حكم النبي سليمان وداوود بقضية واحدة
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 4 ص427-428.
2025-08-07
299
حكم النبي سليمان وداوود بقضية واحدة
قال تعالى : {وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ (78) فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ } [الأنبياء: 78، 79].
قال أبو بصير قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام : وَداوُدَ وَسُلَيْمانَ إِذْ يَحْكُمانِ فِي الْحَرْثِ قلت : حين حكما في الحرث كانت قضية واحدة ؟
فقال : « إنّه كان أوحى اللّه عزّ وجلّ إلى النبيّين قبل داود عليه السّلام إلى أن بعث اللّه داود عليه السّلام : أيّ غنم نفشت في الحرث فلصاحب الحرث رقاب الغنم ، ولا يكون النفش إلّا بالليل ، فإنّ على صاحب الزرع أن يحفظه بالنهار ، وعلى صاحب الغنم حفظ الغنم بالليل ، فحكم داود عليه السّلام بما حكمت به الأنبياء عليهم السّلام من قبله .
وأوحى اللّه عزّ وجلّ إلى سليمان عليه السّلام : أيّ غنم نفشت في زرع فليس لصاحب الزرع إلا ما خرج من بطونها ، وكذلك جرت السنّة بعد سليمان عليه السّلام ، وهو قول اللّه عزّ وجلّ : وَكُلًّا آتَيْنا حُكْماً وَعِلْماً فحكم كلّ واحد منهما بحكم اللّه عزّ وجلّ » « 1 ».
وقال أبو عبد اللّه عليه السّلام : « كان في بني إسرائيل رجل له كرم ، وتفشت فيه غنم لرجل آخر بالليل ، وقضمته وأفسدته ، فجاء صاحب الكرم إلى داود عليه السّلام فاستعدى على صاحب الغنم ، فقال داود عليه السّلام : اذهبا إلى سليمان ليحكم بينكما . فذهبا إليه ، فقال سليمان عليه السّلام : إن كانت الغنم أكلت الأصل والفرع فعلى صاحب الغنم أن يدفع إلى صاحب الكرم الغنم وما في بطنها ، وإن كانت ذهبت بالفرع ولم تذهب بالأصل فإنه يدفع ولدها إلى صاحب الكرم .
وقد كان هذا حكم داود عليه السّلام ، وإنّما أراد أن يعرّف بني إسرائيل أن سليمان عليه السّلام وصيّه بعده ، ولم يختلفا في الحكم ، ولو اختلف حكمهما لقال : كنّا لحكمهما شاهدين » « 2».
وقال الطّبرسيّ : قيل : كان كرما وقد بدت عناقيده ، فحكم داود عليه السّلام بالغنم لصاحب الكرم ، فقال سليمان عليه السّلام : « غير هذا ، يا نبي اللّه » قال : « وما ذاك » ، قال : « يدفع الكرم إلى صاحب الغنم فيقوم عليه حتى يعود كما كان ، وتدفع الغنم إلى صاحب الكرم فيصيب منها ، حتى إذا عاد الكرم كما كان » ثم دفع كل واحد منهما إلى صاحبه ماله . قال : روي ذلك عن أبي جعفر ، وأبي عبد اللّه عليهما السّلام «3 ».
____________
( 1 ) الكافي : ج 5 ، ص 302 ، ح 3 .
( 2) تفسير القمي : ج 2 ، ص 73 .
( 3 ) مجمع البيان : ج 7 ، ص 91 .
الاكثر قراءة في قصة النبي سليمان وقومه
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة