدهم: "إنَّ الله يَدْفَعُ البلاءَ عن هذه الأُمَّة برِحْلَة أصْحَابِ الحديث"(3).
والرِّحْلَةُ عَادةُ الحفَّاظ المبرّزين (4).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ويبدأ بالمهمّات من سماع "الصحيحين" و"السنن" و"المسانيد" إلى "سنن البيهقي"، فإن ضاق وقته أو نفقته فالمخرَّجة منها، ولا يقتصر على سماع من واحد فقط، فتعدد المشايخ له آثار تربوية مهمة، ولذا كان أيوب السختياني يقول: "إذا أردت أن تعرف خطأ شيخك، فجالس غيره" أخرجه الدارمي (643) بإسناد جيد، ولعلّ الله إن يسّر لك شيخًا محققًا أثريا أن تقول: "إن أردت أن تعرف صوابه، فجالس غيره" فالحكم عند الطالب الدليل والأثر، وإيّاك من الانهماك في طلب الشهادات، والحرص على الوصول إلى أعلاها، أو الانشغال بالأمور الإداريّة، والمناصب الدنيويّة، فالإعراض عن البحث والتقدّم في الطلب هو السمة الغالبة على هذا الصِّنف، ولا قوّة إلا بالله! وانظر: "رسوم التحديث" للجعبري (97)، "البيان والإيضاح" (122 - 123) بقلمي.
(2) الرحلة في الطلب تكون بعد الفراغ من شيوخ البلد، وتكون للأقرب فالأقرب، وكانت الهمم قوية، والرغبات أكيدة، والبلدان عامرة بمن يرحل إليهم، والظروف الحياتيّة والأمنيّة تساعد على ذلك، فإذا مات المقدَّم في الطلب خلفه آخرون، بخلاف مشايخ الوقت، فإنّ أهل محلّتهم يزهدون فيهم إلّا من رحم الله، فإذا ماتوا، فُقدوا، كما تفقد النجوم في الليالي الظلماء، ولا سيما في الفتن الدهماء! قال الخطيب في "الجامع" (2/ 223): "المقصود في الرحلة في الحديث أمران: أحدهما: تحصيل عُلُوِّ الإسناد وقِدَم السماع، والثاني: لقاءُ الحفّاظ، والمذاكرة لهم، والاستفادة عنهم. فإذا كان الأمران موجودين في بلد الطالب، ومعدومين في غيره، فلا فائدة في الرحلة، والاقتصار على ما في البلد أولى".
(3) أسنده الخطيب في "الرحلة في طلب الحديث" (رقم 15) بسنده إلى ابن أبي حاتم قال: بلغني أنّ إبراهيم … وذكره، وفيه "يرفع"!
(4) حتّى قال ابن معين: "أربعة لا تُؤنِسُ منهم رُشدًا: حارسُ الدرْب، ومُنادي القاضي، وابنُ المُحدِّث، ورجل يكتبُ في بلده ولا يرحَلُ في طلب الحديث" أسنده عنه الحاكم في "المعرفة" (9) - ومن طريقه الخطيب في "الرحلة في طلب الحديث" (رقم 14)، و"الجامع" (1685) -.
الاكثر قراءة في علوم الحديث عند العامّة (أهل السنّة والجماعة)
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة