عوامـل التغيرات في تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر بداية القرن الواحد والعشرين 2
المؤلف:
د . عبد الرزاق حمد حسين الجبوري
المصدر:
دور الاستثمار الأجنبي المباشر في التنمية الاقتصادية
الجزء والصفحة:
ص111 - 117
2025-05-09
433
شهد عام (2004) تحسن طفيف في الاستثمار الاجنبي المباشر بعد ثلاث سنوات من التدفقات الآخذة في الهبوط، والسبب في ذلك هو الزيادة القوية في تدفقات الاستثمار الاجنبي المباشر الى البلدان النامية ، وتساعد كثير من العوامل في توضيح هذه الزيادة من أهمها المنافسة القوية بين الشركات والتي أدت الى انتهاج طرق جديدة لتحسين قدرتها التنافسية والمتمثلة في توسيع أعمالها في الأسواق سريعة النمو (الاقتصادات الناشئة) بغية زيادة المبيعات إضافة الى ترشيد الأنشطة الإنتاجية بهدف الحصول على وفورات الحجم الناتجة عن تخفيض تكاليف الإنتاج، بالإضافة إلى ان ارتفاع أسعار كثير من السلع الأساسية حفز الاستثمار الأجنبي المباشر للتوجه إلى البلدان الغنية بالموارد الطبيعية مثل النفط والمعادن (1).
بقيت البلدان المتقدمة في الصدارة كمصدر أساسي للاستثمار عن طريــق الاستثمار الاجنبي المباشر في عام (2004)، فقد بلغت التدفقات الخارجية منها حوالي (686.3) مليار دور في عام (2004) وهو ما يمثل (84.4%) من التدفقات الإجمالية في حين سجلت البلدان النامية زيادة كبيرة وصلت الى (112.8) مليار دولار وهو ما نسبته (13.9%) من إجمالي التدفقات لعام (2004).
ثم جاءت البلدان المتحولة بنصيب قدره (14) مليار دولار وهو ما يمثل (%1.7) من الإجمالي بانخفاض نسبي قدره (0.2%) عن العام (2003). أما التدفقات الداخلة فقد حصلت البلدان المتقدمة في عام (2004) على حوالي (396.1) مليار دولار وهو ما يمثل (55.7%) بانخفاض بنسبة (8.6%) عن العام (2003). بينما ازدادت حصة البلدان النامية لتبلغ (275) مليار دولار وهو ما يمثل (%38.7) وهي أعلى نسبة تحققها البلدان النامية من التدفقات الرأسمالية الواردة منذ عام (1997) بارتفاع نسبته (7.4%) عن العام (2003).
وفي البلدان المتحولة استمرت الزيادة لتبلغ (39.6) مليار دولار وهـو مـا يمثل (5.6%) من اجمالي التدفقات لعام (2004) بزيادة نسبتها (1.28%) عن العام (2003).
كان حجم الاستثمار الاجنبي المباشر الداخل والخارج كبيراً في عام (2005)، على نحو مماثل للاتجاهات التي سجلت في نهاية التسعينيات، وذلك لتأثير النمو الاقتصادي العالمي، والأداء الاقتصادي القوي للبلدان النامية والمتحولة وتزايد عمليات الاندماج والحيازة عبر الحدود والتطور في الأسواق المالية العالمية، واستمرار التحسن في البيئة الاستثمارية، وتنامي فرص الاستثمار الجديدة ونجاح البلدان المضيفة في جهودها الترويجية، ونمو الطلب العالمي على النفط، وتبسيط إجراءات التراخيص والمعاملات (2).
بلغت تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر الخارجة على الصعيد العالمي (778.7) مليار دولار، وبقيت البلدان المتقدمة المصدر الرئيس لهذه التدفقات، فقد بلغ نصيبها (646.2) مليار دولار وهو ما نسبته (83%) من إجمالي التدفقات الصادرة، بيد انه سجل ارتفاع شديد في الاستثمار الصادر من البلدان النامية ليبلغ (117.5) مليار دولار وهو ما نسبته (15.1%) من الإجمالي.
في حين سجلت البلدان المتحولة زيادة مستمرة وصلت الى (15.1) مليار دولار وهو ما نسبته (1.9%) من الإجمالي، في حين سجل الاستثمار الأجنبي المباشر الداخل على مستوى العالم نسبة نمو وصلت الى (29%) خلال العام (2005) مقارنة مع العام (2004) عندما بلغ (916.3) مليار دولار.
وبلغ نصيب البلدان المتقدمة من التدفقات الداخلة حوالي (542.3) مليار دولار وهو ما نسبته (59.2%) بزيادة نسبتها (3.5%) عن العام (2004). في حين سجلت البلدان النامية زيادة وصلت الى (334.3) مليار دولار وهو ما نسبته (36.5 %) بانخفاض نسبته (2.2) عن العام (2004). وسجلت البلدان المتحولة (39.7) مليار دولار وهو ما نسبته (4.3%) بانخفاض نسبته (1.3%) عن العام (2004).
