التفسير بالمأثور
المؤلف:
الدكتور عبد الرسول الغفار
المصدر:
الميسر في علوم القرآن
الجزء والصفحة:
ص 48 -50
2025-06-23
555
يشمل التفسير بالمأثور ما جاء في القرآن الكريم من البيان والتفصيل لبعض آياته وما نقل عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وما روى عن المعصومين (عليهم السلام) بهذا يدخل بعض الصحابة والتابعين الذين سمعوا من الرسول وما نقلوا عنه أما ما ورد من الصحابة أو التابعين أنفسهم من دون أن يكون للرسول فيه نصيب بتصريح منهم فهذا نعده اما اجتهادا وإما التفسير بالرأي وسيأتي الكلام عنه إن شاء الله.
مر (التفسير بالمأثور) بمرحلتين:
المرحلة الأولى: وهي مقتصرة على الرواية حيث كان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) يفسر معاني الكلمات والآيات ويفضل للصحابة ويعلمهم معانيها وقد نهج الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) مع أصحابه أن يعلمهم عشر آيات فلا يجاوزونها حتى يعلموا أو يعملوا بها.
فكان هذا القدر من التفسير يتناوله الصحابة بالرواية عن الرسول مباشرة ومن سمع منه ينقله لغيره ممن لم يحضر سواء كان بعيدا عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) كمن كان موطنه غير المدينة أو أنه مشغول في غزو أو مع سرية قد بعثها النبي أو غير ذلك من الأسباب التي لم يتسن لبعض الصحابة أن يتلقوا من الرسول مباشرة ثم هؤلاء الصحابة نقلوا ما سمعوه إلى التابعين وهكذا التابعون يروون إلى تابعي التابعين.
هذه هي المرحلة الأولى التي مر بها التفسير لكن لا يخفى أن الزمن كلما تقدم بالمسلمين كانت الحاجة إلى التفسير أكثر، بل هناك ضرورة ملحة للكشف عما غمض من الألفاظ أو معاني الآيات لهذا فكان إلى جنب التفسير بالمأثور اجتهادات بعض الصحابة وآراء بعض التابعين تدخل لتعطي للآية أكثر وضوحا وتفضل في شأنها ومدلولها وبهذه الكيفية فإن حجم التفسير كان يزداد يوما بعد يوم للإضافات التي أوجدها المسلمون من صحابة وتابعين.
المرحلة الثانية: لما ازدادت حاجة المسلمين إلى التفسير والوقوف على الآيات الناسخة وتمييزها عن المنسوخة وهكذا لمعرفة المتشابه من المحكم والعام من الخاص والمطلق من المقيد الخ.. فقد اضطر المسلمون من التابعين أن يجمعوا ما وصل إليهم من السلف في شأن القرآن وأسباب النزول وما عنى به القرآن، لذا كان أوّل ما دون هو التفسير المأثور وقد عنى بهذا الجانب أهل الحديث والرواية وربما أوّل ما وصل إلينا منهم هو التفسير المنسوب للإمام الحسن العسكري وتفسير علي بن فرات الكوفي وعلى ابن إبراهيم القمي وتفسير العياشي هذه أهم المصادر القديمة في عصر التدوين والتي كانت تروي لنا ما قاله السلف - وهم المعصومون (عليهم السلام) - في شأن القرآن وتفسيره.
أما بالنسبة إلى أهل السنة فكانوا يعدون مالك بن أنس الأصبحي واضع التفسير [1]. كيفما كان فإن المرحلة التي سبقت التدوين كان التفسير يحتل باباً من أبواب الحديث والفقه، ثم أن أهل السنة كانوا يعتبرون اجتهاد الصحابي أو التابعين هو داخل في التفسير بالمأثور لهذا اعتبروا الصحيفة التي أوردها علي ابن طلحة عن ابن عباس أول ما وصل إليهم في التفسير [2].
وقد عثروا بعد ذلك على أجزاء من تفسير ابن عباس يرويها محمد بن ثور عن ابن جريج. لكن من أهم التفاسير عند أهل السنة هو تفسير ابن جرير الطبري الذي نقل فيه كل ما وصل إليه عن الرسول والصحابة والتابعين بالإسناد عنهم وقد اشتمل هذا التفسير على أقوال الحسان والضعاف بل فيه من الأخبار والروايات التي أسانيدها مجاهيل ومراسيل بل حتى في أسانيده من الوضاعين والكذابين ما لا يخفى لأدنى مطالع.
أشهر كتب الجمهور في التفسير المأثور:
1- جامع البيان في تفسير القرآن/ لأبن جرير الطبري
2- الكشف والبيان عن تفسير القرآن/ لأبي إسحاق الثعلبي
3- معالم التنزيل/لأبي محمد الحسين البغوي
4- المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز/ لأبن عطية الأندلسي
5- الجواهر الحسان في تفسير القرآن/ لعبد الرحمن الثعالبي
6- الدر المنثور في التفسير المأثو/ لجلال الدين السيوطي
7- تفسير القرآن الكريم/ للحافظ أبي الفداء ابن كثير
[1] المبادىء النصرية / 26
الاكثر قراءة في منهج التفسير الأثري أو الروائي
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة