من المعروف أن المياه النقية الخالية من الشوائب عديمة اللون إلا أن مياه البحار والمحيطات تبدو بألوان مختلفة كما توضحها الخرائط البحرية، فتجد مثلاً أن لون المياه في البحار المفتوحة يظهر باللون الأزرق الغامق، بينما تظهر مياه البحار الضحلة والساحلية باللون الأزرق الفاتح نتيجة لدرجة انعكاس الضوء إذ من الملاحظ أن درجة الانعكاس الضوئي في المياه العميقة ضعيفة. ومن أهم العوامل المساعدة على اختلاف لون المياه البحرية هي :

1 - درجة اختراق أشعة الشمس للمياه وانتشار الأشعة الضوئية بألوانها المختلفة.

2 - تنوع الارساب والشوائب والمواد المذابة في المياه البحرية والمحيطية.

3 - تنوع الارساب القاعي والصخور المكونة للقاع.

4- تكاثر الأحياء البحرية ذات الألوان المختلفة.

5- تنوع الارساب الذي تحمله المجاري المائية وتتأثر مياه البحار والمحيطات بكميات وأنواع وتوزيع المواد والإرسابات المكونة لقيعان المحيطات المائية، كما تتوقف ألوان الشفافية على طبيعة أشعة الشمس ودرجة اقترابها للطبقات المائية المعتمدة أساساً على الخصائص التركيبية للمياه البحرية وطول الموجات الإشعاعية تبعاً للموقع الجغرافي ويستخدم في قياس درجة الشفافية واللون قرص نصف قطره (12) بوصة ويسمى قرص سيكي Secchi (Disc) ويدلى هذا القرص في خط عمودي على سطح الماء لتحديد العمق المائي وبذلك يمكن تحديد درجة الشفافية وفقاً لعمل المسجل أما اللون فيعرف أيضاً عن طريق قرص أبيض يدلى في مياه البحر، ثم يقارن بألوان على قرص آخر يسمى مقياس فورل (Forel Scale) فاللون الأزرق يفسر على أساس درجتي الانعكاس والتشتت لضوء الشمس بواسطة الذرات أو الجزئيات المتواجدة في المسطحات المائية فالإشعاع الشمسي ذي اللون الأحمر غالباً ما يمتص بواسطة ماء البحر في حين نجد أن الشعاع الأبيض سريع التشتت والانعكاس وبالتالي نجد أن اللون الأبيض يمثل اللون المميز لمياه البحار خاصة في المناطق الضحلة والذي يظهر كلون أزرق نتيجة للعمق غير أن مياه البحار والمحيطات تختلف في ألوانها وفقاً للمواد العالقة والمكونات السطحية لقاع المسطحات المائية خاصة في المناطق الضحلة. ففي المناطق الساحلية على سبيل المثال نجد أن المياه تميل إلى اللون الأخضر خاصة في الأقاليم الغنية بالمواد النباتية والحيوانية كما تظهر المياه بنية اللون أو صفراء أحياناً في المناطق ذات الارسابات الرملية أو الطينية الرملية. كما تتأثر ألوان المياه البحرية والمحيطية بالسحب التي تحجب أشعة الشمس، ودرجة ميلان أشعة الشمس وحركة المياه السطحية، ونوع الارسابات المكونة للقاع، وكذلك الموقع الجغرافي وتساهم المواد العالقة بالمياه بجزء كبير في تحديد لون تلك المياه حيث نجد أن بعض التسميات تقترن بطبيعة الارساب أو المواد العالقة فالبحر الأحمر يدل على تسميته على تواجد كميات كبيرة من أكسيد الحديد والبحرالأصفر نتيجة لتواجد كميات من الكبريت، واقترنت تسمية البحرالأسود بالمخلفات البركانية البحرية ذات اللون الأسود والغامق. كما أن للمجاري المائية دوراً مهماً في تمييز ألوان المياه البحرية فالمياه القريبة من مصب نهر الأمازون تمتاز بلونها البني الغامق، والقريب أحياناً من الاحمرار وذلك نتيجة لما تحمله مياه النهر من رواسب ذات تكوينات غرينيه وحمراء.

مواضيع ذات صلة

أمواج المياه الضحلة (Surface Water Waves)

مصادر المياه في ليبيا

نهر الكونغو

نهر النيجر

نهر الأورانج

نهر الزمبيزي

التصريف المائي لقارة افريقيا

نهر النيل

أقسام الانهار في المناطق الجافة

فوائد الفيضانات

المبخر متعدد التأثير

نوعية مياه حوض دجلة والفرات