ان البلدان المتقدمة تسيطر على أغلب التدفقات الخارجة والداخلة من الاستثمار الاجنبي المباشر، ويقع أغلب الاستثمار الاجنبي المباشر داخل الثالوث (مراكز العولمة الحالية) الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي واليابان التي هي موطن (85) شركة من الشركات متعددة الجنسية المائة الرائدة في العالم في عام (2004)، وهنالك خمسة بلدان (المانيا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة واليابان) هي موطن (73) شركة من الشركات المائة الرائدة (3).
والجدول الآتي يوضح تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر الخارجة والداخلة الى بعض أقاليم البلدان المتقدمة والنامية:

يتضح من الجدول (3) سيطرة بلدان أوربا الغربية على تدفقات الاستثمار الاجنبي المباشر الخارج من البلدان المتقدمة طيلة المدة (2000-2005) بحوالي (859432) مليون دولار في عام (2000) وانخفضت الى حوالي (618810) مليون دولار في عام (2005) ، ثم جاءت بعدها بلدان الاتحاد الأوربي بحوالي (806151) و (554802) مليون دولار في عام (2000) و (2005) على التوالي ومن ثم بقية البلدان المتقدمة.
كذلك الحال بالنسبة لتدفقات الاستثمار الاجنبي المباشر الداخلة الى البلدان المتقدمة، فقد تصدرت بلدان أوربا الغربية طيلة المدة (2000 - 2005) بحوالي (697436) و (433628) مليون دولار في عامي (2000) و (2005) على التوالي، وأيضاً احتلت بلدان الاتحاد الأوربي المركز الثاني بحوالي (671417) و (421899) مليون دولار في عامي (2000) و(2005) على التوالي.
ان هذه التدفقات الداخلة والخارجة المرتفعة في البلدان المتقدمة تعود الى التحسن في الوضع الاقتصادي الدولي وتطبيق هذه البلدان لسياسات التحرر الاقتصادي والمالي وإصدار القوانين المنظمة والمشجعة للاستثمار وإلغاء الرقابة على حركة رؤوس الأموال.
أما بالنسبة لتدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر الخارجة من أقاليم البلدان النامية، فيلاحظ أن إقليم أسيا جاء اولاً في قائمة البلدان المصدرة للاستثمار الأجنبي المباشر طيلة المدة (2000 - 2005) فانخفضت حصته من (83805) مليون دولار في عام (2000) الى حوالي (83537) مليون دولار في عام (2005). ومن ثم جاء إقليم أمريكا اللاتينية والكاريبي الذي أتسمت تدفقاته بعـــدم الاستقرار في بداية المدة عندما بلغت حوالي (13738) مليون دولار في عام (2000) وتراجعت الى (6009) مليون دولار في عام (2002) واستمرت بعد ذلك بالتزايد لتبلغ (32825) مليون دولار في عام (2005).
واتسمت التدفقات من إقليم أفريقيا بالتذبذب طيلة المدة (2000 - 2005) وقد تكون الأسباب وراء انخفاض التدفقات الخارجة من البلدان النامية الى القيود المفروضة على حركة رؤوس الأموال، التي عولجت في بعض البلدان النامية بسياسات أكثر تحرراً وانفتاحاً، بالإضافة إلى النمو الاقتصادي المرتفع في البلدان المتقدمة الذي أدى إلى جذب الاستثمار الأجنبي المباشر من البلدان النامية. يتضح من الجدول السابق أن إقليم آسيا تصدر قائمة البلدان النامية في جذب الاستثمار الاجنبي المباشر الداخل، بحوالي (146067) و (199554) مليون دولار في عامي (2000) و (2005) على التوالي، ثم جاء إقليم أمريكا اللاتينية والكاريبي بحوالي (97537) و (103663) مليون دولار في عامي (2000) و (2005) على التوالي. وترجع الزيادات الحاصلة في التدفقات الداخلة إلى الأقاليم إلى برامج الخصخصة التي طبقها معظم بلدان أمريكا اللاتينية والكاريبي والاستقرار الاقتصادي وتحرير التجارة وإزالة القيود مما أدى إلى جذب المستثمرين الأجانب أليها.
ثم جاء إقليم أفريقيا بحوالي (8728) مليون دولار في عام (2000) واستمرت هذه القيمة بالارتفاع في عام (2001) لتبلغ (19616) مليون دولار وواجهت انتكاسه في عام (2002) عندما انخفضت الى (11780) مليون دولار واستمرت بعد ذلك بالارتفاع لتبلغ (30672) مليون دولار في عام (2005) وهي أعلى قيمة تصل إليها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) UNCTAD (world Investment Report 2005: Transnational corporations and the Internationalization of R & D) overview, op. cit,P 1.
(2) المؤسسة العربية لضمان الاستثمار، التقرير السنوي (2005)، الصفاء الكويت، 2005، ص5 .
3- UNCTAD (world Investment Report 2006:FDI from Developing and Transition Economies: Implications For Development) U.N, New York and Geneva, 2006, PP299-302.
الاكثر قراءة في الاستثمار ودراسة الجدوى الأقتصادية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة