1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الجغرافية الطبيعية

الجغرافية الحيوية

جغرافية النبات

جغرافية الحيوان

الجغرافية الفلكية

الجغرافية المناخية

جغرافية المياه

جغرافية البحار والمحيطات

جغرافية التربة

جغرافية التضاريس

الجيولوجيا

الجيومورفولوجيا

الجغرافية البشرية

الجغرافية الاجتماعية

جغرافية السكان

جغرافية العمران

جغرافية المدن

جغرافية الريف

جغرافية الجريمة

جغرافية الخدمات

الجغرافية الاقتصادية

الجغرافية الزراعية

الجغرافية الصناعية

الجغرافية السياحية

جغرافية النقل

جغرافية التجارة

جغرافية الطاقة

جغرافية التعدين

الجغرافية التاريخية

الجغرافية الحضارية

الجغرافية السياسية و الانتخابات

الجغرافية العسكرية

الجغرافية الثقافية

الجغرافية الطبية

جغرافية التنمية

جغرافية التخطيط

جغرافية الفكر الجغرافي

جغرافية المخاطر

جغرافية الاسماء

جغرافية السلالات

الجغرافية الاقليمية

جغرافية الخرائط

الاتجاهات الحديثة في الجغرافية

نظام الاستشعار عن بعد

نظام المعلومات الجغرافية (GIS)

نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)

الجغرافية التطبيقية

جغرافية البيئة والتلوث

جغرافية العالم الاسلامي

الاطالس

معلومات جغرافية عامة

مناهج البحث الجغرافي

الجغرافية : الجغرافية الاقليمية :

تطور الأهمية الاستراتيجية للمضائق التركية

المؤلف:  أ.د. الهادي مصطفى، أ.د محمد علي الاعور

المصدر:  الجغرافيا البحرية

الجزء والصفحة:  ص 178 ـ 128

2025-05-07

11

تعود بداية السيطرة التركية على البسفور والدردنيل إلى بداية تكوين الدولة العثمانية وذلك عندما قام السلطان محمد الفاتح بفتح القسطنطينية إذ من خلالهما قامت تركيا بالتوسع في آسيا الصغرى، وشرق أوروبا وتحكمت في هذه المضائق مدة ثلاثة قرون وأغلقتهما في وجه الملاحة البحرية للسفن الأخرى، وبقيت سفنها تخدم الأغراض التركية وبسيطرة تركيا على هذه المضائق أصبح البحر الأسود بحيرة تركية بين عامي (1475 - 1774) وطوال هذه الفترة احتكرت تركيا الملاحة في البحر الأسود، وقد أبقت الامتيازات التي منحتها لفرنسا وغيرها على حرية المرور في مضيق تركيا وتلك الدول إلا أن السفن الحربية كان محظوراً عليها المرور من هذه المضايق. إلا أن روسيا استطاعت في سنة 1774 إفرنجي السيطرة على الساحل الشمالي للبحر الأسود وبذلك تمكنت من أن تكسر الاحتكار التركي في هذا البحر، وقبل توقيع هذه المعاهدة كانت السفن الروسية تبحر في البحر الأسود رغم اعتراض تركيا أحياناً إلا أنها حصلت بناءً على تلك المعاهدة على حق العبور في البحر الأسود وفي المضايق نفسها التي تربط البحر المتوسط بالبحرالأسود فحرية العبور كانت مقصورة على السفن الصغيرة وخضوعها للتفتيش والرقابة وذلك لسيطرة تركيا التامة على المضيقين ومنع السفن التي تهدد أمنها وسلامتها خاصة أن السفن الأجنبية كانت مهددة بالمدفعية الساحلية التركية. وفي جميع الحقيقة كان سماح تركيا للسفن بالعبور اعترافاً بمرور جميع السفن الأجنبية التجارية بما فيها السفن الحربية وبعد أن أصبحت لروسيا الأهمية العسكرية والسياسية في القرن الثامن عشر كان على تركيا أن تأخذ بجانب اللين مع روسيا فحدث اتفاقاً بينهما، إذ قام بينهما تحالف قصير الأمد في سنة 1798 إفرنجي ولذلك سمحت تركيا للسفن الحربية التابعة لروسيا بالمرور في مضيق البسفور ولكن دفة الأمور لم تسر على هذا المنوال إذ حدث الخلاف والنزاع بين تركيا وروسيا من جديد مما أيقظ الدول الأوروبية من سباتها وبإدراك أهمية المضائق التركية وخطورة مرورالسفن الروسية ووصولها إلى البحر المتوسط وعندما شعرت الدول الأوروبية بهذه الأهمية فإنها تآزرت مع بعضها وأقرت معاهدة باريس في سنة 1956 إفرنجي، إذ تقرر فتح المضائق للسفن التجارية لجميع الدول وبعد أن ضعفت شوكة الامبراطورية العثمانية، وخروجها مهزومة في الحرب العالمية الأولى، فإن معاهدة لوزان عام 1923 الفرنجي. التي نصت على إخلاء منطقة المضائق وجزربحر إيجه من القوات العسكرية وتشكيل لجنة للمضائق مسؤولة أمام عصبة الأمم كما وضع ضمان لحرية الملاحة في المضائق واستمر هذا الحال إلى أن نشبت الحرب العالمية الثانية حيث اتخذت تركيا موقفاً حذراً في هذه الحرب، ومع ذلك فإن الحلفاء لم يستعملوا المضائق لأن البحر المتوسط، كان مليئاً بالغواصات والطائرات الألمانية وكانت مهمة المضائق حماية الأساطيل التجارية والحربية التي تقتضي نفقات باهضه. وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية أعلنت الولايات المتحدة اقتراحاً وذلك في سنة 1945 إفرنجي طرحت فيه بأن تظل المضائق مفتوحة للسفن الحربية لدول البحر الأسود، وعدم مرور سفن حربية أخرى إلا أنها تبقى مفتوحة لجميع السفن التجارية .ولكن الاتحاد السوفياتي لم يرض بهذه المقترحات وحاول مراوغة تركيا، إلا أن هذا التصرف أقلق تركيا وجعلها تقر نظاماً دفاعياً تشترك فيه الدول الغربية الكبرى لتقف في وجه الخطر الروسي وتعتبر هذه المضائق للحكومة التركية مصدراً اقتصادياً بالدرجة الأولى إذ تستفيد من عملية العبور، وفرض الرسوم والعوائد على تلك السفن وذلك مقابل الخدمات التي توفرها تركيا للسفن العابرة أما بالنسبة للاتحاد السوفياتي فتشكل هذه المضائق أهمية أعظم بكثير وخصوصاً من الناحية السياسية والعسكرية إذ أن وقوف تركيا في وجه الأساطيل الروسية العسكرية والتجارية يعد ضربة قاضية لأنها المنفذ الوحيد للاتحاد السوفياتي إلى البحر المتوسط وعدم السماح لها بالمرور إلى البحر المتوسط يعني حرمانها من الناحية التجارية من أهم طريق ملاحي يصل إلى البحر المتوسط والذي ينتهي بميناء أوديسا العالمي التي أصبحت لها مكانة تجارية هامة في هذا البحروأكثر من ذلك فإن الاتحاد السوفياتي يتضرربدرجة أكبر في حالة ارتباط تركيا بالحلف الأطلنطي إذ يصبح الاتحاد السوفياتي مهدداً في عقرداره ولهذا يحاول الاتحاد السوفياتي جاهداً السيطرة على البحر الأسود والمضايق المذكورة ليحاول مد نفوذه في البحر المتوسط ليقف في وجه زحف الحلف الأطلسي خاصة وإن كان الاتحاد السوفياتي يولي اهتماماً كبيراً بدول شرق أوروبا التي يسعى جاهداً لضم تركيا إليها ولا يتورع عن خلق المصاعب لها بحكم أهمية هذه المضائق ونتيجة لتطور وسائل النقل المذهلة بعد الحرب العالمية الثانية، حيث ظهرت الناقلات الضخمة والسفن التجارية ذات الحمولة الهائلة التي أحدثت انقلاباً في النقل البحري فقد كان لزاماً على الاتحاد السوفياتي أن ينظر إلى الشرق الأوسط والبحر المتوسط نظرة خاصة باعتباره القوة العظمى المنافسة للولايات المتحدة وأن الصراع بينهما يشمل العالم كله ولذا يمكن أن نعتبر البحر المتوسط المجال الذي يمكن أن تتنافس فيه القوتان، فالبحر المتوسط والشرق الأوسط بصفة عامة مجاور مكانياً للمراكز الاقتصادية، السوفيتية في القوقاز والفولجا والأورال وشمال وسط آسيا . وفي الوقت نفسه فإن الشرق الأوسط هو لب الفائض البترولي العالمي والمحرك الأول للآلية الاقتصادية الغربية بصفة عامة .ولهذا أصبحت للبحر المتوسط والشرق الأوسط استراتيجية خاصة، إذ تحاول كل دولة أن تضع يدها على كليهما، وذلك باتباع عدة وسائل لتحقيقها، كالإقناع والتسوية الودية عن طريق المساعدات والقروض والإغراءات والمساومات وعن طريق الضغوط المباشرة حين تضطر إلى اللجوء إليها أو عن طريق الحرب السياسية والاجتماعية والاقتصادية وإذا اضطر الأمر فإن القوة العسكرية هي الأسلوب الأخير، الذي يمكن أن يستعمل، وهذا ما تعيشه كل الدول التي تشرف على مدخل البحر المتوسط وخصوصاً مصر وتركيا فالأخيرة واقعة بين تأثير القوتين الشرقية والغربية، فالاتحاد السوفياتي يهدد أمنها وسلامتها لأنه قريب منها ويحاول بأية طريقة أن يسيطر على الملاحة في هذه المضائق في حين تغري أمريكا تركيا بالأموال والمساعدات المختلفة حتى لا تقف تركيا في وجه الأسطول الأمريكي فوجود هذه المضائق يحتم على تركيا أن تراعي مصالحها بالدرجة الأولى وأن تكون مستعدة لأي طارئ قد يفرض عليها.

 

 

 

EN