x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

علم الحديث

تعريف علم الحديث وتاريخه

أقسام الحديث

الجرح والتعديل

الأصول الأربعمائة

الجوامع الحديثيّة المتقدّمة

الجوامع الحديثيّة المتأخّرة

مقالات متفرقة في علم الحديث

علم الرجال

تعريف علم الرجال واصوله

الحاجة إلى علم الرجال

التوثيقات الخاصة

التوثيقات العامة

اصحاب الاجماع

الشهادة للراوي ضمن جماعة

مشايخ الاجازة

مشايخ الثقات

الوكالة - كثرة الرواية - مصاحبة المعصوم

مقالات متفرقة في علم الرجال

أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)

اصحاب الائمة من التابعين

اصحاب الائمة من علماء القرن الثاني

اصحاب الائمة من علماء القرن الثالث

علماء القرن الرابع الهجري

علماء القرن الخامس الهجري

علماء القرن السادس الهجري

علماء القرن السابع الهجري

علماء القرن الثامن الهجري

علماء القرن التاسع الهجري

علماء القرن العاشر الهجري

علماء القرن الحادي عشر الهجري

علماء القرن الثاني عشر الهجري

علماء القرن الثالث عشر الهجري

علماء القرن الرابع عشر الهجري

علماء القرن الخامس عشر الهجري

السفارة الرابعة.

المؤلف:  كمال السيّد.

المصدر:  ذلك الشيخ الوقور (الشيخ محمد بن يعقوب الكليني).

الجزء والصفحة:  ص 64 ـ 70.

2024-03-30

206

في شعبان 326 هـ تموز 938 م تدهورت صحّة السفير والنائب الثالث الحسين بن روح فاستدعى بعض الشخصيّات البارزة وأطلعهم على انتقال مهمّة النيابة والسفارة إلى أبي الحسن علي بن محمّد السمري.
وقد استمرّ السفير الرابع يؤدّي مهامّه بسريّة تامّة وسط أجواء عاصفة سياسيّاً وعسكريّاً؛ اذ شهدت تلك الفترة احتدام الصراع بين كبار القادة العسكريّين وتمزّقت أوصال الدولة العباسيّة وأصبحت أقاليم مستقلّة عن المركز، فقد استولّى «البريدي» على البصرة وواسط والأهواز وبسط البويهيّون سلطتهم على فارس والريّ واصفهان أمّا اقليم كرمان فقد استولى عليه بنو إلياس، في حين سيطر (كورتكين) على الشمال الإيرانيّ، فيما قامت دولة الحمدانيّين على إقليم الجزيرة والموصل، وأسّس الاخشيديون دولتهم على أرض مصر والشام؛ أمّا المغرب وشمال افريقيا فقد أصبح تحت سلطة الدولة الفاطميّة وما تزال الاندلس تحت نفوذ الدولة الامويّة، في حين ما يزال السامانيّون يتحكّمون بإقليم خراسان وأمّا القرامطة فقد أسّسوا دولتهم في البحرين لتمتد إلى اليمامة وأجزاء اُخرى من شبه الجزيرة العربيّة.
فيما ظلّت بغداد والكوفة تحت سلطة الخليفة والخليفة تحت رحمة القادة العسكريّين وكبار الضبّاط!!
وفي عام 328 هـ 940 م نقلت الأوساط الشيعيّة في بغداد بحزن نبأ وفاة العالم الامامي الكبير علي بن بابويه القمي وقد وصل النبأ بعد 17 يوماً من وفاته وهو والد الشيخ الصدوق.
في منتصف ربيع الأوّل 329 هـ ـ منتصف كانون الأوّل 940 م أُعلن عن وفاة الخليفة الراضي وجلوس أخيه إبراهيم الذي لُقّب بـ«المتّقي لله» وما تزال السلطة بيد الحاكم العسكري العام «بجكم» الذي اغتيل فيما بعد في رحلة صيد فاستغل كورتكين الحادث وأصبح الحاكم العسكري العام، فاستنجد الخليفة «المتّقي» بقوّات من الشام.
وهكذا يستمرّ مسلسل الصراع على السلطة؛ وفي هذه الفترة فجّر الحنابلة فتنة طائفيّة جديدة استهدفت هذه المرّة الشيعة الاماميّة بمناسبة احتفال الشيعة بيوم 15 شعبان الذكرى السنويّة لتحوّل القبلة من القدس الشريف إلى مكّة المكرّمة وزحفت الجموع المتطرّفة في هستيرية باتّجاه جامع «براثا» بالقرب من نهر دجلة لتدميره غير انّ قوّات حكوميّة حالت دون ذلك حيث فرضت حماية مشددة على المسجد الذي يعود بناؤه إلى عام 38 هـ أثر ظهور كرامة للإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) وهو في طريقه إلى «صفّين».
وقد تعرّض حي الصيارفة لهجوم الحنابلة أيضاً وهو من الأحياء التي تقطنه غالبيّة شيعيّة (1) وقد وضع نبأ وفاة زعيم الحنابلة في مخبئه السرّي وارتفاع الأسعار بشكل جنوني حدّاً للأجواء المتوترة في هذه المدينة التي بدت تعاني من مجاعة (2).
لم تعد بغداد دار السلام فقد استحال العراق إلى مسرح لعمليّات عسكريّة يخوضها قادة طموحون وضبّاط مغامرون.
انّ شمس الحضارة تؤذن بالمغيب، وفي احدى الليالي وكان القمر في المحاق ذهل سكان بغداد لمشهد الشهب التي بدأت تنقض منذ حلول المساء وظلت تنهمر بلا انقطاع حتّى مطلع الفجر.
وفي التاسع من شعبان 329 هـ ـ مايس 941 م تلقّى شيعة أهل البيت (عليهم السلام) نبأ هامّاً سيكون له أكبر الأثر على مستقبلهم؛ ففي ذلك اليوم استدعى السفير والنائب الرابع والأخير علي بن محمّد السمري عدداً من زعماء الشيعة البارزين وأطلعهم على بيان موقع من قبل الامام المهدي (عليه السلام) جاء فيه:
«يا علي بن محمّد السمري!
أعظم الله أجر إخوانك فيك فإنّك ميّت ما بينك وبين ستّة أيّام!
فاجمع أمرك، ولا توصِ إلى أحد فيقوم مقامك بعد وفاتك فقد وقعت الغيبة التامّة فلا ظهور إلّا بعد إذن الله تعالى ذكره! وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلوب! وامتلاء الأرض جوراً! وسيأتي لشيعتي من يدّعي المشاهدة، ألا فمَن ادّعى المشاهدة قبل خروج السفيانيّ والصيحة فهو كذّاب مفتر، ولا حول ولا قوّة الّا بالله العلي العظيم».
وتلقّى الحاضرون النبأ بحزن وأسى واستنسخ بعضهم البيان لنشره وتوزيعه على عموم الشيعة في العالم الإسلامي.
وتمرّ ستّة أيّام وفي اليوم السادس كان السمري يستعد للرحيل وقد خيم الحزن والأسى.
السماء تمطر على هون.. همس أحدهم في أذنه:
ـ إلى من توصي بعدك!
فقال بصوت واهن:
ـ لله أمر هو بالغه.
وفي شارع «درب السلسلة» في محلّة «باب الكوفة» حيث يقع منزل ذلك الشيخ الوقور الذي ناهز السبعين عاماً، كانت الأزقة مقفرة إلّا من المطر وظلمات الليل، وقد تراكمت الغيوم؛ البروق تسطع والرعود تدوّي والشيخ يستنشق أنفاسه الأخيرة وينظر من خلال نافذة صغيرة إلى السماء إلى نقطة مضيئة في قلب الظلمات كانت تكبر وتكبر ثمّ تغمره بالسلام.
وضربت صاعقة تمثال الفارس ليهوي من فوق قبة قصر الذهب بعد أن تربّع عليها زهاء قرنين من الزمن (3).
ويخيّل للمرء انّ فارساً يبدو في الأربعين كان يشق طريقه تحت المطر.. يغادر بغداد التي كانت في مهبّ عاصفة مطريّة.
المطر ينهمر بغزارة، البروق تسطع بين الغيوم والرعود تدوّي.. وقد غاب الفارس ورواء النهر كما تغيب الشمس وراء السحب لتشرق كلماته الخالدة:
ـ وأمّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فانّهم حجّتي عليكم وأنا حجّة الله عليهم.
ويسطع اسم الكليني في سماء تراث أهل البيت الكرام (عليهم السلام) كرائد في تدوين أوّل وأكبر موسوعة في الأحاديث الشريفة الواردة عن النبي الأكرم (صلّى الله عليه وآله) وآله الأئمة الأطهار (صلوات الله عليهم أجمعين).

 


__________________
(1) أحداث التاريخ الإسلامي ج 2 المجلّد الأوّل ص 557.
(2) المصدر نفسه ص 554.
(3) يعود تاريخه إلى تأسيس مدينة بغداد 145 هـ ـ 762 م وقصر الذهب هو قصر الخليفة المنصور الذي يتوسّط بالضبط المدينة المدوّرة، والفارس بيده رمح حيث يشير إلى جميع الاتّجاهات تارة إلى الشرق أو الشمال والغرب والجنوب! وقد نسج أهالي بغداد حول ذلك اسطورة فأينما يشير الرمح فان تلك المنطقة أو الجهة تشهد قلاقل واضطرابات أو معارك على الحدود.
وقد سقط التمثال أثر عاصفة مطريّة وتعرّضه لصاعقة في عام 329 هـ ـ 941 م.

 شعار المرجع الالكتروني للمعلوماتية




البريد الألكتروني :
info@almerja.com
الدعم الفني :
9647733339172+