العوامل التي تؤثر على كفاءة مبيدات البيض Factors affecting the efficiency of ovicides
المؤلف:
د. زيدان هندى عبد الحميد ود. محمد ابراهيم عبد المجيد
المصدر:
الاتجاهات الحديثة في المبيدات ومكافحة الحشرات (الجزء الثاني)
الجزء والصفحة:
الجزء الثاني ص 306-311
2025-07-22
324
العوامل التي تؤثر على كفاءة مبيدات البيض Factors affecting the efficiency of ovicides
1 - مكان البيض Location of the eggs
ترجع قدرة الحشرة على التكيف مع البيئة المحيطة إلى التخصص الدقيق للنوع ، حيث تختار الأنثى المكان المناسب لوضع البيض ، بحيث تتوافر في هذا المكان الظروف الملائمة لنمو وتطور النسل الناتج . وتضع الحشرات التي تتغذى على النبات بيضها في أو على أو بالقرب من العائل النباتي ولا تنجح المعاملة المباشرة للمبيدات عند وجود البيض داخل أنسجة العائل النباتي . وقد يتأثر البيض بالمعاملة الكيميائية نتيجة الفعل المدخن للمبيد ، أو لأثره الجهازي .
ويختلف مكان وضع البيض في الأنواع المختلفة من الحشرات : فمثلاً تضع إناث فراشة Argyretreate ( التي تتواجد في موسم الربيع ) بيضها على جذوع أو فروع الأشجار والبعض الآخر يضع بيضه على المجموع الخضري ، كما يلاحظ أن الأفراد الصيفية للأكاروس الأوروبى الأحمر Panonychus ulmi تضع بيضها على المجموع الخضري ، بينما تضع الأفراد الشتوية بيضها على الأفرع . ويساعد مكان وجود البيض في نجاح عملية المكافحة من حيث سهولة أداء المعاملة ، وضمان وصول السم بالتركيز القاتل للهدف . وقد يختلف متبقى المبيد تبعاً للأسطح المعاملة ، وهو عامل هام ومؤثر في تحديد فاعلية مبيدات البيض .
2 - حساسية البيض Susceptibility of the eggs
كما هو الحال في أطوار الحشرة المختلفة يوجد تفاوت كبير في مستوى حساسية البيضة للمبيد ، وذلك في أنواع الحشرات المختلفة . ورغم أهمية الاختلاف في مستوى الحساسية عند تقييم برنامج المكافحة المتخصصة ، إلا أنه لم يلق الاهتمام الكافي حتى الآن . وتختلف استجابة البيض للزيوت البترولية تبعاً لنوع الحشرة ، فهناك بعض الأنواع الحساسة ، مثل كثير من حرشفيات الأجنحة ، بينما تظهر بعض أنواع من متشابهة الأجنحة Homoptera مستوى منخفضاً . من الحساسية . وقد يرجع ذلك إلى الاختلاف في قدرة الكوريون على امتصاص الأكسجين .
وقد أجريت بعض الدراسات عن مدى اختلاف مستوى حساسية البيض تجاه المبيدات الفوسفورية العضوية . وقد لوحظ أن بيض بقة اللبن الكبيرة Oncopeltus Fasciatas يظهر مقاومة عالية للباراثيون ، بينما يظهر كثير من الحشرات التابعة لحرشفية الأجنحة والأكاروس مستوى مرتفعاً من الحساسية تجاه نفس المبيد . وقد تتغير حساسية البيضة لمبيد ما أثناء مراحل النمو الجنيني ، كما تختلف العلاقة بين عمر البيضة ومستوى الحساسية تبعاً لاختلاف المبيد ونوع الحشرة . وقد تتفاوت درجة الحساسية بين البيض الساكن وغير الساكن لنفس نوع الحشرة ، ويعزى ذلك إلى اختلاف طبيعة تركيب الكوربون في كل حالة. ويمكن القول إن هناك كثيراً من العوامل التي تتحكم في مستوى الحساسية ، والتي سيرد ذكرها فيما بعد . وتكفى هنا الإشارة إلى أن الاختلافات الواسعة في حساسية بيض الحشرات للسموم الكيميائية قد ترجع إلى التكيف المورفولوجي والفسيولوجي للبيضة . وتعطى هذه الاختلافات إمكانية كبيرة لظهور برامج مكافحة متخصصة ضد طور البيضة في الحشرات والأكاروسات .
3 - الكثافة النسبية لطور البيضة Proportion of population in the egg stage
من الضروري وجود البيض في حلقات واضحة ومميزة من حيث العدد ، وذلك حتى تكون هناك قيمة عملية عند توجيه برامج المكافحة للقضاء عليه . ويظهر ذلك بشكل واضح في حشرتي Carpocapes pomonella ، و Arctips argyrocpllius اللتين تتميزان بتشابه مستوى الحساسية الفسيولوجية في طور البيضة . وتوجد بيضة فراشة A. argyrospllius في الفترة من مايو حتى أكتوبر . وتبلغ فترة حضانة البيض خمسة أيام مع وجود ثلاثة أجيال في العام . وعلى العكس ذلك لوحظ أن البيض الساكن لحشرة A. angyroupillus يوضع في فترة تمتد عدة أسابيع ، ويبقى لعدة أشهر على أغصان العائل النباتي ، مما يتيح الفرصة لتعرض البيض لفترة طويلة ، كما يعطى إمكانية كبيرة من حيث مدى الاستجابة ، والحساسية ضد مبيدات البيض .
4 - نقاط الضعف في البيضة Vulnerabilities of the egg
( أ ) تعتبر طبقة الكوريون من أهم السمات المميزة لطور البيضة . وتعمل أغلفة الحماية على تحديد مستوى حساسية البيض للمبيدات ، كما يختلف تركيب الجهاز التنفسي للبيضة في أنواع الحشرات المختلفة ، ويلعب دوراً هاما في طريقة فعل المبيدات ، خاصة الزيوت البترولية .
( ب ) من أهم العوامل المحددة والحرجة لقدرة البيضة على استكمال النمو الجنيني هو إمكانية احتفاظها بمحتواها المائي . ويتميز الكوريون بقدرته على حماية البيضة من الجفاف . وقد لا تعتبر قابلية البيضة لفقد الماء أحد التأثيرات المباشرة لفعل المبيد .
( جـ ) تتم عمليات التطور الداخلي في معظم أنواع البيض داخل نظام مقفل Cleidoic يحتوى على جميع المواد اللازمة لعمليات النمو الجنيني . وقد يوجد الأكسجين والماء في بعض الحالات وينمو الجنين في معظم الأنواع طبيعيا في وجود الأكسجين فقط . ويمكن لمعظم الأجنة مقاومة تأثير نقص الأكسجين لمدة معينة . وتختلف هذه القدرة تبعاً لنوع الحشرة .
( د ) في المراحل الأولى للنمو الجنيني يتكون مصدر الطاقة الرئيسي نتيجة أكسدة الكربوهيدرات . بينما يعتبر الدهن هو المصدر الأساسي للطاقة في المراحل المتأخرة للجنين . أما البروتين ، فدوره محدود كمصدر للطاقة . ويختص النشاط التمثيلي في المراحل الأولى لنمو الجنين ، بينما يظهر في المراحل المتأخرة كثير من الأنشطة المتميزة ، مثل الإخراج ، والانقباض وغيرها من الوظائف الحيوية . وتصاحب التغيرات المورفولوجية التي تتم أثناء التطور الجنيني مجموعة من التغيرات الكيميائية التي تنظمها عوامل وراثية خاصة بالحشرة ، بينما يعتمد النمو والتكوين المورفولوجي بعد الجنيني على التداخل بين الإفرازات الهرمونية . ويلاحظ أن نشاط الغدد الصماء يتحكم في النمو الجنيني ، وذلك في المراحل المتأخرة من النمو فقط .
( هـ ) يتم أداء الوظائف الدقيقة في المراحل المتأخرة في وسط إنزيمي . ويرتبط مستوى الأداء الوظيفي مع معدل النشاط الإنزيمي المتخصص . وعلى سبيل المثال نجد أن التطور المورفولوجي للجهاز العصى يتوازى تماماً مع وجود الأنظمة الكولينية التي تحكم أداء الجهاز العصبي ، كما يرتبط وجود الإنزيم المشابه للتربسين في الخلايا المعوية لبعض الأجنة مع تطور الجهاز العصبي .
( و ) يعمل الجنين كأداة بيولوجية لإظهار فعل المبيدات ، ويتميز عن الأطوار الحشرية الأخرى بأن عمليات النمو الجنيني تشتمل على نطاق واسع من الأنشطة والتغيرات الفسيولوجية والبيوكيميائية . ويمكن خلال عمليات التميز الخلوي والتعضوي Organogensis دراسة العلاقة بين مستوى التكوين الخلوي والأداء الوظيفي ، وذلك باستخدام مثبطات تمثيلية متخصصة تؤثر على الأنشطة الإنزيمية . ويوضح هذا العمل نقاط الضعف في الجنين ، والتي تساعد على إمكانية التوصل إلى مكافحة مجدية وفعالة .
5 - قدرة الكوريون على الحماية Protection afforded by the chorion
تعتبر قدرة الأغلفة الجنينية على النفاذية من أهم العوامل المؤثرة على كفاءة مبيدات البيض . ويختلف عدد الأغلفة الجنينية وخصائصها الطبيعية والكيميائية باختلاف أنواع الحشرات . وقد أجريت دراسات مكثفة حول تركيب هذه الأغلفة والعلاقة بين تركيبها ووظائفها في خمس من رتب الحشرات هي ذات الجناحين ، وغمدية وحرشفية ونصفية ومستقيمة الأجنحة . وقد لوحظ في البيض الحديث الوضع الحشرة أبى دقيق الصليبيات ( والذي يتميز بغلافه الرقيق ) أن طبقات الحماية تتكون من الكوريون Corion ، والتي تفرزها الخلايا الحوصلية Follicular cells بمبيض الأنثى والغشاء المحي Vitelline membrane . ويتكون الكوريون من الجزء الخارجي Exochorion ، وهو مكون من مادة يطلق عليها الكوريونين Chorionin ، وهي مشابهة للكيوتكيولين Cuticulin في منطقة فوق الجليد Epicaticle ، أما الجزء الداخلي Endochorion ، فهو غني بالفينولات العديدة . ويغطى الكوريون بطبقة أسمنتية Cement layer طاردة للماء Hydro Fage . وتعمل هذه الطبقة أيضاً على لصق البيض على السطح، كما توجد طبقة من الزيوت غير المشبعة أسفل الكوريون مباشرة ، يليها الغشاء المحي Vitelline membrane ، وهو غشاء رقيق يحيط بالمح ، ويفصلها عن الطبقة الليبيدية . ويتحول الغشاء المحي بعد الإخصاب إلى غشاء إخصابي . ومع تقدم عمر البيضة تضاف إليه بعض المواد من خلايا السيروزا ( المصلية ) بالجنين ، ويسمى بالغلاف الجنيني . وهو غلاف مقاوم للكيميائيات التي قد يتعرض لها . ويصبح الغلاف الجنيني أكثر ليونة قبل الفقس مباشرة ثم يتحلل جزئيا بفعل إفرازات الجنين .
وتعزى قدرة البيضة على منع نفاذ الماء إلى الطبقة الشمعية التي توجد أسفل السطح الداخلي للكوريون . وقد تتكون هذه الطبقة قبل وضع البيض ، وقد تكون غائبة ، كما يغطى بيض حشرة Malacosoma إفراز غروي يسمى spumaline ، ويتميز بخاصيته الهيجروسكوبية ، ويعمل على حفظ الرطوبة . وقد يساعد الكوريون نفسه على حفظ الماء إذا كانت المواد الداخلة في تركيبه في حالة جفاف . وفى حشرة Lucilia توجد الليبويدات المسئولة عن حفظ الماء بين الكوريون والغشاء المحي . وفى النطاطات توجد طبقة شمعية صلبة بيضاء سمكها حوالي 1/10 ميكرون خلف الكوريون .
وعموماً .. فإن البيضة لا تمنع نفاذ الماء تماماً ، خاصة عند حفظها في ظروف جافة ، حيث يفشل الفقس ، إما لجفاف الجنين ، أو لصلابة الكوريون وعجز اليرقات الحديثة عند اختراقه . وهناك بعض النظم الميكانيكية المعقدة للحفاظ على المحتوى المائي في بيض مستقيمة الأجنحة ، والذي يتميز بقدرته على امتصاص الماء من البيئة المحيطة أحياناً .
وترتبط التغيرات التي تحدث في الأغلفة الجنينية ، والتي تؤثر على نفاذية القشرة مع التفاوت الواضح في سمية محاليل مبيدات البيض خلال مراحل النمو الجنيني ، ففي نصفية الأجنحة تزداد درجة مقاومة نفاذية السموم القابلة للذوبان في الماء مع تقدم مراحل النمو الجنيني . ويرجع ذلك إلى تكوين الأغلفة الجنينية وتشبعها المستمر بالشمع ، ثم تقل درجة المقاومة قبل الفقس مباشرة نتيجة تحلل هذه الأغلفة . وعلى العكس من ذلك .. تنخفض درجة مقاومة نفاذية السموم القابلة للذوبان في الزيوت مع تقدم مراحل النمو الجنيني ، حيث يزداد تشبع الأغلفة الجنينية بالشمع ، ثم تنخفض درجة المقاومة بشكل واضح مع التخلص من هذه الأغلفة قبل الفقس مباشرة ، أي أنها تشابه السموم القابلة للذوبان في الماء في هذه المرحلة . وعموماً .. فإن السوائل المحبة للماء Hydrophilic أو المحبة للدهون Lipophilic قد تنفذ ، ثم تمتص بفعل الأغلفة الجنينية . وقد تنطلق سوائل المبيد عند تحلل الأغلفة الجنينية قبل الفقس مباشرة ، وتحدث فعلها السام على الجنين . وفى حشرات حرشفية الأجنحة ترتبط الفترات التي يرتفع فيها مستوى الحساسية للسموم ارتباطاً وثيقاً بفترة الحضانة ( الفترة التي تمتد من المرحلة قبل تكوين الأغلفة الجنينية حتى تحللها قبل الفقس مباشرة ) .
