x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

اساسيات الاعلام

الاعلام

اللغة الاعلامية

اخلاقيات الاعلام

اقتصاديات الاعلام

التربية الاعلامية

الادارة والتخطيط الاعلامي

الاعلام المتخصص

الاعلام الدولي

رأي عام

الدعاية والحرب النفسية

التصوير

المعلوماتية

الإخراج

الإخراج الاذاعي والتلفزيوني

الإخراج الصحفي

مناهج البحث الاعلامي

وسائل الاتصال الجماهيري

علم النفس الاعلامي

مصطلحات أعلامية

الإعلان

السمعية والمرئية

التلفزيون

الاذاعة

اعداد وتقديم البرامج

الاستديو

الدراما

صوت والقاء

تحرير اذاعي

تقنيات اذاعية وتلفزيونية

صحافة اذاعية

فن المقابلة

فن المراسلة

سيناريو

اعلام جديد

الخبر الاذاعي

الصحافة

الصحف

المجلات

وكالات الاخبار

التحرير الصحفي

فن الخبر

التقرير الصحفي

التحرير

تاريخ الصحافة

الصحافة الالكترونية

المقال الصحفي

التحقيقات الصحفية

صحافة عربية

العلاقات العامة

العلاقات العامة

استراتيجيات العلاقات العامة وبرامجها

التطبيقات الميدانية للعلاقات العامة

العلاقات العامة التسويقية

العلاقات العامة الدولية

العلاقات العامة النوعية

العلاقات العامة الرقمية

الكتابة للعلاقات العامة

حملات العلاقات العامة

ادارة العلاقات العامة

عمود الرياضة

المؤلف:  د. عبد اللطيف حمزة

المصدر:  المدخل في فن التحرير الصحفي

الجزء والصفحة:  ص 275-279

2023-06-08

772

عمود الرياضة

قيل إن القارئ العادي للصحيفة، كما دلت الإحصاءات الكثيرة على ذلك، يلقي نظرة سريعة على العنوانات البارزة فيها، ثم يقلب صفحاتها على عجل بحثاً وراء الفكاهات، والصور الكاريكاتورية، ونحوها، وأخيراً يستقر بصره في صفحتي المرأة والرياضة (1).

ولسنا ندري إن كان هذا صحيحاً بالقياس إلى الشعب الامريكي، أو الشعب الاوربي، وإلى أي حد يكون صحيحاً كذلك بالقياس إلى الشعب المصري خصوصاً والشعوب العربية عموماً؟.

والمعروف على أية حال أن الصحف العربية تخصص للألعاب الرياضية والمسرح والسينما حيزاً يلفت أنظار الجمهور القارئ.

فلنقف وقفة ما عند صفحتي الرياضة والفنون في الصحيفة، ولنشر إلى أهم القواعد والاصول المتبعة في تحرير هاتين الصفحتين أو العمودين في العادة:

صفحة الالعاب الرياضية:

نرى معظم الصحف التي تصدر في العالم في الوقت الحاضر تفرد صفحة أو  أكثر لأعمدة الالعاب الرياضية، ولعل السبب الحقيقي في اهتمام الصحافة الحديثة بهذه الصفحة بالذات هو انتشار الالعاب الرياضية، والروح الرياضي في أكبر أقطار العالم المتحضر، ومن ثم كان على الصحف أن تخضع خضوعاً تاماً للأمر الواقع، وأن تستجيب لرغبات الجماهير في العناية التامة بهذه الاعمدة.

ومعلوم أن أهم الالعاب الرياضية التي تسترعى نظر القارئ هي:

كرة القدم، وكرة السلة، ولعبة التنس، ولعبة الجولف، والسباحة، والمصارعة، والملاكمة، وسباق الخيل، وسباق السيارات، وسباق الدراجات، وصيد الحمام:

والذي لا شك فيه أن العنصر الرئيسي في جميع الالعاب هو: "عنصر المنافسة"؛ وأن الدافع الحقيقي إلى تتبع أخبارها في الصحف هو: "الإعجاب بالبطولة" .

والذي لا شك فيه أيضاً أن الجمهور في كل بلد من بلاد العالم تقريباً يتهافت كما  قلنا على قراءة أخبار الرياضة حتى لتشعر الصحيفة أنها لو أغلقت هذا الباب هبط توزيعها إلى درجة كبيرة:

ولذلك اهتمت الصحف جميعها بصفحة الرياضة، وكان من هذا الاهتمام معنى الدعاية بالمجان، وهي دعاية يتدفق بها الذهب في جيوب مديري الملاعب، والمسارح على اختلاف ألوانها!

وكثيراً ما نجد في الصحف الكبرى أن لكل نوع من الانواع الرياضية المتقدمة محرراً خاصاً به، يكتب أخباره ويحاول أن يأتي عقب ذلك بالنقد الفني لهذه الاخبار.

