اساسيات الاعلام
الاعلام
اللغة الاعلامية
اخلاقيات الاعلام
اقتصاديات الاعلام
التربية الاعلامية
الادارة والتخطيط الاعلامي
الاعلام المتخصص
الاعلام الدولي
رأي عام
الدعاية والحرب النفسية
التصوير
المعلوماتية
الإخراج
الإخراج الاذاعي والتلفزيوني
الإخراج الصحفي
مناهج البحث الاعلامي
وسائل الاتصال الجماهيري
علم النفس الاعلامي
مصطلحات أعلامية
الإعلان
السمعية والمرئية
التلفزيون
الاذاعة
اعداد وتقديم البرامج
الاستديو
الدراما
صوت والقاء
تحرير اذاعي
تقنيات اذاعية وتلفزيونية
صحافة اذاعية
فن المقابلة
فن المراسلة
سيناريو
اعلام جديد
الخبر الاذاعي
الصحافة
الصحف
المجلات
وكالات الأنباء
التحرير الصحفي
فن الخبر
التقرير الصحفي
التحرير
تاريخ الصحافة
الصحافة الالكترونية
المقال الصحفي
التحقيقات الصحفية
صحافة عربية
العلاقات العامة
العلاقات العامة
استراتيجيات العلاقات العامة وبرامجها
التطبيقات الميدانية للعلاقات العامة
العلاقات العامة التسويقية
العلاقات العامة الدولية
العلاقات العامة النوعية
العلاقات العامة الرقمية
الكتابة للعلاقات العامة
حملات العلاقات العامة
ادارة العلاقات العامة
العوامل المؤثرة على صحافة المواطن
المؤلف:
د. خديجة الرحية
المصدر:
صحافة المواطن
الجزء والصفحة:
ص 17-25
2025-07-05
11
العوامل المؤثرة على صحافة المواطن
أولاً - تمهيد:
تتعدّد الأسباب التي تدفع بالمواطن العادي ليصبح ناقلاً للخبر، ويتحوّل من متلق إلى مرسل، فمنها ما هو رد فعل على حدث معين، وبالتالي يكون لمواطن صحافياً لفترة قصيرة تنتهي بانتهاء سبب تحوّله من لتلقي إلى الإرسال، ومنها ما يكون لفترة أطول يتعلق بعوامل متعددة، مثل: سهولة الوصول للمعلومات، والتكنولوجيا لداعمة بنفس الوقت.
ويبقى السبب الرئيسي في هذا التحول للمواطن إلى صحفي، هو الرغبة الأساسية في تلقي المعلومة ونقلها، ولاسيما في حالة اطلاعه على معلومات هامة لم يتم التعامل بها في وسائل الإعلام التقليديّة، وبالتالي وجود الرغبة في إبداء الرأي أو المعالجة من وجهة نظر مختلفة، خاصةً مع امتلاك المواطن الصحفي للقرائن الرافدة لوجهة نظره لتي يريد إيصالها، ومن هنا تأتي أهمية صحافة المواطن بالنسبة للمواطن نفسه.
ولكن هل يمكن أن تنشأ صحافة الموطن في المجتمع بمعزل عن المحدّدات البنائية الكبرى الممثلة في البنى الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية وغيرها؟
إنّ ظاهرة صحافة الموطن ونظمها التكنولوجية لم تظهر في فراغ اجتماعي، لأنّ وراء هذه الظاهرة عوامل عديدة تقنية وسياسية واقتصادية ساهمت في تطوّرها وانتشارها وهذا ما سنتطرق اليه.
- العامل التقني
إذ يتمثل العامل التقني في التقدم الهائل في تكنولوجيا الكمبيوتر، وفي تجهيزاته، وبرمجياته، وفي تكنولوجيا الاتصالات، لاسيما ما يتعلّق بالأقمار الاصطناعيّة وشبكات الألياف الضوئية، فقد اندمجت هذه العناصر التكنولوجية في توليفات اتصاليّةٍ عدّةٍ، إلى أن أفرزت (شبكة الانترنت)، والتي أصبحت وسيطاً يطوي بداخله جميع وسائل الاتصال الأخرى: المطبوعة، والمسموعة، والمرئيّة، وكذلك الجماهيرية، والشخصية.
وقد انعكس أثر هذه التطوّرات التكنولوجية على جميع قنوات الإعلام من صحافة وإذاعة وتلفاز، وانعكس كذلك على صيغة العلاقات التي تربط بين منتج الرسالة الإعلامية، وموزّعها، ومتلقيها.
