تأملات قرآنية
مصطلحات قرآنية
هل تعلم
علوم القرآن
أسباب النزول
التفسير والمفسرون
التفسير
مفهوم التفسير
التفسير الموضوعي
التأويل
مناهج التفسير
منهج تفسير القرآن بالقرآن
منهج التفسير الفقهي
منهج التفسير الأثري أو الروائي
منهج التفسير الإجتهادي
منهج التفسير الأدبي
منهج التفسير اللغوي
منهج التفسير العرفاني
منهج التفسير بالرأي
منهج التفسير العلمي
مواضيع عامة في المناهج
التفاسير وتراجم مفسريها
التفاسير
تراجم المفسرين
القراء والقراءات
القرآء
رأي المفسرين في القراءات
تحليل النص القرآني
أحكام التلاوة
تاريخ القرآن
جمع وتدوين القرآن
التحريف ونفيه عن القرآن
نزول القرآن
الناسخ والمنسوخ
المحكم والمتشابه
المكي والمدني
الأمثال في القرآن
فضائل السور
مواضيع عامة في علوم القرآن
فضائل اهل البيت القرآنية
الشفاء في القرآن
رسم وحركات القرآن
القسم في القرآن
اشباه ونظائر
آداب قراءة القرآن
الإعجاز القرآني
الوحي القرآني
الصرفة وموضوعاتها
الإعجاز الغيبي
الإعجاز العلمي والطبيعي
الإعجاز البلاغي والبياني
الإعجاز العددي
مواضيع إعجازية عامة
قصص قرآنية
قصص الأنبياء
قصة النبي ابراهيم وقومه
قصة النبي إدريس وقومه
قصة النبي اسماعيل
قصة النبي ذو الكفل
قصة النبي لوط وقومه
قصة النبي موسى وهارون وقومهم
قصة النبي داوود وقومه
قصة النبي زكريا وابنه يحيى
قصة النبي شعيب وقومه
قصة النبي سليمان وقومه
قصة النبي صالح وقومه
قصة النبي نوح وقومه
قصة النبي هود وقومه
قصة النبي إسحاق ويعقوب ويوسف
قصة النبي يونس وقومه
قصة النبي إلياس واليسع
قصة ذي القرنين وقصص أخرى
قصة نبي الله آدم
قصة نبي الله عيسى وقومه
قصة النبي أيوب وقومه
قصة النبي محمد صلى الله عليه وآله
سيرة النبي والائمة
سيرة الإمام المهدي ـ عليه السلام
سيرة الامام علي ـ عليه السلام
سيرة النبي محمد صلى الله عليه وآله
مواضيع عامة في سيرة النبي والأئمة
حضارات
مقالات عامة من التاريخ الإسلامي
العصر الجاهلي قبل الإسلام
اليهود
مواضيع عامة في القصص القرآنية
العقائد في القرآن
أصول
التوحيد
النبوة
العدل
الامامة
المعاد
سؤال وجواب
شبهات وردود
فرق واديان ومذاهب
الشفاعة والتوسل
مقالات عقائدية عامة
قضايا أخلاقية في القرآن الكريم
قضايا إجتماعية في القرآن الكريم
مقالات قرآنية
التفسير الجامع
حرف الألف
سورة آل عمران
سورة الأنعام
سورة الأعراف
سورة الأنفال
سورة إبراهيم
سورة الإسراء
سورة الأنبياء
سورة الأحزاب
سورة الأحقاف
سورة الإنسان
سورة الانفطار
سورة الإنشقاق
سورة الأعلى
سورة الإخلاص
حرف الباء
سورة البقرة
سورة البروج
سورة البلد
سورة البينة
حرف التاء
سورة التوبة
سورة التغابن
سورة التحريم
سورة التكوير
سورة التين
سورة التكاثر
حرف الجيم
سورة الجاثية
سورة الجمعة
سورة الجن
حرف الحاء
سورة الحجر
سورة الحج
سورة الحديد
سورة الحشر
سورة الحاقة
الحجرات
حرف الدال
سورة الدخان
حرف الذال
سورة الذاريات
حرف الراء
سورة الرعد
سورة الروم
سورة الرحمن
حرف الزاي
سورة الزمر
سورة الزخرف
سورة الزلزلة
حرف السين
سورة السجدة
سورة سبأ
حرف الشين
سورة الشعراء
سورة الشورى
سورة الشمس
سورة الشرح
حرف الصاد
سورة الصافات
سورة ص
سورة الصف
حرف الضاد
سورة الضحى
حرف الطاء
سورة طه
سورة الطور
سورة الطلاق
سورة الطارق
حرف العين
سورة العنكبوت
سورة عبس
سورة العلق
سورة العاديات
سورة العصر
حرف الغين
سورة غافر
سورة الغاشية
حرف الفاء
سورة الفاتحة
سورة الفرقان
سورة فاطر
سورة فصلت
سورة الفتح
سورة الفجر
سورة الفيل
سورة الفلق
حرف القاف
سورة القصص
سورة ق
سورة القمر
سورة القلم
سورة القيامة
سورة القدر
سورة القارعة
سورة قريش
حرف الكاف
سورة الكهف
سورة الكوثر
سورة الكافرون
حرف اللام
سورة لقمان
سورة الليل
حرف الميم
سورة المائدة
سورة مريم
سورة المؤمنين
سورة محمد
سورة المجادلة
سورة الممتحنة
سورة المنافقين
سورة المُلك
سورة المعارج
سورة المزمل
سورة المدثر
سورة المرسلات
سورة المطففين
سورة الماعون
سورة المسد
حرف النون
سورة النساء
سورة النحل
سورة النور
سورة النمل
سورة النجم
سورة نوح
سورة النبأ
سورة النازعات
سورة النصر
سورة الناس
حرف الهاء
سورة هود
سورة الهمزة
حرف الواو
سورة الواقعة
حرف الياء
سورة يونس
سورة يوسف
سورة يس
آيات الأحكام
العبادات
المعاملات
جمع القرآن في ثوبه الأول
المؤلف:
الدكتور عبد الرسول الغفار
المصدر:
الميسر في علوم القرآن
الجزء والصفحة:
ص117 -128
2025-07-01
29
جاء في المستدرك للحاكم أنه قال: جمع القرآن ثلاث مرات:
أحدها: بحضرة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم أخرج بسند على شرط الشيخين عن زيد إبن ثابت قال: كنا عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نولف القرآن من الرقاع [1] ثم ذكر المرة الثانية في زمن أبي بكر والمرة الثالثة في زمن عثمان. وهذا يعني أن القرآن كان مجموعا في زمن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلا أنه لم يتخذ صورة الكتاب المتعارف عليه اليوم بل كان ثوبه الأول من:
الأكتاف: جمع كتف وهو عظم بعير أو شاة. إذا جف كتبوا عليه.
الأقتاب: جمع قتب وهو الخشب الذي يوضع على ظهر البعير ليحمل عليه كان يستعمل لنقش الكتابة عليه.
الحرير: القماش المعروف.
الرقاع: جمع رقعة وتكون من جلد أو ورق-
الرقاق: واللخاف بمعنى واحد.
العسب: جمع عسيب وهو جريد النخل بعد تجريده من الخوص يكتب على الطرف العريض منه.
الفخار: طين مفخور بالنار وقد استعمله البابليون والآشوريون للكتابة من قبل.
اللخاف: جمع لخفة وهي صفائح الحجارة الرقيقة
الكرانيف: أصول سعف النخل تبقى في الجذع بعد قطع السعف من الخلة.
الشظاظ: خشبة عقفاء تدخل في عروتي الجوالق. الأسيار: جمع سير: قدة جمع سير قدة من الجلد مستطيلة. أخرج ابن أبي داود من طريق يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال: قدم عمر فقال: من كان تلقى من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) شيئا من القرآن فليأت به. وكانوا يكتبون ذلك في المصحف والألواح والعسب وكان لا يقبل من أحد شيئا حتى يشهد شهيدان . . . [2] قال أبو شامة: وكان غرضهم ألا يكتب إلا من عين ما كتب بين يدي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لا مجرد الحفظ قال ولذلك قال في آخر سورة التوبة: لم أجدها مع غيره أي لم أجدها مكتوبة مع غيره لأنه كان لا يكتفي بالحفظ دون الكتابة [3]
لقد ثبت أن القرآن كان مجموعا زمن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ولنتحدث الآن عن:
الذين جمعوا القرآن في زمن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) منهم:
1 - علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السلام عن ابن كثير في فضائل
القرآن [4]
2 - سعد بن عبيد بن النعمان بن عمرو بن زيد (رضي).
3- أبو الدرداء عويمر بن زيد.
4 - معاذ بن جبل بن أوس.
5- أبو زيد ثابت بن زيد بن النعمان
6 - أبي بن كعب بن قيس بن مالك بن امرىء القيس.
7- عبيد بن معاوية.
8- زيد بن ثابت بن الضحاك
روى الطبراني وابن عساكر عن الشعبي أنه قال جمع القرآن على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ستة من الأنصار أبي بن كعب زيد بن ثابت معاذ بن جبل أبو الدرداء سعد بن عبيد أبو زيد وكان مجمع بن جارية قد أخذه إلا سورتين أو ثلاث [5].
9 - أم ورقة بنت عبد الله بن الحارث استشهدت زمن عمر[6]
روى البخاري عن قتادة قال: سألت أنس بن مالك: من جمع القرآن على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ فقال: أربعة كلهم من الأنصار أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد: قلت من أبو زيد؟ قال - أنس – عمومتي عليهم السلام [7] ثم ذكر رواية أخرى ذكر فيها بدل أبي أبا الدرداء.... ان آية قال السيوطي وفيه مخالفة لحديث قتادة من وجهين: أحدهما التصريح بصيغة الحصر في الأربعة والآخر ذكر أبي الدرداء بدل أبي بن كعب وقد استنكر جماعة من الأئمة الحصر في الأربعة. ثم قال المازري: لا يلزم من قول أنس - لم يجمعه غيرهم - أن يكون الواقع في نفس الأمر كذلك لأنّ التقدير أنه لا يعلم أن سواهم جمعه وإلا فكيف الإحاطة بذلك مع كثرة الصحابة وتفرّقهم في البلاد؟ [8]
وقال الشريف المرتضى:
إن القرآن كان على عهد رسول الله مجموعا مؤلفا على ما هو عليه الآن واستدل على ذلك بأن القرآن كان يدرس ويحفظ جميعه في ذلك الزمان حتى عين على جماعة من الصحابة في حفظهم له وأنه كان يعرض على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ويتلى عليه وأن جماعة من الصحابة مثل عبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وغيرهما ختموا القرآن على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عدة ختمات وكل ذلك يدل بأدنى تأمل على أنه كان مجموعا مرتبا غير مبتور ولا مبثوث
ثم ذكر: أن من خالف في ذلك من الإمامية والحشوية لا يعتد بخلافهم فإن الخلاف في ذلك مضاف إلى قوم من أصحاب الحديث نقلوا أخبارا ضعيفة ضنوا صحتها لا يرجع بمثلها عن المعلوم المقطوع على صحته. تفسير الصافي ملا محسن الكاشاني ط حجرية المقدمة السادسة 1/ 35 من المواضيع المهمة التي بحثها المؤرخون قديما وحديثا هي مسألة جمع القرآن وحاول كل فريق أن ينسب فضيلة (الجمع) إلى أحد الصحابة الأربعة الذين تصدوا لخلافة المسلمين ولا يخلو البحث - عند هؤلاء - من المحاباة وإلصاق الفضائل إلى هذا دون ذاك وربما كان الحب الأعمى والعشق اللامحدود هو المصدر في خلق جملة من الفضائل لبعض الرجال وغض الطرف عن كثير من سيئات أولئك وصدق الشاعر لما قال:
وعين الرضا عن كل عيب كليلة ولكن عين السخط تبدي المساويا
فلو حكمنا العقل والوجدان واتبعنا الطريق النزيه دون ميل الهوى أوإتباع بغير معروف لكان الواقع المنكشف اليوم غير ما سطرته الأقلام.. مسألة جمع القرآن ترتبط بموضوع صيانته من التحريف والزيادة والنقيصة وما تابع ذلك من تبديل وتغيير.. فالمشهور عن علماء الجمهور أن القرآن لم يجمع في زمن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) [9] وإنما جمعه أبو بكر بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وروايات تثبت هذه الفضيلة والمنقبة لعمر بن الخطاب فهو الذي أمر بجمع القرآن وكان السبب في ذلك أنه سأل عن آية من كتاب الله فقيل: كانت مع فلان فقتل يوم اليمامة فقال: إنا لله وأمر بالقرآن فجمع وكان أول من جمعه في المصحف [10] وهناك روايات أخرى غير ذلك. . .