فإذا أعلن يوماً عن مباراة رياضية نهض المحرر المختص على الفور، وجمع المعلومات التامة عن المشتركين في هذه المباراة، وعني بالبطولات التي أحرزوها، ورجح كفة فريق على فريق، ووصف المباراة وصفاً دقيقاً من جميع الوجوه، ولم ينس أن يذكر موقف المتفرجين على المباراة، وطريقة تشجيعهم لهذا الفريق ذاك، وباختصار يذكر كل ما يرضى كلا من اللاعب والقارئ الذي لم تتح له فرصة الحضور بنفسه لمشاهدة المباراة. أما القارئ الذي شهد المباراة ففي استطاعة المحرر الرياضي أن يمده بمعلومات جديدة قلما يستطيع الحصول عليها بمجهوده الذاتي.

من أجل ذلك يعني كثير من الصحف في وقتنا هذا "بالمحرر المختص" وتتوخى فيه دائماً أن يكون من ذوي الخبرة التامة، والمرانة المتصلة؛ حتى أننا لنرى المحرر الرياضي يرتفع في بعض الاحيان إلى مستوى المحرر السياسي أو المحرر الادبي، أو المحرر العلمي.

ولكن كيف يؤدي هذا المحرر الرياضي عمله عادة؟ وكيف يرضى فضول قرائه كذلك؟

دلت التجربة على أن هذا المحرر يتتبع في كتابة مادته طائفة من القواعد، منها على سبيل المثال:

أولاً- تركيز الانتباه في نقطة واحدة على الدوام، هي سير اللعب في ذاته، وحركات اللاعبين أنفسهم، وذلك بغض النظر ما أمكن عن شعور النضارة.

ثانياً- إن كان ولا بد من العناية بشعور النظارة، فليكن ذلك دائماً لغاية واحدة فقط، هي وصف الجو الوجداني المحيط باللعب، ومقدار الصلة بين هذا الجو العاطفي، وحركات اللاعبين في المباراة، ذلك أن لتشجيع الجمهور أثراً لا سبيل إلى إنكاره في الفريقين المتنافسين على السواء.

ثالثاً- عرض الحقائق الخاصة باللعب عرضاً مجرداً عن الهوى، مجرداً كذلك عن مشاعر النظارة الذين لا يصح بحال من الاحوال أن يعتبرهم المحرر الرياضي جزءاً من أجزاء المباراة.

رابعاً- من حق المحرر الرياضي بعد ذلك أن يكتسب تعليقاً على المباراة، وينبغي له عندئذ أن يجعل هذا التعليق زاخراً بالحياة، معبراً عن الواقع.

خامساً- كتابة الخبر والتعليق بأسلوب جذاب، يصف المباراة، ويذكر الاطوار التي مرت بها، ويصف النتيجة التي انتهت إليها.

على أن هذا الوصف يتطلب من المحرر قدرة بلاغية من نوع معين، ولكن مهما كانت هذه القدرة البلاغية التي تدعو إليها، فلا يصح أن تكون حائلاً دون استخدام الالفاظ الفنية ولو كانت عامية وهي الالفاظ التي اصطلح الرياضيون عليها، ولهذا السبب الاخير اشترطت الصحف في محررها الرياضي أن يكون عالماً بتاريخ اللعبة الرياضية، وأن يكون ممارساً لها منذ مدة.

سادساً- في صياغة القصة الرياضية يحسن أن يتبع نظام القصة الخبرية، فيعني المحرر الرياضي بالاسئلة الستة المعروفة، ويصوغ القصة على شكل هرم مقلوب تأتي فيه النتائج والاخبار المهمة أولاً، ثم تأتي التفاصيل بعد ذلك.

سابعاً- على المحرر الرياضي أن يعني العناية كلها بنتيجة المباراة، وعليه أن ينوه بالفائر دائماً، كما أن عليه أن يشرح للقراء مغزى النتيجة التي انتهت بها المباراة، ولا بأس من التعرض في أثناء ذلك لبعض وجوه الضعف في الفريق الخاسر؛ والإشارة العابرة إلى المهم من أخطائه، ولكن بقصد التوجيه والإرشاد، لا بقصد السخرية والإيذاء، فإن السخرية في مثل هذه الحالة خطأ أدنى جسيم لا يتفق مطلقاً والروح الرياضي.

وفي يدي عند كتابة هذا الفصل صحيفة "أخبار اليوم" الصادرة في 28 أكتوبر سنة1956 ، وقد نشرت في صفحتها الرياضية أخباراً كثيرة منها الخبر الآتي بالعنوانات الآتية:

الزمالك والمصري يتعادلان

2 إلى 2

أحمد سليم يسجل هدف التعادل في الوقت الضائع.

ثم أتت الصحيفة بعد هذه العنوانات بـ "صدر الخبر" فكان على النحو الآتي:

تعادل الفريقان: الزمالك والمصري 2 - 2، وسجل "أحمد سليم" هدف التعادل للزمالك في الوقت الضائع، كما سجل "عبده سليم" هدفي المصري، وأصاب "خليل" هدفا للزمالك ... جمهور الدرجة الثالثة يلقى بالفوارغ في الملعب.

ثم أتت الصحيفة على "صلب الخبر"، وفيه التفاصيل على النحو الآتي:

الشوط الأول

تبادل الفريقان الهجوم منذ البداية، وبعد 15 دقيقة شدد الزمالك الهجوم على دفاع المصري، ولكنه لم يستغل جناحه الايمن، وتمكن دفاع المصري من صدّ هجمات الزمالك التي كانت جميعها غير محكمة.

شدد الدفاع المصري حراسته على "خليل" الذي اضطر لتغيير مركزه أكثر من مرة لمراوغة الدفاع. أضاع هجوم الفريقين فرصاً كثيرة، وقبل نهاية الشوط الاول بدقيقة تمكن "العيوطي" حارس مرمى الفريق. المصري من صد قذيفة قوية من قدم "شريف الفأر" أرسلها على بعد 40 ياردة، وانتهى الشوط الاول بدون أهداف.

الشوط الثاني

بدأ الشوط الثاني بهجوم الزمالك، وبعد 7 دقائق رد "شريف" الكرة إلى "خليلالذي انفرد بمرمى المصري، فسدد كرة مرت بجوار القائم الخشبي، وبعد 14 دقيقة أحرز "عبده سليم" متوسط هجوم الفريق المصري الهدف الاول من قذيفة قوية لم يستطع "محمد عبد الله" صدها، وبعد 22 دقيقة أحرز "خليل" هدف التعادل للزمالك إثر تمريره من "شريف الفار"، وبعد دقيقة احتسب الحكم ضربة جزاء "لصالح المصري" سجل بعدها "عبده سليم" الهدف الثاني للمصري وعلى الاثر تكتل فريق المصري أمام مرماه للاحتفاظ بفوزه ولعب "عبده سليم" متوسط هجوم بمفرده؛ وقبل نهاية الشوط الثاني بعشر دقائق فريق الزمالك على الكرة حتى نهاية المباراة، وتمكن "أحمد سليم" من إصابة هدف التعادل للزمالك قبل النهاية بنصف دقيقة، وذلك في الوقت الضائع إثر قذيفة من "علاء" صدت في الدفاع المصري، فتلقفها "أحمد سليم" وسجل الهدف الثاني للزمالك.

هكذا ركز المحرر الرياضي انتباهه في نقطة واحدة هي سير اللعب، وحركات اللاعبين، وغض النظر في شعور النظارة.

بل إن المحرر الرياضي أغفل هذا الشعور تماماً في مقاله أو عموده، فلم يذكر عنه كلمة واحدة، واكتفى إذ ذاك بصورة شمسية كبيرة نشرها في أقصى الشمال من يسار صفحة الرياضة، وجاء بها على خمسة أعمدة من هذه الصفحة، وكتب تحتها العبارة الآتية:

"ثورة الجمهور على الحكم في مباريات الزمالك والمصري" ثار الجمهور عندما احتسب الحكم ضربة جزاء ضد الزمالك، وأخذ يلقي الفوارغ، وهجم على الملعب، ويرى رجال البوليس وهم يحاولون تهدئة الحال" .

وبهذه الصورة الشمسية استغنى المحرر كما قلنا عن وصف مشاعر النظارة، وأعطى فكرة عن الجو المحيط باللعب، وأوضح مقدار الصلة بين حركات اللاعبين وتشجيع الجمهور.

ثم هكذا عرض المحرر الرياضي بصحيفة "أخبار اليوم" "الحقائق" الخاصة بالمباراة التي أجريت بين فريق الزمالك وفريق المصري، وتجرد المحرر في أثناء ذلك عن التحيز لاحد الفريقين، كما تجرد أيضاً عن مشاعر النظارة.

ثم إن المحرر الرياضي الذي أمامنا توخي أن يكتب خبر المباراة على شكل قصة إخبارية لها "صدر"، ولها "صلب"، وأجاب عن بعض الاسئلة الستة، وعني بذكر النتيجة ووصفها، ولم ينس في أثناء ذلك كله أن يوجه النقد من حين لآخر إلى اللاعبين، ويلفت أنظارهم إلى الاخطاء التي كانوا يرتكبونها، ولم ينس هذا المحرر مطلقاً أن ينوه ببعض الممتازين من اللاعبين، وأن يسجل حركاتهم في الملعب، وأن يستخدم في أثناء ذلك كله الالفاظ المصطلح عليها بين الرياضيين أنفسهم؛ كألفاظ:

هدف التعادل، والدفاع، والمرمى، والجناح، ومتوسط هجوم، وضربة جزاء الخ، ولا يكاد يعاب على هذا العمود الرياضي الذي أتى على شكل قصة إخبارية أكثر من أن محرره لم يقسم "صلب الخبر" إلى فقرات تبدأ كل فقرة منها بسطر جديد، فإنه بدلاً من أن يفعل ذلك اكتفى بالفصل بين كل فرقة وأخرى بنقطة أفقية هكذا (....)

ولا شك أن هذه الصفحة الرياضية التي ينشر فيها هذا العمود الرياضي لم تتسع فيما يظهر للتعليق الفني على المباراة، بما يعطي للقارئ فكرة كاملة الوضوح، تامة البناء، ظاهرة المعالم:

_______________

راجع كتاب "كيف تصبح صحفيا" للأستاذ كارل وارين، الترجمة العربية للأستاذ عبد الحميد سرايا ص 195.