وتعمل قشرة البيضة على توازن احتياجات الجنين المتضادة من حيث القدرة على الاحتفاظ بالماء water retention والتنفس Respiration . ويعتمد التبادل الغازي بين الجو والجنين على عملية الانتشار Diffusion . ويتكون نظام التنفس في بيض ذات الجناحين وبعض نصفية الأجنحة من شبكة تمتد على الكوريون ، مكونة فيلماً هوائيا ، وتوجد دائماً في الطبقة الداخلية للكوريون ، وتتصل بالهواء الجوي خلال قنوات أو ثقوب هوائية تصل إلى سطح القشرة . وفى بعض حشرات ذات الجناحين قد يحتوي جزء من الطبقة الخارجية للكوريون على الشبكة الهوائية ، وقد تغطى الكوريون في البعض الآخر ، كما يلاحظ في بعض نصفية الأجنحة وجود الفتحات الهوائية في أجزاء محددة من المنطقة الأمامية لقشرة البيضة ، بينما تنتشر في البعض الآخر على مساحة كبيرة من القشرة . ويمر الغاز خلال الثقوب الهوائية عن طريق الانتشار ، ويبقى في مكانه لوجود جهاز طارد للماء يقاوم دخوله ، ففي بيض البعوض ، والذى لا يحتوى على ثقوب هوائية ، يوجد الهواء بالكوريون دائماً ، وتكون نفاذية الماء والزيت خلال قشرة البيضة محددة بشكل واضح. وتوجد في حشرات حرشفية الأجنحة وغمدية الأجنحة حزم من الثقوب الهوائية حول النهاية الأمامية للقشرة .
وقد درست أهمية المناطق المتخصصة في قشرة الكوريون كمنافذ لدخول السم ، ففي بيض نصفية الأجنحة يتم نفاذ السموم المحبة للماء ، وكذلك المحبة للدهون خلال فتحة النقير ، وتصل السوائل المحبة للدهون أسرع من السموم المحبة للماء . وتنفذ السموم خلال أجزاء صلبة من كوريون بيض حرشفية الأجنحة ، كما تنفذ السموم القابلة للذوبان في الزيوت خلال الطبقة الشمعية داخل الكوريون ، وتصل حتى تلامس الجنين ، بينما تفشل السموم القابلة للذوبان في الماء في النفاذ داخل البيضة . وتتميز السموم التي قد تعمل كمدخنات Fumigant action بضغطها البخاري العالي الذي يمكنها من تخلل القشرة . وقد تنجح في الوصول إلى جهاز التبادل الغازي الموجود في بيض معظم أنواع الحشرات . وتتمكن الزيوت الثقيلة ذات الفعل التدخيني Smothering action من تثبيط عمل الجهاز التنفسي ، حيث تمنع دخول الأكسجين إلى الجنين .
ومن الجدير بالذكر أن الطبقة السمنتية التي تغطى الكوريون ، والتي تساعد على التصاق البيض بالعائل النباتي قد تؤثر على معدل نفاذ السم خلال قشرة البيضة ، ففي حرشفية الأجنحة تبدو هذه الطبقة في شكل إسفنجي Spongy مكونة من مواد بروتينية تحتوي على بعض الليبيدات ، ولا تبتل بمعظم المحاليل المائية ، ولها تأثير بسيط في منع دخول السموم القابلة للذوبان في الزيوت ، ولكنها تقلل من معدل نفاذ المحاليل المائية . أما في نصفية الأجنحة ، فهي عبارة عن مادة بروتينية تتبلمر ببطء مع تعرضها للهواء . وهذه الرواسب السمنتية قد تسد فتحة النقير ، وبالتالي تؤخر نفاذ السم .
الاكثر قراءة في المبيدات الزراعية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة