اخبار الساحة الاسلامية
أخبار العتبة العلوية المقدسة
أخبار العتبة الحسينية المقدسة
أخبار العتبة الكاظمية المقدسة
أخبار العتبة العسكرية المقدسة
أخبار العتبة العباسية المقدسة
أخبار العلوم و التكنولوجيا
الاخبار الصحية
الاخبار الاقتصادية
مراسم رفع رايتي الحزن والأسى إيذاناً لإعلان الحداد بذكرى استشهاد الإمام الجواد "عليه السلام"
المؤلف:
aljawadain.org
المصدر:
الجزء والصفحة:
2025-05-24
7

عند أعتاب القباب الذهبية الشامخة، حيث يسكن المجد وتصغي القلوب لصمت الهيبة، وترفرف رايات الحزن السوداء إيذاناً لحلول موسم العزاء، وإحياء ذكرى استشهاد ملاذ السائلين، باب المراد الإمام محمد بن علي الجواد "عليه السلام"، الذي قضى مسموماً في ريعان شبابه، وها هي جموع المحبين والموالين، تقف مجدداً بخشوع أمام صرح الجود والعطاء، في رحاب الإمامين الكاظمين الجوادين "عليهما السلام"، وهي تستذكر بدموعها وقلوبها المثقلة بالفقد هذه المناسبة الأليمة، إذ أقامت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة، وبرعاية خادم الإمامين الجوادين الدكتور حيدر حسن الشمّري، المراسم السنوية لاستبدال الرايتين المباركتين على القبتين الطاهرتين، برايتي الحزن السوداويتين، اللتين ترتفعان كل عام معلنتين بدء أيام العزاء الجوادي.
وجرت هذه المراسم وسط حضور وفود العتبات المقدسة والمزارات الشريفة، والنخب الدينية من السادة الأجلاء والمشايخ الفضلاء في المشروع التبليغي الحوزوي، إلى جانب عدد من الشخصيات الرسمية والاجتماعية، ووجهاء مدينة الكاظمية المقدسة وشيوخ عشائرها، فضلًا عن مسؤولي دوائرها الخدمية، وجموع الزائرين الكرام الذين توافدوا لاستذكار هذا المصاب الجلل.
استُهلت المراسم العزائية بتلاوة عطرة من الذكر الحكيم، شنّف بها قارئ العتبة المقدسة علي فيصل أسماع الحاضرين، تلتها كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة وألقاها نائب الأمين العام المهندس سعد محمد حسن جاء فيها قائلاً: (في هذا اليوم الأليم، ونحن نُحيي ذكرى شهادة الإمام التاسع من أئمة الهدى، الإمام محمد بن علي الجواد "عليه السلام"، نجتمعُ في هذه البقعة المباركة لنُجدد العهد والولاء، ولنعبر عن عظيم حزننا ومواساتنا لصاحب العصر والزمان أرواحنا له الفداء.
إن مراسم استبدال الرايات ليس شعائر شكلية، بل هو تعبير عن الحزن العميق الذي يملأ قلوب المؤمنين، وتجديدٌ للعهد مع الإمام الجواد "عليه السلام" بأننا على نهجه سائرون، ولرسالته حافظون، ولخطه موالون، رغم كل التحديات.
ومن المناسب في هذه الوقفة الإيمانية أن نشير إلى رسائل عدّة منها:
· الرسالة الأولى نبعثها بكل حب ومودة إلى الشباب المتصدي لعظيم الابتلاءات والامتحانات التي بات يواجهها في هذا الزمن الصعب.. فليتخذوا الدروس والعبر من سيرة شباب الأئمة لتحصين أنفسهم وعقيدتهم بحضورهم المجالس الحسينية التي ستقام في كل مكان.
· الرسالة الثانية إلى الآباء والأمهات كي يأخذوا دورهم في حث أبنائهم وبناتهم للمشاركة في إحياء هذه المناسبة الأليمة باستشهاد الإمام التاسع من أئمة المسلمين والزحف صوب العتبة الكاظمية المقدسة لتجديد العهد والولاء في الأيام والليالي القادمة.
