الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
حسد إبليس
المؤلف:
محمد باقر الدلفي
المصدر:
كل ما يحتاجه المؤمن لترك الذنوب
الجزء والصفحة:
ص 247 ــ 253
2025-07-09
15
كان إبليس يعبد الله الوف السنين ولربما كان يعتقد أن الله سيجعله خليفة في الأرض ليحكمها وكان إبليس كثير السجود والعبادة كما أشارت إلى ذلك الروايات فعندما خلق الله تعالى آدم وأمرهم بالسجود اليه وقال إنه سيجعل في الأرض خليفة: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} [البقرة: 30].
أصاب إبليس الحسد وأنه كيف يصبح آدم خليفة في الأرض وهو لم يكن شيئاً وأنا أتيت قبله وعبدت الوف السنين فأصابه الحسد أضافة إلى ذلك عندما أمرهم الله بالسجود رفض إبليس لأنه كان يعتقد أنه أفضل من آدم وهذه من صفات الحسود لا يحب أن يكون أحد أفضل منه ويريد أن يكون الأفضل دائماً فرفض السجود وقال: {قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} [الأعراف: 12].
الشيطان يعتقد أنه أفضل من آدم لان آدم مخلوق من الطين وإبليس مخلوق من النار وهو يعتقد أن النار أفضل من الطين حسب اعتقاده وهذا من القياس أن يقيس الأشياء على حسب آرائه أو أتباع الهوى بدون معرفة.
وماذا بعد الحسد فقط خسر عبادته لله تعالى وطرد من رحمة الله وهذا كله بسبب الحسد والحسود يضر نفسه قبل أن يضر غيره قال الأمام الصادق (عليه السلام): (الحاسد مضر بنفسه قبل أن يضر بالمحسود، كإبليس أورث بحسده لنفسه اللعنة ولادم الاجتباء) (1).
إبليس لم يضر آدم بحسده بل ضر نفسه وطرد من رحمة ربه وأصبح ملعونا في السماء والأرض ويا ترى هل يبقى إبليس مكتوف الأيدي ويجعل أدم يعيش براحة وسرور وأمان بالتأكيد لا وأليك قصة آدم والشيطان في الجنة: {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ} [البقرة: 35].
أمر الله تعالى آدم وزوجته أن يسكنوا الجنة ولكن بدون الأكل من هذه الشجرة وهي شجرة خاصة أمرهم أن لا يأكلوا منها وحذرهم من مكر وخداع الشيطان بقوله تعالى: {فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى * إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى * وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى * فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى * فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى} [طه: 117 - 121].
أن الله (عز وجل) عندما جعل أدم وزوجته في الجنة أمرهم أن يحذروا من الشيطان وقال لهم أن الشيطان عدو لكم فاحذروه حتى لا يخرجنكم من الجنة ونعيمها لان الله عز وجل يعلم بمكر وخداع الشيطان وهذا كله بسبب حسد إبليس لآدم فبدأ إبليس يفكر كيف يمكنه أن يخدع أدم وزوجته فبدأ يوسوس لآدم وزوجته أن يأكل من هذه الشجرة بقولة: {وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ} [الأعراف: 20]. وآيات أخرى
{فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى} [طه: 120].
فبقى إبليس يحاول أقناع آدم وزوجته أن هذه الشجرة مباركة وهي شجرة الخلد والملك وتكون خالداً لا تموت والكثير من الاغراءات والعروض التي تساعد إبليس على خداع آدم وحواء ولكن بالتأكيد آدم وزوجته يرفضون هذا العرض لان الله نهاهم عن هذه الشجرة ولكن إبليس أصر على فعله وبدأ يحاول أقناعهم إلى أن أقسم إليهم أنه يتكلم معهم ليس حقد أو كرهاً بهم، بل من أجل نصيحتهم: {وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ} [الأعراف: 21].
أقسم إبليس أنه من الناصحين لهم وليس من الخادعين والماكرين وأظهر لهم الحب والمودة حتى ضنا أنه صادقاً ولا يعلمان ما يخفي في صدره من حسد لآدم وزوجته وهذه صفة الحسود كما قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: (الحاسد يظهر وده في أقواله، ويخفي بغضه في أفعاله، فله اسم الصديق وصفة العدو) (2).
بعدها تمكن من خداع آدم وحواء وأكلا من الشجرة: {فَأَكَلَا مِنْهَا} [طه: 121].
وكان هنالك عتاب لآدم وحواء من الله (عز وجل): {وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ} [الأعراف: 22].
الله (عز وجل) عندما عاتب آدم وحواء قال لهم أولم أنهكما عن الأكل من هذه الشجرة والعتاب الثاني أنه قال الم أحذركم أو أنبهكم من مكر الشيطان الم أقل لكما أن الشيطان عدو لكم لماذا سمحتم له أن يخدعكم كذلك هنالك أيه تحذيرية لبني ادم بقوله: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ} [الأعراف: 22].