تعدّ الرقمية أكثر المظاهر بروزاً في تكنولوجيا المعلومات والاتصال، "إنّها العملية التي يمكن من خلالها إعادة الإنتاج إلى التشفير، وإمكانية المشاركة في العمليات نفسها الإنتاج، التوزيع، والتخزين، وأكثر النتائج الكامنة في النظام الرقمي بالنسبة للمؤسسات الإعلامية هو الاندماج بين الأشكال الإعلاميّة كافةً لناحية تنظيمها عمليات التوزيع، الاستقبال، الانتظام".
إنّ الثورة التكنولوجية المتمثلة بالنظم الرقميّة كان لها تداعيات على مجالات الاتصال الإنساني المختلفة بما فيها صحافة المواطن بقدر ما كان لها تداعيات على وسائل الاتصال ونظمها، بدءاً من طرق جمع المعلومات وأوعية تخزينها وترميّزها وقوالب معالجتها، مروراً بأشكال إرسالها، نشرها أو استقبالها.
وظهر ذلك واضحاً في العديد من الجوانب أبرزها:
اندماج وسائل الإعلام المختلفة، والذي رسخ بدوره لعملية الاتصال باعتبارها عملية تفاعلية تجري في الاتجاهين، إذ أصبح بمقدور الفرد العادي إيصال رسالته إلى من يريد وفي الوقت الذي يريد بطريقة متعددة الاتجاهات، وليس من أعلى إلى أسفل فقط وفق النموذج الاتصالي القديم، وفي هذا المجال يقول الباحث أبو عيشة: "صار بوسع المتلقي إرسال الرسائل في اتجاهات عديدة دون أن تعوّقه القيود التقليديّة الأمر الذي ألغى مفهوم المتلقي السلبي"
أصبح المتلقي صحفياً يزوّد وسائل الإعلام بالأخبار والمعلومات خاصةً في أوقات الأزمات، وفي الأماكن التي لا يستطيع الصحفيين الوصول إليها.
تحوّلت صحافة المواطن بكلِّ ما تنطوي عليه من وسائل وحقل للمعلومات يتيح حرية التعبير عن الرأي، إلى وسيلة للتفاعل والتواصل والمشاركة.
"تشكيل فضاء عمومي أكثر انفتاحاً، وشمولاً لجميع شرائح المجتمع، وبالتالي عدم اقتصاره على النخب السياسيّة والثقافيّة من أحزاب، وجمعيات، وغيرها.
إن انتشار التقنيات الحديثة المختلفة للاتصال، وتزايد تطبيقاتها في مجال الإعلام، ازداد التوجه نحو صحافة المواطن بمضامينها الإعلامية المتعدّدة من قبل وسائل الإعلام التقليدية، من خلال التجاوب التدريجي مع التحوّلات الرقميّة الجديدة سواءً بالبحث عن طرق جديدة لإيصال المحتوى الإعلامي بما يتناسب مع المستخدمين الجدد، أم بإفساح المجال للمواطن للمساهمة في صناعة المحتوى الإعلامي، أي تمكين الجمهور إعلامياً بما يمكن هذه الوسائل من الاحتفاظ بجمهورها دون تحوّلهم إلى منافسين لها، وحتى من قبل المواطنين أنفسهم سواءً باستقبال المعلومات أو إرسالها.
- العامل السياسي:
على الرغم من التغيّرات الجذرية التي حدثت على الصعد القومية والساحة الدولية وأدّت إلى انحسار معظم الأنظمة السلطوية أو انهيارها بفعل حركاتٍ شعبيّةٍ داخلية، يرى الباحث "عبد الرزاق الدليمي"، أن النظم السياسية لاتزال تمارس الدور نفسه بمساندة الشركات المتعددة الجنسيات، في احتكار وسائل الإعلام وتسخيرها لخدمة مصالحها وحرمان القطاعات الشعبيّة من حقوقها الإعلامية، حتى أن وسائل الإعلام الدولية أصبحت أدواتاً دعائيّةً تعبر عن مصالح النخب الحاكمة سواءً في المجتمعات الرأسمالية أو النامية، ولا تعبر عن هموم شعوبها وآمالها وطموحاتها ".
وهذا يعني أنّ سيطرة النظم الحاكمة على وسائل الاتصال الجماهيرية، أدّت إلى جعل المضمون الإعلامي تابعاً للسلطة، وباتت مهمة القائمين بالاتصال مركزةً على تلبية احتياجات السلطة، حتى ولو كان الدفاع عنها ضد مصالح غالبية الشعب الذي أصبح بمقدوره الحكم على ما تقدّمه هذه الوسائل من قيّم وأفكارٍ بعيدة عن الواقع الموضوعي، وإدراك حقوقه السياسية والمدنية.