· الرسالة الثالثة إلى جميع المواكب والهيئات الحسينية وخدامها الكرام الذين يقدمون الخدمة في هذه المناسبة سواء كانت عزائية أم خدمية أن تكون الخدمة بمستوى تليق بصاحب الذكرى الإمام الجواد "عليه السلام" خالية من الممارسات الدخيلة التي تطال الشعائر الحسينية والتي يحاول أعداؤنا أن يزرعوها لتشويه الشعائر من جهة وجر أولادنا وعوائلنا بعيدا عن جادة الصواب من جهة ثانية.
· الرسالة الرابعة إلى جميع الخدم والمتشرفين بالخدمة (أعزهم الله تعالى) في هذه العتبة المقدسة أن يكونوا على قدر عال من المسؤولية والانضباط على جميع المستويات والاختصاصات والتحلي بالصبر وكظم الغيظ وتقديم أفضل الخدمات وأيسر التسهيلات لزوار الإمامين "عليهما السلام" لإنجاح مراسم الزيارة.. لعلنا نحظى بنظرة من صاحب العزاء الإمام صاحب العصر والزمان "عجل الله فرجه" الذي سيكون حاضرا إن شاء الله تعالى لزيارة جده الإمام الجواد "عليه السلام"..).
أعقبها كلمة ممثل المرجعية الدينية في مدينة الكاظمية المقدسة سماحة الشيخ حُسين آل ياسين "دامت توفيقاته" التي عبّر فيها عن عظيم المصاب، واستعرض شذرات من وصايا وأقوال الإمام محمد الجواد "عليه السلام" وكلماته الذهبية التي تعد من مناجم التراث الإسلامي ومن أروع الثروات الفكرية في الإسلام والتي حفلت بأصول الحكمة وقواعد الأخلاق وخلاصة التجارب ومنها قوله "عليه السلام": (أفضل العبادة الإخلاص، ونعمة لا تشكر كسيئة لا تغفر، والقصد إلى الله تعالى بالقلوب ابلغ من إتعاب الجوارح بالإعمال، وثلاث خصال تجلب فيهن المودة : الإنصاف في المعاشرة، والمواساة في الشدة، والانطواء على قلب سليم، وثلاثة من كن فيه لم يندم : ترك العجلة، والمشورة، والتوكل على الله تعالى عند العزيمة، ثلاث يبلغن بالعبد رضوان الله تعالى : كثرة الاستغفار، وخفض الجانب، وكثرة الصدقة، وقوله "عليه السلام": الناس اشكال، وكل يعمل على شاكلته، والناس إخوان فمن كانت إخوته في غير ذات الله، فهي عداوة، لو سكت الجاهل ما اختلف الناس، والمؤمن يحتاج إلى توفيق من الله، وواعظ من نفسه، وقبول ممن ينصحه، وعنوان صحيفة المؤمن حسن خلقة , وعنوان صحيفة السعيد حسن الثناء علية، وعز المؤمن غناه عن الناس، وكيف يضيع من الله كافله، وكيف ينجو من الله طالبه، توسد الصبر، واعتنق الفقر، وارفض الشهوات، وخالف الهوى، وعلم انك لن تخلو من عين الله، فانظر كيف تكون..).
وشهدت المراسم العزائية الاستماع إلى المراثي العزائية التي صدح بها صوت فضيلة الشيخ أحمد الربيعي واسى بها النبي الأكرم وأهل بيته الأطهار "عليهم السلام" بهذه المصيبة الراتبة.
كما تخللت مشاركة مواكب مدينة الكاظمية النجباء بمراسم تأبينية حاملين فيها رايات مجددين العهد والولاء للإمامين الكاظمين الجوادين "عليهما السلام" بهذه المناسبة الأليمة وكان في استقبالهم وكيل المرجعية الدينية في مدينة الكاظمية، وأعضاء مجلس إدارة العتبة المقدسة، وشارك الرادود حيدر معين الكاظمي بقراءة مجموعة من القصائد العزائية وسط أجواء يملؤها الحزن وذرف الدموع وترديد نداء الولاء بـ(لبيّك يا جواد .. لبيك يا مسموم).
وفي ختام المراسم، ارتفعت الأكفّ بالتضرع والدعاء إلى الله تعالى، مبتهلين إليه بتعجيل فرج مولانا صاحب العصر والزمان "عجّل الله تعالى فرجه الشريف"، وأن يعمّ الأمن والأمان أرجاء العراق وسائر بلاد المسلمين، وأن يرزقنا الثبات على نهج أهل البيت "عليهم السلام" والاقتداء بسيرتهم المباركة.