لا يمكن للشيطان أن يكون صديق لأي شخص وها أنت الآن رأيت ما فعل الشيطان بآدم وحواء بعد أن أقسم لهم أنه من الناصحين وان الله منعهم من هذه الشجرة حتى لا يكونا ملكين من الخالدين وحتى لا تكون حجة لآدم على رب العالمين بأن يقول إن الله لم ينهيني من هذه الشجرة أو لم يحذرني من مكر الشيطان فقد سبق وذكرنا آيات تفصيله عن تحذير الله آدم من الأكل من هذه الشجرة أضافة إلى أنه قال له: {فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى} [طه: 117].
وهذا تحذير كافٍ لأدم وزوجته والان نحن البشر فهل من المعقول أن نترك بلا تحذير بالتأكيد لا فقط نهانا الله (عز وجل) عن الكثير من الأفعال المحرمة أضافة إلى أن القرآن الكريم والعترة الطاهرة تكلموا كثيرا عن مكر الشيطان وخداعه حتى لا تكون لدينا أي حجة بأن الله لم يحذرنا من الشيطان وأعوانه.
كل هذا الكلام هو صفة الحسد لدى إبليس وهو أول من حسد ولكن هل تعتقد أن حسد ابليس لآدم فقط؟ أم أن حسده مستمر ومتوارث لجميع الأجيال بالتأكيد إبليس لم يكفيه إخراج آدم من الجنة بل يطمع أكثر واكثر أن يدخل جميع أبناء آدم إلى النار وهذه هي أمنية إبليس لأنه يعلم أنه سيدخل النار ويتمنى أن يدخل بني آدم إلى النار وأنه عندما طلب الإمهال والتأخير إلى اليوم المعلوم من أجل أن يشفي غليله في بني آدم حتى ينتقم من آدم وذريته وعندما أمهله الله (عز وجل): {قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ * إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ * قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} [الحجر: 37 - 40].
ظهر على إبليس كمية الحقد فقد أقسم بالله أنه سيعمل على إغواء وخداع بني آدم كلهم ألا المخلصين فأنه لا يستطيع أن يغويهم لأنهم أقوى منه ولأنهم يتحصنون من سطوات الشيطان.
{إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ} [الحجر: 42].
{قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ * قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ} [الأعراف: 16 - 18].
أنظر إلى حقد وحسد إبليس إلى أين أوصله فلم يشفى غليله بطرد آدم من الجنة فقط بل يتمنى أن يتسبب بدخول الكثير إلى النار ولربما تمكن من إغواء عدد كبير كما قال الله (عز وجل): {وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ} [يس: 62].
إلى هنا ونتوقف لأني أعتقد أني تكلمت كثيراً عن حسد الشيطان لبني أدم ولكن كل هذا الكلام سينفعك لأنه لربما لديك حسد في نفسك أو بداخلك على أي شخص وعليك أن تعلم أن إبليس عبد الله الوف السنين وبسبب حسده وحقده على آدم وصل به إلى هذا الحال أصبح ملعون في السماء والأرض وأنت عليك أن تنتبه على نفسك من أي حقد أو حسد بنفسك وأن رأيت أن في نفسك حسد أو حقد فأسرع بعلاج نفسك من هذا المرض قبل الانتشار.
الحسد يجعلك تحقد وتستكبر وتكره وتبغض وتزني وتقتل وتكفر ونسبة كبيرة من بني آدم يدخلون النار بسبب الحسد كما أخرج إبليس من الجنة وسوف يدخل النار بسبب حسده على آدم فلا تعتقد أن الحسد ذنب بسيط فعليك الحذر من هذا الذنب وتمنى الخير للجميع لا تنسى الحسود يتمنى زوال النعمة من غيره.
قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام): (ذوو العيوب يحبون إشاعة معايب الناس، ليتسع لهم العذر في معايبهم).
سؤال
آدم عصى الله وأكل من الشجرة وإبليس ايضاً عصى الله أذن لماذا غفر الله لآدم ولم يغفر لإبليس؟
الجواب:
لأن آدم ندم على فعله وتاب إلى الله توبة صادقة: {فَتَابَ عَلَيْهِ} [البقرة: 37].
أما إبليس أصر على فعله وهو يعتقد أن عمله صحيح ولم يخطئ: {قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} [الأعراف: 12].
إبليس أخطأ وايضاً يعتقد أنه على حق ويعتقد أنه أفضل من آدم لذلك لم يغفر لإبليس لأنه يعتقد أنه على حق ولم يندم على فعله إبداً: {الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} [الكهف: 104].
كمثل الذين ضل سعيهم في هذه الحياة وهم يعتقدون أنهم يحسنون صنعاً ويعتقدون أنهم على حق وعلى الطريق الصحيح.
وأنت عليك أن تحذر ذنوبك وتتوب إلى الله توبة صادقة ولا تصر على أفعالك بأنها دوما على حق. {وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ} [الأعراف: 30].
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ بحار الانوار، ج 70، ص 255، ح 23.
2ـ ميزان الحكمة، ج 2، ح 3916.
الاكثر قراءة في مشاكل و حلول
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