أما سبب الجمع فقد ذكروا جملة منها ونحن نشير إلى بعضها:
1 - أن سبب الجمع ما ذكره المؤرخون لما استحر القتل في حرب اليمامة واستشهد من صحابة الرسول (450) صحابيا وجلهم من القراء [11] أما شهداء المسلمين في تلك المعركة فكان عددهم زهاء الألف. أضف إلى هذا أن وقعة بئر معونة من قبل والتي كانت في السنة الرابعة للهجرة قد استشهد فيها جماعة تقرب عدتهم من سبعين رجلا يقال لهم القراء. (تاريخ القرآن - الزنجاني ص 39).
2- وقيل أن سبب الجمع هو فقدان آية طلبها عمر بن الخطاب فقيل له كانت وهذه الرواية تشير إلى نقصان القرآن. مع فلان فقتل يوم اليمامة. [12]
وهذه الرواية تشير الى نقصان القرآن.
3- وقيل أن سبب الجمع هو ما شاهده حذيفة بن اليمان من اختلاف المسلمين في القراءة والرواية عن ابن الأثير إذ يذكر في حوادث سنة ثلاثين للهجرة أن حذيفة بن اليمان وسعيد بن العاص توجها إلى غزو أذربيجان فأقام سعيد حتى عاد حذيفة من بعض أسفاره ثم رجعا إلى المدينة وفي الطريق قال حذيفة لسعيد بن العاص لقد رأيت في سفرتي هذه أمرا لئن ترك الناسُ ليختلفنّ في القرآن ثم لا يقومون عليه أبدا قال: وما ذاك؟
قال رأيت أناسا من أهل حمص يزعمون أن قراءتهم خير من قراءة غيرهم وأنهم أخذوا القرآن عن المقداد ورأيت أهل دمشق يقولون: إن قراءتهم خير من قراءة غيرهم ورأيت أهل الكوفة يقولون مثل ذلك وأنهم قرأوا على ابن مسعود وأهل البصرة يقولون مثل ذلك وأنهم قرأوا على أبي موسى ويسمون مصحفه الباب القلوب.
فلما وصلوا إلى الكوفة أخبر حذيفة الناس بذلك وحذرهم مما يخاف فوافقه أصحاب رسول الله وكثير من التابعين وقال له أصحاب ابن مسعود: ما تنكر؟ ألسنا نقرؤه على قراءة ابن مسعود؟ فغضب حذيفة ومن وافقه وقالوا: إنما أنتم أعراب فأسكتوا فإنكم على خطأ. وقال حذيفة والله إن عشت لآتين أمير المؤمنين - عثمان - ولأشيرن عليه أن يحول بين الناس وبين ذلك فأغلظ له ابن مسعود فغضب سعيد وقام وتفرق الناس وغضب حذيفة وسار إلى عثمان فأخبره بالذي رأى وقال: أنا النذير العريان فأدركوا الأمة فجمع عثمان الصحابة وأخبرهم الخبر فأعظموه ورأوا جميعا ما رأى حذيفة... [13]
هذه الرواية ناظرة إلى اختلاف قراء الأمصار وتحمس الصحابي حذيفة إبن اليمان إلى تسوية هذا الاختلاف بين القراء [14].