ومن هنا فقد أدّت التغيّرات السياسيّة والأيديولوجية التي اجتاحت العديد من بلدان العالم إلى تغير النظرة تجاه حقوق الإنسان والممارسات الديمقراطيّة في المجتمعات المحلية، والتي يأتي الإعلام الحرّ في مقدمتها، ولاسيما بعد امتلاك الأفراد للتقنيات الالكترونية الجديدة التي حرّرت المتلقي من رقابة الدولة، وفتحت المجال أمام تحوّل المواطن العادي للبحث عن آلية الدفاع عن مبادئه الخاصة ومصالحه ومعاييره الذاتيّة، ومحاولة إسماع صوته لباقي الجمهور بهدف إنشاء توعية عامة، وبنفس الوقت محاولة الوصول للنخبة الحاكمة بهدف إيصال رأيه بطرق غير مباشرة.
نستدل مما تقدّم أنّ صحافة المواطن هي وليدة ثورة سياسية ضد كافة أشكال التحكم والتسلّط والاستبداد، "لأنّ التفاعل والتواصل والمشاركة هي مفاهيم تعكس في بعض أبعادها التمرد ورفض كثير من الأوضاع القائمة التي تستند إلى مبدأ التسلّط في كثيرٍ من جوانب الحياة، ابتداءً من التنظيم العائلي في العديد من المجتمعات إلى علاقات العمل في المجال الاقتصادي، إلى البعد الإنساني في النظم السياسيّة التسلطية، وغير ذلك من الأوضاع التي تتركز فيها سلطة اتخاذ القرارات المؤثرة في حياة ومصير الآخرين في أيدي فئة محدودة من الأشخاص".
لقد مكّن الفيسبوك وتويتر الشعوب في العديد من الدول من توحيد أصواتهم، والتعاون حيال القضايا الأساسية التي تهمهم، وذلك من خلال وضعهم على أرضيةٍ واحدةٍ مشتركة، وهذا ما لم يكن من الممكن تحقيقه من قبل.
إن الخطوة الأولى لتحقيق عنصر "المشاركة" يكون عبر إيجاد وعي مشترك بالقضية، وهذا ما تقوم به شبكات التواصل الاجتماعي التي تجعل بمقدور الناس الساخطين من أمرٍ ما معرفة مقدار التأييد وأعداد أولئك الذين يشاطرونهم نفس الشعور.
هذا الوعي المشترك يمنح النّاس الشجاعة لاتخاذ خطوات لم يكونوا ليجرؤوا على القيام بها لولاه، مثل الخروج في مظاهرات أو اعتصام، في الوقت الذي جعلت فيه أدوات التواصل الاجتماعي عملية التجمهر وتنظيم المظاهرات أمراً سهلاً، فإنّها في المقابل جعلت مهمة الحكومات الاستبدادية أكثر صعوبةً في التحكم بالنّاس.
حيث أنه في الماضي كان كلُّ ما على الحكومات القيام به هو وضع يدها على الصحف وقنوات التلفزيون والإذاعة، وهي مهمة سهلة تمكنهم من التحكم في حجم وماهية المعلومات التي تصل للنّاس، ومن ثم التحكم في تصرفاتهم، ولكن ومع ظهور مواقع التواصل والمدوّنات وتطوّرها لتصبح أداة تفاعل وتواصل ومشاركة، أصبحت مهمة يُستدل مما سبق أن صحافة المواطن لم تعد مجرد أداة للتواصل الاجتماعي، ولكنّها أصبحت أيضاً أداةً قوية في يد الشعوب الباحثة عن الحريّة، والإصلاح، والتغيير السياسي.
قد يكون صحيحاً أنّ الشبكات الاجتماعية ليست هي السبب في قيام ما يسمى "ثورات الربيع العربي"، ولكنّها جعلتها ممكنةً وعجّلت بأمرها، كما أنّها منحتها القدرة على النمو، واكسبتها مزيداً من التأييد والتعاطف داخليّاً ودولياً بشكلٍ ما كان له أن يحدث بدون هذه الشبكات الاجتماعية.
- العامل الاقتصادي:
يمكننا دراسة تأثير العامل الاقتصادي من ثلاثة جوانب:
الجانب الأول:
من طرف المواطن، وشعوره بالظلم والسخط الاقتصادي والاجتماعي، وبالتالي امتهانه صحافة المواطن بالتحديد كنوع من الثورة على واقع التراجع في القيم الحياتية الاقتصاديّة، ومحاولة نقل صورة التراجع والتدني في وسائل المعيشة، وإيصالها لمن يعنيه الأمر.
الجانب الثاني:
يتعلّق بالتراجع الملحوظ في توزيع الصحف في العالم، وانتشار الصحافة المجانية، وتراجع عوائد الإعلانات في جميع أنواع الصحافة المطبوعة، بالإضافة إلى التزايد الملحوظ للقنوات التليفزيونية ومنافستها لكلِّ أشكال ووسائل الإعلام الأخرى على استقطاب الجمهور، إضافةً لازدياد الاعتماد على التقنيات الالكترونية والرقمية في عملية الاتصالات الدائرة بين الأفراد والمؤسسات، وازدياد الاعتماد على الانترنت كمصدر للأخبار والترفيه، خاصةً مع تمتعها بقدرات تفاعليّةٍ فائقة وبقدرة هائلة على إضفاء طابع شخصي وخاصةً على عملية استخدامها وعلى عملية تقاسم وتشارك المعلومات بين مستخدميها، والذين ينتمون لفئات اجتماعيّة وثقافية متنوعة ومتباينة.
الجانب الثالث:
عولمة الاقتصاد وما يتطلبه من إسراع حركة السلع ورؤوس الأموال، وهو ما يتطلب بدوره الإسراع في تدفق المعلومات، وليس هذا لمجرد كون المعلومات قاسماً مشتركاً يدعم جميع النشاطات الاقتصادية دون استثناء، بل لكون المعلومات سلعة اقتصادية في حدّ ذاتها تتعاظم أهميتها يوماً بعد يوم، بمعنى آخر إنّ عولمة نظم الإعلام والاتصال قد حققت فوائد عدة للقوى الاقتصادية أبرزها: عولمة الأسواق، وتنمية النزعات الاستهلاكية إضافةً إلى توزيع سلع صناعة الثقافة من موسيقى وألعاب وبرامج تلفازية وغيرها.
- العامل المهني:
تعتبر وسائل الإعلام من أهم وسائل توفير المعلومات للجمهور العام، بهدف إحداث التكامل الاجتماعي ونشر المعرفة والحثّ على المشاركة، وبنفس الوقت هي المصدر الأول لإيصال صوت الجمهور ورغباته واحتياجاته العامة بما يخدم التقدم الاجتماعي.
تراجع هذا الدور الذي من المفترض أن تقوم به وسائل الإعلام كصوت للمواطن، وتأثرت تلك الوسائل بمسؤولي العلاقات العامة، وتوجّهات الأنظمة السياسية المختلفة، وميل الوسائل التقليدية للتعامل المباشر مع المدراء، والزعماء، والسياسيين، والمسؤولين، وأغفلت الدور الرئيسي الذي يعكس اهتمامات المواطن ورغباته (أي تحوّل وسائل الإعلام التقليدية إلى بيروقراطيات جمع الأنباء بالتعبير عن أفكار صاحب المؤسسة الإعلامية ومموليها).
ومع تراجع هذا الدور برزت ظاهرة صحافة المواطن لتكون الأداة والوسيلة التي يمتلكها المواطن لإيصال صوته وأفكاره، والدفاع عن رأيه ورغباته بطرق مختلفة، منها ما هو مهني، ومنها ما هو بعيد عن الاحترافية والمهنية، ودائماً الهدف نقل الوقع، ونقل صورته كما التكلف بعيداً عن هو ولمغالاة، والتحزب لفئة أو رأي واحدٍ دونما تقبل للآخرين.
- العامل المعنوي:
المتمثل بحماية الأنماط الثقافية السائدة في المجتمع مثل الولاء للوطن، الولاء للنظام السياسي والاقتصادي، احترام رجال الدين والقضاة والمجتمعات المحليّة، وتوقير كبار السن والقادة والأمهات ورجال الجيش، وغالباً ما تتجنّب وسائل الإعلام انتقاد لأفراد الذين يقومون بتلك لأدوار لتدعيم البناء الثقافي للمجتمع.
- العامل النخبوي الثقافي:
يعتبر هذ لعامل أحد العوامل شديدة التأثير على لمواطن، إذ إنَّ للانتماء دور مهماً في طريقة التفكير والتفاعل والتشابك مع الوسط المحيط والعالم الخارجي، كما أنَّ درجة ثقافة الموطن لها الدور الأبرز في جعل صحافة المواطن ذاخرة بالمعلومات والبيانات.
لذلك فإنَّ انضمام المواطن لبعض الجماعات التعليمية، الاجتماعية، السياسية والاقتصادية يجعله يستند إلى مرجعية فكرية في طروحاته المختلفة، وبالتالي تكون قدرته الإقناعية أكبر، وقدراته التوثيقية أعلى.
وبالوقت نفسه يستطيع أن يستند إلى مرجعياته بما يصبُّ بالمصالح الشخصية والمجتمعية، وبالتالي الانطلاق منها في رسم تصورته الفكرية لما يرغب بأن يكون عليه حال المجتمع، وانتقاده للأوضاع الراهنة، ومشاركته لأفراد المجتمع في الدوافع والميول والاتجاهات، وهنا تكمن قدرت المواطن الصحفي في التأثير بالمجتمع ولتأثر به.
الاكثر قراءة في اعلام جديد
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