على أن هناك روايات أخرى في اختلاف القراء وردت بعضها عن حذيفة وهي غير التي ذكرناها - كما ذكر بعضها في كتاب المصاحف نقتطف هذه الرواية عن يزيد بن معاوية قال إني لفي المسجد زمن الوليد بن عقبة في حلقة فيها حذيفة قال: وليس إذ ذاك حجزة ولا جلاوزة إذ هتف هاتف: من كان يقرأ على قراءة عبد الله بن مسعود فليأت هذه الزاوية التي عند دار عبد الله واختلفا في آية من سورة البقرة قرأ هذا: وأتموا الحج والعمرة للبيت وقرأ هذا {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} [البقرة: 196] فغضب حذيفة وأحمرت عيناه. (المصاحف 1/ 11). أقول واشتد الخلاف بين المسلمين في القراءة وربما كفر بعضهم بعضا وإن أبا داود السجستاني ذكر جملة من تلك الروايات فراجع.
4- وإذا أردنا أن نتابع أسباب جمع القرآن من خلال الروايات التي سجلتها كتب القوم نجد بعض ذلك يعود إلى المعلمين الذين أخذوا على عاتقهم تعليم الأولاد.
قال السجستاني لما كان في خلافة عثمان جعل المعلم يعلم قراءة الرجل والمعلم يعلم قراءة الرجل فجعل الغلمان يلتقون فيختلفون حتى ارتفع ذلك إلى المعلمين قال أيوب: لا أعلمه إلا قال: حتى كفر بعضهم بقراءة بعض.. (المصاحف 1/ 21).
5- ومن أسباب جمع القرآن - كما قيل - تكفير الناس بعضهم البعض الآخر من جراء الاختلاف في القراءة.
في كتاب المصاحف: أن ناسا كانوا بالعراق يسأل أحدهم عن الآية فإذا قرأها قال: فإني أكفر بهذه ففشا في الناس واختلفوا في القرآن. وفي نص آخر: كان الرجال يقرأ حتى يقول الرجل لصاحبه كفرت بما تقول. (انظر المصاحف 23- 25).
ثم رووا أن ذلك الاختلاف دفع عثمان بن عفان أن يقوم خطيبا بين المسلمين ليقول لهم إنكم تقولون قراءة أبي وقراءة عبد الله بن مسعود وقراءة فلان والله أنتم عندي تختلفون فيه فتلحنون فمن نأى عني في الأمصار أشد فيه اختلافا وأشد لحنا اجتمعوا يا أصحاب محمد واكتبوا للناس إماما... هذه جملة من الدواعي والأسباب التي ذكرها علماء الجمهور.
6- أما الذي عندنا وعلى أصح الروايات وأشهرها وأكثرها اعتبارا أن سبب جمع القرآن هو افتراق الأمة عن الإمام علي عليه السلام وانصرافهم عنه مما دعا المقام أن يبادر الإمام عليه السلام إلى جمعه بعد وفاة الرسول مباشرة علما أن عمله ذاك جاء لوصية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي وستأتي الرواية عن العياشي في تفسيره وروايات أخرى تثبت أن أول من جمع القرآن هو علي عليه السلام سنذكرها بعد قليل إن شاء الله. من خلال ما ذكرناه يتضح أن القرآن قد جمع في صدر الإسلام لكن اختلف المسلمون في الزمن الذي جمع فيه ويمكن تصوير الأمر حسب الروايات الواردة والتي سنصنفها إلى: أولا: أنه جمع في زمن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهذا ما ذكره ابن النديم والبخاري بطرق متعددة سيأتي ذكر بعضها. ثانيا: أنه جمع في زمن أبي بكر.
ثالثا: أنه جمع في زمن عمر بن الخطاب.
رابعا: أنه جمع في زمن عثمان بن عفان.
خامسا: أنه جمع في زمن عبد الملك بن مروان.
سادسا: أنه جمع في زمن الحجاج بن يوسف الثقفي.
من المسلم أن القسم الخامس والسادس لا يمكن تصورهما مطلقا.
والذي أشار إليهما المستشرق كازانوفا في كتابه Cazanova, Mohammad et la 127.fin du monde P أما الذين جمعوا القرآن فقد اختلف في عددهم کالاختلاف في زمن جمعه لكن الذي يطالعنا هو كالآتي:
1 - جمعه جملة من الصحابة في زمن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) كل منهم كتب لنفسه مصحفا.
2 - جمعه علي بن أبي طالب.
3 - جمعه أبو بكر. 4- جمعه زيد بن ثابت لوحده [15].
5 - جمعه زيد بمعونة عمر بن الخطاب.
6 - جمعه عمر لنفسه.
7- جمعته لجنة بأمر عثمان.
8- جمعه رجل من أهل العراق.
9 - جمعه سالم مولى حذيفة بن اليمان.
وسوف نتعرض إلى بعض الروايات التي أشارت إلى هذه الأسماء. (النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يأمر بكتابة المصحف) من السذاجة والتهكم إذا قلنا أن القرآن لم يجمع على عهد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وترك أمره إلى المسلمين من بعده وشأنه شأن الخلافة والإمامة كما يدعي فريق من المسلمين أنها موكولة إلى شورى المسلمين أو ما يتبع ذلك من تفاصيل في اختيار الحاكم. فالأدلة النقلية والعقلية ترفض هذا وذاك، فيما أن الحكومة لازمة والحاكمية تأخذ شرعيتها من المشرع. وإن ترك الرعية بلا راع أمر في غاية التفاهة والسخف وهكذا شأن القرآن - الذي هو شريعة السماء وحجة الحاكم على المحكوم - لا يمكن لعاقل أن يتصور عدم جمعه أو ترتيبه. وكيف نتصور ذلك وأن المسلمين قد اهتموا غاية الاهتمام بكتاب الله العزيز فأكبوا عليه حفظا وتعليما واستنساخا لآياته وسوره؟ وقد أولوه المسلمون عنايتهم الكبرى بل أصبح همهم الوحيد مدارستهم القرآن واستيعاب أوامره ونواهيه من خلال تدوين كل ما ينزل على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
روى السجستاني بإسناده عن أبي سعيد عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: لا تكتبوا عني شيئا سوى القرآن فمن كتب عني شيئا سوى القرآن فليمحه. (المصاحف 4) وفي صحيح البخاري باب من قال لم يترك النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الا ما بين الدفتين [16].
وقال ابن كثير: حدثنا قتيبة بن سعد حدثنا سفيان عن عبد العزيز بن رفيع قال دخلت أنا وشداد بن معقل على ابن عباس فقال له شداد بن معقل أترك النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من شيء؟ قال: ما ترك إلا ما بين الدفتين. قال ودخلنا على محمد بن الحنفية فسألناه فقال ما ترك إلا ما بين الدفتين. ثم يعقب ابن كثير فيقول: ولهذا قال ابن عباس: وإنما ترك ما بين الدفتين يعني القرآن والسنة مفسرة له ومبينة وموضحة أي تابعة له [17]. قال الرافعي: اتفقوا على أن من كتب القرآن فأكمله وكان قرآنه أصلا للقراءات المتأخرة: علي بن أبي طالب وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وعبد الله بن مسعود [18].
وعن علي بن رباح قال: جمع القرآن على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) علي بن أبي طالب وأبي بن كعب [19] وروي عن الإمام علي عليه السلام أنه قال: ما كتبنا عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلا القرآن وما في هذه الصحيفة ([20]) انظر تاريخ واسط 102، وكنز العمال 17 105، وتذكرة الحفاظ 1/ 12. وعن عبد الله بن عمرو قال: جمعت القرآن فقرات به كل ليلة فبلغ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال اقرأه في شهر ([21]) كنز العمال 2/ 208 الاتقان 1/ 72 مناهل العرفان 1/ 237 ومباحث علوم القرآن 120وفتح الباري 9/ 47. وقد سمى ابن حبيب الذين جمعوا القرآن على عهد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهم: أبو الدرداء زيد بن ثابت وأبو زيد ثابت بن زيد وأبي ومعاذ وسعد بن عبيد [22] الاتقان 1 / 72، فتح الباري 1/ 49عمدة القارىء 20/ 27.
وروى البخاري بسنده عن ثمامة عن أنس قال مات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ولم يجمع القرآن غير أربعة [23] أبو الدرداء ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد قال ونحن ورثناه صحيح البخاري (6/ 103) بل هناك روايات عديدة من مصادر معتبرة تؤكد أن الذين جمعوه أكثر من أربعة من ذلك ما خرجه البيهقي وابن أبي داود عن الشعبي قال إنهم ستة هم: أبي بن كعب وزيد بن ثابت ومعاذ ابن جبل وأبو الدرداء وسعد بن عبيد وأبو زيد ومجمع بن خارجة (تاريخ القرآن الزنجاني ص 25). وفي الاتقان أخرج السيوطي عن أبي داود بسند حسن عن محمد ابن كعب القرطبي أن الجامعين خمسة وذكر منهم عبادة بن الصامت وأبا أيوب الانصاري [24]
وعلى هذا فنحصل أن من جملة الجامعين للقرآن في زمن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هم:
1 - أبو الدرداء 2- معاذ بن جبل 3- زيد بن ثابت 4- أبو زيد ثابت بن زيد بن النعمان 5- أبي بن كعب بن قيس توفى بالمدينة سنة 22 هـ 6- سعد بن عبيد
7- مجمع بن خارجة وقيل بن جارية 8- أبو أيوب الأنصاري.
9 - عبادة بن الصامت توفى سنة 34هـ بالرملة. وهناك عشرات الروايات التي خرجها علماء الأمة قديما تنص على أن القرآن جمعه فلان وفلان زمن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كما عرفت بعضها عن البخاري وابن أبي داود والبيهقي والسيوطي و ... الخ. فلا أدري ما وجه تأويل البعض لتلك الروايات حيث أدعى البعض من مصنفي الفريقين أن كلمة (جمعه) فى الروايات المذكورة يراد بها (الحفظ). ومن أين سلمتم بذلك؟ المعنى لغوي نادر وبالخصوص عند استعمال القدماء؟ ثم إذا أردتم به الحفظ فذلك مما ينقض قولكم حيث ادعيتم أن في بئر معونة التي وقعت في السنة الرابعة للهجرة قد استشهد من حفاظ القرآن من صحابة الرسول أربعمائة قارئا ثم ذكرتم أن سبعين حافظا - قارئا - للقرآن قد قال محمد أبو زهره في كتابه (المعجزة الكبرى (القرآن) (. . . أن القرآن كله كان مكتوبا عند الصحابة وإذا كان لم يكن كله مكتوبا عند بعضهم أو عند واحد منهم بعينه فإن ذلك لم يكن منفيا عن جميعهم فهو مكتوب عند جميعهم.. ص 28ط دار الفكر العربي.1970.
استشهد في حرب اليمامة وهكذا لما استحر الحرب في هذا الموطن ومواطن أخرى إذن كيف يصدق على قولكم أن الذين جمعوا بمعنى (حفظوا) هم أولئك الأربعة أو الخمسة أو الستة التي وردت أسماؤهم في الروايان المزبورة؟ فأما أن نقول أن رواية بئر معونة وحرب اليمامة غير صحيحة وهذا بعيد جدا لما تظافرت فيها الروايات المعتبرة الصحيحة. وأما أن نقول أن الجمع أو الجامعين التي وردت أسماؤهم في روايات البخاري وابن أبي داود والبيهقي وابن النديم والسيوطي إنما أريد بها معنى الجمع الحقيقي أي تأليفه بصورة كاملة.
لهذا نجزم أن الحفاظ كانوا يعدون بالمئات زمن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ولولو ادعى البعض أن القرآن لم يجمع زمن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لاحتمال نزول الوحي وإنما بعد وفاته فهذا الإدعاء مردود وذلك أن ترتيب الآيات أو السور ليس بمانع من نزول الوحي كما أن نزول آيات أُخر لا يعيق ذلك الترتيب بل من السهولة جدا أن يوصل الجديد بما سبق طالما عرفنا أن الوحي كان مكتوبا على قطع متعددة من الأكتاف واللخاف والحرير والأقتاب وغير ذلك فما أيسر إلحاق الجديد بالسابق ... وإذا قُدِّرَ أن نزول الوحي كان مستمرا إلى ما قبل وفاة الرسول بلحظات فما المانع من أن يكون الذي تقدم نزوله جمع ورتب؟. نعم يمكن تصور الأمر بهذا الشكل أنه كان في وسائل متعددة وألواح مختلفة أي لم تكن صفحاته على نسق واحد أو من جنس واحد. هذا التصور نقبله وقد جاءت روايات عديدة أن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام هو الذي تصدى لهذا الأمر كما أُنيط به من قبل أن يكتب الوحي بيده وأن يحفظه بنفسه وأن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) دعا له بالحفظ والتسديد لذا حفظه وكتبه زمن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وسنذكر بعض الروايات في ذلك.
[1] المستدرك كتاب التفسير باب: جمع القرآن لم يكن مرة واحدة 2/ 299.
[2] الإتقان - النوع الثامن عشر 1/ 184.
[3] الإتقان - النوع الثامن عشر 1/ 184.
[4] فضائل القرآن لابن كثير ص28.
[5] البرهان للزركشي 1/ 241 والإتقان 1/ 226
[6] الفهرست لابن النديم ص 41والاتقان 1/ 228
[7] صحيح البخاري فضائل الصحابة باب مناقب زيد بن ثابت ج 4/ 229
[8] للخبر صلة فيه ذكر المازري الوجوه التي استدل بها على تخطأة أنس أنظر الإتقان 1/ 223.
[9] وهذا أيضا رأي المستشرق بلاشير قال خلال المرحلة الأولى المشتملة على الأعوام العشرين من الدعوة الإسلامية التي قام بها محمد نفسه لم تزل المنزلات بكاملها تودع الذاكره وتنقلها الالسن إلى الأذان... ثم قال: ويبدو أن فكرة تدوين مقاطع الوحي الهامة التي نزلت في السنوات السالفة على مواد خشنة من الجلود واللخاف، لم تنشأ إلا بعد إقامة محمد (صلى الله عليه واله وسلم) في المدينة على أن هذه الحاجة إلى التدوين لم تظهر فيما يبدو إلا بين الحين والآخر وربما كانت تنشأ عن تحمّس شخصي لبعض نصوص تشتمل على أدعية أو أحكام شرعيه كانوا يرونها هامة ولقد شجع النبي حماسة التدوين هذه ولكنه لم يجعلها واجبه. وعلى أي حال فإن هذا التدوين كان جزئيا ومثارا للإختلاف ... وقد تمت خطوة حاسمة بعد عشرين عاما إذ أقبلوا في عهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان (644- 656) على جمع نص جديد أقيم على أساس أوسع ومن وجه ما أشمل حصرا. كان المنطلق مصحف أبي بكر فضموا إليه مقطوعات مبعثرة أو محفوظة غيبا فقط.. القرآن نزوله وتدوينه - بلاشیر انظرص 27- 31ط دار الكتاب اللبناني بيروت 1974.
[10] كتاب المصاحف 1/ 10 وتاريخ القرآن - شاهين 105.
[11] كان عدد القراء الذين قتلوا في هذه المعركة 400قارئا.
[12] الإتقان 1/ 58
[13] الكامل في التاريخ لابن الأثير ج 3 حوادث سنة 30 م ط 1، 1349
[14] تستظهر من ذلك أن القراءت التي قبل عنها، وأنها هي الأحرف السبعة لا وجود لها علما على رأي البعض أن هذه القراءات جاءت مطابقة للقراءات السبعة وإلا كيف أعترض حذيفة إبن اليمان على قراءة ابن مسعود والمقداد وأبي موسى الأشعري؟
[15] توفى زيد بن ثابت سنة 45هـ وقيل غير ذلك.
[16] صحيح البخاري 6/ 106والإتقان للسيوطي 1/ 189
[17] فضائل القرآن لابن كثير ص 98
[18] بحوث في تاريخ القرآن وعلومه من 115و 124
[19] تاريخ القرآن للزنجاني 47 مشاهير علماء الأمصار ص 12 تفسير ابن كثير هامش 4/ 28
[20] تاريخ القرآن للزنجاني.
[21] الإتقان للسيوطي 1/ 72.
[22] المصدر السابق.
[23] فضائل القرآن لابن كثير ص 87
[24] انظر الخبر بطولة في الطبقات الكبرى لابن سعد 2/ 356.
الاكثر قراءة في جمع وتدوين القرآن
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
